يمانيون:
2025-05-29@05:55:18 GMT

هكذا فرَّ “المارينز” من صنعاء

تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT

هكذا فرَّ “المارينز” من صنعاء

يمانيون../
لم يكن الحادي عشر من فبراير من عام ألفين وخمسة عشر يوماً اعتيادياً في سجل العزّة اليماني، فذاك اليوم كان شاهداً على فرار جنود مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) من العاصمة صنعاء العائدة لحظة إذ إلى حِجر السيادة الوطنية.

في ذلك التاريخ وتحت وقع الثورة فرّت أمريكا صاغرةً كما فرّت طوال عامٍ من الإسناد لغزّة حاملات طائراتها المذخرة في البحر الأحمر تحت وقع الضربات اليمانية التي قلبت موازين البحر وكشفت ضآلة الأمريكي.

عندما حطّت قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) رحالها في صنعاء، كانت واشنطن تعتقد أن العاصمة اليمنية ليست سوى نقطة على خارطة النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، وأن جنودها فوق الأرض اليمنية باقون ما بقيت الهيمنة الأمريكية قائمة.

وقتها كانت السفارة الأمريكية في صنعاء أشبه بـ”غرفة عمليات” تدير المشهد اليمني، ترسم ملامح السياسة، وتفرض القرارات، وتحرك أدواتها المحلية بما يضمن بقاء اليمن تحت السيطرة، كان المارينز، بأسلحتهم المتطورة، جزءًا من هذه المعادلة، كقوةٍ تحرس المصالح الأمريكية في البلاد.

أمام كلّ ذلك وفي الحادي والعشرين من سبتمبر، يومِ الثورة الخالد، كان اليمن على موعد مع لحظة فاصلة، لحظة انهت زمن الإملاءات، وأسقطت حسابات واشنطن تحت أقدام الجماهير التي قررت استعادة القرار اليمني من براثن السفارات الأجنبية فمع تقدم الثورة بدأ النفوذ الأمريكي في التآكل شيئًا فشيئًا، حتى وصلت الرسالة إلى واشنطن واضحة “لم يعد لكم مكان هاهنا”.

في تلك المرحلة حاولت الولايات المتحدة، كعادتها، أن تناور، أن تساوم، أن تفرض حلولًا جديدة تُبقي على نفوذها، ولو من وراء الستار، لكن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كانت قد غيّرت كل شيء، لم يعد هناك مجالٌ للوصاية، ولم يعد هناك قبولٌ بالوجود الأمريكي وكذا وجود قوات المارينز التي كانت يومًا رمزًا لحضور وجبروت عاصمة الشيطان.

في يوم الحادي عشر من فبراير من عام ألفين وخمسة عشر جاءت اللحظة الحاسمة، أغلقت الثورة الشعبية السفارة الأمريكية، وأحرقت علم واشنطن الذي ظل مرفوعًا لعقود وفرّ جنود المارينز تحت ضغط الواقع الجديد، دون أن يتمكنوا حتى من الاحتفاظ بأسلحتهم.

حدث ذلك سريعاً وفي مشهدٍ بدا وكأنه استعادةٌ لصورة الفرار الأمريكي من سايغون الفيتنامية، فر الجنود الأمريكيون على عجل، بلا مراسم، بلا وداع، وبلا أي مظهر من مظاهر القوة التي اعتادوا التباهي بها، كان ذلك اليوم إعلانًا مدويًا بأن زمن الوصاية الأمريكية على اليمن قد انتهى، وأن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر قد فرضت واقعًا جديدًا لا تملك واشنطن أمامه سوى الفرار.

لم يكن فرار المارينز سوى فصلٍ واحدٍ من تداعيات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، التي لم تكتفِ بإسقاط الهيمنة الأمريكية سياسيًا، بل أسست لمعادلةٍ جديدة أعادت رسم المشهد الإقليمي، كانت تلك الثورة إيذانًا بانطلاق مشروع تحرري لا يقف عند حدود الداخل اليمني، بل يمتد ليعيد صياغة توازنات القوى في المنطقة.

منذ يوم الفرار الأمريكي الكبير، يوم الحادي عشر من فبراير أدركت واشنطن أن ما حدث لم يكن مجرد تغييرٍ حكومي، أو تبديل نخبٍ سياسية، بل زلزال استراتيجي أنهى عقودًا من النفوذ الأمريكي، ومهّد لانتصارات قادمة فرضت نفسها في البحر الأحمر حيث فرت الأساطيل الأمريكية لاحقًا كما فرّ المارينز من صنعاء قبلها.

ما بين فرار المارينز من صنعاء والانكفاء في البحر الأحمر، قصةٌ تختزل فصولها سقوط مشروع الوصاية، وانتصارَ الإرادة اليمنية التي راهنت عاصمة الشيطان واشنطن على كسرها، فإذا بها تتحول إلى إعصار يجرف أحلام الهيمنة الأمريكية إلى قعر المحيط.

الخبر اليمني صلاح الدين بن علي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحادی والعشرین من سبتمبر

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الأمريكي: القبة الذهبية الأمريكية لن تُعسكر الفضاء

قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث خلال زيارته قاعدة بيت براج الجوية العسكرية الأمريكية بولاية كارولاينا الشمالية بإن المشروع العسكري الأمريكي بإنشاء ما يُعرف بالقبة الذهبية الأمريكية الذي يوفر الحماية الجوية لكل أراضي الولايات المتحدة من كافة الأنحاء من السماء لن يؤدي إلي عسكرة الفضاء.

وجاءت كلمة وزير الدفاع الأمريكي ردا على كلمة المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينج خلال الأسبوع الحالي التي حذرت من صناعة بما يعرف بالقبة الذهبية العسكرية الأمريكية التي قد تُهدد السلم في الفضاء. 

وتابع وزير الدفاع الأمريكي بإن ذلك المشروع العسكري الضخم من أجل حماية الولايات المتحدة بشكل سلمي دون غرض دولي آخر.

وستبلغ تكلفة المشروع العسكري الأمريكي الجديد 125 مليارات دولار،وسيستغرق الإنتهاء منه خلال ثلاث سنوات قادمة وفقا لفوكس نيوز الأمريكية.

في إتجاه آخر كان قد حذر رئيس الأركان الأمريكي السابق الجنرال مارك ميلي خلال إدارة بايدن بإن الدول الكبرى تتجه نحو تسليح الفضاء،وكان تحذيره بإن الصين قد تفوقت في مجال علوم الفضاء،وتحركت الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي الحالي ترامب للإتجاه نحو تسليح الفضاء.

طباعة شارك وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينج العسكري الأمريكي الجديد 125 مليارات دولار علوم الفضاء عسكرة الفضاء

مقالات مشابهة

  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟
  • واشنطن تراهن على البيتكوين لقيادة الثورة المالية
  • واشنطن تعلن دعمها لعقود النفط الأمريكية مع أربيل: تنفع جميع العراقيين
  • الرئيس الشرع: في هذه المدينة كانت الثورة صرخة صادقة ولدت من رحم الألم فحملها رجال صدقوا العهد وصانوا الوعد فعملوا في الخفاء ليصنعوا المجد فكان لهم خير أثر في معركة التحرير
  • الرئيس الشرع: نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود
  • من التصعيد إلى التهدئة.. ماذا وراء الانسحاب الأمريكي من اليمن؟
  • أحمد موسى يكشف عدد الشركات الأمريكية التي تعمل في مصر
  • الإعلام الأمريكي يعترف: حملتنا على اليمن كانت مظللة وإنهاء حرب غزة هو الخيار الأمثل
  • وزير الدفاع الأمريكي: القبة الذهبية الأمريكية لن تُعسكر الفضاء