الناتو يواصل أكبر مناوراته العسكرية لعام 2025 وسط تزايد القلق من سياسة واشنطن الجديدة
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
يواصل أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) تنفيذ أكبر مناوراتهم القتالية لعام 2025، في اختبار لقدرتهم على نشر قوات على نطاق واسع على الحدود الشرقية للحلف، الذي يضم 32 دولة. وتأتي هذه التدريبات في ظل تنامي المخاوف داخل أوروبا من توجهات الولايات المتحدة، أقوى أعضاء الناتو، في عهد الرئيس دونالد ترامب.
تجري المناورات في رومانيا، المتاخمة لأوكرانيا، وسط حالة من الترقب الأوروبي لمسار السياسة الأمريكية الجديدة.
وتمتد التدريبات على مدار ستة أسابيع، وتشمل مواقع في رومانيا وبلغاريا واليونان.
وكان وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث قد طالب الدول الأعضاء بزيادة إنفاقها العسكري بشكل كبير، مشيرًا إلى أن الأولويات الأمنية لواشنطن باتت تتركز في مناطق أخرى. وأثارت هذه التصريحات تساؤلات حول مدى التزام الولايات المتحدة بالضمانات الأمنية التي طالما وفرتها لأوروبا.
ورغم عدم إعلان إدارة ترامب عن أي خطط لسحب القوات الأمريكية من المنطقة، إلا أن تصريحات هيغسيث الأخيرة فتحت باب التكهنات بشأن واقع جديد قد تضطر فيه أوروبا إلى تحمل مسؤولية أمنها دون الاعتماد على الدعم العسكري الأمريكي كما كان الحال سابقًا.
وفي هذا السياق، حذر رادو تيودور، وهو محلل لشؤون الدفاع في بوخارست، من أن أي تقليص للوجود العسكري الأمريكي في رومانيا سيمثل "هدية" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبرًا أن ذلك سيجعل الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي أكثر هشاشة في مواجهة السلوك العدواني لروسيا.
وأضاف تيودور أن هذا السيناريو سيجبر رومانيا على مطالبة حلفائها في الناتو بنشر قوات إضافية وإرسال أسلحة لتعويض الفراغ الذي ستتركه القوات الأمريكية، والذي يقدر بآلاف الجنود.
في السياق نفسه، أكد قائد قيادة القوات المشتركة لحلف شمال الأطلسي الأدميرال ستيوارت مونش، أن التهديدات التي تواجه الحلف باتت "أكثر تعقيدًا وأقل قابلية للتنبؤ" خلال العقد الأخير.
وقال مونش خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء: "لمواجهة هذه البيئة الأمنية المعقدة، شهد الناتو تحولًا جذريًا في استراتيجيته القتالية. لقد انتقلنا من وضع الخطط الدفاعية على الورق إلى تطبيقها على أرض الواقع".
Relatedترامب والناتو.. هل حان وقت الفراق؟وزير الدفاع الأمريكي: عودة أوكرانيا إلى حدود ما قبل عام 2014 وسعيها لعضوية الناتو أهداف "غير واقعية"زيلينسكي: بوتين قد يهاجم دول الناتو بداية العام المقبلوأضاف: "يمثل هذا التمرين تتويجًا لجهودنا وبداية قوتنا الجديدة التي ستدافع عن كل شبر من أراضي الحلف".
في غضون ذلك، أبدى الحلفاء الأوروبيون مخاوفهم من تهميشهم في المحادثات التي جمعت دبلوماسيين أمريكيين وروس الثلاثاء الماضي في السعودية، حيث ناقش الطرفان سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وتزامن ذلك مع تحركات دبلوماسية أوروبية مكثفة، إذ دفع تسارع التطورات، الرئيسَ الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى دعوة مجموعة من دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب المملكة المتحدة، لإجراء محادثات طارئة هذا الأسبوع في باريس.
الناتو يعزز جناحه الشرقيشهدت التدريبات القتالية هذا الأسبوع في رومانيا مناورات بالذخيرة الحية وتمارين لمحاكاة حرب الخنادق، في إطار جهود حلف شمال الأطلسي لتعزيز جاهزية قواته على الجبهة الشرقية.
وفي اليونان، قادت وحدات من مشاة البحرية اليونانية والإسبانية تدريبات عسكرية الأسبوع الماضي، تضمنت تنفيذ هجوم برمائي وهمي، في خطوة تهدف إلى رفع مستوى التنسيق والجاهزية العملياتية لقوات الحلف.
وتأتي هذه التدريبات ضمن إطار "قوة الرد"، التي تم إنشاؤها في تموز/يوليو الماضي، والتي صُممت للانتشار على نطاق واسع خلال مهلة لا تتجاوز عشرة أيام، مع دمج قدرات القوات التقليدية والعمليات السيبرانية والفضائية.
وتتولى بريطانيا قيادة التدريبات، بمشاركة 2,600 جندي و730 مركبة، فيما تشمل المناورات العسكرية دولًا مثل رومانيا وبلغاريا وفرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وسلوفينيا وتركيا. ويتم استخدام أكثر من 1,500 مركبة عسكرية، وأكثر من 20 طائرة، وأكثر من 12 قطعة بحرية، خلال التدريبات.
ومنذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022، عزز الناتو وجوده في جناحه الشرقي عبر نشر مجموعات قتالية متعددة الجنسيات إضافية في رومانيا والمجر وبلغاريا وسلوفاكيا، في محاولة لتعزيز الدفاعات الأوروبية ضد أي تهديد محتمل.
وفي هذا السياق، باتت رومانيا تلعب دورًا متزايد الأهمية داخل الحلف، حيث قدمت منظومة صواريخ باتريوت لأوكرانيا، كما افتتحت مركزًا دوليًا لتدريب طياري مقاتلات F-16، بهدف تأهيل الطيارين من دول الحلف، بما في ذلك أوكرانيا، على تشغيل هذه الطائرات المتطورة.
المصادر الإضافية • AP
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب والناتو.. هل حان وقت الفراق؟ زيلينسكي: بوتين قد يهاجم دول الناتو بداية العام المقبل أمريكيون يتظاهرون ضد ترامب في بروكسل عشية اجتماع حلف الناتو في العاصمة البلجيكية الغزو الروسي لأوكرانيادونالد ترامبرومانياروسياأوكرانياحلف شمال الأطلسي- الناتوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب روسيا أوكرانيا الحرب في أوكرانيا فلاديمير بوتين دونالد ترامب روسيا أوكرانيا الحرب في أوكرانيا فلاديمير بوتين الغزو الروسي لأوكرانيا دونالد ترامب رومانيا روسيا أوكرانيا حلف شمال الأطلسي الناتو دونالد ترامب روسيا أوكرانيا الحرب في أوكرانيا فلاديمير بوتين إسرائيل الاتحاد الأوروبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أنظمة الدفاع الجوي مستشفيات قطاع غزة شمال الأطلسی یعرض الآنNext فی رومانیا
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تدمر نحو 40 طائرة روسية في أكبر استهداف للقواعد الجوية
أعلنت الاستخبارات الأوكرانية تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت نحو 40 طائرة استراتيجية تابعة لسلاح الجو الروسي، في هجوم غير مسبوق استهدف مطارات عسكرية داخل الأراضي الروسية، بينها مواقع في سيبيريا.
وأكدت موسكو تعرض مطارات في خمس مقاطعات روسية لهجمات جوية، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية الروسية تمكنت من صد بعضها، وأعلنت اعتقال عدد من المتورطين في تنفيذ الهجمات.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف العملية بالناجحة، مؤكداً انسحاب القوات الأوكرانية المنفذة للهجوم في الوقت المناسب. وقال في بيان رسمي: "النتائج ممتازة، العملية استغرقت أكثر من عام من التخطيط، وروسيا هي من بدأت هذه الحرب وعليها أن تنهيها".
ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤول أوكراني أن كييف أبلغت واشنطن مسبقاً بالعملية، موضحاً أن جهاز الأمن الأوكراني تولّى تنفيذ الهجوم، باستخدام طائرات مسيّرة أُطلقت من شاحنات تموّهت بالقرب من القواعد الجوية الروسية.
وبحسب المصادر، جرى إخفاء المسيّرات الهجومية داخل هياكل خشبية تشبه أعشاش الطيور، نُقلت عبر شاحنات خاصة إلى محيط القواعد المستهدفة، قبل أن تُفتح أسطحها آلياً لتطلق المسيّرات المزوّدة بمتفجرات نحو أهدافها.
في المقابل، ردّت روسيا بسلسلة هجمات جوية على مواقع متعددة داخل أوكرانيا، شملت العاصمة كييف وعدداً من المقاطعات شرقي البلاد وغربها. وأعلنت الإدارة العسكرية في كييف إسقاط 15 طائرة مسيّرة، بينما تعرضت مبانٍ مدنية لأضرار في منطقة "بيلا تسيركفا" جنوبي العاصمة.
وفي تطور متزامن، أطلقت القوات الروسية صاروخاً من مقاطعة كورسك، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في كييف.
كما أعلنت الإدارة العسكرية في خاركيف (شرق أوكرانيا) إصابة 15 مدنياً جراء هجمات روسية طالت 9 مدن وبلدات في المقاطعة، باستخدام صاروخ واحد و13 طائرة مسيّرة، وأدى ذلك إلى تضرر 17 منزلاً.
وفي زاباروجيا جنوب شرقي البلاد، أُصيب 3 أشخاص في هجمات استُخدمت فيها مسيّرات وقنابل موجهة، وتعرضت 3 مبانٍ سكنية و29 منزلاً لأضرار، بحسب ما أكدته الإدارة المحلية التي أشارت إلى اندلاع حرائق تمّت السيطرة عليها لاحقاً.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن