أستاذ قانون دولي عن مشهد التوابيت: “قذائف نفسية هزت عرش نتنياهو”
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
في مشهد درامي يحمل في طياته رسائل نفسية عميقة، سلّمت حركة حماس يوم الخميس، توابيت سوداء تحمل رفات قتلى إسرائيليين، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي نفسه كان السبب في مقتلهم خلال قصفه العشوائي، وبالأمس تم تسليم رفات الإسرائيلية شيري بيناس للصليب الأحمر.
إلا أن هذه اللحظة لم تكن مجرد تبادل رفات، بل كانت ضربة موجّهة بعناية إلى قلب الرأي العام الإسرائيلي، وضغطاً نفسياً هائلاً على حكومة بنيامين نتنياهو، التي تعيش واحدة من أصعب لحظاتها السياسية.
وتعليقا على ذلك، أكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي أن التوابيت السوداء حملت أكثر من مجرد رفات قتلى، فقد مثّلت انعكاسًا قاتمًا لحقيقة الحرب الدائرة، وذكّرت الإسرائيليين بأن جيشهم لم يتمكن من استعادة جنوده أحياء، بل عادوا إليهم في توابيت مغلقة.
وأشار إلى أن المشهد أعاد إلى الأذهان عمليات مشابهة مثل تبادل الأسير جلعاد شاليط، لكنه هذه المرة جاء في سياق مختلف تمامًا، حيث يُحمَّل الجيش الإسرائيلي مسؤولية قتل جنوده، في ضربة نفسية عميقة للثقة العسكرية والجماهيرية.
نتنياهو في مأزق: السخط يتصاعدوأضاف أستاذ القانون الدولي، أن هذا المشهد أحدث صدمة كبرى داخل إسرائيل، حيث تصاعد الغضب الشعبي تجاه حكومة نتنياهو التي باتت تُتهم بالفشل الذريع في إدارة الحرب وإعادة الأسرى. فعائلات الجنود المحتجزين والمفقودين وجدت نفسها أمام حقيقة مريرة: أبناؤهم ليسوا فقط رهائن لدى حماس، بل إن الحكومة الإسرائيلية نفسها قد تكون سببًا في مقتلهم. وهذا الغضب يضعف موقف نتنياهو، ويدفعه إلى مواجهة ضغوط داخلية هائلة قد تُسرِّع من تفكك حكومته.
هل تجد إسرائيل مخرجًا للهروب من استحقاقات الهدنة؟ومع تصاعد التوتر، يطرح البعض تساؤلًا حرجًا: هل تستغل إسرائيل هذا الحدث كذريعة للتملص من المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة مع حماس؟ وهنا، يرد الدكتور أيمن سلامة إنه في الواقع حكومة نتنياهو قد تستخدم حالة الغضب الشعبي والمطالبة بـ"الثأر" لتبرير استمرار العمليات العسكرية بدلًا من الالتزام بالهدنة. ومع ذلك، فإن أي تصعيد جديد قد يدفع إسرائيل إلى مزيد من الخسائر العسكرية والسياسية، مما يجعلها أمام خيار صعب بين الرضوخ لضغط الشارع، أو الالتزام بتفاهمات الهدنة التي لم تعد تملك ترف التنصل منها بسهولة.
لعبة الرموز أخطر من الرصاصواختتم: أن في الحروب، لا يكون السلاح الأقوى هو الدبابات والطائرات فحسب، بل القدرة على التأثير في الوعي الجمعي للعدو. والتوابيت لم تكن مجرد صناديق خشبية، بل كانت قذائف نفسية زعزعت ثقة الجمهور الإسرائيلي بقيادته، ووضعت نتنياهو في مأزق لا يقل خطورة عن المعارك العسكرية نفسها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نتنياهو الجيش الإسرائيلي حركة حماس حرب نفسية جلعاد شاليط الصليب الأحمر توابيت الأسرى المزيد
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن تعليق الأعمال العسكرية بمناطق محددة في غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، عن تعليق تكتيكي محلي ومؤقت للأعمال العسكرية في مناطق محددة بقطاع غزة لأغراض إنسانية.
وذكر بيان صادر عن المتحدث باسم الجيش أن التعليق سيبدأ من الساعة 10:00 صباحًا وحتى 8:00 مساءً، ويشمل مناطق المواصي، دير البلح، ومدينة غزة.
وأشار البيان إلى أن القتال مستمر في باقي المناطق، وأن الجيش سيواصل عمليات التطهير وتحييد البنى التحتية والعناصر الإرهابية في الأماكن التي يعمل بها، كما حذر الجيش سكان القطاع من العودة إلى المناطق المحددة بالأحمر حفاظًا على سلامتهم.
جاء هذا الإعلان في وقت بدأت فيه شاحنات مساعدات بالدخول إلى غزة عبر معبر رفح في الساعات الأولى من صباح الأحد، ضمن جهود الإغاثة الإنسانية.
إسرائيل تعلن السيطرة على سفينة “حنظلة” وكسر محاولة فك الحصار عن غزة
أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانًا أكدت فيه أن البحرية الإسرائيلية سيطرت مساء السبت على سفينة “حنظلة” التي حاولت دخول المنطقة البحرية قبالة سواحل قطاع غزة ضمن مهمة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع، انطلقت السفينة من إيطاليا في 13 يوليو 2025، وكانت تقل 21 شخصًا من متضامنين دوليين وناشطين وصحافيين.
وأجبرت البحرية الركاب على رفع أيديهم أثناء الاقتحام، وتم توجيه السفينة نحو ميناء أسدود الإسرائيلي، مع تأكيد سلامة جميع الركاب.
وأفادت مصادر إسرائيلية بأن وحدة الكوماندوس البحرية اقتحمت السفينة عبر عدة زوارق، وقامت بقطع كاميرات المراقبة قبل السيطرة الكاملة عليها، حيث سيتم اعتقال وترحيل النشطاء المؤيدين للفلسطينيين.
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة محاولات “أسطول الحرية” لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، وسط تحذيرات إسرائيلية من أن هذه المحاولات غير المصرح بها تشكل تهديدًا خطيرًا.
من جانبها، وصفت حركة حماس اعتراض السفينة بأنه “جريمة إرهاب وقرصنة”، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية الحادة في القطاع نتيجة الحصار والصراع المستمر.