لواء رُكن (م) د. يونس محمود محمد: حِبالٌ من تُراب
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
حين النظر إلى ما يفعله سُفهاء العصر في أندية الفواحش من القول والفعل تعجب ، أمِن مثل هذه الحِبال المفتولة من تراب ينوي أركان المؤامرة على صيد السودان بمثلها !!!
فبحثوا بعناية في كافة أطياف المجتمع السوداني في داخل الوطن، وفي مهاجر الإغتراب الطوعي والقسري إستخدموا كل أدوات التأثير، رغبًا ورهبًا، كذبًا وتهويلاً، تحريضًا وفتنة لدعم خُطط التآمر على السودان في مراحلها البديلة، للخطّة الأصل ( *الحسم العسكري* ) التي فشلت وذرتها ( *القوات المسلحة* ) كرمادٍ إشتدت به الريح في يومٍ عاصف، وطاف وكلاء التآمر كل مظان تواجد السودانيين أهل تيجان العمائم، دخلوا صوالين البيوت المُشرعة على الطرقات كرمًا بالجبلة والفطرة، إستأنسوا نار الخلوات المشهورة في جوف الليل الشاتي، طافوا على المقاهي حيثُ ملتقى الشباب وذكريات هلال مريخ ولعب الكونكان،
تطفّلوا على صوالين الشُعراء والأُدباء، طافوا على معارض الرسامين والتشكيليين، وعلى منصّات الغناء والمطربين وأهل الموسيقى، طرقوا أبواب الإعلام ووجوه القبائل ، والإدارات، والزعامات، فحصوا سجلات الأحزاب،
تلصّصوا على إتحادات المرأة السودانية، ومركز تجمعات تكاياها، و( *قروبات أنسها* ) ، وعلى الجامعات السودانية، وعلمائها الأجلاء، وكل ما خطر لهم ببالٍ لمكان أو مقام أو مستقر أنهم سيجدون من يحمل عنهم هذه الأوزار الثقال من عقوق الوطن، ومعاداة الدين، وإستباحة الحُرمات، وسفك الدماء، والآفساد في الأرض.
نعم لم يجدو أحدًا من كل هؤلاء ليلطّخ يده وثوبه من دماء بني وطنه، ولكن أركان المؤامرة لم ييأسوا فذهبوا إلى المواخير والبارات وكهوف الليل، وكازينوهات المقامرة وأوكار الجريمة والمخدرات، والقتلة المأجورين، فوجدوا رهط الأشقياء الذين تعاقدوا معهم على طمس الآيات وعقر الناقة، ووأد الفصيل، فحوت قوائم عار التاريخ هؤلاء.
• حميدتي : ( *البعاتي* ) هذا الشؤم الذي جرّ الخراب على وطنٍ بأكمله وأزهق الأنفس، وتجاوز ( *بول بوت* ) في حصد الرؤوس وأكوام الجماجم ،
• الهطلة عبد الرحيم دقلو : صاحب مقولة ( *الخرطوم دي حقت أبو منو* ) لما كان له فيها من نعيم، وڤلل بأحواضٍ للسباحة، فتطاول على الجيش فصفعه صفعةً واحدة ردته إلى الخلا كما كان أول عهده.
• بُرمة ناصر : هذا الذي إنسلخ عن آيات الحكمة، ومقتضى العمر وإعتبارات الوظيفة السابقة فأصبح يلهث بلا حمل ويتصابى مثيرًا السخرية والإشمئزاز.
• عبد العزيز الحلو : الشيوعي المُلحد بكل إلتزامات الشيوعية ببُعدها الفلسفي ( *الإلحادي* )، القاتل المحترف الذي إستأجره قرنق لقتل القبائل العربية في القردود، وأم دورين، ثم كلّفه بالهجوم على جبهة الشرق كسلا وهمشكوريب، وقام بتصفية منافسيه من قبيلة النوبة ( *مجموعة أبو صدر* ) وتلفون كوكو، أخزاه الله فأصبح كقرد البابون العجوز المسيطر، قابعًا في جبال كاودا، يصرخ في الضعفاء من قومه في قرى ( *تولو* ، *كدرو* ، *فانجا* *ودلجو* ) الذين حرمهم حق الحياة، وضرب بينهم وبينها أسوار العذاب، يعانون الفاقة ويأكلون خشاش الأرض وورق الأشجار وهو يمتلك منزلاً في ( *ولاية تكساس* ) بأمريكا التى يحمل جنسيتها، تمرّد منذ العام ١٩٨٢م بإغراءات قرنق للقبائل غير العربية للإحاطة بالسودان من أطرافه.
• تراجي : التي غابت عندما تم توزيع ( *الحياء* ) على النساء ولذلك هي إمرأة بلا سقف ، ولا ( *ولي* ).
• مبروك سليم : ويكفي تصفح كتابه طنايا عبس بين اليوم والأمس، لتعرف حدود تفكير الرجل الغارق في ( *شبر موية* ) القلق الذي لا يثبت على حال، وزير الإنقاذ وحليف ( *دولة ٥٦* ) بينما الرشايدة ملتحمون مع بني وطنهم يذودون مع قواتهم المسلحة عن حياضه في حرب الكرامة.
• بقية عاهات : ومعاقين في ضمائرهم، لا يعبأ بهم أحد غير خدماتهم مدفوعة الثمن، في الإفضاء، والهتاف، وتقديم فقرات البرنامج والتزلف بإلصاق النعوت والأوصاف لمن لا يستحق.
نعم إن كل ما استطاعت أركان المؤامرة من حشده من أهل السودان ، فهم مثل ( *الشرا أيام دق العيش وضراه* ) تُذهبه الريح ويمكث في الأرض ما ينفع الناس.
هذه الحبال المفتولة من الثرى هي تعبير عن الخيبة والخُسران المسبق، والذي لن يجد مهما بُذلت فيه من جهود، وما دُفع فيه من أموال، حيثُ تراكم كل هذا التراب على رأس ( *ويليام روتو* ) الذي تباكى عند حائط المبكى في القدس في زيارته في مايو عام ٢٠٢٣م، ولم تثبت طاقية اليهود ( *الكيباه* ، *أو الكِبة* ) على رأسه ربما إستقذارًا له على قذارتها، حتى إلتزمها أحد على رأسه ريثما يتم تباكيه، ولذلك هو دابة ذلول، لتحمل عليها المؤامرة، فكانت نيروبي في عهده، أهون العواصم الأفريقية، وأرخصها ذمة وأقلها تكلفة، وأحطها مقدارًا لتقوم بهذا الدور الإجرامي، تحت تبرير فطير، بأنها إنما تسعي لإرساء السلام، كما فعلت من قبل في إتفاقية نيفاشا عام ٢٠٠٥م، متناسيًا أن ذلك قد كان برضاء الطرفين (
*الحكومة والتمرد* ) بينما تتم هذه بعيدًا عن موافقة ومشاركة الحكومة الشرعية المعلومة لديه.
فليبشر السودان بطول سلامة ما دامت المؤامرة تفرك بين يديها حفنة من التراب لتفتل حبالاً تصطاد بها السودان.
والحل بالتأكيد في البل.
لواء رُكن (م) د. يونس محمود محمد
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الوهم واليد السوداء في مهرجان فرق الأقاليم المسرحية .. اليوم
تتواصل فعاليات مهرجان فرق الأقاليم المسرحية ،اليوم ، الاثنين مع عرضين مسرحيين، الأول بعنوان "الوهم" لفرقة المركز الثقافي بطنطا، عن رائعة الكاتب والشاعر الإيطالي لويجي بيرانديللو "ست شخصيات تبحث عن مؤلف"، إعداد أحمد عصام، وإخراج محمود فايد، ويعرض على مسرح قصر ثقافة روض الفرج في السابعة مساء، بينما يستقبل مسرح السامر في التاسعة مساء، عرض"اليد السوداء" لفرقة إبدأ حلمك ببورسعيد، تأليف ميشيل منير، وإخراج بيشوي عماد.
وكانت قد قدمت فرقة بيت ثقافة فيصل، اليوم الأحد، على مسرح قصر ثقافة روض الفرج، وبحضور جماهيري غفير، عرض "كرنفال الأشباح" ضمن فعاليات المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية، في دورته السابعة والأربعين، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار فعاليات وزارة الثقافة، والمستمر حتى 5 يوليو المقبل.
العرض تأليف موريس دي كوبرا، وإخراج أحمد رضوان، وتدور أحداثه داخل مقابر "بير لاشيز" في فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى، حول عدد من الموتى يجتمعون بنادي المقابر مع الحاجب المسئول عنها، وتتصاعد الأحداث حينما ينضم إليهم شخصيات من المقبرة العمومية، ليحدث إضراب في عالم الموتى ينتج عنه رجوع بعض الشخصيات إلي الحياة مجددا.
أوضح المخرج أحمد رضوان أن العرض يدور حول فكرة منح الإنسان فرصة ثانية في الحياة، وما إذا كان سيستغلها لتغيير مصيره للأفضل، أم سيعيد تكرار أخطائه، فالإنسان بطبيعته يحمل في داخله الخير والشر.
وأضاف أنه قدم معالجة درامية مختلفة مع الحفاظ على الخطوط الأساسية للشخصيات والأحداث، كما جاء في شخصية "البروفسير".
من ناحيته، قال صلاح محمود، أجسد شخصية "البروفيسير"، طبيب متخصص فى العلوم، يجري تجربة عبثية لإعادة إحياء الموتى، مشيرا إلى أن التقدم العلمي الهائل في العصر الحالي قد يدفع البشر إلى التفكير إما لتغيير مسار الحياة أو تكرار نفس الأخطاء، وتلك هي فكرة العرض "ماذا لو منح البشر فرصة ثانية؟".
وأشار أيمن الشريف أنه يؤدي دور "الحاجب"، يحرس مقبرة تضم مجموعة من صفوة المجتمع، توفوا في فرنسا، ويبرز العرض تطور الشخصيات بعد وفاتهم.
وأوضحت ملك محمد، أنها جسدت دور "الأرملة" التي تسعى لإيداع زوجها بالمصحة النفسية، من أجل الحصول على ميراثه، وتلجأ إلى البروفيسير للحصول على هذا المال، ولكنها تلقى حتفها في الانفجار.
وعن الأشعار، قال الشاعر أحمد عايد: إن النص يناقش فكرة وجودية، في ظل ما يشهده العالم من تطور تكنولوجي سريع، متسائلا: هل أصبح العلم لخدمة الإنسانية أم ضدها؟
وأشار إلى أن الأشعار كتبت باللغة العربية الفصحى بشكل سلس لتناسب الغناء، وتقرب الفكرة من المشاهد.
"كرنفال الأشباح" تمثيل: أيمن الشريف، حسن عبد العزيز، أحمد المغربي، دينا الورداني، بيشوى ألبير، معاذ صابر، روضة محمد، هبة محمد، عمر حسين، مريم شوقي، صلاح محمود، محمد محيي، هاجر الخولي، وملك محمد.
بالإشتراك مع أحمد حمدي، إمام منصور، يوسف زين، شريف محمد، روان أحمد، كريم محمد، حبيبة علي، حبيبة سيد، زياد محمد، ومحمود شريف.
إعداد بيشوى ألبير، وأحمد حكم، موسيقى محمد قابيل، أشعار وتصحيح لغوي أحمد عايد، ديكور رامي عاطف، تصميم إضاءة شادى عزت، كيروجراف عمر حسين، تنفيذ ديكور حمادة التنجيري، ماكياج ناريمان عبد العال، مساعدين إخراج عادل أمين، وحسن عبد العزيز، منفذين إخراج ناريمان عبد العال، ومحمد محيي.
شهد العرض لجنة التحكيم المكونة من الناقد المسرحي د. محمد سمير الخطيب، الموسيقار د. طارق مهران، د. سيد خاطر، مهندس الديكور حازم شبل والمخرج أحمد البنهاوي، ومقرر لجنة التحكيم ومدير المهرجان الكاتب سامح عثمان.
وبحضور سمر الوزير، مدير عام الإدارة العامة للمسرح.
المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية الـ47 يقام بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، والإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ويشارك به 26 عرضا مسرحيا من إنتاج الإدارة العامة للمسرح، تقدم مجانا للجمهور، ويصدر عنه نشرة يومية، برئاسة تحرير الشاعر والناقد يسري حسان.