ياسين: المرحلة صعبة تتطلب منا العمل المشترك في إعادة إعمار القرى المهدّمة
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
كرّمت جمعية الكشاف العربي في لبنان، بالتعاون مع رئيس لجنة إدارة الكوارث والأزمات وزير البيئة السابق الدكتور ناصر ياسين، جمعيات ومؤسسات تقديراً لجهودها في تقديم المساعدات للنازحين من القرى الجنوبية أثناء العدوان الإسرائيلي، في حضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، رئيس جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية الدكتور عبد الحميد كريمة، أمين سر محافظة الشمال إيمان الرافعي وقادة كشفيين.
بعد النشيد الوطني ونشيد الكشاف العربي، عرض فيلم وثائقي عن أبرز إنجازات الكشاف العربي وانطلاقته من طرابلس إلى مناطق لبنان كافة، وعن نشاطات لجنة الكوارث وحملة "سلام للبنان"، التي أطلقت بهدف دعم المناطق المتضررة والمساهمة في تقديم الإغاثة العاجلة.
ثم تحدث القائد سعيد معاليقي واكد أن "الحركة الكشفية كانت حاضرة دائمًا في مواجهة التحديات الوطنية، بدءًا من جائحة كورونا وصولًا إلى انفجار مرفأ بيروت والعدوان الإسرائيلي على لبنان"، وشدد على أن "جهود الحركة كانت وما زالت فعالة، بدعم من إتحاد كشاف لبنان وهيئاته الإدارية والمفوضيات العامة". وقال:"منذ بداية الأزمة، عملنا بجهود مكثفة مع الجمعيات الكشفيّة كافة، حيث لبّى الجميع نداء الواجب في الظروف الصعبة. ولم يكن هذا التعاون الأول من نوعه، فقد أثبتت الحركة الكشفية قدرتها على مواجهة الكوارث المتعددة التي مر بها لبنان".
وشكر المنظمة الكشفية العربية التي دعمت بشكل كبير، قائلاً: "أود الإشارة إلى دور المنظمة الكشفية العربية التي بادرت بتشكيل لجنة طوارئ كشفية عربية ودعمت جميع هيئاتها، وهو ما أسهم بشكل كبير في استجابة الجميع لهذه التحديات. بالإضافة إلى دعم إتحاد كشافة لبنان وجمعياته المنتشرة في كل المناطق، التي أطلقت بدورها حملة سلام للبنان"، معلنا "تكريم القائدين هاني و محمد عمر عبر منحهم سترة العمل الميداني لإدارة الكوارث، التي أُطلقت من القاهرة، تقديرًا لجهودهما الميدانية في العمل الكشفي".
وختم:"رغم الضغوط التي نواجهها، نحن الكشافة في أتمّ الجهوزية، ومعنا إتحاد كشاف لبنان والكشاف العربي، ونثمن أيضًا دور الدكتور محمد عمر في اللجنة الكشفية العالمية، الذي كان خير سفير لنا، كما كانت القائدة سارة ريتا نائبة رئيس اللجنة الكشفية العالمية، التي حضرت لمشاركتنا الاحتفال وكانت خير سفيرة للبنان والعرب".
من جهته تحدث ألامين العام للمنظمة الكشفية العربية الدكتور هاني عبد المنعم عن دور المنظمة والكشافة العربية في مساعدة لبنان خلال الأزمات التي مر بها، وقال: "أنا لبناني من أب وأم مصريين، ولكنني عربي من أب وأم عربيين. عندما وقع العدوان على لبنان، كانت رغبتنا الأولى البقاء إلى جانبكم، إلا أن العديد من الصعوبات واجهتنا، ومع ذلك، أطلقنا حملة سلام للبنان ووجهنا الدعوة للجميع، سواء على المستوى العربي أو العالمي، لدعم الجمعيات الكشفية في مواجهة الأزمات. فمنذ اللحظة الأولى، تواصلنا مع القائد سعيد ومع جميع القادة لمعرفة كيفية تقديم المساعدة، وكان الجميع مستعدًا للمساهمة. وأتت المساعدات من كشافة الجزائر وليبيا وتونس ومصر والإمارات والكويت، وكل الدول العربية كانت ترغب في المساعدة بما تيسر لها من إمكانيات، ومع ذلك، يبقى العمل الذي قمتم به على الأرض هو الأهم".
كما تحدث ياسين عن الدور المهم الذي لعبته الحركات الكشفية في لبنان، مشيرًا إلى أن "الحركة الكشفية كانت دائمًا جاهزة لمساعدة المجتمع اللبناني في مواجهة الأزمات"، وقال:"حينما كلفني الرئيس نجيب ميقاتي بتنسيق لجنة الطوارئ، لم يكن أحد يعلم أن الحركات الكشفية هي التي ستقوم بالواجب، كونها دائمًا مستعدة".
وذكّر تجربته الشخصية في العمل الكشفي قائلا:"كنت طفلاً خلال الحرب وشاهدت كيف كان كشاف الجراح يرفع الردميات والأنقاض، فتطوعت فورا ومن دون أي دعوة. تعلمت من تلك التجربة أهمية العمل الكشفي والتطوعي في خدمة المجتمع، بخاصة في مجالات العمل البيئي وزراعة الشتول الخضراء"، لافتا الى ان "التكريم الذي حصلتم عليه اليوم هو تكريم مستحق بعد فترة العدوان القاسي، حيث عملنا بجد من أجل التخفيف عن أهلنا النازحين، وكان هذا التضامن بين الكشافة والجمعيات وأساتذة المدارس أساسًا في تذليل العقبات وتحقيق المصلحة العامة للبلد".
كما تحدث عن مرحلة انسحاب العدو الإسرائيلي وقال:"نحن الآن في مرحلة انسحاب العدو الإسرائيلي، وهي مرحلة صعبة تتطلب منا العمل المشترك والضغط على الحكومة المقبلة لتحقيق الانسحاب الكامل من كل الأراضي اللبنانية ومن ثم نتعاون جميعًا في إعادة إعمار القرى التي تهدمت".
وختم:"الحب لطرابلس وأهلها نابع من القلب بشكل صادق، وهذا الحب متبادل بيني وبين أهل المدينة. تعاونت مع المفتي في العديد من الأمور من أجل المصلحة العامة، ونجحنا في الشمال تحديدًا في إطفاء الحرائق بفضل التطوع الذي ساعدنا كثيرًا. العمل الكشفي والتطوعي له أهمية كبيرة، ووجوده مهم من كل الأطياف والتنوع الحاصل في لبنان".
اما الشيخ إمام فأكد "أهمية الدور الذي يلعبه الكشاف العربي في بناء مجتمع متكامل يتمتع بالقيم الإنسانية الرفيعة"، وقال:"ان يتأسس الكشاف العربي على يد رجلين ومرجعيتين روحيتين لطرابلس أمر لافت، يعكس دائمًا روح التكامل ويعزز الوعي المتقدم فينا جميعًا تجاه أهلنا وبلدنا ومجتمعنا. والعالم الكشفي هو عالم عطاء وتلبية، وما أحوجنا أن نستلهم من هذا العالم قيمه ونشاطه وحركته. هناك العديد من القيم التي يركز عليها العمل الكشفي، لكن ما يستوقفني في هذا الميدان الواسع هو أهمية تربية الإنسان على حس المسؤولية، وهي النقطة التي أود التركيز عليها في كلمتي هذه".
وختم: "إن المسؤولية تعني أن الشخص الذي يتولى منصبًا ما، كبيرًا كان أو صغيرًا، يجب أن يتحلى بروح المسؤولية من داخل قلبه ومن جوهره".
وفي الختام تم تكريم الجمعيات والمؤسسات وتوزيع الدروع التقديرية عليهم كما تم تكريم القادة الكشفيين.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: العمل الکشفی دائم ا
إقرأ أيضاً:
جولة خليجية جديدة للرئيس السوري.. الكويت محطة لتعزيز التنسيق العربي المشترك
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع، والوفد المرافق له، اليوم الأحد، إلى دولة الكويت، في زيارة رسمية تأتي تلبية لدعوة من أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الأخوية والتنسيق الثنائي بين سوريا والكويت، وبحث سبل التعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية، بما يخدم مصالح الشعبين، ويعزز من العمل العربي المشترك.
وتأتي هذه الزيارة ضمن جولة خليجية رسمية بدأها الشرع في الأسابيع الماضية، شملت عددًا من دول الخليج، بهدف توسيع آفاق الشراكة الإقليمية، ودفع عجلة التعافي الاقتصادي، وإعادة بناء مؤسسات الدولة السورية.
وبالتزامن مع وصوله إلى الكويت، أصدر الرئيس الشرع مرسومًا بصرف منحة مالية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، تشمل العاملين في القطاع العام من مدنيين وعسكريين، وكذلك المتقاعدين منهم.
وبحسب المرسوم: 500 ألف ليرة سورية منحة للعاملين على رأس عملهم من المدنيين والعسكريين، وتشمل العاملين الدائمين والمؤقتين، وأصحاب الأجر اليومي، 300 ألف ليرة سورية منحة للمتقاعدين من مدنيين وعسكريين.
وأمس، أعلنت قطر والمملكة العربية السعودية، عن تقديم دعم مالي مشترك للعاملين في القطاع العام السوري لمدة ثلاثة أشهر، في إطار دعمهما المتواصل لتعافي الاقتصاد السوري، حسب بيان مشترك.
وأشارت الدولتان إلى أن هذه المبادرة تأتي امتدادًا لمساهمات سابقة، كان من بينها سداد متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي، والتي بلغت 15 مليون دولار.
وتعكس هذه التحركات الإقليمية والدولية تصاعد الزخم الدبلوماسي والاقتصادي حول سوريا، في ظل جهود المرحلة الانتقالية لإعادة الاستقرار، وتحسين الواقع المعيشي للمواطن السوري.