الصين تشهد تحولا في تعاملها مع رواد الأعمال
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
قالت صحيفة "إيكونوميست" إن الصين تشهد تحولا ملحوظا في تعاملها مع رواد الأعمال بقطاع التكنولوجيا، بعد سنوات من القيود التنظيمية التي أضرت بالشركات الكبرى مثل علي بابا وتينسنت.
واعتبرت الصحيفة أن عودة جاك ما، مؤسس علي بابا، إلى الواجهة من خلال مشاركته في ندوة اقتصادية برئاسة الزعيم الصيني شي جين بينغ في بكين يوم 17 فبراير/شباط، تمثل إعادة تأهيل اقتصادية قد تكون الأكثر ربحية في التاريخ.
ووفقا للتقرير، ارتفعت أسهم علي بابا بنسبة 6.2% بعد انتشار معلومات عن مشاركة جاك ما في الندوة، مما أضاف 18 مليار دولار إلى القيمة السوقية للشركة.
كما سجلت أسهم شركة التكنولوجيا العملاقة "تينسنت" وشركة شاومي للإلكترونيات "شاومي" ارتفاعا بنسبة 7%، في ظل انتعاش عام في قطاع التكنولوجيا الصيني، حيث قفز مؤشر "هانغ سينغ تيك"، الذي يضم أكبر 30 شركة تكنولوجية مدرجة في بورصة هونغ كونغ، بنسبة 23% خلال الشهر الماضي، في حين ارتفعت أسهم علي بابا بأكثر من 50% منذ بداية العام.
السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع، وفقا لـ"إيكونوميست"، هو شركة "ديب سيك" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، التي تمكّنت من تحقيق تقدم كبير. وقد قارن محللون من بنك أوف أميركا هذا التطور بطرح علي بابا للاكتتاب العام في بورصة نيويورك عام 2014، والذي أدى إلى ازدهار شركات الإنترنت الاستهلاكية.
وبعد تشدد الحكومة الصينية في عام 2020، والذي أدى إلى إلغاء الطرح الأولي لشركة "آنت غروب" التابعة لجاك ما، وفرض غرامة قياسية على علي بابا، بدأت الحكومة الصينية الآن في اتخاذ نهج أكثر تصالحيا مع القطاع الخاص.
إعلانووفقا لمصادر مطلعة على الاجتماع، شدد شي جين بينغ خلال الندوة على "أهمية القطاع الخاص في دفع عجلة الاقتصاد الصيني"، معترفا بالتحديات التي تواجهه.
وتأتي هذه التصريحات وسط تحسن طفيف في مؤشر ثقة الأعمال بالصين، وفقا لمسح شهري لأكثر من 300 مسؤول تنفيذي في الشركات الكبرى. ومع ذلك، لا يزال العديد من المؤشرات الاقتصادية، مثل تمويل الشركات ومستويات المخزون، تعاني من انكماش واضح.
وبينما يرى البعض أن عودة جاك ما هي انتصار للقطاع الخاص، يشير آخرون إلى أنها تأكيد على إحكام سيطرة الحزب الشيوعي على رجال الأعمال، فمنذ الحملة التي بدأت قبل 5 سنوات، أصبح رواد الأعمال أكثر امتثالا لسياسات الحزب، وأصبح عليهم اللعب وفق قواعد شي جين بينغ أو مواجهة العواقب.
تحديات مستقبليةورغم التحولات الإيجابية الأخيرة، لا تزال بيئة الأعمال في الصين تواجه عدة عقبات، فهناك قيود صارمة على الطروحات العامة في الخارج، إذ باتت الشركات الناشئة مثل "شين" ملزمة بالحصول على موافقة غير رسمية من الجهات التنظيمية الصينية، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، كما تدخلت الجهات التنظيمية لمنع إدراج بعض الشركات في بورصة هونغ كونغ بسبب انخفاض تقييماتها.
إلى جانب ذلك، أصبح النظام المالي الصيني خليطا بين القطاعين العام والخاص، حيث باتت الاستثمارات الحكومية تهيمن على صناديق رأس المال المخاطر والأسهم الخاصة، مما يعقّد آليات التمويل التقليدية.
وحسب التقرير، فإن هذا النهج قد يعيق الابتكار، حيث باتت الشركات مجبرة على التكيف مع الأولويات الحكومية بدلا من التركيز على احتياجات السوق والمستهلكين.
تحولات محتملةورغم أن إعادة تأهيل جاك ما قد تبدو مبادرة إيجابية، فإنها تعكس تحولا إستراتيجيا في كيفية تعامل الصين مع القطاع الخاص حسب الصحيفة، فبدلا من السماح للشركات بالنمو بحرية، تعمل الحكومة على إعادة توجيهها بما يتماشى مع سياساتها الاقتصادية.
إعلانوبالتالي، يبقى السؤال الأهم: هل يمثل هذا التحول بداية عهد جديد من الاستقرار لقطاع التكنولوجيا الصيني، أم إنه مجرد محاولة مؤقتة لإنعاش الأسواق دون تغيير جوهري في السياسات التنظيمية؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القطاع الخاص شی جین بینغ علی بابا جاک ما
إقرأ أيضاً:
مع الرسوم الجمركية.. ترامب يغرم الهند بسبب تعاملها مع روسيا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الهند، فضلًا عن "غرامة" لم تحدد قيمتها بسبب شراء نيودلهي الأسلحة والنفط من روسيا.
ومن المقرر أن يدخل هذا التدبير حيز التنفيذ الجمعة، بحسب ما كشف ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، بالإضافة إلى زيادات جمركية أخرى قد يصل بعضها إلى 50% يبدأ العمل بها في اليوم نفسه.
أخبار متعلقة برسوم جمركية 19%.. ترامب يعلن التوصل لاتفاق تجاري مع الفيلبينترامب: الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي لن تقل عن 15%رسوم جمركية 15%.. ترامب يعلن التوصل إلى اتفاق تجاري مع اليابانوفي منشور منفصل، قال ترامب إن المهلة القصوى المحددة في الأول من أغسطس "تبقى ثابتة ولن تمدد".
وسبق له أن مدد هذا الموعد مرات عدة منذ الإعلان بداية عما يسميه رسومًا جمركية متبادلة لمطلع أبريل، مع فرض تعرفات أساسية بقيمة 10%.
ترامب الشديدة وتحفظات الهندوتعد التعرفة الجمركية الجديدة المفروضة على الهند بنسبة 25% أدنى بقليل من تلك التي أعلنت في أبريل، لكنها أعلى من الرسوم المحددة لدول آسيوية أخرى سبق أن أبرمت صفقات تجارية مع واشنطن.
وكانت الهند، وهي أكثر بلدان العالم تعدادًا للسكان، من أول الاقتصادات الكبرى التي خاضت مفاوضات تجارية مع إدارة ترامب.
لكن بعد 6 أشهر، حالت طلبات ترامب الشديدة وتحفظات الهند عن فتح مجال الزراعة وميادين أخرى بالكامل دون التوصل إلى اتفاق مع نيودلهي.
وقال ترامب يوم الأربعاء: "صحيح أن الهند صديقتنا، لكننا أجرينا على مر السنين مبادلات تجارية قليلة نسبيًا معهم لأن تعرفاتهم شديدة الارتفاع، وهي من الأعلى في العالم ولديهم حواجز غير نقدية هي أكثر شدة وبغضًا من أي بلد آخر".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ترامب يفرض غرامة على الهند بسبب شرائها الأسلحة والنفط من روسيا - أ ف ب
وأشار إلى أن الهند "طالما اشترت السواد الأعظم من عتادها العسكري من روسيا وهي أكبر زبائن الطاقة من روسيا، إلى جانب الصين، في وقت يريد الجميع من روسيا وقف القتل في أوكرانيا".
وبالإضافة إلى الرسوم الجمركية بقيمة 25%، ستواجه الهند "غرامة على ما ورد سابقًا"، بحسب ما كتب ترامب من دون أي توضيحات.
وتأتي هذه التدابير فيما أعلن ترامب نيته تشديد الضغط الأمريكي على موسكو لوقف المعارك في أوكرانيا والتفاوض على اتفاق سلام.
والثلاثاء، قال الرئيس الأمريكي إنه سيمهل نظيره الروسي فلاديمير بوتين 10 أيام، ما قد يعني بحلول نهاية الأسبوع المقبل، لتغيير المسار في أوكرانيا أو مواجهة تعرفات جديدة.
وسبق أن هدد بفرض "تعرفات ثانوية" تستهدف شركاء روسيا التجاريين، مثل الصين والهند، في مسعى إلى تقويض قدرة موسكو على الصمود في وجه العقوبات الأوروبية الشديدة الوطأة.
وبالرغم من الزيادات الجمركية الوشيكة على المنتجات الهندية، فقد أكدت نيودلهي الأربعاء نيتها مواصلة التفاوض على "اتفاق تجاري منصف ومتوازن يعود بالنفع على الطرفين".