بغداد اليوم -  بغداد

في أعقاب التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة في سوريا، خاصة بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على مقاليد الأمور في دمشق في الثامن من كانون الأول الماضي، أثيرت تساؤلات حول مصير الآلاف من المقاتلين الفاطميين والزينبيين، وهما تشكيلات عسكرية تضم مقاتلين من عدة دول إسلامية، كانت تتمركز في مناطق سورية مختلفة لدعم نظام الأسد.

 


التشكيل

تشكل لواء الفاطميون في عام 2014 تحت إشراف الحرس الثوري، بهدف دعم نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وتعزيز النفوذ الإيراني في سوريا. واستقطب اللواء مقاتلين أيديولوجيين من أفغانستان وباكستان، حيث لعب دورًا رئيسيًا في معارك حاسمة مثل حلب والغوطة الشرقية. أما لواء الزينبيون، فقد تشكل لاحقًا بمشاركة مقاتلين من دول إسلامية أخرى، وكان يعمل بشكل وثيق مع الفاطميون في سوريا.  


انسحاب المقاتلين إلى إيران 

كشف مصدر مقرب من فصائل المقاومة، في حديث خاص لـ"بغداد اليوم"، أن "قيادات هذه التشكيلات قررت الانسحاب من مواقعها في سوريا باتجاه قاعدة حميميم الروسية، حيث تم نقلهم جواً إلى إيران، ومن ثم إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية. وأوضح المصدر أن الرئيس الروسي أعلن قبل أسابيع عن نقل الآلاف من الإيرانيين، لكن الحقيقة أن هؤلاء المقاتلين لم يكونوا إيرانيين، بل ينتمون إلى جنسيات أفغانية وباكستانية ودول إسلامية أخرى، وكانوا يعملون تحت إشراف مستشارين إيرانيين".

وأكد المصدر أن إيران كانت قد قلصت وجودها العسكري المباشر في سوريا، خاصة بعد انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، حيث تم تخفيض عدد المستشارين الإيرانيين من الآلاف إلى المئات فقط. وجاءت هذه الخطوة ضمن استراتيجية إيرانية لتخفيف التوتر وتجنب الخسائر البشرية، خاصة بعد سلسلة الاستهدافات التي أدت إلى مقتل عدد من مستشاريها.  


نفي عراقي رسمي

من جهة أخرى، نفت لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، في وقت سابق، أي أنباء عن دخول مقاتلين من الجنسيات الأفغانية والباكستانية إلى العراق، أو استقرارهم في معسكر أشرف بمحافظة ديالى. وقال النائب ياسر إسكندر وتوت، عضو اللجنة، إن الحكومة العراقية تعززت بإجراءات أمنية مشددة على الحدود، خاصة بعد سقوط نظام الأسد، مؤكدًا أن العراق يتبع سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة.  

وأضاف وتوت أن المعابر الحدودية تخضع لرقابة صارمة، وأن أي دخول لأجانب يتم وفق إجراءات أمنية مشددة، مشيرًا إلى أن العراقيين العائدين من سوريا عبر معبر القائم يخضعون لفحوصات دقيقة، ولم يتم رصد أي دخول لمقاتلين أجانب.  


تقارير أمنية متضاربة 

في المقابل، كشفت مصادر أمنية عراقية لموقع "إرم نيوز" الإماراتي عن وجود عناصر من الفصائل الأفغانية والباكستانية، بما في ذلك مقاتلو الفاطميون والزينبيون، في معسكر أشرف بمحافظة ديالى. وأشارت المصادر إلى أن هؤلاء المقاتلين تم نقلهم إلى المعسكر بعد انسحابهم من سوريا، وذلك بالتنسيق مع الميليشيات المحلية الموالية لإيران، في انتظار توجيهات من طهران بشأن مصيرهم النهائي.  

ووفقًا للمصدر الأمني، فإن أعدادًا كبيرة من هؤلاء المقاتلين وصلت إلى المعسكر على مدار الشهر الماضي، حيث يتمتع المعسكر بسمعة كونه معقلًا للفصائل المسلحة الموالية لإيران في المنطقة. 


من يحسم الجدل؟ 

في ظل التقارير المتضاربة، يبقى مصير مقاتلي الفاطميون والزينبيون محل جدل. بينما تؤكد مصادر مقربة من الفصائل أنهم أعيدوا إلى بلدانهم عبر إيران، تشير تقارير أمنية إلى وجودهم في معسكر أشرف بالعراق. وفي الوقت نفسه، ترفض الحكومة العراقية هذه الأنباء جملة وتفصيلاً، مؤكدة على إجراءاتها الأمنية المشددة لحماية حدودها.


المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: خاصة بعد فی سوریا

إقرأ أيضاً:

إنفاذًا لتوجيه الملك.. غرفة عمليات خاصة وخطة متكاملة لخدمة حجاج إيران

أنشأت وزارة الحج والعمرة غرفة عمليات خاصة لمتابعة أوضاع الحجاج الإيرانيين على مدار الساعة، وتلبية جميع احتياجاتهم في كل من مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وذلك إنفاذًا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بناءً على ما عرضه سمو ولي العهد -حفظهما الله- بشأن تسهيل جميع احتياجات الحجاج الإيرانيين وتوفير جميع الخدمات لهم حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم وأهليهم سالمين.
وأوضحت الوزارة أن فرق العمل التابعة للوزارة أجرت مراجعة شاملة ودقيقة لمستوى الخدمات المقدمة لهم في مساكنهم، والبالغ عددهم نحو 76 ألف حاج، بما يضمن استمرارية تقديم الخدمة والرعاية بجودة عالية طوال فترة وجودهم في المملكة حتى موعد مغادرتهم.
أخبار متعلقة ولي العهد يبحث مستجدات الأحداث بالمنطقة مع رئيس الوزراء البريطانيوزير الخارجية ونظيره الألماني يبحثان تعزيز العلاقات بين البلدينوعملت وزارة الحج والعمرة بالتنسيق المباشر مع مختلف الجهات المعنية في المملكة، على وضع خطة متكاملة لمغادرتهم وفق ما طلبه الجانب الإيراني المسؤول عن شؤون الحجاج، بما يضمن انسيابية الإجراءات وسلاسة الانتقال في جميع المراحل.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } غرفة عمليات خاصة وخطة متكاملة لخدمة حجاج إيران- أرشيفيةوزارة الحج والعمرةوتشمل الخطة مغادرتهم في رحلات داخلية عبر مطاري الملك عبدالعزيز بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، للانتقال إلى مطار عرعر، ومن ثم انتقالهم إلى منفذ جديدة عرعر البري، لاستكمال رحلتهم برًا إلى إيران.
وبدأ التنفيذ الفعلي للخطة من يوم أمس الجمعة، مع استمرار فرق وزارة الحج والعمرة في تقديم الرعاية الكاملة والخدمة المباشرة للحجاج الإيرانيين حتى مغادرتهم أرض المملكة بسلام وأمان، في إطار العناية الشاملة التي توليها المملكة العربية السعودية بجميع ضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم.

مقالات مشابهة

  • فتاة تحرج أنغام بسؤال عن جمهور الرياض والخبر والأخيرة ترد بدبلوماسية .. فيديو
  • إنفاذًا لتوجيه الملك.. غرفة عمليات خاصة وخطة متكاملة لخدمة حجاج إيران
  • انفجارات جنوب سوريا عقب اعتراض صواريخ ومُسيّرات إيرانية أطلقت نحو إسرائيل
  • دوري المقاتلين المحترفين للشرق الأوسط وشمال أفريقيا يكشف القائمة الكاملة لنزالات النسخة الثانية في الرياض
  • عاجل | الديوان الأميري القطري: أمير قطر تلقى اتصالا من الرئيس الأميركي بحثا فيه التطورات خاصة هجوم إسرائيل على إيران
  • دوري المقاتلين المحترفين للشرق الأوسط وشمال أفريقيا يكشف القائمة الكاملة لنزالات النسخة الثانية بالرياض
  • صحوة داعش ما نرى؟ تحذيرات أمنية من عودة التنظيم إلى سوريا والعراق
  • عادل الباز يكتب: لماذا نتفاوض مع الإمارات؟ وعلى ماذا يدور هذا التفاوض؟ (1/2)
  • سؤال برلماني إلى كامل الوزير بشأن حوادث أتوبيسات النقل العام
  • نيويورك تايمز: ضربة إسرائيلية قريبة ضد إيران!