توني موريسون واللغة.. كيف استخدمت السرد لمقاومة العنصرية؟
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
لطالما كانت اللغة أداة قوية في تشكيل الوعي، سواء في قمع المجتمعات أو تحريرها. بالنسبة للروائية الأمريكية توني موريسون، لم يكن الأدب مجرد وسيلة لرواية القصص، بل كان سلاحًا لمواجهة العنصرية وإعادة كتابة التاريخ الأسود من منظور مختلف. بأسلوبها السردي الفريد، استطاعت موريسون أن تخلق عوالم أدبية تعكس المعاناة والتجربة الإنسانية للأمريكيين السود، مستخدمة اللغة كأداة للتحرر والهوية.
في أعمالها، لم تستخدم موريسون اللغة السائدة في الأدب الأمريكي التقليدي، بل أعادت صياغتها لتتناسب مع التجربة السوداء، تجنبت السرد المباشر والمسطح، وبدلًا من ذلك، قدمت أساليبًا سردية معقدة تعتمد على تعدد الأصوات، الزمن غير الخطي، والإيحاءات الشعرية، مما منح أعمالها طابعًا مميزًا وأقرب إلى روح الروايات الشفهية المنتشرة في الثقافة الإفريقية الأمريكية.
في روايتها الأشهر محبوبة استخدمت موريسون السرد المتداخل لاستحضار معاناة العبودية بطريقة تجبر القارئ على الشعور بآلام الشخصيات، وكأنها ذكريات حية لا يمكن الفرار منها. هذا الأسلوب جعل القارئ يختبر العبودية ليس كمجرد سرد تاريخي، بل كحقيقة نفسية وشعورية يعيشها الأبطال.
تحرير الشخصيات من اللغة القمعيةفي الكثير من الأدب الأمريكي التقليدي، كانت الشخصيات السوداء غالبًا ما تُعرض من منظور أبيض، حيث يتم اختزالها إلى أنماط نمطية أو شخصيات هامشية. لكن موريسون قلبت المعادلة، فجعلت شخصياتها السوداء محور السرد، ومنحتها لغة خاصة بها، تخرج عن القوالب المعتادة وتعبّر عن هويتها الذاتية.
في العين الأكثر زرقة، استخدمت موريسون لغة شعرية لكنها قاسية، لتكشف عن الأثر النفسي للعنصرية الداخلية على فتاة سوداء صغيرة تحلم بالحصول على عيون زرقاء. من خلال هذه الرواية، سلطت الضوء على كيف يمكن للغة والثقافة أن تعيد إنتاج أوهام الجمال والتفوق العرقي، مما يؤدي إلى تدمير الذات من الداخل.
كسر القواعد اللغوية لاستعادة الهويةلم تكن موريسون تلتزم بالقواعد اللغوية التقليدية بشكل صارم، بل كانت تكسرها عمدًا في بعض الأحيان، لتجسد تجارب شخصياتها بطريقة أكثر أصالة. كانت تستخدم التكرار، الغموض، والتلميحات الثقافية لإيصال مشاعر لا يمكن التعبير عنها بسهولة بالكلمات. هذا الأسلوب جعل قراءتها تجربة حسية أكثر منها مجرد مطالعة نص أدبي.
اللغة كأداة لمقاومة العنصريةفي خطاباتها وكتاباتها النقدية، أكدت موريسون مرارًا أن اللغة ليست محايدة، بل يمكن أن تكون أداة للقمع أو وسيلة للتحرر. من خلال أعمالها، أعادت تعريف كيفية تصوير الشخصيات السوداء في الأدب الأمريكي، وساهمت في تفكيك الخطاب العنصري الذي كان يهمش تاريخ وثقافة الأمريكيين من أصول إفريقية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العنصرية الأدب توني موريسون الأدب الأمريكي المزيد
إقرأ أيضاً:
أبرز الشخصيات الراحلة خلال عام 2025.. هؤلاء جرى اغتيالهم (صور)
شهد عام 2025 رحيل عدد من الشحصيات البارزة في العالم ورؤساء دول وحكومات سابقة، إلى جانب اغتيال ثلاثة شخصيات رئيسية في جماعة الحوثي اليمنية وحزب الله اللبناني.
ومع بدء العد التنازل لإسدال الستار على العام الجاري، تستعرض "عربي21" أبرز الشخصيات التي رحلت، والتي ضمت الرئيس الألماني الأسبق هورست كولرن ورئيس حكومة الجزائر الأسبق أحمد غزالي، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد الحوراني، ورئيس نيجيريا السابق محمد بخاري، ونائب رئيس الوزراء الكويتي ووزير النفط الأسبق عماد محمد العتيقي، ونائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني.
وتضم القائمة أيضا ثلاثة شخصيات اغتالهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في اليمن ولبنان، وهم أحمد الرهوي رئيس الحكومة التابعة للحوثيين، ورئيس أركان جماعة الحوثي محمد عبد الكريم الغماري، ورئيس أركان حزب الله هيثم الطبطبائي.
هورست كولر
توفى الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر في الأول من شباط/ فبراير 2025، عن عمر يناهز 81 عاما بعد صراع قصير مع المرض، حسبما أعلن المكتب الرئاسي في برلين.
وجرى انتخاب كولر رئيسا اتحاديا للدولة في 23 أيار/ مايو عام 2004، وجرى إعادة انتخابه لفترة ثانية بعد خمس سنوات، إلا أنه استقال فجأة في 31 أيار/ مايو 2010.
أحمد غزالي
توفي سيد أحمد غزالي رئيس حكومة الجزائر الأسبق بتاريخ 4 شباط/ فبراير 2025، بمستشفى عين النعجة العسكري في العاصمة الجزائرية، عن عمر ناهز 88 عاما.
تولى غزالي عدة مناصب وزارية أهمها وزير الطاقة ووزير لخارجية قبل أن يُعين رئيسا للحكومة في فترة حرجة من تاريخ الجزائر في حزيران/ يونيو 1991 وحتى تموز/ يوليو 1992، أي في فترة حكم الرئيسين الراحلين الشاذلي بن جديد ومحمد بوضياف.
محمد الحوراني
توفي عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد الحوراني بتاريخ 25 آذار/ مارس 2025، والذي وُلد في محافظة الخليل، وله باع تاريخي في تأسيس التنظيم الطلابي للحركة في الساحة الأوروبية خلال دراسته الجامعية في بلغاريا.
كان عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح، وتولى منصب نائب رئيس المجلس الاستشاري في الحركة، وكان أيضا سفيرا لدولة فلسطين لدى الجزائر.
محمد بخاري
توفي رئيس نيجيريا السابق محمد بخاري في لندن بتاريخ 13 تموز/ يوليو 2025 عن عمر 82 عاما، أثناء علاجه بأحد المستشفيات، وتولى رئاسة نيجيريا من 2015 إلى 2023 بعد فوزه في الانتخابات وتجديد ولايته لاحقا.
قاد في كانون الأول/ ديسمبر 1983 انقلابا عسكريا أطاح بالرئيس المدني المنتخب شيخو شاجاري، قبل أن يُطاح به في 27 آب/ أغسطس 1985 بانقلاب قاده الجنرال إبراهيم بابنجيدا.
أحمد الرهوي
أعلنت جماعة الحوثي اليمنية اغتيال رئيس الوزراء أحمد الرهوي وعدد من الوزراء في غارة إسرائيلية، استهدفت اجتماعا لهم عصر الخميس الموافق 28 آب/ أغسطس 2025.
وكانت الجماعة قد عينته محافظا لمحافظة أبين، ثم عضوا في المجلس السياسي الأعلى، ثم رئيسا لما سمته بحكومة التغيير والبناء للمجلس السياسي الأعلى في صنعاء، قبل اغتياله بالغارة الإسرائيلية مع عدد من الوزراء.
عماد محمد العتيقي
توفي نائب رئيس الوزراء الكويتي ووزير النفط الأسبق الدكتور عماد محمد العتيقي بتاريخ 11 أيلول/ سبتمبر 2025.
وتقلّد العديد من المناصب القيادية، كان أبرزها منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط عام 2024، ورئاسة جامعة الشرق الأوسط الأمريكية في الكويت بين 2011 و2018، إلى جانب دوره كأمين عام مؤسس للأمانة العامة لمجلس الجامعات الخاصة من 2003 إلى 2010.
محمد عبد الكريم الغماري
أعلنت جماعة الحوثي اليمنية اغتيال رئيس أركان الجماعة محمد عبد الكريم الغماري بتاريخ 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، إثر غارات أمريكية- إسرائيلية على اليمن خلال معارك إسناد غزة، وفق ما ذكرته وكالة "سبأ" اليمنية.
وقررت الجماعة تعيين اللواء الركن يوسف حسن إسماعيل المداني رئيسا لهيئة الأركان العامة في وزارة الدفاع التابعة للحوثيين، خلفا للغماري.
ديك تشيني
توفي ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق بتاريخ 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، عن عمر ناهز 84 عاما، بعد معاناته مضاعفات من مرض الأوعية الدموية.
أصدر الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش عقب وفاته بيانا يشيد فيه بتشيني، واصفا إياه بأنه "أحد أروع الموظفين العموميين في جيله، وطنيٌّ تحلَّى بالنزاهة والذكاء الرفيع والجدية في أداء كل منصب شغله".
هيثم الطبطبائي
أعلن حزب الله اللبناني بشكل رسمي اغتيال القيادي البارز هيثم الطبطبائي "أبو علي" بتاريخ 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
أوكل الحزب إلى طبطبائي مهام قيادية عليا، وتولى مسؤولية ركن العمليات في الحزب خلال معركة "طوفان الأقصى"، وأشرف على عمليات حزب الله خلال الحرب على لبنان عام 2024، وتولى مسؤولية القيادة العسكرية بعد انتهاء الحرب.