اهتمام متزايد للناتو بموريتانيا.. هل تكون بوابته لشمال وغرب أفريقيا؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
تصاعد اهتمام حلف شمال الأطلسي (الناتو) بموريتانيا، منذ العام الماضي، بالتزامن مع تنامي النفوذ الروسي في منطقة الساحل الأفريقي التي توصف بأنها الأكثر اضطرابا حاليا في إفريقيا.
ويرى متابعون أن حضور روسيا المتزايد في الساحل وتعزيز علاقتها مع القادة العسكريين الممسكين بزمام السلطة في مالي وبوركينافاسو، وأخيرا النيجر، زاد من أهمية موريتانيا بالنسبة لحلف الناتو، الذي ينتابه القلق بشأن تأمين جناحه الجنوبي.
وتعزز التقارب بين موريتانيا والناتو، خلال قمة الحلف في مدريد العام الماضي، والتي دُعيت إليها دولتان فقط من خارج الحلف هما موريتانيا والأردن.
وتتطلع نواكشوط للحصول على دعم الحلف في مجال تعزيز القدرات العسكرية للجيش، بينما يرى الحلف في نواكشوط شريكا أساسيا نظر لموقعها الاستراتيجي، إذ تربطها حدود بحرية مع اسبانيا، بالإضافة لكونها نقطة وصل بين شمال وغرب أفريقيا.
شريك وحيد في الساحل
وفي مقابلة سابقة مع وكالة الأنباء الموريتانية، قال نائب الأمين العام المساعد للحلف للشؤون السياسية والسياسة الأمنية خافيير كولومينا إن "دور موريتانيا في منطقة الساحل كبير وضروري".
وأضاف أن نواكشوط هي "الشريك الوحيد للحلف في منطقة الساحل، وهي الوحيدة التي يمكنها النفاذ لبعض أدواتنا بطريقة منهجية" لافتا إلى أن "موريتانيا هي الدولة الوحيدة في منطقة الساحل التي تسيطر على أراضيها وحدودها، وهي دولة تتمتع باستقرار سياسي وأمني، لذا فإن التعاون معها أفضل بالنسبة للحلف".
وعلى مدى الأشهر الأخيرة تزايدت اللقاءات والزيارات المتبادلة بين مسؤولين من الناتو ومسؤولين حكوميين موريتانيين.
ويرى وزير الخارجية الموريتاني الأسبق محمد فال ولد بلال، أن الزيارات واللقاءات المتكررة بين مسؤولي "الناتو" وموريتانيا، تعكس رغبة واضحة في تعزيز شراكة استراتيجية.
واعتبر في تدوينة عبر صفحته على فيسبوك أن هذا الاهتمام "يعكس نوايا الدول الغربية في الاستعاضة عن باماكو (عاصمة مالي) ونيامي (عاصمة النيجر) بنواكشوط من منظور استراتيجي.
وأضاف: "يتجلى ذلك في مغازلة موريتانيا سياسيا وإعلاميا، وبشتى الوسائل الممكنة، إذ أنه ما من دولة في الناتو، ولا صحيفة، ولا قناة إذاعية أو تلفزيونية إلا وتتغنى بمشاعر الود والاعجاب والتقدير لموريتانيا، رئيسا وحكومة وشعبا، الكل يتنافس في الثناء والاطراء، حتى الرئيس الأوكراني ووزير خارجيته اقتطعا من وقتهما المشحون دقائق للتعبير عن التقدير لموريتانيا الصديقة".
معادلة صعبة
ورأى وزير الخارجية الأسبق ولد بلال، أن موريتانيا "أمام معادلة صعبة، حيث لا ينبغي لها أن تساير الناتو في أهدافه الحربية، ولا ينبغي لها أن تبتعد عنه".
وأضاف، "أن القرب من الناتو، يعرضها للانتقام من روسيا وأدواتها في المنطقة، والابتعاد عنها، قد يؤدي إلى خيبة، وردود فعل مضرة، نحن نوجد في قلب منطقة مضطربة، وسط مصالح متناقضة، وفي مرمى جميع الأطراف المتحاربة، ومهما بذلنا من جهد لإرضاء الجميع، فإننا سنكون دائما محل اتهام وظنون وشكوك من قبل الأصدقاء، والأعداء، والخصوم، وسنتعرض لإغراءات وضغوط قوية، ولكن الأمر - بين ذاك وذاك - يحتاج فقط لدبلوماسية واضحة ومرنة ومتوازنة ويقظة".
موطئ قدم استراتيجي
ويرى المحلل السياسي سيد أحمد محمدو، أن التقارب بين موريتانيا والناتو، يأتي في سياق الصراع المحتدم بين الحلف وروسيا في المنطقة، ومحاولة الناتو الحصول على موطئ قدم استراتيجي في المنطقة ومنع موسكو من الحصول على منفذ بحري فيها، معتبرا أن أي حضور روسي في موريتانيا قد تراه بلدان الناتو خطرا عليها نظرا لقرب البلاد من الاتحاد الأوروبي.
وأشار في تصريح لـ"عربي21"، "إلى أن الاستقرار السياسي الذي تعرفه موريتانيا ووجودها على شواطئ قريبة من الاتحاد الأوروبي، جعلت الحلف يسعى لتعزيز الشراكة معها، خصوصا في مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة".
وأضاف: "أن المنطقة تعيش اضطرابا شديدا، وعرفت انقلابات عسكرية متتالية، كان آخرها انقلاب النيجر، وقبلها مالي وبوركينافاسو، والحضور الروسي بدى واضحا، الروس حاضرون بقوة في منطقة الساحل الإفريقي، هذا يثير مخاوف دول حلف الناتو".
ولفت ولد محمدو، "إلى أن إسبانيا لعبت دورا مهما في تعزيز الشراكة بين الحلف وموريتانيا، مستغلة تراكمات من التبادل الاستخباراتي والأمني والعسكري بحكم التداخل بين جزر الكناري وموريتانيا.
وتابع، "يبدو واضحا أن حلف شمال الأطلسي يريد موريتانيا شريكا له، في إطار محاولاته التصدي للتمديد الروسي في المنطقة".
رفض سياسة الاستقطاب
وعلى الرغم من أن غالبية المتابعين يرون أن موريتانيا هي الحليف الرئيسي للناتو في المنطقة، إلا أن المسؤولين الموريتانيين يؤكدون من حين لآخر رفض نواكشوط الدخول في سياسة الاستقطاب والمحاور الدولية.
وتحاول موريتانيا، التأكيد على ذلك باستقبال مسؤولين روس كان آخرهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي زار نواكشوط قبل أشهر، حيث هيمنت على الزيارة مواضيع التعاون الاقتصادي، بالإضافة إلى نقاش الوضع في منطقة الساحل.
كما شارك رئيس الحكومة الموريتانية محمد ولد بلا، في القمة الروسية الأفريقية الأخيرة في مدينة سان بطرسبورغ، أشاد في كلمة خلالها بالتعاون مع موسكو.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الناتو النفوذ الروسي الساحل الأفريقي موريتانيا الناتو موريتانيا الساحل الأفريقي النفوذ الروسي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی منطقة الساحل فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
أسوشيتد برس: ترامب يصعّد إجراءات الحدود ويعلن منطقة عسكرية جديدة في كاليفورنيا
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن إضافة منطقة عسكرية جديدة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لدعم عمليات الأمن الحدودي، وهذه المرة في ولاية كاليفورنيا.
وقالت وزارة الداخلية الأمريكية في بيان صحفي إنها ستنقل الولاية القضائية على معظم الحدود الدولية لولاية كاليفورنيا مع المكسيك إلى البحرية الأمريكية لتعزيز "الدور التاريخي الذي تلعبه الأراضي العامة في حماية السيادة الوطنية".
وتمتد المنطقة العسكرية الجديدة تقريباً من خط ولاية أريزونا إلى محمية جبل أوتاي، مروراً بوادي إمبيريال والمجتمعات الحدودية بما في ذلك مدينة تيكاتي.
ومنذ شهر أبريل الماضي، تم إعلان مساحات واسعة من الحدود كمناطق عسكرية، مما يمنح القوات الأمريكية صلاحيات اعتقال المهاجرين وغيرهم ممن يُتهمون بالتعدي على قواعد الجيش والقوات الجوية والبحرية، ويتيح فرض تهم جنائية إضافية قد تصل إلى عقوبة السجن. وتم نشر أكثر من 7 آلاف جندي على الحدود، بالإضافة إلى مجموعة من الطائرات المروحية والطائرات بدون طيار وأجهزة المراقبة.
وكانت هذه الاستراتيجية العسكرية قد بدأت في أبريل على طول 170 ميلاً «275 كيلومتراً» من الحدود في نيو مكسيكو، ثم تم توسيعها لاحقاً لتشمل أجزاء من الحدود في تكساس وأريزونا.
ووصفت وزارة الداخلية المنطقة الدفاعية الجديدة في كاليفورنيا بأنها منطقة ذات كثافة مرور عالية للعبور غير القانوني للمهاجرين. ومع ذلك، فإن اعتقالات دوريات الحدود على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة هذا العام سجلت أبطأ وتيرة منذ ستينيات القرن الماضي، في ظل سياسة الرئيس ترامب الداعية إلى عمليات ترحيل جماعية.
وقال وزير الداخلية دوج بورجوم في بيان صحفي: «من خلال العمل مع البحرية لسد الثغرات الأمنية الطويلة الأمد، نقوي الدفاع الوطني، ونحمي أراضينا العامة من الاستخدام غير القانوني، ونعمل على تعزيز أجندة الرئيس».
ودفعت حالة الطوارئ المعلنة من قبل ترامب القوات المسلحة إلى دور محوري في ردع محاولات عبور المهاجرين بين نقاط الدخول الأمريكية. ويشير خبراء قانونيون إلى أن هذه الاستراتيجية تتجاوز الحظر المفروض على استخدام الجيش لأغراض إنفاذ القانون داخل الأراضي الأمريكية، ما يضع القوات المسلحة في مهمة قد تتسم بالطابع السياسي.
وجاء الإعلان عن المنطقة العسكرية الجديدة بالتزامن مع أمر أصدره قاضٍ فيدرالي بإيقاف إدارة ترامب عن نشر الحرس الوطني في كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس، وإعادة السيطرة على تلك القوات إلى الولاية.
وكان ترامب قد استدعى أكثر من 4 آلاف من قوات الحرس الوطني في كاليفورنيا في يونيو الماضي دون موافقة الحاكم جافين نيوسوم، لتعزيز جهود الإدارة في تطبيق قوانين الهجرة.
اقرأ أيضاًترامب يتحرش بـ مادورو.. القوات الأمريكية تعترض ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية
ترامب يهاتف القادة الأوروبيين لتحقيق السلام في أوكرانيا
ترامب: أوروبا تسير في اتجاه سيئ للغاية ويجب أن تكون حذرة