نشرت مجلة "ذا نيشن" الأمريكية، تقريرًا، تناولت فيه القلق المتزايد في الأوساط الأكاديمية الأمريكية بشأن تزايد القيود على حرية التعبير والاحتجاج داخل الجامعات، وذلك بعد فصل "ماورا فينكلشتاين" من جامعة موهلبيرغ بسبب دعمها لفلسطين على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم حصولها على وظيفة دائمة.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إنه: "تم فصل ماورا فينكلشتاين، في أيلول/ سبتمبر، من كلية موهلنبرغ بعد تسع سنوات من التدريس بسبب مشاركتها منشورًا على إنستغرام لدعم فلسطين، حيث اعتُبرت فترة تعيينها الأكاديمي غير كافية لحماية وظيفتها في حالة من هذا النوع".

 

ونقلت المجلة، عن فينكلشتاين، قولها إنها: "كانت ساذجة عندما تفاجأت"، مضيفة: "هناك أمور لا يمكننا قولها أو الحديث عنها. إذا تحدثنا عن هذه الأمور أو دعمنا طلابنا في تعبيرهم عن هذه القضايا، فقد نتعرض للإيقاف أو الفصل أو نُمنع من دخول الحرم الجامعي، كما حدث في جامعة نيويورك مؤخرًا. أعتقد أن الناس قلقون جدًا بشأن مستقبل الجامعات في الولايات المتحدة".

وأوضح التقرير أنه: "قبل سنة 2024، كانت فينكلشتاين تقول إن الجوانب الإيجابية للأوساط الأكاديمية تفوق مخاوفها، أما الآن، فهي ليست متأكدة من ذلك"، مردفا أن: "الأساتذة يشعرون بخيبة أمل متزايدة في جميع أنحاء أمريكا؛ حيث أظهرت مقابلات مع 60 عضو هيئة تدريس انخفاض الثقة والغضب تجاه السياسات والإداريين بعد الجائحة، مع زيادة البيروقراطية في الجامعات". 

وتابع: "أصبحت الإدارات أكثر احتمالًا لمعاقبة الطلاب والأساتذة على الأنشطة الاحتجاجية. وحتى قبل الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، ارتفعت محاولات فرض العقوبات على الأساتذة من 4 حالات إلى 145 بين سنتي 2004 و2022، وفقًا لمؤسسة الحقوق الفردية والتعبير".

وأشارت المجلة إلى أن: "هذه الظاهرة أطلقت عليها أنيليس أورليك، أستاذة التاريخ في كلية دارتموث، اسم: "تجريم الاعتراض". وقد درست أورليك حركات الاحتجاج الاجتماعي كعالمة تاريخ طوال مسيرتها المهنية التي استمرت 34 سنة في دارتموث".

"في ربيع السنة الماضية، تم دفعها إلى الأرض من قبل الشرطة، الذين تم استدعاؤهم إلى دارتموث من قبل رئيس الجامعة ومجلس الأمناء، واعتُقلت أثناء دعمها لحقوق طلابها في الاحتجاج" بحسب التقرير نفسه.

وأكد أنّ "الشرطة اعتقلت 89 عضوًا في الحرم الجامعي، بينهم أكثر من 60 طالبًا، بتهمة التعدي على الحرم. كان هناك تنظيم طلابي ينظم رحلات المشي والتخيم في برية نيو هامبشير، وقد تم تغطية شعارات الحافلات التي استخدمتها الشرطة لعمليات الاعتقال الجماعي تلك الليلة".


ومضى بالقول: "في الأشهر التالية، انقسم أعضاء هيئة التدريس في دارتموث بشأن التصويت بحجب الثقة عن الرئيس. لكنهم صوتوا لصالح توبيخ الرئيس، وهو أول توبيخ رئاسي في تاريخ دارتموث الذي يزيد عن 250 سنة".

وأوضحت المجلة أن "فرع الجمعية الأمريكية للأساتذة الجامعيين في المدرسة يشن حملة ضد القيود المفروضة على حرية التعبير الأكاديمي، بما في ذلك سياسة تم تنفيذها في 10 كانون الأول/ ديسمبر تمنع الأقسام من إصدار بيانات علنية، حتى على مواقعها الإلكترونية الخاصة".

ويقول أستاذ التاريخ في سوارثمور لأكثر من 30 سنة، تيموثي بورك، إنّ: "التحول نحو المزيد من الأدوار الإدارية المؤسسية وتراجع دور أعضاء هيئة التدريس بدأ منذ عقود. فقبل ذلك، كان أعضاء هيئة التدريس يؤدون العديد من الأدوار التي يديرها الإداريون حاليًا بالتعاون مع الطلاب - مثل القبول أو وضع اللوائح".

وأردف: "لكن منذ ثمانينيات القرن الماضي، بدأ الإداريون المحترفون في وضع اللوائح، حيث بدأوا يتصرفون بمفردهم بعد أن شعر أعضاء هيئة التدريس بأنهم مستبعدون".

إلى ذلك، أفادت المجلة أن الكثيرين داخل الأوساط الأكاديمية يدركون هذه التوترات ويسعون لمعالجتها. فيما يؤكد نائب رئيس سوارثمور للشؤون المالية والإدارية، روبرت غولدبيرغ، أن التواصل بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب والإداريين هو عنصر حاسم في تجربة الفنون الليبرالية.

ويقول غولدبيرغ إنّ: "الهبات الجامعية تُدار عبر مديرين خارجيين، ما يعقّد مطالب سحب الاستثمارات وفق حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات". مشددا على: "ضرورة الحفاظ عليها كمصدر دائم لدعم الكلية".

وأوضح أنّ: "الإنفاق منها يخضع لقواعد صارمة، وأن الاستثمار يتم عبر محفظة متنوعة يديرها نحو 100 مدير صناديق" فيما اعتبر أنّ: "مطالب سحب الاستثمارات من إسرائيل التي رفعتها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات خلال العديد من الاحتجاجات التي شهدتها الكلية خلال السنة الماضية معقدة، بسبب تنويع أصول الكلية التي يشرف عليها مديرو صناديق خارجية". 

وقال غولدبيرغ: ”يتعين علينا أيضًا ضمان أن يكون الوقف أصلًا دائمًا، ما يعني أنه يحتاج إلى تقديم الدعم المالي للكلية اليوم وفي المستقبل حتى يتمكن الجيل القادم من الطلاب من جني نفس الفوائد التي يجنيها طلاب اليوم".

وأضافت المجلة أن أرباح الوقف في سوراثمور توفر ما يقرب من نصف الميزانية التشغيلية السنوية، مع توجيه الأغلبية نحو المساعدات المالية الخالية من القروض.


 بالإضافة إلى ذلك، يقول غولدبيرج إن تكلفة التعليم السنوي للطالب في الكلية تبلغ 143000 دولار، أي حوالي 60000 دولار أكثر من إجمالي الرسوم الدراسية المدفوعة؛ ويدعم الوقف هذه الفجوة، وهذا هو السبب في أن قوته حاسمة للغاية. ومع ذلك، يعتقد بيرك أن حماية الوقف مبالغ فيها في المؤسسات التعليمية، على حساب قيم أخرى.

وتعتقد فينكلشتاين أن الموارد المالية للكليات -كذلك قيمها وقراراتها- اعتمدت بشكل أكبر على التبرعات الخاصة، وتختلف حصة الكليات من الإيرادات الواردة من التبرعات في جميع أنحاء البلاد اعتماداً على الوضع المالي والوقف، واحتفظت سوارثمور مثلًا بنسبة ثابتة من التبرعات إلى الرسوم الدراسية، حيث تمثل الهدايا حوالي 2 في المئة من الإيرادات.

وتقول: "إن وظيفتي تتلخص في التحقيق في كيفية عمل السلطة وكشف ذلك، وهذا ما كنت أفعله طيلة حياتي المهنية، ولا يوجد واقع يجعلني أتوقف عن القيام بذلك لأن صاحب العمل لا يريد أن ينفر مانحيه، لا أعتقد أنني أستطيع أن أكون معلمًا جديرًا بالثقة إذا لم أقم بتعليم طلابي الأشياء التي يحتاجون إلى معرفتها".

كذلك، يعتقد تود ولفسون، الذي انتُخب رئيسًا للرابطة الوطنية للرابطة الأمريكية لأساتذة الجامعات، أن الوقت قد حان الآن للرد، ويمثل ولفسون ما يقرب من 10,000 عضو من أعضاء هيئة التدريس والموظفين النقابيين في جامعة روتجرز، وقد عمل على حملات طلاب الدراسات العليا أثناء عمله في جامعة بنسلفانيا.

وأشار الموقع إلى أنّ: "ولفسون يريد بناء فروع نقابية إضافية وتجنيد المزيد من الأعضاء، كما يريد أيضًا الفوز بالتزام وطني بتمويل التعليم العالي العام بالكامل، وإنهاء ديون الطلاب، وضمان وظائف آمنة ومضمونة للعمال، والنضال من أجل أن يفهم الناس أهمية التعليم العالي لمستقبل أمريكا".

وتابع التقرير بأنه: "سمع من أعضاء الجامعة عن الرقابة الذاتية التي يفرضها أعضاء الجامعة على أنفسهم خوفًا من القيود المفروضة على الاحتجاجات"، وأشار إلى أن المحرضين اليمينيين يرسمون صورة غير صحيحة للغاية عن التعليم العالي، لذلك يحتاج القطاع للتحدث بالأصالة عن نفسه وتغيير السردية حول سبب أهمية التعليم العالي لمستقبل هذا البلد.

غير أن أستاذ التاريخ في سوارثمور منذ أكثر من 30 سنة، تيموثي بورك، يقول إنه "من الصعب استعادة الثقة بين الإداريين وأعضاء هيئة التدريس مع تقاعد الموظفين وتعيينهم بشكل متكرر، وسيتطلب الأمر أكثر من مجرد سياسات من أعلى إلى أسفل لإعادة البناء، لأن الثقافات التي تعمل بشكل جيد مبنية على علاقات إنسانية معقدة".

بالنسبة لبورك، تتمثل بداية إعادة بناء الثقافة والثقة في مشاركة المزيد من المعلومات حول عملية صنع القرار الإداري مع أعضاء هيئة التدريس؛ بينما تعتقد فنكلشتاين أن شفافية حوكمة أعضاء هيئة التدريس أمر بالغ الأهمية؛ حيث حلّ الإداريون محل أعضاء هيئة التدريس في أدوار الحوكمة وجعلوا توصيات أعضاء هيئة التدريس بدون قيمة.


وتقول فنكلشتاين إن: "الأمل الوحيد الذي راودها مؤخرًا جاء من الاحتجاجات الطلابية، وعلى الرغم من أن الكليات يمكن أن تكون مساحات نخبوية، إلا أنها يمكن أن تكون أيضًا بوتقة للتغيير الاجتماعي والثورة السياسية".

وختمت المجلة بأن أورليك تعتقد أن الوضع يمثل موجة جديدة من المكارثية، وتقول: "طبيعة الاحتجاجات الطلابية لم تتغير، لكن ما تغير هو زيادة العنف والقمع ردًا على الاحتجاجات".

واستطردت بتذكّرها لأعضاء هيئة التدريس الأصغر سنًا وهم كانوا يركضون من سجن ريفي إلى آخر ليلة 1 آيار/ مايو أثناء الاعتقالات لإخراج الطلاب بكفالة، وعقدوا بعد ذلك حلقات تدريس، وقدموا ما وصفته أورليك بـ"كميات هائلة من العمل الفكري والأكاديمي والعاطفي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية حرية التعبير فلسطين فلسطين حرية التعبير صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أعضاء هیئة التدریس التعلیم العالی أکثر من

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: عقبات اتفاق غزة كبيرة بسبب انعدام الثقة والإصرار على نزع سلاح حماس

قالت مجلة "إيكونوميست"، إن الاختراق الدبلوماسي في غزة قد يكون "بداية جديدة للشرق الأوسط" عقب عامين من الفظائع وجولات لا تنتهي من القتل في غزة. وأشارت في مقالها الافتتاحي الرئيسي وغلاف عددها الجديد هذا الأسبوع، إلى أن العديد من الرؤساء الأمريكيين عملوا على تحقيق انفراجة في الصراع المستعصي بين "إسرائيل" والفلسطينيين. والآن، بعد عامين من هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، انضم دونالد ترامب إلى القائمة المحدودة لأولئك الذين نجحوا.

وأضافت المجلة، أن الاتفاق المبدئي بين "إسرائيل" و"حماس" لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى يفتح رؤية جديدة للشرق الأوسط، ووصفت الفرجة بالضيقة، لكنها تظل أفضل فرصة لإحلال سلام دائم، منذ اتفاقيات أوسلو عامي 1993 و1995، مع أن الرؤية الحالية تختلف جذريًا عن النهج المحتضر في ظل أوسلو، لأنها تقدم تحولًا عن المفاوضات المجردة التي لا نهاية لها حول الخرائط والترتيبات الدستورية الافتراضية لـ"دولتين"، بدلًا من ذلك، تعد بنهج عملي، حيث يتم حكم غزة وإعادة بنائها، والتخلص من المسلحين الذين كانوا يسيطرون عليها ذات يوم.

وقالت "إيكونوميست" إن الإسرائيليين والفلسطينيين يعتقدون أن لديهم ما يكسبونه من التعايش أكثر من تدمير بعضهم البعض. وسيكون النجاح أقل من مجرد احتفال في البيت الأبيض، وأكثر بـ"خلاطات الأسمنت" التي تدور لأكثر من عقد في غزة، وكبح جماح المستوطنين العنيفين في الضفة الغربية، وتلاشي خطر الصواريخ، وإيمان الناس العاديين- ببطء وبشكل متزايد- بمستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا، وتعلّق المجلة بأن اتفاق السلام هو انتصار لأسلوب ترامب الدبلوماسي القائم على المعاملات والتنمّر.


وجاء ذلك بعد أن اجتمع الجانبان في شرم الشيخ بمصر، مع وجود مفاوضين من أمريكا ومصر وقطر وتركيا جاهزين للضغط، وأن لم يتم الإعلان عن التفاصيل بعد، ولكن من المقرر أن تطلق حماس سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الذين ما زالوا على قيد الحياة، إلى جانب إطلاق سراح موازٍ للسجناء الفلسطينيين من قبل إسرائيل، وتدفق المساعدات، وانسحاب جزئي لجيش الاحتلال الإسرائيلي من المدن الرئيسية في غزة، إلى ما سماه ترامب "خطًا متفقًا عليه".

وبموجب خطة ترامب المكونة من 20 نقطة، ستُشكل في المرحلة التالية حكومة تكنوقراطية تعيد بناء غزة مع إقصاء حماس عن السلطة، وسيتم نزع سلاحها وتوفير الأمن من قبل قوة دولية، وسيرأس ترامب مجلس إشراف حتى يتولى الفلسطينيون المسؤولية، ربما تحت سلطة فلسطينية (مُصلحة)، الهدف الأسمى والأعلى هو ما يطلق عليه ترامب "السلام الدائم" بين إسرائيل وجميع الأراضي الفلسطينية، لكن العقبات التي ستقف أمام التقدم هائلة كما تقول المجلة.

ولا يزال على المفاوضين من كلا الجانبين تسوية خلافاتهم حول نزع سلاح حماس، على سبيل المثال. وقد يوافقون، بينما يخططون لتخريب التقدم لاحقًا. مع ما يُقدّر بـ78 بالمئة من مباني غزة المتضررة وقلة الصناعات المتبقية، قد تتعثر عملية إعادة الإعمار، والأهم من ذلك، أن الإسرائيليين والفلسطينيين العاديين فقدوا الثقة في إمكانية السلام.

وبعد ثلاثين عامًا من أوسلو، وبعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، يرى معظم اليهود الإسرائيليين الأراضي الفلسطينية كدولة شبه فاشلة، ففي عام 2012، أيد 61  بالمئة من الإسرائيليين حل الدولتين، والآن ربما يدعمه ربعهم فقط، ويُظهر الكثيرون لامبالاة مخيفة تجاه فقدان أرواح الفلسطينيين.

من جانبهم، يرى الفلسطينيون "إسرائيل" كدولة مارقة ملتزمة باحتلال أراضيهم وإطلاق العنان للعنف بشكل روتيني، في استطلاع للرأي في أيار/ مايو، أيد 50 بالمئة منهم هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ونفى 87 بالمئة أن تكون حماس قد ارتكبت فظائع، وأيد 41 بالمئة المقاومة المسلحة.

ومع ذلك، هناك أسباب للأمل، كما تقول الـ"إيكونوميست"، ويمكن أن تؤدي نهاية الحرب إلى تغيير في القيادة على كلا الجانبين، مع إقناع بقايا حماس أو إجبارهم على التخلي عن أي دور رسمي في حكومة غزة، كما تشير استطلاعات الرأي إلى أن الانتخابات في إسرائيل قد تؤدي إلى رحيل بنيامين نتنياهو عن منصبه، ونهاية ائتلافه مع أحزاب اليمين المتطرف.


وتضيف المجلة أن الآفاق قد تحسنت في الخارج، ففي جميع أنحاء العالم ينصب التركيز العام على السلام بعد سنوات من تجاهله، ولدى أمريكا رئيس لا يخشى الضغط على إسرائيل بقوة، كما أن استعداد دول الخليج العربية ليس فقط لدفع تكاليف إعادة إعمار غزة، ولكن أيضًا لدعم عملية السلام، وربما المساعدة في توفير الأمن، هو خطوة كبيرة إلى الأمام، وهذا تطور جيد، على حد تعبير المجلة، لأنه سيتعين على الأطراف الخارجية كبح جماح الدوافع التدميرية لدى الجانبين.

وبعد أن ضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب على إيران، ووبخها على ضرب قطر، ودفعها إلى صفقة أسرى، يجب على ترامب أن يسعى جاهدًا لدفع نتنياهو أو خليفته إلى الحد من توسع المستوطنات اليهودية، ويجب عليه دعم المؤسسات الفلسطينية بمنع إسرائيل من حرمانها من عائدات الجمارك، ومنعها من تسهيل عنف جماعات الأمن الذاتي التي يرتكبها المستوطنون والجنود.

وتعتقد المجلة أن غزة هي المفتاح، وسيرغب الفلسطينيون في كل مكان في معرفة ما إذا كانت إسرائيل قادرة على الالتزام بالسماح بتشكيل حكومة تكنوقراطية في القطاع بدعم دولي. من جانبهم،
سيراقب الإسرائيليون ما إذا كان الفلسطينيون في غزة قادرين على حكم أنفسهم بشكل أفضل، وإصلاح المؤسسات، وعلى الجميع ألا يتخيلوا أن عمل هذا سيكون سهلًا.

ولكن الصفات التي مكّنت ترامب من التوصل إلى وقف إطلاق النار، أي استعداده للتنمّر والتصعيد وخلق شعور ملحّ بالحاجة الماسة، تختلف عن الالتزام المستمر على مدى سنوات عديدة، والذي سيتطلبه دوره كرئيس لهيئة إعادة الإعمار. ومع ذلك، ففي منطقة لم تعرف سوى عقود من الصراع، تعد هذه لحظة استثنائية: فرصة ضئيلة، لكنها حقيقية، لبداية جديدة

مقالات مشابهة

  • زمالة التعليم الجامعي.. شراكة دولية لتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس
  • جامعة عين شمس تسلّم عقود دعم المشروعات البحثية لـ 8 أعضاء هيئة تدريس
  • اقتصاد على الحافة: هل تنجو الرواتب من تداعيات انهيار النفط؟
  • بدكم مليون سنة لحتى تكسروا هذا الشعب.. آخر ما نشره الصحفي صالح الجعفراوي قبل استشهاده
  • القطب الشمالي يذوب.. هل تنجو الأرض من المصير الكارثي؟
  • 5 خرافات مالية تضلّل قرارات الناس
  • قرار جديد بشأن تجريم الاعتداء على القيم الأسرية
  • محاكمة عمر برافو بتهمة الاعتداء الجنسي على قاصر تهز الأوساط الرياضية بالمكسيك
  • إيكونوميست: عقبات اتفاق غزة كبيرة بسبب انعدام الثقة والإصرار على نزع سلاح حماس
  • تسريب نادر يكشف أسرار iPhone 16e.. خطأ من هيئة الاتصالات الأمريكية يضع آبل في مأزق