إيكونوميست: عقبات اتفاق غزة كبيرة بسبب انعدام الثقة والإصرار على نزع سلاح حماس
تاريخ النشر: 11th, October 2025 GMT
قالت مجلة "إيكونوميست"، إن الاختراق الدبلوماسي في غزة قد يكون "بداية جديدة للشرق الأوسط" عقب عامين من الفظائع وجولات لا تنتهي من القتل في غزة. وأشارت في مقالها الافتتاحي الرئيسي وغلاف عددها الجديد هذا الأسبوع، إلى أن العديد من الرؤساء الأمريكيين عملوا على تحقيق انفراجة في الصراع المستعصي بين "إسرائيل" والفلسطينيين.
وأضافت المجلة، أن الاتفاق المبدئي بين "إسرائيل" و"حماس" لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى يفتح رؤية جديدة للشرق الأوسط، ووصفت الفرجة بالضيقة، لكنها تظل أفضل فرصة لإحلال سلام دائم، منذ اتفاقيات أوسلو عامي 1993 و1995، مع أن الرؤية الحالية تختلف جذريًا عن النهج المحتضر في ظل أوسلو، لأنها تقدم تحولًا عن المفاوضات المجردة التي لا نهاية لها حول الخرائط والترتيبات الدستورية الافتراضية لـ"دولتين"، بدلًا من ذلك، تعد بنهج عملي، حيث يتم حكم غزة وإعادة بنائها، والتخلص من المسلحين الذين كانوا يسيطرون عليها ذات يوم.
وقالت "إيكونوميست" إن الإسرائيليين والفلسطينيين يعتقدون أن لديهم ما يكسبونه من التعايش أكثر من تدمير بعضهم البعض. وسيكون النجاح أقل من مجرد احتفال في البيت الأبيض، وأكثر بـ"خلاطات الأسمنت" التي تدور لأكثر من عقد في غزة، وكبح جماح المستوطنين العنيفين في الضفة الغربية، وتلاشي خطر الصواريخ، وإيمان الناس العاديين- ببطء وبشكل متزايد- بمستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا، وتعلّق المجلة بأن اتفاق السلام هو انتصار لأسلوب ترامب الدبلوماسي القائم على المعاملات والتنمّر.
وجاء ذلك بعد أن اجتمع الجانبان في شرم الشيخ بمصر، مع وجود مفاوضين من أمريكا ومصر وقطر وتركيا جاهزين للضغط، وأن لم يتم الإعلان عن التفاصيل بعد، ولكن من المقرر أن تطلق حماس سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الذين ما زالوا على قيد الحياة، إلى جانب إطلاق سراح موازٍ للسجناء الفلسطينيين من قبل إسرائيل، وتدفق المساعدات، وانسحاب جزئي لجيش الاحتلال الإسرائيلي من المدن الرئيسية في غزة، إلى ما سماه ترامب "خطًا متفقًا عليه".
وبموجب خطة ترامب المكونة من 20 نقطة، ستُشكل في المرحلة التالية حكومة تكنوقراطية تعيد بناء غزة مع إقصاء حماس عن السلطة، وسيتم نزع سلاحها وتوفير الأمن من قبل قوة دولية، وسيرأس ترامب مجلس إشراف حتى يتولى الفلسطينيون المسؤولية، ربما تحت سلطة فلسطينية (مُصلحة)، الهدف الأسمى والأعلى هو ما يطلق عليه ترامب "السلام الدائم" بين إسرائيل وجميع الأراضي الفلسطينية، لكن العقبات التي ستقف أمام التقدم هائلة كما تقول المجلة.
ولا يزال على المفاوضين من كلا الجانبين تسوية خلافاتهم حول نزع سلاح حماس، على سبيل المثال. وقد يوافقون، بينما يخططون لتخريب التقدم لاحقًا. مع ما يُقدّر بـ78 بالمئة من مباني غزة المتضررة وقلة الصناعات المتبقية، قد تتعثر عملية إعادة الإعمار، والأهم من ذلك، أن الإسرائيليين والفلسطينيين العاديين فقدوا الثقة في إمكانية السلام.
وبعد ثلاثين عامًا من أوسلو، وبعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، يرى معظم اليهود الإسرائيليين الأراضي الفلسطينية كدولة شبه فاشلة، ففي عام 2012، أيد 61 بالمئة من الإسرائيليين حل الدولتين، والآن ربما يدعمه ربعهم فقط، ويُظهر الكثيرون لامبالاة مخيفة تجاه فقدان أرواح الفلسطينيين.
من جانبهم، يرى الفلسطينيون "إسرائيل" كدولة مارقة ملتزمة باحتلال أراضيهم وإطلاق العنان للعنف بشكل روتيني، في استطلاع للرأي في أيار/ مايو، أيد 50 بالمئة منهم هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ونفى 87 بالمئة أن تكون حماس قد ارتكبت فظائع، وأيد 41 بالمئة المقاومة المسلحة.
ومع ذلك، هناك أسباب للأمل، كما تقول الـ"إيكونوميست"، ويمكن أن تؤدي نهاية الحرب إلى تغيير في القيادة على كلا الجانبين، مع إقناع بقايا حماس أو إجبارهم على التخلي عن أي دور رسمي في حكومة غزة، كما تشير استطلاعات الرأي إلى أن الانتخابات في إسرائيل قد تؤدي إلى رحيل بنيامين نتنياهو عن منصبه، ونهاية ائتلافه مع أحزاب اليمين المتطرف.
وتضيف المجلة أن الآفاق قد تحسنت في الخارج، ففي جميع أنحاء العالم ينصب التركيز العام على السلام بعد سنوات من تجاهله، ولدى أمريكا رئيس لا يخشى الضغط على إسرائيل بقوة، كما أن استعداد دول الخليج العربية ليس فقط لدفع تكاليف إعادة إعمار غزة، ولكن أيضًا لدعم عملية السلام، وربما المساعدة في توفير الأمن، هو خطوة كبيرة إلى الأمام، وهذا تطور جيد، على حد تعبير المجلة، لأنه سيتعين على الأطراف الخارجية كبح جماح الدوافع التدميرية لدى الجانبين.
وبعد أن ضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب على إيران، ووبخها على ضرب قطر، ودفعها إلى صفقة أسرى، يجب على ترامب أن يسعى جاهدًا لدفع نتنياهو أو خليفته إلى الحد من توسع المستوطنات اليهودية، ويجب عليه دعم المؤسسات الفلسطينية بمنع إسرائيل من حرمانها من عائدات الجمارك، ومنعها من تسهيل عنف جماعات الأمن الذاتي التي يرتكبها المستوطنون والجنود.
وتعتقد المجلة أن غزة هي المفتاح، وسيرغب الفلسطينيون في كل مكان في معرفة ما إذا كانت إسرائيل قادرة على الالتزام بالسماح بتشكيل حكومة تكنوقراطية في القطاع بدعم دولي. من جانبهم،
سيراقب الإسرائيليون ما إذا كان الفلسطينيون في غزة قادرين على حكم أنفسهم بشكل أفضل، وإصلاح المؤسسات، وعلى الجميع ألا يتخيلوا أن عمل هذا سيكون سهلًا.
ولكن الصفات التي مكّنت ترامب من التوصل إلى وقف إطلاق النار، أي استعداده للتنمّر والتصعيد وخلق شعور ملحّ بالحاجة الماسة، تختلف عن الالتزام المستمر على مدى سنوات عديدة، والذي سيتطلبه دوره كرئيس لهيئة إعادة الإعمار. ومع ذلك، ففي منطقة لم تعرف سوى عقود من الصراع، تعد هذه لحظة استثنائية: فرصة ضئيلة، لكنها حقيقية، لبداية جديدة
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية سلاح حماس الدولة الفلسطينية وقف حرب غزة سلاح حماس مباحثات شرم الشيخ سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلق بصراحة على إعدام حماس لمتعاونين مع إسرائيل: ماذا قال؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (سي إن إن)
في أول تعليق له حول إعدام حركة حماس لبعض المتعاونين مع إسرائيل في غزة، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحداث بصراحة عبر مقطع فيديو.
وقال ترامب: "لقد قضوا على عصابتين شريرتين للغاية وقتلوا عددًا من أفرادهما"، وأضاف بصراحة: "لا بأس، لم يزعجني ذلك كثيرًا لأكون صادقًا".
اقرأ أيضاً قنبلة صنعاء الأمنية: الكشف عن الخلايا المتورطة في اغتيال الرهوي والغماري 7 نوفمبر، 2025 صنعاء تكشف الضغوط الدولية على المفاوضات مع السعودية وتضع القوى اليمنية الموالية أمام خيارين حاسمين 30 أكتوبر، 2025تصريحات ترامب أثارت موجة من الجدل حول موقفه تجاه الأحداث الأخيرة في غزة.
الوسومأمريكا إسرائيل إعدام ترامب حماس غزة فلسطينمساحة نت15 أكتوبر، 2025 فيسبوك X لينكدإن Tumblr بينتيريست Reddit تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة اقرأ أيضاً صنعاء تكشف عن تدشين مرحلة جديدة من المواجهة مع القوات الأمريكية في البحر الاحمر6 يناير، 2024 بينهم محمد عبدالسلام.. أمريكا تستهدف عددا من قيادات الحوثيين3 مارس، 2025 تفاصيل جديدة حول توحيد بنكي صنعاء وعدن.. وتطور هام بشأن المرتبات16 يناير، 2025 هل الأم مسؤولة عن توريث الزهايمر للأبناء أم الأب؟.. دراسة جديدة تجيب19 يونيو، 2024شاهد أيضاً إغلاق أخبار اليمن علاجك في مطبخك: 5 أعشاب "سحرية" تخفض السكر بسرعة وتحمي قلبك وكليتيك 15 مايو، 2025أخر الأخبار قنبلة صنعاء الأمنية: الكشف عن الخلايا المتورطة في اغتيال الرهوي والغماري 7 نوفمبر، 2025 صنعاء تكشف الضغوط الدولية على المفاوضات مع السعودية وتضع القوى اليمنية الموالية أمام خيارين حاسمين 30 أكتوبر، 2025 وداعًا للكيماوي: علماء أمريكيون يشعلون ثورة في علاج السرطان بـ"الضوء الذكي" 25 أكتوبر، 2025الأكثر شعبية صورت ليلتها مع زوجها بكل جرأة ونسيت الكاميرا في الفندق.. مقطع فيدو صادم لزوجين من… 30 أكتوبر، 2022 من هي أثير العمرية التي أثارت قصة سفرها للهند ضجة كبيرة.. أهي سعودية فعلا؟ (تفاصيل) 16 فبراير، 2023التصنيفاتأخبار الخليجأخبار السعوديةأخبار اليمنأخرىتقنيةصحةفن ومشاهيرفيديومقالاتمنوعاتفيسبوكXتيلقرامصفحاتأرشيفالأكثر مشاهدةالرئيسيةتواصل معناسياسة الخصوصيةعالممن نحن جميع الحقوق محفوظة 2025فيسبوكXتيلقرام فيسبوك X واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXتيلقرام إغلاق بحث عن