يمانيون:
2025-12-12@12:29:08 GMT

هكذا فرَّ “المارينز” من صنعاء

تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT

هكذا فرَّ “المارينز” من صنعاء

يمانيون../
لم يكن الحادي عشر من فبراير من عام ألفين وخمسة عشر يوماً اعتيادياً في سجل العزّة اليماني، فذاك اليوم كان شاهداً على فرار جنود مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) من العاصمة صنعاء العائدة لحظة إذ إلى حِجر السيادة الوطنية.

في ذلك التاريخ وتحت وقع الثورة فرّت أمريكا صاغرةً كما فرّت طوال عامٍ من الإسناد لغزّة حاملات طائراتها المذخرة في البحر الأحمر تحت وقع الضربات اليمانية التي قلبت موازين البحر وكشفت ضآلة الأمريكي.

عندما حطّت قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) رحالها في صنعاء، كانت واشنطن تعتقد أن العاصمة اليمنية ليست سوى نقطة على خارطة النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، وأن جنودها فوق الأرض اليمنية باقون ما بقيت الهيمنة الأمريكية قائمة.

وقتها كانت السفارة الأمريكية في صنعاء أشبه بـ”غرفة عمليات” تدير المشهد اليمني، ترسم ملامح السياسة، وتفرض القرارات، وتحرك أدواتها المحلية بما يضمن بقاء اليمن تحت السيطرة، كان المارينز، بأسلحتهم المتطورة، جزءًا من هذه المعادلة، كقوةٍ تحرس المصالح الأمريكية في البلاد.

أمام كلّ ذلك وفي الحادي والعشرين من سبتمبر، يومِ الثورة الخالد، كان اليمن على موعد مع لحظة فاصلة، لحظة انهت زمن الإملاءات، وأسقطت حسابات واشنطن تحت أقدام الجماهير التي قررت استعادة القرار اليمني من براثن السفارات الأجنبية فمع تقدم الثورة بدأ النفوذ الأمريكي في التآكل شيئًا فشيئًا، حتى وصلت الرسالة إلى واشنطن واضحة “لم يعد لكم مكان هاهنا”.

في تلك المرحلة حاولت الولايات المتحدة، كعادتها، أن تناور، أن تساوم، أن تفرض حلولًا جديدة تُبقي على نفوذها، ولو من وراء الستار، لكن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كانت قد غيّرت كل شيء، لم يعد هناك مجالٌ للوصاية، ولم يعد هناك قبولٌ بالوجود الأمريكي وكذا وجود قوات المارينز التي كانت يومًا رمزًا لحضور وجبروت عاصمة الشيطان.

في يوم الحادي عشر من فبراير من عام ألفين وخمسة عشر جاءت اللحظة الحاسمة، أغلقت الثورة الشعبية السفارة الأمريكية، وأحرقت علم واشنطن الذي ظل مرفوعًا لعقود وفرّ جنود المارينز تحت ضغط الواقع الجديد، دون أن يتمكنوا حتى من الاحتفاظ بأسلحتهم.

حدث ذلك سريعاً وفي مشهدٍ بدا وكأنه استعادةٌ لصورة الفرار الأمريكي من سايغون الفيتنامية، فر الجنود الأمريكيون على عجل، بلا مراسم، بلا وداع، وبلا أي مظهر من مظاهر القوة التي اعتادوا التباهي بها، كان ذلك اليوم إعلانًا مدويًا بأن زمن الوصاية الأمريكية على اليمن قد انتهى، وأن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر قد فرضت واقعًا جديدًا لا تملك واشنطن أمامه سوى الفرار.

لم يكن فرار المارينز سوى فصلٍ واحدٍ من تداعيات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، التي لم تكتفِ بإسقاط الهيمنة الأمريكية سياسيًا، بل أسست لمعادلةٍ جديدة أعادت رسم المشهد الإقليمي، كانت تلك الثورة إيذانًا بانطلاق مشروع تحرري لا يقف عند حدود الداخل اليمني، بل يمتد ليعيد صياغة توازنات القوى في المنطقة.

منذ يوم الفرار الأمريكي الكبير، يوم الحادي عشر من فبراير أدركت واشنطن أن ما حدث لم يكن مجرد تغييرٍ حكومي، أو تبديل نخبٍ سياسية، بل زلزال استراتيجي أنهى عقودًا من النفوذ الأمريكي، ومهّد لانتصارات قادمة فرضت نفسها في البحر الأحمر حيث فرت الأساطيل الأمريكية لاحقًا كما فرّ المارينز من صنعاء قبلها.

ما بين فرار المارينز من صنعاء والانكفاء في البحر الأحمر، قصةٌ تختزل فصولها سقوط مشروع الوصاية، وانتصارَ الإرادة اليمنية التي راهنت عاصمة الشيطان واشنطن على كسرها، فإذا بها تتحول إلى إعصار يجرف أحلام الهيمنة الأمريكية إلى قعر المحيط.

الخبر اليمني صلاح الدين بن علي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحادی والعشرین من سبتمبر

إقرأ أيضاً:

ختام فعاليات الملتقى الحادي عشر لمناهضة العنف ضد المرأة بمطروح

 

اختتمت اليوم فعاليات الملتقى الحادي عشر لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي استضافته كلية التربية بمحافظة مطروح، الذي أقيم برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار برامج وزارة الثقافة لتعزيز الوعي المجتمعي بقضايا المرأة ودعم حقوقها والحد من جميع أشكال التمييز والعنف.

 

شهد فعاليات الختام كل من الدكتورة دينا هويدي مدير عام الإدارة العامة لثقافة المرأة، والدكتورة تهاني فرج أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية بمطروح، إلى جانب لفيف من المتخصصين والمهتمين بقضايا المرأة.

وتضمن برنامج الملتقى عرضا لنتاج الورش الفنية التي أقيمت على مدار الأيام الماضية، ومنها ورشة التطريز السيناوي وورشة تصميم الإكسسوارات اليدوية، إضافة إلى عرض ملخص لأبرز التوصيات الصادرة عن الندوات، والتي شددت على ضرورة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرأة، وتعزيز دور الأسرة والمدرسة في مواجهة السلوكيات العنيفة، والتوعية بالحقوق القانونية وسبل الحصول على الدعم.

وقدمت الدكتورة تهاني فرج خلال كلمتها الختامية رؤية شاملة حول مفهوم الصحة النفسية، مؤكدة أنها عنصر أساسي في حياة الإنسان وقدرته على التفكير السليم والتعامل الإيجابي مع ذاته ومحيطه.

وأوضحت أن الصحة النفسية تبدأ من التنشئة الأولى داخل الأسرة، ثم تنعكس على قدرة الفرد على تقبل النقد وتطوير ذاته دون الشعور بالتهديد أو الإهانة، فالشخص السليم نفسيا هو القادر على الإصغاء إلى النقد واستثماره دون التوقف أمام سلبياته.

وأشارت إلى أن التوازن النفسي يتطلب تقبل الواقع بإمكاناته وحدوده، دون السعي الدائم نحو المثالية، إذ قد يقود البحث المستمر عن التفوق إلى الإحباط عند أول تعثر، بينما يحقق الشخص المتزن أفضل النتائج من خلال بذل الجهد والرضا بما يصل إليه، ثم مواصلة التحسن دون مقارنة ذاته بالآخرين.

وتطرقت فرج إلى نظرية ABC لعالم النفس "ألبرت إليس"، موضحة أن حرف A يشير إلى الموقف أو المشكلة، وB لطريقة التفكير تجاه الموقف، وC للنتيجة. فإذا اعتقد الفرد أن سبب المشكلة دائما خارجي وخارج نطاق سيطرته، ستكون النتيجة سلبية، أما إذا غيّر طريقة تفكيره فسيدرك أن الحل يبدأ من داخله، مما ينعكس إيجابا على تحصيله الدراسي، وعمله، وعلاقاته.

وأكدت أن التفكير المتشائم يضيق آفاق الحياة ويحول المشكلات الصغيرة إلى أزمات، بينما يفتح التفكير الإيجابي مساحات أوسع للتفاعل ويمنح الإنسان قدرة أكبر على مواجهة الضغوط، وهو ما يعرف في علم النفس بـ "قانون الجذب"، حيث ينعكس نمط التفكير الصباحي على كيفية مرور اليوم بأكمله.

وشددت على أهمية دور الأسرة في الاقتراب من الأبناء والاستماع إليهم، فالاحتواء والحوار أكثر فاعلية من الضغط والتهديد أو فرض مسار واحد للنجاح، مؤكدة أن لكل إنسان موهبة مختلفة، وأن النجاح الحقيقي يتحقق حين يجد الفرد المجال الذي يتوافق مع قدراته ويهب له السلام النفسي.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الصحة النفسية ليست مجرد غياب المرض، بل هي قدرة الإنسان على التفكير المتزن وتقبل ذاته والتعامل الإيجابي مع مشكلاته، بما يضمن له حياة أكثر سلاما وقدرة على مواجهة تحدياته اليومية.

نظم الملتقى من خلال الإدارة العامة لثقافة المرأة، وتحت إشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة محمد حمدي، وفرع ثقافة مطروح.

مقالات مشابهة

  • استراتيجية الأمن القومي 2025 الأمريكية تعيد تشكيل نظرة واشنطن للعالم
  • واشنطن تندد باحتجاز الحوثيين لموظفي السفارة الأمريكية في اليمن
  • واشنطن تدين احتجاز الحوثيين لموظفين يمنيين تابعين للبعثة الأمريكية
  • "النواب الأمريكي" يقر مشروعا دفاعيا ضخما بـ900 مليار دولار
  • قوات السلطان المسلحة تحتفل اليوم بذكرى الحادي عشر من ديسمبر
  • ختام فعاليات الملتقى الحادي عشر لمناهضة العنف ضد المرأة بمطروح
  • الخارجية الأمريكية تفرض عقوبات تستهدف الدعم السريع في السودان
  • الفأرة التي في أيدينا.. كيف كانت وكيف أصبحت؟
  • جامعة صنعاء تنظم ندوة بعنوان” الفيتو الأمريكي أداة صهيونية ضد الشعب الفلسطيني”
  • سلطنة عُمان تحتفل بذكرى الحادي عشر من ديسمبر ليوم قوات السلطان المسلحة