يمانيون../
يحاولُ الرئيسُ الأمريكي دونالد ترامب جاهدًا تهجيرَ سكان قطاع غزة وأهالي الضفة الغربية، في مساعٍ أمريكية صهيونية لتصفية القضية الفلسطينية، مستغلاً الصمتَ الأممي والتواطؤ الدولي والخذلان العربي غير المسبوق.

ومنذ تنصيبه في البيت الأبيض، ومصطلح تهجير سكان غزة يتردّد على لسان تاجر الإجرام، زاعمًا أن القطاع المدمّـر كليًّا بات غير صالح للعيش، مطالبًا مصر والأردن احتواء أهالي غزة.

وأمام تلك التصريحات الوقحة، يخيم الصمت المريب على كافة أرجاء الدول العربية والإسلامية باستثناء تصريحات الرفض الباهتة من بعض الدول والأنظمة، غير أنها لم ترقَ لمستوى التحَرّك العملي على الميدان لردع الغطرسة والعربدة الصهيوأمريكية.

وبالرغم من إصدار وزارة الخارجية المصرية والأردنية وعدد من الدول العربية بيانات استنكار ورفض لمخطّط الأرعن ترمب، غير أن الأخيرَ يُصِرُّ على قراراهِ الجنونيِّ؛ ما يتطلب من شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية التحَرّك الجاد لوقف المخطّط الأمريكي الإجرامي الرامي لتصفية القضية الفلسطينية.

انسجامٌ تام واستنفار دائم:

في الخميس المنصرم، دعت حركة المقاومة حماس، أحرار الأُمَّــة العربية والإسلامية الخروج في مظاهرات جماهيرية كبرى؛ تنديداً بالقرار الأمريكي الخاص بتهجير سكان القطاع، ليهب الشعب اليمني بكل طوائفه ومكوناته السياسية صوب ساحات التظاهرات بشكل مليوني وغير مسبوق.

وفي هذا السياق، يؤكّـد عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح، أن الشعبَ اليمني يتوجه إلى ساحات التظاهر نصرة لغزة، بشكل مليوني يجسد الإيمان العميق لدى الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية.

ويوضح أن الشعب اليمني وقيادته الثورية على انسجام تام وتوافق كامل في الموقف المناصر لغزة؛ باعتبَاره موقفاً إيمانياً وأخلاقياً ودينياً وإنسانياً.

ويبيّن أن “السيولَ البشرية التي تواجدت في مئات الساحات اليمنية تعكس الغضب الشعبي العارم إزاء القرار الأمريكي بشأن تهجير سكان غزة ومماطلة العدوّ الصهيوني في تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار”.

ويعتبر الفرح المسيرات الجماهيرية المليونية في مختلف ساحات التظاهرات جبهة من جبهات المواجهة مع العدوّ الصهيوني وحلفائه الأمريكان.

ويشير إلى أن الزخم المليوني في الساحات يجسد الاستجابة الشعبيّة لدعوة السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- كما أنها تعكس الجهوزية العالية لمواجهة أي تصعيد قادم للعدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني وحلفائهم.

جهوزية عالية للمواجهة:

في مسيرات “على الوعد مع غزة رفضًا للتهجير” أكّـد بيان المسيرات على لسان وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، الجهوزية العالية للقوات المسلحة اليمنية واستعداداها للهجوم على العدوّ الأمريكي والإسرائيلي وأنها تحت رهن إشارة قائد الثورة يحفظه الله، في مؤشرات واضحة على الجاهزية العالية لقواتنا، والذي يترافق معها التطويرُ المُستمرّ للقدرات العسكرية والوصول إلى ما هو أشد تنكيلاً وإيلاماً بالعدوّ.

الجهوزية العالية للقوات المسلحة اليمنية يساندها ويدعمها ويشرعن لها ملايين اليمنيين؛ الأمر الذي يثبت تكامل الموقف اليمني المناصر لغزة واستعداده لتحمل كافة التبعات والتحديات.

وفي هذا السياق يؤكّـد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة صنعاء الدكتور عبد الملك عيسى، أن “الجماهير المليونية في الساحات تبعث رسائلَ تحدٍّ واضحة للعدو الأمريكي والإسرائيلي، مفادها أن قرار التهجير مرفوض وقواتنا العسكرية وسلاحنا وعتادنا لكم بالمرصاد”.

ويوضح أن “السيول البشرية الهادرة جسدت المعنى الحقيقي للوحدة العربية والأُخوَّة الإسلامية كما أنها أكّـدت استحالة ترك أهالي غزة يواجهون مصيرهم لحالهم”.

ويبيّن أن الخروجَ في المظاهرات الشعبيّة الواسعة يسهم بشكل فاعل وكبير في إخفاق الأهداف والمخطّطات الصهيونية والأمريكية التي يسعى الأعداء لتحقيقها.

ويرى عيسى أن استمرار المظاهرات الشعبيّة المساندة لغزة تبعث رسائل اطمئنان لأهالي غزة والضفة الغربية وكافة الأراضي الفلسطينية مفادها “أننا معكم ولن نترككم حتى يتحقّق النصر وينتهي الاحتلال الإسرائيلي”.

وفي الوقت الذي يفتر ويتراجع العديد من الشعوب الحرة المناهضة للعدوان الإسرائيلي على غزة والمساندة لأهالي القطاع، لم يفتر اليمنيون لحظة واحدة عن مساندة غزة والانتصار لمظلوميتها منذ عام وخمسة أشهر متواصلة وحتى اللحظة.

وبهذا الخصوص، يؤكّـد عيسى أن “ثبات اليمنيين على الموقف المساند لغزة دليل إيمَـانهم العميق بالقضية الفلسطينية ووعيهم بخطورة المرحلة التي تمر بها الأُمَّــة الإسلامية”.

ويعتبر عيسى الموقف اليمني المساند لغزة الموقف الأول عالميًّا، مبينًا أن تصدر الموقف اليمني المساند لغزة جعل اليمن محط أنظار العالم بصفته البلد الوحيد المتصدي للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.

ويرجع أسباب تراجع المظاهرات الشعبيّة المناصرة لغزة في مختلف بلدان العالم إلى العديد من الأسباب أبرزها القمع الأمني الذي تفرضه الأنظمة الحاكمة على شعوبها، إضافة إلى تراجع الوعي لدى الشعوب بفعل سياسَة الترويض الأمريكي الإسرائيلي التي يمارسها العدوّ.

ويشير عيسى إلى أن “خطابات السيد القائد العلم وتحفيزاته المُستمرّة أسهمت بشكل فاعل في الحفاظ على الموقف اليمني الشعبي والعسكري المناصر لغزة، وحتى بعد الانقطاع عن المسيرات الشعبيّة الذي تزامن مع بدء وقف إطلاق النار شعر العديد من الجماهير بالملل والفتور لعدم خروجه الجماهيري الذي اعتاد عليه أسبوعيًّا منذ عام كامل وبضعة أشهر”.

ثبات شعبي لا يتزحزح:

ومع دعوة السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- الشعب اليمني الخروج المشرف لساحات التظاهر رفضاً لمخطّط التهجير الأمريكي لسكان غزة، تقاطر ملايين اليمنيين إلى مئات الساحات بكل حماس وتلهف وشوق، ما يوحي بتجذر القضية الفلسطينية في وجدان ومشاعر كافة الشعب اليمني العظيم.

وفي هذه الجزئية يقول الشيخ نجيب المطري: “يعلم الله أني أنا وغيري شعرنا بالراحة النفسية حين سمعنا كلمة السيد القائد يدعو للخروج المليوني نصرة لغزة وشعب غزة وشعب فلسطين، ويعلم الله أننا كنا متلهفين للخروج بعد الانقطاع؛ بسَببِ الهدنة ووقف إطلاق النار بين المقاومة والعدوّ الصهيوني”.

ويضيف أن “تلبية دعوة السيد العلم المجاهد أفضت لأن يهب ملايين الجماهير اليمنية المليونية إلى ميدان السبعين وفي كُـلّ الميادين والساحات المحدّدة لذلك، وأنا شخصيًّا متواجد في ميدان السبعين شاهدت الطوفان البشري وهو كالسيل الجرار، فشعرت وغيري من أبناء الشعب المجاهد العظيم بالعزة والكرامة والإباء والشموخ والسعادة التي تغمر كُـلّ حر في هذا الشعب وهذه الأُمَّــة”.

ويعتبر الزخم الجماهيري في ساحات التظاهرات جزءًا أَسَاسيًّا ورئيسيًّا وأصيلًا في التعبئة والتحشيد والجهوزية والعنفوان لمواجهة العدوّ الإسرائيلي وحلفائه.

وهو ما يؤكّـده الشيخ المطري بالقول: “خروجنا في الساحات تأكيداً على الجهوزية العالية لخوض الأهوال ومواجهة العدوّ الصهيوني الأمريكي ومواصلة مشوارنا الجهادي والأخلاقي والإنساني والديني والعروبي، وبما يسهم في حفظ الدم الفلسطيني وكرامة الأخ الفلسطيني وبقائه للعيش في أرضه والحفاظ على عرضه”.

ويشير إلى أن الشعب اليمني سيواصل معركتَه الجهادية بالكلمة والموقف والسلاح والمال لنصرة الفلسطينيين حتى يتم تحرير كافة الأراضي الفلسطينية.

وبالمشاهد التي أظهرتها العدسات من 800 ساحة يمانية مقدسية، تبقى الجبهةُ اليمينةُ المتكاملة هي المقياس الأمثل للتعبير عن الموقف اليمني المساند لغزة، في حين أن التفويض الشعبي المطلق للسيد القائد والقوات المسلحة في اتِّخاذ الإجراءات المناسبة اللازمة لردع العدوّ الصهيوني تؤكّـدُ أن اليمن سيظل قيادةً وشعبًا على قلب رجل واحد ثابتٍ على موقفه المبدئي والإيماني المساند لفلسطين حتى يتحقّق الوعد الإلهي المتمثل في تحرير الأراضي الفلسطينية ونهاية الكيان الصهيوني.

المسيرة: محمد ناصر حتروش

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الموقف الیمنی الشعب الیمنی السید القائد المساند لغزة الشعبی ة ة السید ة لغزة

إقرأ أيضاً:

 الموت لحماس؟ أم الحياة لغزة؟

 الموت لحماس؟ أم الحياة لغزة؟
د. #هشام_عوكل – أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولية
الموت لحماس… #ترامب يعود بحفّار القبور!
اعتدنا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن ينقلب على الصديق  ويضرب الحليف  ويطرد الموظف عبر تغريدة! لكن أن ينتقل إلى موقع “حفّار قبور سياسي”   فهذا جديد حتى على مقاييس الرجل.
في خطابه بتاريخ 25 يوليو الحالي  أعلن ترامب أن “حماس لا تريد السلام بل تريد الموت”… والأسوأ من ذلك أن مستشاره  ويتكوف  لم يتردد في الدعوة إلى “إعادة النظر في أسلوب تعامل واشنطن مع حماس”  في تلميح واضح إلى تجاوز المسار التفاوضي نحو خيار التصعيد الشامل. وكأن الإدارة الأمريكية  من خلال مستشاريها، تتعمد تجاهل مبادرة حسن النية التي قامت بها حماس حين أفرجت عن رهينة يحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب الإسرائيلية  في خطوة أرادت بها إيصال رسالة إيجابية إلى الجانب الأميركي. ومع ذلك  لم تُقرأ هذه المبادرة كما ينبغي  ولم تُحسب في ميزان السياسة الأميركية التي تبدو منشغلة بمنطق القوة أكثر من منطق التفاهم.

كل هذا يعيدنا إلى حقيقة ترامب كما عرفناه: لا يؤمن بالوسطاء  ولا بالحلول  بل بالتهديد المباشر… حتى لو كان الثمن إشعال الشرق الأوسط بأكمله.
الولايات المتحدة: راعٍ للصراع لا للسلام
بعيدًا عن كوميديا ترامب السوداء  ما تكشفه هذه التصريحات هو انقلاب حقيقي في سلوك واشنطن  من دور “الوسيط” إلى دور الشريك المباشر في الحرب.
وإذا كانت الولايات المتحدة تدّعي دومًا أنها تلعب دورًا إنسانيًا في حماية المدنيين  فإن ما يحدث في غزة – من إبادة بطيئة وصمت عالمي مدوٍّ – لا يمكن فهمه إلا بوصفه تواطؤًا صريحًا ومباشرًا.
بل إن الحديث المتكرر عن “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” أصبح غطاءً أميركيًا جاهزًا لإلغاء وجود الشعب الفلسطيني من على الخارطة. وهذا يجعل واشنطن تتحمّل مسؤولية سياسية  وأخلاقية  وتاريخية في هذه المجازر.
اعترافات بلا مخالب: هل يعنينا أن تعترف فرنسا؟
بعدما أعلنت دول مثل إيرلندا وإسبانيا والنرويج اعترافها بدولة فلسطين  تساءل كثيرون: هل بدأ الغرب يُعيد النظر في مواقفه؟
لكن الحقيقة أن هذه الاعترافات  رغم رمزيتها  لا تملك أي قوة تنفيذية ما دامت غير مرتبطة بإجراءات عملية تُلزم إسرائيل بوقف الاحتلال والتوسع.
وما دام البيت الأبيض لم يُعلن موقفًا داعمًا لهذا التوجّه  فإن هذه الاعترافات تبقى أقرب إلى بطاقات تهنئة حزينة توزّع في جنازة جماعية… لا تغيّر شيئًا من حقيقة الموت تحت الركام.
ماكرون وترامب… خطبة اعتراف ومجزرة موازية
حين أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية  تحرك ترامب فورًا للرد، مؤكدًا أن هذا الكلام “خارج السياق”، وملوّحًا بتهديد مباشر لحماس  وكأن الاعتراف الفرنسي جريمة تستوجب العقوبة الجماعية!
وهنا يتجلّى التناقض الفاضح في الأداء الغربي: اعتراف لفظي بحق الفلسطينيين يقابله دعم مادي وسياسي كامل لإسرائيل.
ماكرون يلقي خطبة رومانسية عن “السلام”، ثم يصمت حين تُقصف مدارس الأونروا!
وواشنطن تصرخ “الموت لحماس”  ولا ترفّ لها جفن أمام آلاف الأطفال المشوّهين.
أسئلة بلا إجابة… أم إجابات بلا أمل؟
وسط كل هذا الركام  تبرز تساؤلات تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تقرر مصير غزة برمّتها:
هل ما زال مشروع “الهدنة لستين يومًا” الذي تحدّثت عنه بعض الوساطات قابلاً للتطبيق؟
وهل إعلان حماس استعدادها للتخلي عن السلطة مجرّد مناورة إعلامية أم واقع جديد يُفرض على الأرض؟
وأخيرًا  هل بات تسليم سلاح حماس للسلطة الفلسطينية خيارًا مطروحًا… أم مستحيلًا يُراد فرضه بالقوة؟
زاوية حادة تسئل
في هذه السلسلة الدرامية  حيث يُوزّع الموت بالمجان  وتُدفن العدالة تحت الأنقاض  نقف أمام سؤال لا يطرحه السياسيون في مؤتمراتهم  ولا الإعلاميون في نشراتهم:
من يطعم أطفال غزة؟
من يكفكف دموعهم؟
ومن يمنع عنهم الموت القادم من السماء… ومن الجدار… ومن الصمت العربي؟

مقالات مشابهة

  • الحية يحيي الإسناد اليمني ويؤكد استخدام العدو الصهيوني المفاوضات غطاءً للإبادة والتجويع
  •  الموت لحماس؟ أم الحياة لغزة؟
  • صوت الشعب: قوافل زاد العزة من مصر لغزة خير دليل على دعم مصر للفلسطينيين
  • الأردن والقضية الفلسطينية: ثبات في الموقف رغم العواصف
  • دعوة إسرائيلية للتخلص من المسؤولية عن غزة.. ونقلها إلى مصر
  • حجة.. فعالية ووقفة نسائية بذكرى استشهاد الإمام زيد ونصرة لغزة
  • 78 مسيرة حاشدة في تعز تأكيدا على ثبات الموقف نصرة لغزة
  • الرئيس المشاط يوجه الشكر لأبناء الشعب اليمني العظيم على خروجهم المليوني المهيب
  • هتافات اليمنيين تزلزل الصمت العربي .. ثورة الشعب اليمني ضد إبادة غزة تدخل مرحلة جديدة وهذه تفاصيلها
  • السلطة الفلسطينية تلاحق المتضامنين مع غزة وتخمد الحراك الشعبي