ما سقط من البيان الوزاري تلقفه لقاء بعبدا.. حق لبنان في الدفاع عن النفس
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
في المبدأ أسقطت حكومة العهد الأولى بند "المقاومة" من بيانها الوزاري الذي سوف يناقش يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين في المجلس النيابي تمهيداً لمنح الحكومة الثقة. وبينما نص البيان على التزام الحكومة بتحرير جميع الأراضي اللبنانية وواجب احتكار الدولة لحمل السلاح، والتزامهابقرار مجلس الامن 1701 كاملاً وبسط سيادة الدولة على جميع اراضيها بقواها الذاتية حصراً، وامتلاكها قرار الحرب والسلم، وأن جيشها صاحب عقيدة دفاعية يحمي الشعب ويخوض أي حرب وفقاً لاحكام الدستور، جاء تأكيد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام في بيان بعد اجتماعهم صباح اليوم في قصر بعبدا "على حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الاسرائيلي"، ليتفوق هذا النص على كل البيانات الوزارية السابقة.
وفي السياق يقول الوزير السابق سليم جريصاتي إن لبنان هو دولة وشعب وأرض، وجملة حقه في اعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الاسرائيلي، لا تتضارب مع ما ورد في البيان الوزاري، إنما تشكل تعويضاً عما ورد في البيان، وتأكيدا لحق الدول جماعات أو فرادى بالتصدي أو الدفاع عن النفس على ما أتى في المادة 51 من شرعة الامم المتحدة.
إن البيان الوزاري في الشكل والمضمون، وبحسب الوزير جريصاتي، وإن دل على شيء فهو يدل على طموحات كثيرة لأن التحديات والإشكاليات وتداعيات الحرب كثيرة جداً فضلا عن الأزمات الموروثة وكلها ملفات عالقة تفتقد إلى الحلول ولها عنوان واحد انحلال مفهوم الدولة، لكن في الوقت نفسه، هذا البيان الطموح كأنه يقول كل شيء والمعروف أن هناك استحقاقين أساسيين وهما الانتخابات البلدية والانتخابات النيابية، ستنهمك بهما الحكومة في الفترة الزمنية القصيرة من عمرها والتي لا تتجاوز 14 شهراً.
هذا العهد، بحسب جريصاتي، هو عهد واعد ومنفتح على كل إصلاح، ويشكل نافذة أمل للكثير من اللبنانيين للخروج من المأزق، لا سيما وأن الغريق يتمسك بقشة ليستطيع إخراج رأسه من الماء، لكن الواقع مختلف لا سيما أن هناك وصاية أجنبية عسكرية وسياسية على البلد حتى إشعار آخر ، وما يجري كمن يمسك يد لبنان ويردها عن الظلم ويضعها على الطريق الصحيح، إنها حالة موقتة تتم إدارتها بكثير من فن الممكن سياسياً على أن يتم فيها مراعاة موجبات السيادة والاستقلال قدر المستطاع، لأن الاشكاليات كبيرة والدليل على ذلك موضوع الطائرة الإيرانية على سبيل المثال لا الحصر لأن الأمثال في هذا السياق كثيرة ولا تنتهي.
ليس من المفترض بأحد ، كما يقول الوزير جريصاتي، أن يُحبَط العهد في بدايته لا بل العكس يجب أن يساعد، ومن هنا مبادرة رئيس مجلس النواب الصعود إلى بعبدا اليوم والكلام عما يسمى البيان المشترك وتطبيق القرار الدولي 1701 والتوجه إلى مجلس الامن، وإن كان الوزير جريصاتي تمنى أن يتم توجيه هذه الشكوى إلى مجلس الامن ليس فقط بالارتكاز إلى 1701 إنما بالارتكاز إلى الترتيبات الأمنية التي أقرت بموجب تفاهم وقف اطلاق النار وتم اعتبارها جزءاً لا يتجزء من القرار 1701، والتي فيه دور للجيش والأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا اللتين تعملان في إطار اللجنة الفنية العسكرية للبنان، وليس فقط على إعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس الأميركي السابق جو بايدن، على أهميته.
مشهد بعبدا اليوم أعاد إلى الأذهان فكرة الترويكا التي نشأت في لبنان عام 1992، إلا أن جريصاتي يؤكد أنه لا يمكن العودة إلى ما يسمى بالترويكا، فالأمر جلل والمفترض برئيس الجمهورية جمع رئيسي الحكومة ومجلس النواب ليضعهم في اجواء ملف الانسحاب الإسرائيلي الذي حصل اليوم، مع بقاء الجيش الاسرائيلي في نقاط خمس، لأن 18 شباط هو تاريخ محوري، ونظراً إلى أن الرئيس بري بما يمثل، كان محور الاتصالات التي جرت في شأن ترتيبات وقف إطلاق النار، ورئيس الحكومة هو رئيس السلطة الاجرائية الجديد بانتظار أن تنال حكومته الثقة لأنها لا تزال حكومة تصريف أعمال، والأهم أن رئيس الجمهورية أدى يمين الاخلاص لدستور لبنان وقوانينه وحفظ استقلال الوطن وسلامة أراضيه، لكن المهم أن يقف هذا الاجتماع عند هذه العناوين الكبيرة ولا ينتقل إلى التفاصيل، لأن البلد سيكون ساعتئذ أمام محاصصة بصورة مقنعة، لأن هناك محاصصة مقنعة في الحكومة التي استبعدت بعض الافرقاء السياسيين، علما أنه كان على الرئيس سلام أن يطلق عمل حكومة أمر واقع بمعايير موحدة، ولذلك فإن انتقال المثالثة إلى داخل الحكومة سيعني أننا سنكون أمام اتفاق ثلاثي، وهذا الاتفاق ذكراه على اللبنانيين بشعة وقاسية ومتعبة ومضنية، ومن هنا يفترض أن يكون الجميع قد تجاوزوا الترويكا الى غير رجعة، وأن يعمل كل من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة وفق الصلاحيات المناطة بهم في الدستور وعدم تجاوزها. المصدر: خاص لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: رئیس الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان تشارك في الاجتماع الوزاري تحضيرا لقمة التعاون في المنامة
المنامة"العُمانية": شاركت سلطنة عُمان اليوم في اجتماع الدورة الـ 166 / للمجلس الوزاري التحضيرية للدورة الـ 46 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي عقد بالعاصمة البحرينية المنامة، برئاسة معالي الدكتورعبداللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية مملكة البحرين وبحضور أصحاب السُّمو والمعالي والسعادة وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ترأس وفد سلطنة عُمان في الاجتماع معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية.
وتناولت الدورة الوزارية التحضيرية عددًا من ملفات التعاون والعمل الخليجي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والتنموية، بما يعزز مسارات التكامل بين دول المجلس.
ومن شأن مخرجات هذا الاجتماع التحضيري أن تعزز مبادرات عملية لما فيه مصلحة الدول الأعضاء، بما يُحقق المزيد من الرقي والنماء لدوله ويرسخ من دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال معالي الدكتورعبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية بمملكة البحرين-رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري- إن استضافة مملكة البحرين للقمة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تجسد تمسك دولنا بمواصلة تعزيز مسيرة التعاون والانجازات الخليجية التي رعاها أصحاب الجلالة والسمو القادة على مدى أكثر من أربعين عاما. كما أنها تعكس حرصهم، أيدهم الله، على مواصلة الحفاظ على تماسك وتضامن مجلس التعاون، وعزيمتهم وتصميمهم على المضي قدما نحو مزيد من التعاون والتكامل لما فيه خير دولنا الشقيقة ومواطنيها الكرام.
وأضاف أن مجلس التعاون أثبت خلال الأعوام الماضية، قدرته على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مما جعله كيانًا إقليميًا فاعلًا ومؤثرًا في تعزيز الأمن والاستقرار، وباتت منجزاته التنموية نموذجًا في التخطيط السليم والرؤية الحكيمة، وأصبح بكل فخر محل تقدير عالمي كبير.
وأكد معاليه على أهمية استمرار تقييم إنجازات العمل الجماعي، واعتماد مواقف وقرارات تعزز أداء مجلس التعاون وتضامن دوله الأعضاء ووحدة المواقف، ومواصلة الالتزام بدفع عجلة التنمية لما فيه خير مواطني دول المجلس، ومناصرة القضايا العربية العادلة، وصون الأمن القومي العربي، وضمان حقوق الشعوب العربية في الأمن والاستقرار والعيش الكريم، والتعاون مع المجتمع الدولي للحفاظ على السلم والأمن العالميين، وتعزيز التنمية المستدامة لما فيه خيرالبشرية جمعاء.
من جانبه أعرب معالي جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن ترحيبه باستضافة مملكة البحرين لانعقاد الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى وعن شكره للدولة الكويت على رئاستها للدورة السابقة للمجلس من نهج وأداء أسهما في إنجاح اجتماعات المجلس وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وأكد معاليه على استمرار الأمانة العامة بكل منتسبيها في العمل بجد لتنفيذ توجيهاتهم السامية، والمضي قدمًا في مسيرة العمل الخليجي المشترك، تحقيقًا للتكامل الخليجي المأمول.
وأشار إلى أهمية تجسيد أبعاد التعاون الخليجي وبما يعزز من محاور التعاون الإقليمي والدولي، والتي نأمل أن تخرج بقرارات وتوصيات بناءة تضيف لبنة جديدة في صرح مسيرة مجلس التعاون المباركة، موضحًا أن هذه البنود بما تحمله من عمق واتساع، تعكس بجلاء الثقل الإقليمي والدولي لمجلس التعاون، وترسخ حقيقة أن ما حققته دول المجلس من إنجازات على طريق التكامل الخليجي – وهو ما يصبو إليه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، حفظهم الله ورعاهم – وهو يمضي بثبات في الاتجاه الصحيح، متسقًا مع تطلعات الشعوب الخليجية وطموحاتها نحو مزيد من الترابط والازدهار.