جدل كل عام.. هل تجوز زكاة الفطر نقدًا بدلًا من الحبوب؟
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
حسمت دار الإفتاء، الجدال الدائر حول كيفية إخراج زكاة الفطر، خاصة في ظل الانقسام حول إخراجها مالاً أم حبوباً، مشددة على أنها تأخذ في اعتبارها التوازن بين مصلحة الفقير وكذا المزكي في تحديد قيمة الكفارات وزكاة الفطر.
الحكمة من زكاة الفطرشرع الإسلام زكاة الفطر على كل مسلم ذكرًا كان أو أنثى، حُرًّا كان أو عبدًا، وسواء كان من أهل المدن أو القرى، أو البوادي، وقد فُرضت على كلِّ مَن يجد قوتَ يومِه ولو كان فقيرًا، فقد جعلها الله تطهيرًا للنفس من أدرانها من الشُّح وغيره من الأخلاق الرديئة، وتطهيرًا للصيام مما قد يؤثر فيه وينقص ثوابه من اللغو والرفث ونحوهما، وتكميلًا للأجر وتنميةً للعمل الصالح، ومواساةً للمحتاجين والمساكين، وإغناءً لهم من ذل الحاجة والسؤال يوم العيد، كما أن فيها إظهارَ شكر نعمة الله تعالى على العبد بإتمام صيام شهر رمضان وما يسَّر له الله من قيامه، وفعل ما تيسر من الأعمال الصالحة، فضلًا عن إشاعة المحبة والمودة بين فئات المجتمع المسلم.
وتؤكد دار الإفتاء المصرية، أن زكاة الفطر عبادة من العبادات، وقربة من القربات العظيمات؛ لارتباطها بالصوم الذي أضافه الله إلى نفسه إضافةَ تشريفٍ وتعظيمٍ: (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).
زكاة الفطر مال أم حبوب ؟قالت دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرة على ذلك.
ووفقاً للدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء والمفتي السابق، فإنه يجوز شرعًا إخراجُ زكاة الفطر مالًا، خاصة في زماننا هذا؛ لأن المال أوفق في إتمام مقصد الشرع في سدِّ حاجة الفقراء.
وقت إخراج زكاة الفطرتجب زكاة الفطر بدخول فجر يوم العيد عند الحنفية، بينما يرى الشافعية والحنابلة أنها تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وأجاز المالكية والحنابلة إخراجها قبل وقتها بيومين؛ لقول ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: "كانوا يعطون صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين".
ولا مانع شرعًا من تعجيل زكاة الفطر من أول دخول رمضان، كما هو الصحيح عند الشافعية وهو قولٌ مُصَحَّحٌ عند الحنفية، وفي وجه عند الشافعية أنه يجوز من أول يوم من رمضان لا من أول ليلة، وفي وجه يجوز قبل رمضان.
كما أنه يجوز شرعًا إخراج زكاة الفطر منذ أول يوم في شهر رمضان، وحتى قبيل صلاة عيد الفطر، مناشدا المسلمين بتعجيل زكاة فطرهم وتوجيهها إلى الفقراء والمحتاجين، حيث تعيش الأمة الإسلاميَّة -بل الإنسانية جميعًا- ظروفًا استثنائية غيَّرت بصورة غير مسبوقة سمات الحياة العامة المعتادة في شهر رمضان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وقت إخراج زكاة الفطر الحكمة من زكاة الفطر زكاة الفطر مال أم حبوب المزيد إخراج زکاة الفطر
إقرأ أيضاً:
هل يجوز إخراج أموال بديلا عن الأضحية؟.. أمين الفتوى يجيب
إخراج أموال بدلًا من الأضحية.. أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الأضحية في الإسلام هي سنة مؤكدة وليست فرضًا، مشيرًا إلى أن أهميتها تكمن في نية التقرب إلى الله خلال أيام عيد الأضحى المبارك وأيام التشريق، مضيفًا أن الأضحية تعتبر ذبيحة تقربًا إلى الله في هذه الأيام المحددة بنية الأضحية، وليس مجرد تقديم مال.
وأشار شلبي، في حديثه، إلى أنه لا يجوز استبدال الأضحية بالمال، مستندًا إلى النصوص الشرعية التي توضح أن الأضحية يجب أن تكون ذبحًا فعليًا، موضحًا أن فكرة إخراج مال بدلاً من الذبح لم ترد في الأحاديث النبوية أو الفقه الإسلامي التقليدي.
هل يُعتبر إخراج المال بدلاً من الأضحية حلاً في بعض الحالات؟بالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون شراء أضحية أو ذبحها لأسباب مالية، أكد شلبي أنه لا حرج في ترك الأضحية إذا كانت الظروف المالية صعبة، دون أن يكون ذلك إثمًا، مضيفًا أن الأجر في هذه الحالة يُثاب عليه من يترك الأضحية في هذه الظروف، مستشهدًا بما كان يفعله الصحابة مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، الذين أحيانًا لم يضحيان في بعض السنوات حتى لا يُفهم الأمر على أنه فرض.
هل يمكن للإنسان التصدق بالمال بدلاً من الأضحية؟في ردّه على هذا السؤال، أكد الدكتور شلبي أن التصدق بالمال لا يُعتبر بديلاً شرعيًا للأضحية. رغم أن التصدق يعد من الأعمال الفضيلة في الإسلام، إلا أنه لا يحل محل الذبح الذي يُعد ركنًا في شعيرة الأضحية، مؤكدًا أن الأصل هو الالتزام بالأضحية بنفسها، لكن إذا تعذر ذلك، يظل التصدق أو تقديم المساعدة للفقراء عملًا جليلًا ومجزى في حد ذاته.
ما حكم المساعدة المالية لأبناء الأسرة في حال الضائقة المالية بدلاً من شراء الأضحية؟من جانب آخر، أجاب الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال سيدة أرملة تبلغ من العمر 58 عامًا، والتي كانت تخطط لجمع المال من معاش زوجها لشراء أضحية، ولكن ابنتها كانت تمر بضائقة مالية شديدة. سألته السيدة: هل يمكنها مساعدة ابنتها بدلًا من شراء الأضحية؟
أجاب الشيخ أحمد عبد العظيم قائلاً: «لا إثم مطلقًا إذا قررت السيدة توجيه المال لمساعدة ابنتها بدلاً من شراء الأضحية»، مؤكداً أن الأضحية تعتبر سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، ولا يُعاقب من يتركها، مضيفًا أن مساعدة الابنة في هذه الحالة أولى من أداء السنة، لأنه في الإسلام، رفع المعاناة عن محتاج، خاصة إذا كان قريبًا، يعتبر أولوية، ويُثاب المسلم عليه.
هل يمكن أن تُؤجل الأضحية في حالات معينة؟أشار الشيخ أحمد عبد العظيم إلى أن الإسلام يراعي ظروف الناس، وأن التراحم والتكافل هو جزء أساسي من الدين. وفي حال وجود حاجة ملحة لدى الأهل أو أفراد الأسرة، فإن تقديم الدعم لهم يُعتبر أمرًا ضروريًا وأفضل من أداء الأضحية في تلك الحالة، خاصة إذا كانت الظروف المالية صعبة، مضيفًا أن الإسلام دين توازن، حيث يولي أهمية لاحتياجات الأسرة قبل أداء بعض الشعائر التي لا يُؤثم على تركها.
اقرأ أيضاًأهم الإرشادات لاختيار الأضحية المثالية في عيد الأضحى 2025| خاص
ما حكم شراء الأضحية بالوزن وهي حية؟.. الإفتاء توضح
ما هو السن الشرعي للأضحية ومتى موعد الذبح؟.. الإفتاء توضح الشروط