كيف غيّر ترامب وفرسانه الثلاثة الموقف من أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
تناول أحمد الشرعي، ناشر "جيروزاليم ستراتيجيك تريبيون" وعضو مجالس إدارة العديد من مراكز الأبحاث المؤثرة في السياسة الخارجية، كيف يمكن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاريه المقربين إعادة تشكيل الموقف الأمريكي من الحرب الروسية الأوكرانية.
يجب أن يُنظر إلى أي اتفاق على أنه انتصار لأمريكا وليس مجرد انسحاب
وقال الشرعي في مقاله بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن إنهاء الحرب ليس الهدف الوحيد؛ بل الأهم هو كيف سيشعر الأمريكيون بنتيجة هذا السلام، إذ أن هذا الشعور سيحدد إرث ترامب السياسي.وأضاف الكاتب أن تحقيق السلام وحده لا يكفي، بل يجب أن يُنظر إلى أي اتفاق على أنه انتصار لأمريكا وليس مجرد انسحاب. وقارن في هذا السياق بين حالات سابقة، مثل انسحاب الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون من فيتنام وانسحاب الرئيس السابق جو بايدن الفوضوي من أفغانستان، حيث تسببت تلك التحركات في شعور الأمريكيين بالهزيمة والتراجع.
وعلى النقيض، يسوق الشرعي أمثلة لانسحابات مدروسة، مثل خروج رونالد ريغان من نيكاراغوا، أو انسحاب جورج بوش الأب من العراق في 1991، حيث حافظت الولايات المتحدة على نفوذها رغم إنهاء وجودها العسكري المباشر.
لذلك يرى الكاتب أن التحدي الأساسي أمام ترامب هو تجنب سيناريو شبيه بفيتنام، وأفغانستان، وإيجاد مخرج يجعله يبدو قائداً منتصراً.
الفرسان الثلاثة
وأطلق الشرعي لقب "الفرسان الثلاثة" على الشخصيات الرئيسة التي ستنفذ رؤية ترامب في السياسة الخارجية وهم ماركو روبيو، وزير الخارجية، ومايك والتز، مستشار الأمن القومي، وبيت هيغسيث، وزير الدفاع، وهو ضابط عسكري سابق، وإعلامي مقرب من ترامب.
In his @TheNatlInterest op-ed, @jstribune publisher Ahmed Charai offers a unique take on @POTUS’s approach to ending the #Russia????????-#Ukraine???????? war: “The stakes are high... What sets Trump apart is his willingness to take big risks in pursuit of big wins.”https://t.co/9ORScDYfus
— Dr. J. Peter Pham ???????? (@DrJPPham) February 21, 2025وأوضح الشرعي أن هذا الفريق سيكون مسؤولاً عن صياغة اتفاقية سلام تحقق التوازن بين المصالح الأمريكية مع ضمان بقاء ترامب في موقع قوة سياسياً.
عداء ترامب لزيلينسكي
وأشار الكاتب إلى أن ترامب ينظر إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشك، وهو شعور تفاقم بسبب الفضائح السياسية التي تعرض لها ترامب خلال رئاسته، خاصة اتهامه بالتواطؤ مع روسيا وعزله في قضية المكالمة الهاتفية مع زيلينسكي.
هذه التجارب جعلت ترامب يرى أن زيلينسكي غير جدير بالثقة، بل ويعده أحد الأسباب الرئيسة للمشاكل التي واجهها في واشنطن.
وعلى عكس معظم صانعي القرار في واشنطن، لا يرى ترامب الحرب بين روسيا وأوكرانيا صراعاً بين الخير والشر. بل يعدها مسألة جيوسياسية يمكن حلها بالصفقات والمساومات. ولهذا السبب، أرسل روبيو إلى السعودية، لعقد لقاء مع نظيره الروسي، دون إشراك أوكرانيا، أو أي من الدول الأوروبية، ما أثار قلق كييف وحلفائها في أوروبا.
وقال الكاتب إن زيلينسكي لم يدرك بعد هذا التحول الكبير في سياسة ترامب. فالأخير ينظر إليه على أنه عقبة يجب تجاوزها، وليس شريكاً يجب استرضاؤه. ووصف ترامب زيلينسكي بـ "ديكتاتور" بسبب تأجيل الانتخابات في أوكرانيا، وألقى باللوم عليه في استمرار الحرب. وإذا أراد زيلينسكي الحفاظ على الدعم الأمريكي، فعليه التخلي عن أسلوبه العلني والتفاوض في الكواليس مع فريق ترامب، بدل مواصلة استجداء المساعدة علناً.
تحدي ترامب لأوروبا
إلى جانب موقفه من أوكرانيا، يقول الكاتب إن ترامب يسعى إلى إعادة تعريف العلاقات الأمريكية الأوروبية، خاصة فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي، ناتو. فترامب وفريقه يعتبران القادة الأوروبيين، وعلى رأسهم المستشار الألماني أولاف شولتس، شركاء ضعفاء يعتمدون على الولايات المتحدة دون تقديم مساهمات حقيقية.
???? Ex-DoD analyst: Riyadh meeting shows Trump LOOKING TO BRING REALISM back to US foreign policy
The new president’s approach to the Ukraine crisis is different, featuring better intel and a more realistic, direct approach toward Russia
Here’s why it matters????????1/8 pic.twitter.com/iEMJLbwYcz
وسخر فريق ترامب من تصريح شولتس الذي قال فيه: "يجب ألا يُتخذ أي قرار حول أوكرانيا دون موافقتها"، معتبرين أنه لا يملك الحق في فرض مثل هذه الشروط نظراً لمحدودية الدعم العسكري والمالي الذي قدمته ألمانيا. وتساءل مستشارو ترامب: "كم عدد الدبابات التي أرسلتها ألمانيا؟ ومتى توقفت عن شراء الغاز من بوتين؟"
ولفت الكاتب النظر إلى أن الفجوة بين المساعدات الأمريكية والأوروبية لأوكرانيا تثير استياء فريق ترامب، إذ لم تتجاوز المساعدات الأوروبية لأوكرانيا 15 مليار دولار في أي ربع سنوي منذ 2022، بينما بلغت المساعدات الأمريكية 24 مليار دولار في الربع الأخير من 2024 وحده. ويرى ترامب ومستشاروه أن على أوروبا تحمل العبء الأكبر في دعم أوكرانيا، بدل الاعتماد على الولايات المتحدة كما حدث في حروب البلقان خلال التسعينيات.
موارد أوكرانيا
وقال الكاتب إن الجانب الاقتصادي يلعب دوراً محورياً في رؤية ترامب. فقد أشار وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، إلى أن العقوبات الأمريكية على روسيا قد تخففه أو تشدد وفق استعداد موسكو للتفاوض.
وفي الوقت ذاته، طالب بيسنت أوكرانيا بمنح الشركات الأمريكية حقوق استغلال ثرواتها المعدنية، التي تُقدر بنحو 500 مليار دولار، تعويضاً عن المساعدات العسكرية التي تلقتها كييف.
ورفض زيلينسكي هذه المطالب، مشيراً إلى أن إجمالي المساعدات الأمريكية المقدمة خلال إدارة بايدن بلغ 69.2 مليار دولار، وهو مبلغ أقل بكثير مما تطالب به إدارة ترامب الآن. كما شدد على أن أي اتفاق اقتصادي يجب أن يترافق مع ضمانات أمنية أمريكية لمستقبل أوكرانيا بعد الحرب.
المغامرة الكبرى
وخلص الكاتب إلى أن استراتيجية ترامب تنطوي على مخاطر كبرى. فإذا تمكن مع فريقه من تحقيق اتفاق سلام لا يعتبر هزيمة أمريكية، مع دفع أوروبا إلى تحمل مسؤولية أمنها، فسيُعتبر ذلك نجاحاً تاريخياً. لكن إذا انهار الاتفاق، وتمكنت روسيا من السيطرة على كييف، فسيواجه ترامب كارثة سياسية شبيهة بالانسحاب الأمريكي من سايغون الفيتنامية في 1975 أو الانسحاب الفوضوي من كابول في 2021.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية ملیار دولار على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء حرب «التحريض» ضد مصر؟
- التنظيم الدولي للإخوان يبدأ «هوجة» حصار السفارات في الخارج
- الهدف ليس «غزة» وإنما تشويه الموقف المصري والإساءة إليه
- الخارجية المصرية ترد وتفند حقيقة حملة الادعاءات والأكاذيب
عندما تشتد الحرب ضد مصر وقيادتها من قوى معادية ومعروفة بتوجهاتها، فعليك أن تدرك أننا نمضي على الطريق الصحيح. هذه الحرب تأخذ أشكالًا ومسارات متعددة، والهدف هو التحريض والتشويه، وخدمة أجندة سياسية لصالح هذه القوى.
وخلال الأسابيع الماضية بدأت هذه القوى مخططًا جديدًا، هدفه محاصرة السفارات المصرية بالخارج، بعدد من الشخصيات المعروفة بموقفها المعادي للقيادة المصرية، وتحديد عناصر جماعة الإخوان المتواجدين في هذه البلدان.
لقد كشفت المعلومات أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان أصدر تعليماته لكوادره في عدد من العواصم المعنية بالتحرك الفوري، وإغلاق السفارات المصرية ومحاصرتها بالتظاهرات بزعم أن مصر تغلق معبر رفح وتشارك في تجويع الفلسطينيين.
ورغم أن الجميع يعرف حقائق الموقف المصري، فإن الجماعة الإرهابية وجدتها فرصة للإساءة لمواقف القاهرة والتحريض عليها وبث الخلافات بينها وبين الشارع العربي، بالرغم أنها تدرك تمامًا أن الجيش الإسرائيلي المحتل هو المسئول مسئولية كاملة عن حصار القطاع من الجانب الآخر، حيث تحتل هذه القوات مدينة رفح الفلسطينية وتتواجد على طول محور صلاح الدين «فيلادلفيا» الذي يفصل بين مصر وقطاع غزة.
لقد استغلت الجماعة أوضاع أهلنا في غزة، وما يعانونه من إبادة وتجويع لا بهدف وقف الحرب ورفع الحصار عنهم، وإنما لصالح أجندتهم وأهدافهم الساعية إلى التحريض ضد النظام المصري.
صحيح أن هذه التظاهرات هي مجرد وقفات شكلية هدفها إحداث بلبلة حول الموقف المصري الذي تميز بالمصداقية والمبدئية وتحديدًا منذ أحداث عملية «طوفان الأقصى» وما تلاها، ولكن مصر ردت على هذه الادعاءات منذ البداية حيث أكد الرد الذي أصدرته وزارة الخارجية عددًا من الحقائق أبرزها:
أولا- أن مصر تستهجن الدعاية المغرضة الصادرة عن بعض القوى والتنظيمات التي تستهدف تشويه الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية، كما تستنكر الاتهامات غير المبررة بأن مصر أسهمت، أو تسهم في الحصار المفروض على قطاع غزة من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية.
ثانيًا- تشدد مصر في هذا السياق على سطحية وعدم منطقية تلك الاتهامات الواهية، التي تتناقض في محتواها مع الموقف، بل ومع المصالح المصرية، وتتجاهل الدور الذي قامت وما زالت تقوم به مصر منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، سواء فيما يتعلق بالجهود المضنية من أجل التوصل لوقف إطلاق النار، أو من خلال عمليات الإغاثة وتوفير وإدخال المساعدات، وبدء مراحل التعافي المبكر وإعادة الإعمار في ظل الموقف الثابت الهادف لتوفير إمكانات البقاء والصمود للشعب الفلسطيني على أرضه، ومقاومة محاولات التهجير القسري والاستيلاء على الأرض وتصفية القضية الفلسطينية.
ثالثًا- تؤكد مصر إدراكها الكامل لوقوف بعض التنظيمات والجهات الخبيثة وراء تلك الدعاية المغرضة، التي لا تستهدف سوى إيجاد حالة من عدم الثقة بين الشعوب العربية، وتشتيت انتباه الرأي العام العربي والدولي عن الأسباب الحقيقية وراء الكارثة الإنسانية التي أصابت أكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني في غزة، كما تؤكد مصر عدم إغلاق معبر رفح من الجانب المصري قط، وأن المعبر بالجانب الفلسطيني محتل من سلطة الاحتلال الإسرائيلي والتي تمنع النفاذ من خلاله.
رابعًا- تدعو مصر للتعامل بحذر شديد مع الأكاذيب التي يتم الترويج لها عن عمد من خلال توظيف المأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال لخدمة روايات خبيثة لا تعدو كونها جزءًا من الحرب النفسية التي تمارس على الشعوب العربية لإحباطها، وإحداث حالة من الفُرقة والخلاف فيما بينها، وخدمة نوايا معروفة لتصفية القضية الفلسطينية.
خامسًا- أن مصر سوف تستمر في جهودها لرفع المعاناة عن أهل القطاع ووقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية، وبدء إعادة الإعمار، كما ستواصل جهودها لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، وضمان تواصل الأراضي الفلسطينية والبدء في عملية سياسية لتنفيذ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية وخطوط الرابع من يونيو لعام 1967.
كان هذا هو الموقف المصري ردًا على الحملات المغرضة التي يعرف الجميع حقيقة أهدافها. القيادة المصرية لم تقصر، بل حملت على كاهلها عبء إدخال المساعدات منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة، قدمت أكثر من 80% من حجم هذه المساعدات وأكدت مواقفها الثابتة في رفض تصفية القضية الفلسطينية والقبول بتهجير الفلسطينيين إلى مصر، وهنا يتردد السؤال: ألم يكن لهؤلاء الذين تطاولوا وحاصروا أن يذهبوا بأعدادهم تلك لمحاصرة السفارة الإسرائيلية التي تمثل الكيان الصهيوني المسئول الأول عن حرب الإبادة وحصار الفلسطينيين؟!
إن أحدًا منهم لن يجيب على هذا السؤال، لأنهم يدركون أن حملتهم لم تكن لصالح غزة، ولا لصالح القضية الفلسطينية، إنما هي محاولة خبيثة للتحريض وتشويه الموقف المصري.
لقد مارست القيادة المصرية خلال الأيام القليلة الماضية جهودًا كبيرة، نجحت من خلالها في إدخال كميات من المساعدات الغذائية والدوائية إلى داخل قطاع غزة، استمرارًا لمواقفها السابقة، وبالتنسيق مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية لضمان عدم التعرض لهذه المساعدات أو الحيلولة دون وصولها إلى أصحابها.
أهداف الحملات المعادية:إن الحملات التي تنطلق من خارج البلاد، والتي تأخذ أشكالًا عديدة لا تستهدف فقط تشويه مواقف مصر والتحريض ضدها، وإنما تستهدف أيضًا إرباك مؤسساتها والنيل من إرادتها الوطنية.
لقد حذر الرئيس السيسي أكثر من مرة من أهداف ومخاطر الجيل الرابع من الحروب والذي يستهدف إفشال الدولة الوطنية لأغراض سياسية ولمصالح قوى دولية وإقليمية وتيارات معادية، ولذلك بدأنا نشهد تصعيدًا في هذه الحملات خلال الأيام الماضية.
لم يقتصر الأمر على هذه الدعوات التحريضية للتظاهر، وإنما تم تسخير الأدوات الإعلامية الإخوانية التي تنطلق من عدد من العواصم لاستمرار خطتها في التحريض السافر ونشر الشائعات والأكاذيب ضد المواقف المصرية في كافة المجالات.
إن الهدف الحقيقي من وراء هذه «الهوجة» هو الضغط على القيادة السياسية المصرية لتغيير مواقفها القومية تجاه القضية الفلسطينية والقضايا الأخرى، خاصة بعد رفض مطالب نتنياهو وترامب بالسماح بتهجير الفلسطينيين من غزة باتجاه الحدود المصرية، وهذه الضغوط لن تتوقف عند هذا الحد، بل إن كل السيناريوهات باتت مطروحة ومتوقعة.
من هنا تأتي أهمية الاصطفاف الوطني خلف القيادة، والقفز على الخلافات الثانوية في مواجهة التناقض الرئيسي.
إن ذلك يوجب على الحكومة أيضًا اتخاذ خطوات من شأنها إحداث حالة من الرضى العام والتوافق بما يضمن تعضيد حالة الاصطفاف في مواجهة التحديات الراهنة.
إن مصر بقيادتها الوطنية قادرة على تجاوز تلك الأزمات المفتعلة، ودحض الادعاءات والأكاذيب من خلال مواقفها العملية الثابتة، وهو ما يؤكد أن كل ما يجري ليس أكثر من «زوبعة في فنجان» مصيرها إلى زوال.
اقرأ أيضاًخفايا الدعم الأمريكي للإخوان.. شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري «الحلقة 42»
كانت ضربة لمشروع الشرق الأوسط الكبير.. المكتسبات المسكوت عنها لثورة 30 يونيو