نتنياهو ستحكم في القطاع| تأجيل القمة الطارئة في القاهرة 

يبدو أن المشهد السياسي في قطاع غزة يتجه نحو مزيد من التعقيد، في ظل تصريحات حادة ومواقف متباينة حول مستقبل الحكم في القطاع بعد انتهاء الحرب الدائرة.

ففي الوقت الذي شدد فيه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على رفضه السماح لحركة حماس أو السلطة الفلسطينية بالسيطرة على غزة، تتزايد الجهود العربية لعقد قمة طارئة لصياغة موقف موحد بشأن القضية الفلسطينية وإعادة إعمار القطاع.

نتنياهو يرفض حكم حماس والسلطة الفلسطينية في غزة

وفي بيان رسمي، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل قاطع أنه لن يسمح لحركة حماس أو السلطة الفلسطينية بحكم قطاع غزة بعد الحرب. 

وأكد في بيانه أن "في اليوم التالي للحرب في غزة لن تكون هناك حماس أو سلطة فلسطينية"، مما يعكس استراتيجيته الرامية إلى فرض واقع جديد في القطاع.

وأشار نتنياهو إلى أنه ملتزم بخطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للخروج من غزة بطريقة مختلفة، دون تقديم تفاصيل واضحة عن ماهية هذه الخطة أو من سيتولى إدارة القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية.

ويأتي هذا الموقف الإسرائيلي في وقت تشير فيه تقارير متعددة خلال الساعات الأخيرة إلى استعداد حركة حماس للتخلي عن السيطرة على القطاع لصالح السلطة الفلسطينية، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى إمكانية تحقيق توافق فلسطيني داخلي بشأن مستقبل الحكم في غزة.

قمة عربية لمناقشة التطورات في غزة

في سياق آخر، تتواصل التحضيرات لعقد قمة عربية طارئة في القاهرة، لمناقشة التطورات في غزة والموقف العربي من الأحداث الجارية. 

وأعلنت مصر عن استضافتها للقمة العربية الطارئة يوم 4 مارس القادم، حيث أوضحت وزارة الخارجية أن جمهورية مصر العربية سوف تستضيف القمة العربية الطارئة حول تطورات القضية الفلسطينية يوم 4 مارس 2025 بالقاهرة، وذلك في إطار استكمال التحضير الموضوعي واللوجستي للقمة.

وأضافت الخارجيى، إنه قد تم تحديد الموعد الجديد بعد التنسيق مع مملكة البحرين، رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى القمة وبالتشاور مع الدول العربية.

وجاء ذلك بعدما تم الإعلان عن عقد القمة في 27 فبراير، حتى كشف نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، أن موعد القمة المقرر في 27 فبراير قد يتغير نظرًا لاعتبارات تتعلق بجداول قادة الدول المشاركة.

وأكد زكي حيتها، أن الهدف الرئيسي لأي تأجيل محتمل هو ضمان حضور أكبر عدد من القادة العرب، بهدف تعزيز نجاح القمة والتوصل إلى موقف عربي موحد حول القضية الفلسطينية، وخاصة فيما يتعلق بمواجهة المخططات الإسرائيلية المدعومة أميركيًا.

موقف عربي موحد ضد التهجير

وأشار زكي إلى أن القمة ستناقش رفض المخطط الإسرائيلي الهادف إلى تهجير الفلسطينيين من القطاع، وهو المقترح الذي تبنته الإدارة الأميركية لاحقًا. 

وأضاف أن هناك أفكارًا مطروحة، أغلبها من الجانب المصري، تتعلق بإعادة إعمار غزة من خلال تشغيل القوة العاملة الفلسطينية، لضمان بقاء السكان في أماكنهم والحفاظ على مصادر رزقهم.

كما أكد أن الجامعة العربية تسعى إلى بلورة موقف عربي واضح بشأن مستقبل غزة، وذلك لتحديد طبيعة التوجه الأميركي الحقيقي، وما إذا كان هناك مساعٍ لإخلاء القطاع من الفلسطينيين، أم أن ما يجري هو مجرد محاولة لفرض واقع سياسي جديد يتم التفاوض عليه لاحقًا.

إسرائيل تفرض شروطها ومصر تقدم حلولًا

وحول الموقف الإسرائيلي، أوضح السفير حسام زكي أن إسرائيل تتبنى رؤية تقوم على ثلاثة خيارات: إما أن تبقى هي المسيطرة على القطاع، أو تأتي بجهة تحكمه وفق مصالحها، أو تعمل على تفريغه من السكان. 

وأكد أن جميع هذه السيناريوهات مرفوضة فلسطينيًا، مشددًا على أن الفلسطينيين وحدهم من يملكون الحق في اختيار من يحكمهم.

وفي هذا الإطار، طرحت مصر مقترحًا يتعلق بإنشاء لجنة للإسناد المجتمعي لإدارة القطاع، وهو ما قد يكون خطوة نحو إيجاد مخرج سياسي يضمن استقرار الأوضاع، بعيدًا عن سيناريوهات الفوضى أو الاحتلال المباشر.

هل تخرج حماس من المشهد السياسي؟

وفيما يخص دور حركة حماس في مستقبل القطاع، أشار السفير حسام زكي إلى أن المصلحة الفلسطينية قد تتطلب خروج الحركة من المشهد السياسي، خاصة في ظل الجهود العربية الرامية لإيجاد بديل فلسطيني قادر على إدارة غزة بطريقة تضمن استقرارها وإعادة إعمارها.

وأكد أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في بحث آليات إدارة القطاع، مشيرًا إلى أن هناك تقدمًا في بعض الملفات، مما قد يسهم في حل بعض العقد السياسية العالقة، خاصة فيما يتعلق بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.

التحديات أمام السلطة الفلسطينية

أما على صعيد السلطة الفلسطينية، فقد أشار زكي إلى أنها تواجه تحديات جسيمة، أبرزها الضغوط التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فضلًا عن الأزمة المالية التي تعاني منها والتي جعلتها غير قادرة على القيام بمهامها الأساسية، بما في ذلك حفظ الأمن في الضفة الغربية.

وأوضح أن إسرائيل عملت بشكل ممنهج على إضعاف السلطة الفلسطينية، مما زاد من تعقيد الوضع وجعل أي حديث عن استعادة سيطرتها على غزة أمرًا صعب التحقيق دون دعم عربي ودولي واضح.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل غزة مفتوحًا على عدة احتمالات، وسط تضارب المصالح الإقليمية والدولية. وبينما تصر إسرائيل على فرض شروطها، تسعى الدول العربية إلى إيجاد حلول تحافظ على وحدة القرار الفلسطيني وتحمي سكان القطاع من مخاطر التهجير. ويبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الجهود العربية والدولية في إنهاء الأزمة، أم أن غزة ستظل ساحة للصراعات و السياسية؟

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حماس غزة القاهرة الحرب قمة عربية السلطة الفلسطینیة الدول العربیة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

فصل جديد في الشرق الأوسط يكتب بالنار| إيران تستعد لرد حاسم على الهجوم الإسرائيلي.. وهذا موقف أمريكا والصين وروسيا

أثار الهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران فجر اليوم، ردود أفعال عالمية، وتساءل الكثير عن المتوقع خلال الساعات المقبلة ورد الفعل المتوقع من إيران بجانب الموقف الأمريكي من هذا الهجوم، وأخيرا مستقبل المنطقة في ظل اشتعال الحرب بين إسرائيل وإيران.

وتعليقا على ذلك، أكد محمد ناصر فرغل الكاتب الصحفي، إنه يبدو أن المنطقة دخلت بالفعل نفقًا مظلمًا بلا عودة؛ فسيناريو الانفجار الكبير لم يعد فرضية على طاولة التقديرات، بل واقعًا يتشكل في هذه اللحظة، مع تنفيذ إسرائيل ضربات جوية مباشرة على مواقع نووية داخل إيران.

انتقال الصراع إلى مرحلة جديدة من المكاشفة العسكرية

وأوضح محمد ناصر - في تصريحات صحفية - أن الضربة التي وقعت قبل قليل تمثل إعلانًا صريحًا عن انتقال الصراع بين تل أبيب وطهران إلى مرحلة جديدة من المكاشفة العسكرية، بعد سنوات من الحرب الباردة الخفية، والتصعيدات المتقطعة.. وللمرة الأولى منذ عقود، تُستهدف منشآت توصف بأنها جزء من "العمق السيادي النووي" الإيراني، ما ينذر بردّ لا يمكن أن يكون عاديًا، ولا حتى محسوبًا على طريقة الضربات الرمزية.

وأضاف الكاتب الصحفي وأستاذ الإعلام، أن إيران، التي لطالما لوّحت بأن أي مساس ببرنامجها النووي سيقابل بردّ شامل، تجد نفسها الآن أمام اختبار وجودي؛ فالرأي العام الإيراني لن يقبل بالتراجع، والحرس الثوري لن يرضى بأن تمرّ هذه الضربة دون ثمن. وكل المؤشرات تدفع نحو قناعة راسخة بأن طهران سترد، وبقوة، وأن ساعة الصفر للرد بدأت تدقّ بالفعل، سواء من خلال صواريخ مباشرة تطال الداخل الإسرائيلي، أو عبر وكلائها الإقليميين المنتشرين في الجنوب اللبناني، وغرب العراق، وشمال اليمن، وغرب سوريا.. إلا أن حجم الردّ، وتوقيته، وأدواته، هي فقط أسئلة ستشكل الإجابة عليها سلسلة من المفاجآت!.

معركة “طويلة النفس”

وحول الوضع الداخلي في إسرائيل، فأن الأجواء ليست أقل توترًا؛ مسؤولون رفيعون بالجيش أعلنوا على لسان مصادر رفيعة أن "تل أبيب مستعدة لمواجهة تمتد أيامًا"، ما يعني أن القيادة الإسرائيلية لا تنظر إلى ما يجري بوصفه ضربة "وقائية"، بل كمعركة "طويلة النفس"، قد تتوسع تدريجيًا، وقد تشمل أكثر من جبهة.. فاستعداد المدنيين في مناطق الجنوب والمركز للنزول إلى الملاجئ، وحالة التأهب في سلاح الجو والدفاعات الأرضية، تشير بوضوح إلى أن إسرائيل تتوقع ردًا غير مسبوق، وأن حسابات هذه العملية تفترض مسبقًا دفع كلفة عالية.

معبر رفح الأمل الأخير.. مصر ترحب بالمتضامنين مع غزة شريطة اتباع الضوابط الأمنيةالولايات المشتعلة.. هل يقود قرار ترامب بطرد المهاجرين أمريكا نحو المجهول؟

أما من حيث التوقيت، فقال إنه يبدو أن تل أبيب اختارت اللحظة التي ترى فيها أن الولايات المتحدة منشغلة داخليًا، وأن المنطقة تعيش حالة من السيولة السياسية، تسمح بفرض أمر واقع قبل أن تعود التوازنات إلى الحسبان.. لكن الرهان هنا محفوف بالمخاطر، إذ أن الضربة قد تدفع الولايات المتحدة إلى الدخول على الخط، لا دفاعًا عن إسرائيل فقط، بل أيضًا لحماية مصالحها في العراق والخليج، وردع أي محاولة لتهديد الملاحة في مضيق هرمز.. وهذا التدخل، إن حدث، قد يشعل المشهد الإقليمي برمّته، ويحوّل ضربة سريعة إلى نزاع مفتوح لسنوات.

الرد عبر الوكلاء

واستطرد: اللافت في المشهد أن إيران لا تبدو في موقع الضعف، رغم المفاجأة؛ فشبكتها العسكرية والإقليمية، المبنية على مبدأ "الرد عبر الوكلاء"، تمنحها هامشًا واسعًا للمناورة، والرد غير المباشر، والضغط على إسرائيل دون أن تُدخل نفسها في حرب شاملة فورًا. لكن هذه المرة، تختلف المعادلة، لأن الضربة استهدفت "الكرامة الاستراتيجية" لطهران، في مشروعها النووي، وبالتالي فإن ضبط النفس، ولو كان تكتيكيًا، سيُفهم داخليًا كضعف، وإقليميًا كفشل في فرض معادلة الردع!

أما عن احتمالات التهدئة، فهي حاليًا ضعيفة للغاية، إلا إذا تدخلت قوى كبرى – كروسيا أو الصين – للضغط في الكواليس، وهو ما يحتاج إلى ساعات حرجة، قد تكون الأحداث قد تجاوزتها بالفعل. حتى العواصم العربية التي تسعى دومًا إلى النأي بالنفس في أي جملة بها كلمة "إيران"، تجد نفسها الآن أمام لحظة فارقة: فهل تسكت على معركة قد تطال أمن الخليج واستقرار النفط؟ أم تتحرك دبلوماسيًا لمحاولة "تجميد" المشهد ولو مؤقتًا؟. 

واختتم: الشرق الأوسط، مرة أخرى، يكتب فصله الجديد بالدم والنار؛ ضربة الليلة قد تعيد رسم خرائط القوة، أو تفتح بوابة جحيم لن تُغلق!.

طباعة شارك إيران إسرائيل الهجوم الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • فوضى “نتن ستان”.. السحر في حضرة الساحر!
  • تقدير استراتيجي: سيناريوهات لمستقبل السلطة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى
  • «الوافدين» تنظم احتفالية تخرج لطلاب المركز الثقافي المصري لتعليم اللغة العربية
  • نتنياهو: النظام الإيراني في مرحلة ضعف غير مسبوقة وهذه فرصة لشعب إيران للوقوف ضده
  • نتنياهو: تصعيد إيران يختلف تمامًا عن حماس وحزب الله
  • فصل جديد في الشرق الأوسط يكتب بالنار| إيران تستعد لرد حاسم على الهجوم الإسرائيلي.. وهذا موقف أمريكا والصين وروسيا
  • سموتريتش يُحول 91 مليون شيكل من أموال المقاصة الفلسطينية لعائلات قتلى إسرائيليين
  • ‏صحة غزة الاحتلال يسعى لإفراغ جنوب القطاع من المستشفيات
  • إستشهاد 29 فلسطينيا في هجمات إسرائيلية .. وحماس: قطع الاتصالات خطوة ضمن حرب الإبادة
  • نتنياهو يسعى لاستغلال "الفرصة المؤقتة" لضرب إيران.. وتحذير أمريكى