موقع النيلين:
2025-06-22@14:31:11 GMT

فلسطين والسودان – تهجير أو تدجين

تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT

*فلسطين والسودان – تهجير أو تدجين*
*لم يتغير شئ – اقتلوهم أو اطرحوهم أرضاً*
اللواء (م) مازن محمد اسماعيل
▪️في كتابه إخلعوا الأقنعة يقول د. مصطفى محمود (الحرب العصرية هي أن تجعل خصمك يقتل نفسه بنفسه بدلا ً من أن تُكلِّف نفسك بمشقة قتله) ، والحق أن ما ذكره د. مصطفى محمود أسلوبٌ قديمٌ معاصر ، وقد استخدمه السومريون والإغريق والرومان ، ومازلت الإمبراطوريات والدول تستخدمه حتى اليوم ، وكل ما جرى ويجري في بلاد المسلمين من الصومال وحتى ليبيا وسوريا والعراق وليس انتهاءً بفلسطين والسودان هي تطبيق حرفي لمبدأ الحرب العصرية سالفة الذكر.


▪️الخطة العربية المُرتَقبة لموقف تهجير الفلسطينيين ستخرج على الناس بعاصفة حزم وإعادة الأمل جديدة ، ولن تكون سوى مأسسة لمبادئ الحرب العصرية في فلسطين ، والتي تُطبِّقها السلطة الفلسطينية بالفعل في الضفة الغربية ، وستنبني هذه الخطة على تجريد حماس من سلاحها ، وتفكيك البنية التحتية للمقاومة ، وإدارة قطاع غزة بسُلطَة مُدجَّنة وهجِينة تنوب عن الاحتلال الصهيوني في المحافظة على أمن إسرائيل ، وضمان وجود الفلسطينيين كما الدواب في حظيرة غزة ، والتي سترمي لهم فيها دول الخليج فتات ما يُبقيه لهم ترمب بعد حَلْبِهم ، لتُقيم به أود أهالي غزة ، واستنعاج بقية الأمة العربية بأن هذه الاستراتيجية (الحكيمة) هي ما أفشل مخطط التهجير ، ومن المعلوم أن العمل على تنفيذ هكذا خطة سيترتب عليه سفك شلالات من الدماء العربية المسلمة بأيدٍ عربية مسلمة في غزة ، إذ أن المقاومة ستكون مضطرةً لقتال من نصَّبوا أنفسهم جنوداً في خدمة الاحتلال ، وهذا ليس بجديد فحوالي ٣٠% من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي هم عرب مسلمون كما سبق وأشرنا في مقالات سابقة ، وهذه الجزية التي سيقدمها حكام العرب للكيان المحتل من دماء شعوبهم وأُمَّتهم هي ثمن حماية أمريكا وإسرائيل لعروشهم.
▪️لطالما سعى الغرب والعرب لتطبيق ذات الحرب العصرية في السودان ، من خلال صدامٍ دمويٍّ بين الجيش السوداني والأسلاميين ليُفني بعضهم بعضهم ، وغير خافٍ على أحد أن حماس والإسلاميين في السودان وجهان لعملة واحدة في نظر الصهيونية العربية الغربية ، ولازال الناس يذكرون في ٣ مارس ١٩٨٥م حين زار الخرطوم جورج بوش الأب ، وكان آنذاك نائب الرئيس رونالد ريغان ، ورافقه في زيارته تلك وليام كيسي مدير وكالة المخابرات المركزية CIA ، وأبلغا الرئيس النميري ما يشبه الإنذار الأخير بضرورة التخلص الفوري من شركائه الإسلاميين ، وإلغاء قوانين الشريعة الإسلامية المعروفة بقوانين سبتمبر ١٩٨٣م ، والاستئناف العاجل لعمليات ترحيل الفلاشا ، وذلك مقابل الرضى الأمريكي ، وقد وافق النميري ، وقام بفضًّ النميري شراكته مع الإسلاميين ، وزجَّ بهم في السجون توطئةً لإلغاء قوانين سبتمبر ، ولم تمضي أيامٌ معدودة حتى نزع مالك الملك ملكه ، وتكرر ذات الأمر في الديمقراطية الثالثة فترتب عليه سقوطها في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م ، واشتد السَّعي لنفس المخطط بعد الانفصال وعاصفة الحزم ، واستعر الدفع لذلك في قحت الأولى والثانية حتى توجوه بالإطاري الذي ظنوه سيقضي على الجيش السوداني والإسلاميين معاً كما بشًّر بذلك عرمان حينها.
▪️الناظر للقوى السياسية السودانية (طائفيه ، يسارية ، جهوية) أنها لا تتحالف سياسياً وعسكرياً إلا على عداء الجيش والإسلاميين ، والسعي لازال مستمرٌّاً على أشُدِّه لتغيير تموضعات الحرب (لا لوقفها) من خلال اتفاقٍ يصنع تحالفاً جديداً يكون فيه الجيش مع الجنجويد وقحتٍ الأخرى في جانبٍ وتدعمه كل القوى الصهيونية العربية الغربية .. ضد التيار الإسلامي في السودان ، وهذا هو المُخَطَّط الذي جرى ويجري في كل الدول العربية وقدَّر الله أن يفشل في السودان ، ورغم يقيننا الثابت بأن هذا التدبير سيفشل كما ظل يفشل ، غير أن تواطؤ العناصر والقوى السياسية السودانية مع هذه المحاولات ستؤخر اكتمال النصر ، كما ظلَّت من قبل تعيق الاستقرار وتكبح استكمال النهوض في البلاد ، وقدر السودانيين الذي اصطفاهم له ربهم أن يكونوا في خندق المواجهة الأول للصهيونية العربية الغربية كما الفلسطينيين دفاعاً عن قيمهم وأرضهم وسيادتهم واستقلالهم ، والسودانيون في كل ذلك -كما هو شأنهم دائماً- أخفياء أتقياء ، لم يحفل بمصابهم أحد ، ولم يحتفي بجهادهم أحد ، وحسبهم من الشرف أن يكونوا مغموطٌ فضلهم في الأرض .. مشهورٌ سبقهم عند أهل السماء.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

تحالف «صمود» يواصل تحركاته الأفريقية لوقف الحرب بالسودان

تحالف «صمود» سيواصل لقاءاته ببقية مكونات التحالف الحاكم ومكونات المجتمع المدني في دولة جنوب أفريقيا.

بريتوريا: التغيير

واصل وفد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) برئاسة د. عبد الله حمدوك سلسلة لقاءاته في جنوب أفريقيا، بلقاء قيادة الحزب الشيوعي الجنوب أفريقي برئاسة سولي مابيلا، كما التقت الرئيس السابق تابو امبيكي، ضمن مساعي التحالف لوقف الحرب في السودان.

والتقى الوفد أمس الجمعة برئيس جمهورية جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في القصر الرئاسي ببريتوريا، واستعرض معه تطورات الأوضاع في السودان، داعياً إياه للعب دور فاعل في جهود إنهاء الحرب وإحلال السلام.

صمود والشيوعي الجنوب أفريقي

وقال التحالف في بيان صحفي اليوم السبت، إن قيادة الحزب الشيوعي الذي يعتبر أحد مكونات التحالف الحاكم في جنوب أفريقيا، وعدت وفد (صمود) بتقديم كل ما من شأنه المساعدة في إحلال السلام بالسودان، وأعربت عن تضامنها مع الشعب السوداني في محنته.

وفي السياق، التقى وفد صمود أيضاً بالرئيس الجنوب أفريقي السابق تابو امبيكي في مقر مؤسسته بمدينة جوهانسبيرغ، وناقش الوفد تعثر المبادرات لإيقاف الحرب في السودان، وقدم رؤية صمود السياسية للرئيس السابق، علاوة على خارطة طريق لتحريك مساعي السلام في السودان في ظل انسداد الأفق الحالي مع تعاظم الكارثة الإنسانية واستمرار الموت والدمار والتشرد.

وأكد التحالف أن وفد صمود سيواصل لقاءاته ببقية مكونات التحالف الحاكم ومكونات المجتمع المدني في دولة جنوب أفريقيا.

تكريم حمدوك

وكان المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة في الانتخابات (IDEA) كرّم أمس الجمعة، رئيس تحالف صمود د. عبد الله حمدوك، تقديراً لإسهاماته الريادية في دعم الديمقراطية بأفريقيا والشرق الأوسط، ودفعه الكبير لدعم وإسناد قيم التحول الديمقراطي وتعزيز بناء المؤسسات وتوسيع المشاركة السياسية في القارة السمراء، وتقديرا لجهوده، كأول مدير إقليمي لبرنامج أفريقيا والشرق الأوسط بالمعهد، الذي تولّى مسؤوليته القارية خلال الفترة من 2003 إلى 2008.

وجاء التكريم في إطار احتفالات المعهد بمرور ثلاثين عاماً على تأسيسه، والتي أُقيمت في مدينة بريتوريا بجنوب أفريقيا، بمشاركة عدد من الشخصيات الدولية وصنّاع السياسات والفاعلين في قضايا الديمقراطية والحوكمة حول العالم.

تكريم حمدوك

وأهدى د. حمدوك التكريم للشعب السوداني، الذي ظل يرفد العالم بخبرات علمية ومهنية عالية، متمنيا لشعبنا المكلوم بحرب 15 أبريل الوحشية، الوصول لأهدافه المشروعة وحقه الطبيعي في السلام الشامل العادل وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، مؤكدا عمله وكل تحالف صمود، بكل جد، على تحقيق حلم السودانيين والسودانيات في وقف الحرب، وبناء دولة الحرية والعدالة والسلام.

ويُعدّ د. حمدوك إحدى الشخصيات البارزة التي أسهمت في تطوير برامج دعم التحول الديمقراطي في القارة الأفريقية والمنطقة العربية خلال عمله في IDEA، حيث أشرف على مبادرات متقدمة لتعزيز بناء المؤسسات، وتوسيع المشاركة السياسية، ودعم النظم الانتخابية.

ويأتي التكريم تأكيداً على إرث رئيس (صمود) المهني الطويل في مجال الخدمة العامة والعمل الدولي، ومساهماته في قضايا الديمقراطية والسلام والعدالة، داخل السودان وعلى مستوى القارة.

الوسومالتحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) الحزب الشيوعي السودان المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة في الانتخابات بريتوريا ثابو امبيكي جنوب أفريقيا سولي مابيلا سيريل رامافوزا عبد الله حمدوك

مقالات مشابهة

  • تعليم الغربية: لا شكاوي في امتحان اللغة العربية بلجان الثانوية العامة
  • تحالف «صمود» يواصل تحركاته الأفريقية لوقف الحرب بالسودان
  • حصاد المشروع الاستعماري في فلسطين
  • دمج وزارة الري في وزارات أخرى: قرار غير موفق!!
  • تركوا جثثهم وهربوا.. درموت يسرد تفاصيل معركة الجيش السوداني ضد الدعم السريع
  • «محلل سياسي»: الإخوان قبلوا تهجير الفلسطينيين وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد
  • هل تحمل رؤية صمود لسلام السودان تحولا في موقف التحالف؟
  • خطاب في زمن التيه – بين الخيال والجنون
  • عالقون بين حربين.. آلاف اللاجئين السودانيين على الحدود بلا مخرج
  • بعد التحذيرات الأممية والتعقيدات على الأرض.. هل تقترب جنوب السودان من الحرب الأهلية؟