موقع النيلين:
2025-10-15@11:33:26 GMT

متحرك الصياد

تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم
١٨ فبراير ٢٠٢٥م
متحرك الصياد
لـواء ركن ( م ) د. يونس محمود محمد
وُلدت فكرة متحرّك الصيّاد في حُضن الهجّانة ومجتمعها الموفور القيم، الراسخ في أرضه مثل أشجار التبلدي، الثري بتجارب الحياة، وتليين قسوتها وتطويع ظروفها بمهارات مكتسبة ودفع فطري ( *جبلة* ) ولما أشعل الجنجويد الحرب، كانت الأبيض من الأهداف الحيوية بالنسبة لهم بعد القيادة العامة، ومطار الخرطوم، ومطار مروي، ومطار الأبيض، وساعتها لم تخذل الأبيض وطنها وتجلت بطولاتها ربما بأكثر مما فعلت الأهداف الأخرى ( *للإنصاف* ) لأن تلك الأهداف متجاورة وذات أفضليّة في التعاون المشترك، بينما هجّانة الأُبيض في مَعزٍل، ومحيطٍ مليء بأرتال الجنجويد، لكنهم إستخرجوا من الذاكرة الجمعية فزعة الصيد، فجاء إسم المتحرك ( *الصيّاد* ) بذات صفات وخصائص المفترسات، القُدرة والرغبة والدأب في ملاحقة الفرائس، الحدس، والنظر الحاد الذي يهزم كل مقدرات التمويه والتخفي، السمع المرهف الذي يمميز الأصوات الخافتة والأنفاس اللاهثة، وحاسة شم ( *تكرف* ) ريح الطرائد مهما بعدت، يملك أدوات الفتك، السرعة، المخلب، الأنياب، المرونة.


نعم من كل هؤلاء الصفات نُسجت راية المتحرك ورُفعت في حمى الهجّانة ( *أم ريش* ) فإلتف حولها المعاشيون من الضباط والصف والجنود، وهوت إليها أفئدته المستنفرين من شباب كردفان، فأتمّ إليها حشد مقدّر، محفود، تصدّى للدفاع عن الوطن، وردّ غوائل الجنجويد الأوباش الذين آذوا الناس وإنتهكوا كل حرمة.
وحقّق متحرّك الصيّاد نجاحات مقدّرة في ظروف تكوينه، فكبُرت فكرة المتحرك ووضحت أهميته لدى القيادة العامة، فتم رفده بكتائب من قوة نيالا، وكتائب من تماسيح النيل الأبيض وكتائب من جهاز الأمن والمخابرات.
إتخذت هذه الجحافل من ود عشانا مربضًا أوليًا، وأفردت لقيادته زمرة من الضباط ( *الأسود* ) الذين تعاقبوا فيه على القيادة الميدانية والسيطرة الأعلى، حيثُ حوت قائمة الشرف كل من العميد الرُكن د. عمر حسن حميدة ، والعقيد الرُكن إسماعيل عبد القادر ، والعميد الرُكن ياسر الفريع، والعميد الرُكن عبد الرحيم كافي وهو القائد الميداني الآن.
أما جنرالات السيطرة والتخطيط، والمتابعة، والتنسيق مع القيادة العامة، منهم اللواء الرُكن محمد أحمد العقيد، العميد الرُكن حسين جودات، واللواء الرُكن عاصم عبد الله الفاضل وهو قائد السيطرة الآن.
متحرّك الصيّاد حرّك مخاوف الجنجويد؛ لأنهم أرادوا الإستفراد بالأُبيض ليسيطروا عليها ففشلوا كما فشلوا في السيطرة على فاشر السلطان، ولذلك حاولوا إجهاض مجهودات متحرك الصيّاد قبل أن تتحقق مخاوفهم فقادوا أكثر من أربعة محاولات في منطقة الغبشة، فأذاقهم الويلات، وتولّوا يلعقون جراحات الهزيمة.
ثم انتظمت خُطى الصيّاد على طريق النصر فأدخل الفرحة في كل المناطق التي عانت من ظلم الجنجويد، فطوى الصيّاد كل من ( *تكال البلة* ، *أم خيرين* ، *أم روابة* ، *الله كريم* ، *السميح* ، حتى ركز رايات نصره بالأمس في *الرهد أبو دكنة* ) ”جنجويدي ما سكنه“.
أما مشاهد التلاقي بين المواطنين وجيشهم الفاتح، فذلك أمر يعز والله على الكلمات أن تسعه لأنها مشاعر حيّة تفيض بالصدق، تحكي عن المعاناة التي قاسوها والذل الذي يتعمّد الجنجويد أن يسقوه للناس، كأنما بينهم وهؤلاء المواطنين ما صنع الحدّاد، لم يتركوا جريرةً إلا وارتكبوها ولا يبالون، ولذلك إطلالة طلائع متحرك الصيّاد جاءتهم مثل بشارات الخريف، ورياح الدعاش المبشّرة بالمطر، مثل فلق الصباح وإنبلاج الفجر بعد ليل طويل، مثل عودة الغائب الحبيب، مثل روح العافية تسري في عروق العليل، مثل إعلان النجاح بعد مخاض المعاناة، ومعالجة الأمل.
الصيّاد دخل إلى الرهد يحمل في فراه ( *النصر* )
وسليب الجنجويد الذي تركوه وراء ظهورهم، وطلبوا النجاة بعدما رأوا آيات الصمود، وبيّنات الشجاعة الحقة غير المغشوشة بمخدر الآيس، ووعود آل دقلو، ودراهم شيطان العرب.
نعم ترك الجنجويد وراءهم ( *أوهام النصر* ) والسيطرة على كردفان وإذلال أعرق قوة في الجيش السوداني ( *الهجانة* ) وهتك سترها ودخول حجرها العفيف.
ترك الجنجويد وراءهم أسوأ سيرة وأقذر ممارسة، وأقبح منظر، ذكريات من القتل والدماء والأشلاء، والغُبن والمواجع ما لا يمكن نسيانه في قرون السنوات.
نعم سيبقى ما فعله الجنجويد كدمةً في وجدان الشعب السوداني، كل ما تحسّسها قفزت إليه صور البطش، وتردد صدى صرخات الحرائر المُغتصبات.
متحرك الصيّاد ، ردّ بقوته، وبسالة جُنده وفدائية ضباطه الأصاغر ( *الأكابر* ) وحكمة ودراية قيادته الميدانية، أما السيطرة العُليا للمتحرك فهي نماذج باذخة لضباط القوات المسلحة المؤهلين من كل جانب، العسكري، والإستراتيجي، والأخلاقي، والقيمي، والعقدي، فضلاً عن الإشراف المباشر من المستوى السيادي، الفريق أول شمس الدين كباشي، فشتّان ما بينهم والملاقيط الربّاطين القتلة المجرمين.
إن الفرحة بعودة هذه المُدن والقُرى الحبيبة هي فرحة وطن يبكي ويحتضن قواته المسلحة، يذرف على كتفها دمع الفرح والخلاص من القهر.
حيّ الله متحرك الصيّاد، وسقاهم من رحيق العافية والحياة والخلود في الوجدان السوداني.
مؤيدين أينما تولوا أشرقت شموس النصر، وإنهزمت مليشيا الظلام .
والله أكبر والعزة للسودان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

برلماني: قمة شرم الشيخ للسلام تتويجاً لجهود مصر المستمرة لإحياء مسار السلام

أكد النائب محمد عبدالعال أبو النصر، عضو مجلس الشيوخ عن حزب حماة الوطن، أن  قمة شرم الشيخ للسلام التي ستعقد اليوم الإثنين برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة، تمثل لحظة فارقة في مسار الجهود الدولية لوقف الحرب في غزة، وإعادة الاعتبار لفكرة الحل السياسي الشامل، موضحا أن مشاركة هذا العدد الكبير من الدول، من بينها فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، الإمارات، قطر، الأردن، والسلطة الفلسطينية، تعكس عمق الثقة في الدور المصري وقدرتها على قيادة الحوار في أكثر الملفات تعقيداً على الساحة العالمية.

توافد قادة وزعماء دول العالم المشاركين في قمة شرم الشيخ للسلامقمة شرم الشيخ للسلام| مصر تعيد رسم خريطة الاستقرار في الشرق الأوسط


وأضاف أبو النصر في بيان له اليوم، أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي إهداء قلادة النيل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحمل دلالات سياسية وإنسانية بالغة، فهو ليس مجرد تكريم بروتوكولي، بل تقدير لمواقف ساهمت في نزع فتيل الحرب ودعم جهود السلام، ورسالة بأن مصر تؤمن بالشراكات الدولية القائمة على التعاون والتفاهم المتبادل، في سبيل تحقيق أمن واستقرار الشعوب.

إنهاء الصراعات المزمنة وتحقيق توازن حقيقي في المنطقة

وأوضح عضو مجلس الشيوخ أن القمة تأتي تتويجاً لجهود مصر المستمرة منذ سنوات لإحياء مسار السلام في الشرق الأوسط، إذ لم تتوقف القاهرة عن الدعوة إلى الحوار والتهدئة وتغليب لغة العقل على منطق القوة، مؤكداً أن مصر تتحرك بدبلوماسية رصينة تجمع بين الثبات على المبدأ والمرونة في التفاوض، ما جعلها نقطة التقاء بين القوى الإقليمية والدولية الساعية إلى إنهاء الصراعات المزمنة وتحقيق توازن حقيقي في المنطقة.


وأشار أبو النصر إلى أن اختيار مدينة شرم الشيخ لاستضافة القمة يكرّس صورتها كعاصمة عالمية للسلام، مؤكداً أن هذا الاختيار يترجم ثقة المجتمع الدولي في استقرار مصر وقدرتها على جمع الفرقاء على طاولة واحدة، مضيفاً أن القمة تمثل منصة جديدة لتوحيد الرؤى وتنسيق الجهود بين القوى الكبرى والدول العربية، من أجل وقف معاناة المدنيين في غزة وفتح الطريق أمام مرحلة إعادة الإعمار وبناء السلام الدائم.

واختتم النائب محمد عبدالعال أبو النصر بيانه قائلاً إن قمة شرم الشيخ ليست حدثاً بروتوكولياً بل تعبير عن رؤية مصرية واضحة ترى أن السلام ليس خياراً تكتيكياً، بل مشروع دولة وإرادة أمة تسعى لبناء مستقبل أكثر استقراراً وعدلاً، مشدداً على أن الرئيس السيسي يترجم هذه الرؤية بسياسات واعية جعلت من مصر ركناً أساسياً في معادلة الأمن الإقليمي، مؤكداً أن العالم اليوم ينظر إلى القاهرة باعتبارها صوت الحكمة والعقلانية، ورسالة أمل بأن السلام العادل ممكن إذا توفرت الإرادة الصادقة.

طباعة شارك قمة شرم الشيخ للسلام إحياء مسار السلام النائب محمد عبدالعال مجلس الشيوخ حماة الوطن

مقالات مشابهة

  • قطعًا انتصرت غزة والمقاومة
  • "طوفان الأقصى".. معايير النصر والهزيمة
  • السيطرة على حريق بمخزنين للمخلفات بمنطقة الشادوف في بورسعيد دون خسائر بشرية
  • برلماني: قمة شرم الشيخ للسلام تتويجاً لجهود مصر المستمرة لإحياء مسار السلام
  • السيطرة على حريق بمصنع قطن في القليوبية
  • أمن المقاومة تعلن السيطرة الكاملة على الميليشيا المسلحة
  • أكتوبر.. شهر النصر والإنجاز والسلام
  • نصر الصمود.. لا نصر الأرقام
  • نصر بعد إبادة
  • غزة.. انتصار الكرامة وتوحد الإنسانية