موقع النيلين:
2025-06-27@01:57:30 GMT

فلسطين والسودان – تهجير أو تدجين

تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT

*فلسطين والسودان – تهجير أو تدجين*
*لم يتغير شئ – اقتلوهم أو اطرحوهم أرضاً*
اللواء (م) مازن محمد اسماعيل
▪️في كتابه إخلعوا الأقنعة يقول د. مصطفى محمود (الحرب العصرية هي أن تجعل خصمك يقتل نفسه بنفسه بدلا ً من أن تُكلِّف نفسك بمشقة قتله) ، والحق أن ما ذكره د. مصطفى محمود أسلوبٌ قديمٌ معاصر ، وقد استخدمه السومريون والإغريق والرومان ، ومازلت الإمبراطوريات والدول تستخدمه حتى اليوم ، وكل ما جرى ويجري في بلاد المسلمين من الصومال وحتى ليبيا وسوريا والعراق وليس انتهاءً بفلسطين والسودان هي تطبيق حرفي لمبدأ الحرب العصرية سالفة الذكر.


▪️الخطة العربية المُرتَقبة لموقف تهجير الفلسطينيين ستخرج على الناس بعاصفة حزم وإعادة الأمل جديدة ، ولن تكون سوى مأسسة لمبادئ الحرب العصرية في فلسطين ، والتي تُطبِّقها السلطة الفلسطينية بالفعل في الضفة الغربية ، وستنبني هذه الخطة على تجريد حماس من سلاحها ، وتفكيك البنية التحتية للمقاومة ، وإدارة قطاع غزة بسُلطَة مُدجَّنة وهجِينة تنوب عن الاحتلال الصهيوني في المحافظة على أمن إسرائيل ، وضمان وجود الفلسطينيين كما الدواب في حظيرة غزة ، والتي سترمي لهم فيها دول الخليج فتات ما يُبقيه لهم ترمب بعد حَلْبِهم ، لتُقيم به أود أهالي غزة ، واستنعاج بقية الأمة العربية بأن هذه الاستراتيجية (الحكيمة) هي ما أفشل مخطط التهجير ، ومن المعلوم أن العمل على تنفيذ هكذا خطة سيترتب عليه سفك شلالات من الدماء العربية المسلمة بأيدٍ عربية مسلمة في غزة ، إذ أن المقاومة ستكون مضطرةً لقتال من نصَّبوا أنفسهم جنوداً في خدمة الاحتلال ، وهذا ليس بجديد فحوالي ٣٠% من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي هم عرب مسلمون كما سبق وأشرنا في مقالات سابقة ، وهذه الجزية التي سيقدمها حكام العرب للكيان المحتل من دماء شعوبهم وأُمَّتهم هي ثمن حماية أمريكا وإسرائيل لعروشهم.
▪️لطالما سعى الغرب والعرب لتطبيق ذات الحرب العصرية في السودان ، من خلال صدامٍ دمويٍّ بين الجيش السوداني والأسلاميين ليُفني بعضهم بعضهم ، وغير خافٍ على أحد أن حماس والإسلاميين في السودان وجهان لعملة واحدة في نظر الصهيونية العربية الغربية ، ولازال الناس يذكرون في ٣ مارس ١٩٨٥م حين زار الخرطوم جورج بوش الأب ، وكان آنذاك نائب الرئيس رونالد ريغان ، ورافقه في زيارته تلك وليام كيسي مدير وكالة المخابرات المركزية CIA ، وأبلغا الرئيس النميري ما يشبه الإنذار الأخير بضرورة التخلص الفوري من شركائه الإسلاميين ، وإلغاء قوانين الشريعة الإسلامية المعروفة بقوانين سبتمبر ١٩٨٣م ، والاستئناف العاجل لعمليات ترحيل الفلاشا ، وذلك مقابل الرضى الأمريكي ، وقد وافق النميري ، وقام بفضًّ النميري شراكته مع الإسلاميين ، وزجَّ بهم في السجون توطئةً لإلغاء قوانين سبتمبر ، ولم تمضي أيامٌ معدودة حتى نزع مالك الملك ملكه ، وتكرر ذات الأمر في الديمقراطية الثالثة فترتب عليه سقوطها في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م ، واشتد السَّعي لنفس المخطط بعد الانفصال وعاصفة الحزم ، واستعر الدفع لذلك في قحت الأولى والثانية حتى توجوه بالإطاري الذي ظنوه سيقضي على الجيش السوداني والإسلاميين معاً كما بشًّر بذلك عرمان حينها.
▪️الناظر للقوى السياسية السودانية (طائفيه ، يسارية ، جهوية) أنها لا تتحالف سياسياً وعسكرياً إلا على عداء الجيش والإسلاميين ، والسعي لازال مستمرٌّاً على أشُدِّه لتغيير تموضعات الحرب (لا لوقفها) من خلال اتفاقٍ يصنع تحالفاً جديداً يكون فيه الجيش مع الجنجويد وقحتٍ الأخرى في جانبٍ وتدعمه كل القوى الصهيونية العربية الغربية .. ضد التيار الإسلامي في السودان ، وهذا هو المُخَطَّط الذي جرى ويجري في كل الدول العربية وقدَّر الله أن يفشل في السودان ، ورغم يقيننا الثابت بأن هذا التدبير سيفشل كما ظل يفشل ، غير أن تواطؤ العناصر والقوى السياسية السودانية مع هذه المحاولات ستؤخر اكتمال النصر ، كما ظلَّت من قبل تعيق الاستقرار وتكبح استكمال النهوض في البلاد ، وقدر السودانيين الذي اصطفاهم له ربهم أن يكونوا في خندق المواجهة الأول للصهيونية العربية الغربية كما الفلسطينيين دفاعاً عن قيمهم وأرضهم وسيادتهم واستقلالهم ، والسودانيون في كل ذلك -كما هو شأنهم دائماً- أخفياء أتقياء ، لم يحفل بمصابهم أحد ، ولم يحتفي بجهادهم أحد ، وحسبهم من الشرف أن يكونوا مغموطٌ فضلهم في الأرض .. مشهورٌ سبقهم عند أهل السماء.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

مثقفون سودانيون في مواجهة الأزمة السودانية

منتدى الإعلام السوداني كمبالا، 26 يونيو 2025، (سودانايل)- في وقتٍ يعيش فيه السودان واحدة من أسوأ حروبه، التقى أكثر من 47 من المفكرين والأكاديميين والسياسيين والشباب من مختلف أقاليم البلاد، في العاصمة الأوغندية كمبالا، ضمن ملتقى فكري يهدف للوصول إلى رؤية جماعية توقف الحرب وتضع أسس دولة مدنية جديدة تُنهي الشمولية والتهميش والعسكرة.

وكان الملتقى نظّمه “مشروع الفكر الديمقراطي” و”حركة تضامن من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية” على مدار ثلاثة أيام، من 15 إلى 17 يونيو الجاري، وناقش المشاركون 25 ورقة علمية حول قضايا الدولة المدنية، والتهميش، والتمليش، والعدالة الانتقالية، ضمن أربعة محاور رئيسية قدّمها نخبة من المثقفين والأكاديميين.

وفي حديثه لـ(سودانايل)، أكد شمس الدين ضو البيت أن الملتقى خلص إلى رؤية جماعية بأن وقف الحرب يتطلب توحيد جبهة مدنية واسعة تضم قوى المجتمع المدني والهامش والحركات السياسية والإنتاجية للضغط على أطراف الحرب وإنهائها.

نقاشات عميقة حول جوهر الأزمة

في كلمته الافتتاحية، دعا مدير مشروع الفكر الديمقراطي، شمس الدين ضو البيت، إلى البحث الجاد عن جذور “البثور والدمامل” التي شوّهت وجه السودان منذ الاستقلال، مؤكداً أن الصراع السياسي في البلاد ظل يدور في حلقة مفرغة بين ثلاثة تيارات: التطلّع إلى الديمقراطية، ونداءات الهامش، والدعوات إلى الدولة الدينية، مع دخول العسكر كعنصر حاسم منذ انقلاب 1958.

وأوضح ضو البيت أن الفشل في إيجاد صيغة للتعايش المدني الديمقراطي بين التوجهات المطروحة هو لبّ الأزمة المستمرة، مشدداً على أن وقف الحرب لن يتم إلا بإرادة السودانيين أنفسهم.

شمس الدين ضو البيت مدير مشروع الفكر الديمقراطي الدولة والدستور والمواطنة

في الجلسة الأولى التي حملت عنوان “الدولة السودانية: السلام، الوحدة، الدستور”، قدّم الدكتور محمد الأمين إسماعيل رؤيته لملاح الدستور، معتبرًا أن غياب الدستور هو جوهر الأزمة السياسية، واقترح اعتماد الفيدرالية بين ولايات السودان (المتحدة). من جانبها، انتقدت الدكتورة سعاد مصطفى، الأستاذة بالجامعات السودانية، في ورقتها حول أمن المرأة، اهتمام النخب بالأمن لحماية النظام الحاكم لا الدولة. فيما قدّم د. صدقي كبلو تحليلاً لحالة الدولة السودانية بعد الاستعمار، مؤكدًا أن التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية لم تحقق التنمية المتوازنة، وأن محاولات التغيير عبر الانقلابات، في 1969 و1989، باءت بالفشل.

وفي الجلسة الثانية حول “الدولة المدنية والدينية وقضايا المواطنة المتساوية”، رأت مديحة عبد الله أن الجدل حول (الدولة المدنية) في السودان ظل نظريًا. بينما أثار محمد جميل أحمد نقاشًا واسعًا من خلال ورقته التي تناولت “مغالطات سردية الدولة في خطاب الإسلاميين”. وأشارت د. أسماء أحمد النعيم إلى غياب العقد الاجتماعي، داعية إلى ابتكار وسائل تواصل جديدة مع القواعد الشعبية لتصعيد الحلول من أسفل. ووصف السر السيد الحرب الجارية بأنها تجلٍّ لفشل المشروع الوطني منذ الاستقلال، حيث طغت النزعة السياسية الخاصة على المشروع الوطني.

العدالة والتهميش والعسكرة

في الجلسة الثالثة، قدّم د. زهير بشار ثلاثة محددات يعتبرها رئيسية للعدالة الانتقالية، هي: من أين تبدأ، ومن هم الشركاء، وما آليات التنفيذ، مؤكداً أن الجهود ظلت تأتي من أعلى إلى أسفل. وناقشت د. زينب أونور تحديات الشابات في المجال السياسي، بينما سلّط محمد علي مهلة الضوء على مجتمع الكنابي الذي حُرم من الحقوق نتيجة غياب المواطنة المتساوية. وشددت الناشطة السياسية، نعمات كوكو، على أن الحديث عن دولة مدنية يظل ناقصًا ما لم يقترن بديمقراطية تعددية وعدالة نوعية.

أما اليوم الثاني من الملتقى فقد خُصّص لمناقشة التمليش والعسكرة، حيث أوضح د. سليمان بلدو أن المليشيات في السودان نشأت باعتبارها أداة استعمارية، ثم تحوّلت منذ 1989 إلى مشروع سياسي مرتبط بالحركة الإسلامية. واعتبر فضيلي جماع أن السودان هو الدولة الوحيدة التي شهدت محاولات انقلابية متعددة وصلت إلى 36 محاولة منذ الاستقلال، ما حوّل السلطة إلى غاية في ذاتها. وقدّمت هنادي المك دراسة ميدانية من ولاية النيل الأزرق، أكدت فيها أن العسكرة عمّقت التهميش الجندري وأعادت إنتاج هرمية ذكورية، بينما رأى فتح العليم عبد الحي أن المليشيات القبلية تطورت من آلية دفاع محلي إلى أداة ضغط سياسي، وأشار أبوذر الأمين إلى أن الدولة السودانية الحديثة ورثت نموذج الإدارة الاستعمارية، وتبنّته النخب السياسية بدلاً من تجاوزه.

وفي جلسة عن خطاب الكراهية والتعافي الاجتماعي، رأى عبد السلام نور الدين أن الدولة كانت تخسر من كل تغيير، فيما اقترحت د. هويدا عتباني معالجة خطاب الكراهية عبر “التعلّم المضاد”، وربط الناشط المجتمعي عبد الله آدم خاطر جذور الأزمة بلحظة تقسيم الأقطار الإفريقية في مؤتمر برلين، أواخر القرن الثامن عشر. ودعا الباحث المحبوب عبد السلام إلى “ممارسة فوق إنسانية” تقوم على العفو، واقترح نموذجاً سودانياً للعدالة الانتقالية.

أما فتح العليم عبد الحي قد قدّم ورقة حول (الدولة الدينية)، أشار فيها إلى غياب تصور موحد ومحدد لهذا النموذج، لافتًا إلى أن التيارات الإسلامية نفسها تتبنى رؤي مختلفة لمفكرين إسلاميين مختلفين.

دور الإعلام وقضايا التنوع

في الجلسة الختامية، خُصص النقاش لدور الإعلام في ظل التعدد الإثني، حيث أشار نقيب الصحفيين عبد المنعم أبو إدريس إلى عجز الإعلام السوداني عن التعبير عن واقع التنوع، بينما تناول الباحث القانوني إسماعيل التاج خطوات تأسيس العدالة الانتقالية من منظور قانوني، وقدم عبد الجبار دوسة مقاربة مختلفة لمفاهيم الإنصاف والمساءلة.

وشدد ضو البيت في حديثه لـ (سودانايل) على أن معالجة التهميش لا يمكن أن تكون من المركز فقط، بل بالاعتراف بالمهمشين بوصفهم شركاء في بناء الدولة الجديدة، داعيًا إلى إنهاء التمليش وبناء جيش قومي مهني موحد، بعقيدة وطنية ديمقراطية، بعيدًا عن السياسة والمصالح الاقتصادية. وأوضح أن الملتقى تميز بالحوار الفكري المفتوح، وضم مشاركات من تيارات إسلامية، حيث دار نقاش عميق حول علاقة الدين بالدولة وإمكانية الانتقال إلى نظام يقوم على المواطنة المتساوية لا العقيدة. وأكد أن الدعوات للمشاركة في الملتقى كانت شخصية، وأن الهدف هو حوار وطني سوداني شامل يجمع مختلف التيارات الفكرية.

وختم حديثه بالتأكيد على أن هذا اللقاء يمثل نموذجًا لإمكانية التقاء السودانيين رغم الظروف القاسية، وعلى ضرورة استعادة الشعب السوداني لحقه في تقرير مصيره بعيدًا عن التدخلات الأجنبية التي تُكرّس الحرب على أرضه. وشدد على أن أي دعم خارجي يجب أن يأتي مساندًا لأجندة وطنية خالصة، لا أن يُفرض من الخارج.

وكشف عن نية مشروع الفكر الديمقراطي تنظيم ملتقى شبابي موسع في المرحلة المقبلة، لمناقشة القضايا ذاتها، بهدف تكوين جبهة وطنية شبابية واعية تستعيد دورها في رسم مستقبل السودان، وتوحيد الصوت المدني في مواجهة الحرب والتدخلات الخارجية.

ضمّ ملتقى (مشروع الفكر الديمقراطي وحركة تضامن) مشاركين من خلفيات سياسية وفكرية متنوعة، من بينهم د. سليمان بلدو، د. صدقي كبلو، د. عبد السلام نور الدين، د. المحبوب عبد السلام، د. الشفيع خضر، السفير نور الدين ساتي، د. محمد الأمين إسماعيل، د. زهير بشار، د. محمد جميل أحمد، د. أسماء النعيم، فيصل محمد صالح، مديحة عبد الله، نعمات كوكو، د. هويدا عتباني، د. زينب أونور، د. حامد بشير، عبدالله آدم خاطر، محمد علي مهلة، د. هنادي المك، فتح العليم عبد الحي، عبد المنعم أبو إدريس، الفاتح النور، أحمد التوم، أبوهريرة أحمد عبد الرحمن، سندس محمد المصطفى، مجاهد خاط.

* ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد منصة (سودانايل) في إطار تجميع أكبر قدر من الرؤى التي تعين على فهم الأزمة السودانية والمساهمة في حلها بدءا من إنهاء الحرب التي تدور في البلاد منذ أبريل 2023.

منتدى الاعلام السوداني الوسومأوغندا الأزمة السودانية الاستقلال السودان المحبوب عبد السلام حركة تضامن من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية د. الشفيع خضر سعيد شمس الدين ضو البيت كمبالا مثقفون محمد الأمين إسماعيل مشروع الفكر الديمقراطي

مقالات مشابهة

  • روان أبو العينين: ما يجري في غزة حاليًا يشبه مخطط تهجير داخلي ممنهج
  • مثقفون سودانيون في مواجهة الأزمة السودانية
  • طيران الجيش السوداني يقصف مواقع عدة
  • تصاعد المعارك بين الجيش و«الدعم».. السودان.. مناطق إستراتيجية تتحول لبؤر اشتباك
  • بائع يستعرض أحجام فاكهة المانجو في سوق شندي – فيديو
  • تحالف “الحلو” و”حميدتي” هل يسعى لتطويق الجيش السوداني في كردفان؟
  • ترامب – هل يكون السودان التالي ؟!
  • من يحاول خطف نصر الجيش في السودان؟
  • هل تمهّد التطورات الاخيرة في إنهاء حرب السودان المنسية؟
  • بالصور: إجابات امتحان اللغة العربية 2025 الورقة الثانية في فلسطين