2024 يُسجل مستوى قياسياً في أعداد الصحافيين القتلى
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
وصل عدد الصحافيين الذين قتلوا خلال العام الماضي إلى مستوى غير مسبوق، ونحو 70 في المئة منهم كانوا فلسطينيين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ارتفاع نسبته 22 في المئة مقارنة بعام 2023.
وقالت لجنة حماية الصحافيين في التقرير الذي يتضمن الحصيلة السنوية للضحايا الصحافيين إن هذا العدد المرتفع يعكس «ارتفاع مستويات الصراع الدولي والاضطرابات السياسية والجريمة في أنحاء العالم كافة».
ووفقاً للجنة حماية الصحافيين، فإن 124 صحافياً من 18 دولة قتلوا في 2024 الذي وصفته بأنه العام الأكثر دموية بالنسبة للعاملين في هذه المهنة منذ بدأت بإعداد سجلاتها قبل ثلاثة عقود.
وأكدت لجنة حماية الصحافيين أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة السبب الأول في نسبة ارتفاع الصحافيين القتلى حول العالم، إذ قتلت قوات الاحتلال «82 صحافياً فلسطينياً»، بحسب اللجنة. ومن المهم الاشارة إلى أن عدد الصحافيين الفلسطينيين الشهداء في غزة، خلال الفترة نفسها، أعلى بكثير وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، والذي قال إن مئتي صحافي استشهدوا بحلول نهاية العام الماضي.
وتختلف الإحصاءات لأن اللجنة تعتمد منهجية مختلفة؛ حيث تعتبر لجنة حماية الصحافيين الحالة «مؤكدة» حين تكون متيقنة من أنّ «الصحافي قُتل كرد انتقامي مباشر على عمله، أو في القتال أو تبادل إطلاق النار؛ أو أثناء تنفيذ مهمة خطيرة».
ورصدت لجنة حماية الصحافيين «ارتفاعاً مثيراً للقلق في عدد عمليات القتل الاستهدافي»، إذ أن «24 صحافياً على الأقل في أنحاء العالم كافة قُتلوا عمداً بسبب عملهم عام 2024». وفي غزة ولبنان، وثقت «10 حالات استُهدف فيها صحافيون على يد الجيش الإسرائيلي، في تحدٍ للقوانين الدولية التي تُعرّف الصحافيين على أنهم مدنيون أثناء النزاع». وأفادت اللجنة بأنها تحقق أيضاً في 20 جريمة قتل أخرى تعتقد أن إسرائيل ربما استهدفت فيها الصحافيين تحديداً.
وأعادت اللجنة التذكير بأن إسرائيل تتبع نهجاً في قتل الصحافيين منذ ما قبل العدوان الأخير على غزة، حيث في عام 2023، أصدرت اللجنة تقريراً عنوانه «نمط فتاك: 20 صحافياً قتلوا بنيران القوات الإسرائيلية خلال 22 سنة من دون أن يُحاسب أحد»، انطلقت فيه من جريمة قتل مراسلة قناة «الجزيرة» شيرين أبو عاقلة برصاص إسرائيلي عام 2022، لتوثّق مسؤولية جيش الاحتلال عن مقتل 20 صحافياً على الأقل منذ عام 2001،
ووجدت «نمطاً في الاستجابة الإسرائيلية يبدو مصمماً للتملص من المسؤولية. فقد أخفقت إسرائيل في إجراء تحقيقات كاملة بشأن أحداث القتل هذه، ولم تجرِ تحقيقات معمقة إلا عندما يكون الضحية أجنبياً، أو عندما يكون الصحافي القتيل موظفاً لدى مؤسسة إعلامية بارزة. وحتى في تلك الحالات، سارت التحقيقات ببطء شديد، واستغرقت أشهراً أو سنوات، وانتهت بتبرئة الأشخاص الذين أطلقوا النيران».
وأشارت اللجنة إلى أن السودان وباكستان حلا في المرتبة الثانية في قائمة الدول حيث قتل العدد الأكبر من الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي خلال عام 2024، حين قتل في كل منهما 6 من ممارسي المهنة. أما جرائم القتل الأخرى فوقعت في هايتي 2 والمكسيك 5 وميانمار 3 وموزمبيق 1 والهند 1 والعراق 2.
والصحافيون المستقلون يشكلون أكثر من 35 في المئة من إجمالي جرائم القتل حول العالم عام 2024، بسبب افتقارهم إلى الموارد، ويصل عددهم إلى 43 من إجمالي عدد الصحافيين الذين قُتلوا في 2024. ووفقاً للجنة، فإن 31 منهم هم من الفلسطينيين الذين كانوا يغطّون الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، حيث لا تزال المؤسسات الإعلامية الأجنبية ممنوعة من الدخول إلا بمرافقة جيش الاحتلال. وعلقت الرئيسة التنفيذية للجنة حماية الصحافيين، جودي جينسبيرغ، على هذه الحصيلة، بالقول: «اليوم هو الوقت الأكثر خطورة على الصحافيين في تاريخ اللجنة». وأضافت «الحرب في غزة غير مسبوقة في تأثيرها على الصحافيين، وتظهر تدهوراً كبيراً في المعايير العالمية لحماية الصحافيين في مناطق الصراع. لكن قطاع غزة ليس المكان الوحيد حيث يتعرض الصحافيون للخطر. تُظهر أرقامنا أن الصحافيين يهاجَمون في أنحاء العالم كافة». وشددت على أن «ارتفاع حالات قتل الصحافيين جزء من اتجاه أوسع نطاقاً لتكميم وسائل الإعلام على مستوى العالم. هذه قضية يجب أن تقلقنا جميعاً، لأن الرقابة تمنعنا من التصدي للفساد والجريمة ومحاسبة النافذين».
وكانت اللجنة قد أصدرت حصيلتها السنوية للصحافيين المعتقلين حول العالم في كانون الثاني/يناير الماضي، ووجدت أن عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية العام 2024، وأشارت إلى أنّ إسرائيل احتلّت المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين بعد الصين. وفي الأول من كانون الأول/ديسمبر، كانت الصين تحتجز في سجونها 50 صحافياً، بينما كانت إسرائيل تعتقل 43 صحافياً، وميانمار 35 صحافياً، وفقاً للمنظمة التي اعتبرت أنّ هذه «الدول الثلاث هي الأكثر انتهاكاً لحقوق الصحافيين في العالم».
وأشارت اللجنة إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي زادت فيها أعداد الصحافيين المعتقلين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأكّدت أن «إسرائيل حلّت في المرتبة الثانية بسبب استهدافها التغطية الإعلامية للأراضي الفلسطينية المحتلّة».
يشار إلى أن لجنة حماية الصحافيين «Committee to Protect Journalists» هي مؤسسة مستقلة غير ربحية مقرها مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الصحافة اليمن لجنة حمایة الصحافیین عدد الصحافیین الصحافیین فی إلى أن فی غزة عام 2024
إقرأ أيضاً:
مراسلون بلا حدود: نصف الصحفيين المتوفين في 2025 قتلتهم إسرائيل
قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إن ما يقرب من نصف الصحفيين (43٪) الذين قتلوا خلال عام 2025، قضوا على يد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وسجل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهاد 257 صحفيا فلسطينيا منذ بدء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
67 صحفيا قتيلا في 2025: أين قتلوا؟وأكدت المنظمة ارتفاع إحصائيات القتل في صفوف الصحفيين، بسبب ما وصفته بالممارسات الإجرامية للقوات العسكرية النظامية وغير النظامية، إذ قُتل 53 من أصل 67 صحفيا خلال العام الجاري، جراء الحروب أو العصابات الإجرامية.
وقالت إن الجيش الروسي واصل في 2025 استهداف الصحفيين الأجانب والأوكرانيين، كما برزت السودان كمنطقة حرب قاتلة على نحو استثنائي للعاملين في مجال الأخبار.
وفي المكسيك، تتحمل العصابات الإجرامية المنظمة المسؤولية عن الارتفاع المقلق في عدد جرائم قتل الصحفيين في 2025، إذ كان العام الجاري الأكثر دموية خلال السنوات الثلاث الماضية على الأقل، وتُعد المكسيك ثاني أخطر بلد في العالم بالنسبة للصحفيين، حيث قُتل 9 منهم فيها.
وبينت "مراسلون بلا حدود" أن الصحفيين أكثر عرضة للخطر داخل بلدانهم، حيث لم يُقتل سوى صحفيين أجنبيين اثنين هذا العام، وهما المصور الصحفي الفرنسي أنتوني لاليكان، الذي قُتل في غارة بطائرة روسية بدون طيار في أوكرانيا، والصحفي السلفادوري خافيير هيركوليس، الذي قُتل في هندوراس، حيث كان يعيش منذ أكثر من عقد، أما جميع الصحفيين الآخرين الذين قُتلوا فقد كانوا يغطون الأخبار في بلدانهم.
503 صحفيا في السجونوأحصت المنظمة وجود 503 صحفيين محتجزين في مختلف أنحاء العالم، فيما لا تزال الصين أكبر سجن للصحفيين في العالم (121 صحفيا)، تليها روسيا (48 صحفيا) التي تحبس أكبر عدد من الصحفيين الأجانب في العالم منهم 26 أوكرانيا، وتأتي ميانمار (47 صحفيا) في المرتبة الثالثة.
إعلانوبعد مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد، لا يزال العديد من الصحفيين الذين اعتُقلوا أو أُسروا في عهده في عداد المفقودين، مما يجعل سوريا البلد الذي يضم أكبر عدد من الصحفيين المفقودين (37 صحفيا)، بما يفوق ربع العدد الإجمالي في العالم.
وقالت "مراسلون بلا حدود" إن 72% من الصحفيين المفقودين اختفوا في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، مبينة أن هناك 135 صحفيا مفقودا في 37 دولة، بعضهم مفقود منذ أكثر من 30 عاما.
لا يموتون فحسب بل يُقتلونوقال المدير العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، تيبو بروتين إن 67 صحفيا قُتلوا هذا العام ليس عن طريق الصدفة، بل بسبب عملهم، مشيرا إلى أن انتقاد وسائل الإعلام أمر مشروع حتى يكون حافزا للتغيير وضمان حرية الصحافة، مستدركا "لكنها يجب ألا تنحدر أبدا إلى كراهية الصحفيين، التي تنشأ في الغالب عن -أو تغذيها عمدا- القوات المسلحة والمنظمات الإجرامية".
وأضاف بروتين أن الواقع المؤلم للصحفيين نجم من قدرة الجناة على الإفلات من العقاب، لافتا إلى أن فشل المنظمات الدولية في حماية والدفاع عن حق الصحفيين في الحروب النزاعات المسلحة مردّه تراجع شجاعة الحكومات في العالم.
وقال "لقد أصبح الصحفيون الذين هم شهود أساسيون على التاريخ، ضحايا جانبيين تدريجيا، وشهود عيان مزعجين، وورقة مساومة، وبيادق في الألعاب الدبلوماسية، ورجالا ونساء يجب التخلص منهم"، محذرا من المفاهيم الخاطئة عن الصحفيين، حيث لا أحد منهم يضحي بحياته من أجل الصحافة، بل تُسلب منهم، فالصحفيون "لا يموتون فحسب بل يُقتلون"، وفق تعبيره.