«كاف» يستعرض دوره في تطوير كرة القدم الإفريقية خلال فعاليات «سبورتس إكسبو»
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
شهدت فعاليات النسخة الثالثة من "سبورتس إكسبو" جِلسة نقاشية متميزة تحت عنوان "الاتحاد الإفريقي لكرة القدم: دوره الحاسم في صعود وتطور اللعبة"، حيث اجتمع نخبة من الخبراء لمناقشة التأثير الكبير لـ"الكاف" في تطوير كرة القدم الإفريقية وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
شارك في الجِلسة التي تم تنظيمها بالتعاون مع Soccerex، حسن القماح، رئيس القطاع التجاري وحقوق البث بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف"، وسارة موناكا، عضو الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاف، وشريف حسن، مدير إدارة الإعلام والتسويق الرقمي بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف"، وأدارها الإعلامي إبراهيم عبد الجواد.
واستعرض المشاركون المبادرات والاستراتيجيات التي يعتمدها "الكاف" لدعم الأندية والمنتخبات، وتطوير المواهب، وتعزيز البنية التحتية الكروية في القارة، مما يساهم في الارتقاء بمستوى المنافسات الإفريقية وتعزيز فرصها على الصعيد العالمي.
وخلال الجِلسة تحدث حسن القماح، رئيس القطاع التجاري وحقوق البث بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف"، عن رؤية الاتحاد لتطوير اللاعبين والبنية الإدارية والتنظيمية.
وأكد أن مقر الكاف في مصر يمنح الاتحاد فرصة العمل المستمر على تطوير هياكله الداخلية، مشيرًا إلى أن الاتحاد شهد تغييرات كبيرة منذ تولي الدكتور باتريس موتسيبي رئاسته، مما أدى إلى تحسين الإدارة المالية وزيادة الاستثمارات في البث التلفزيوني والتسويق الرياضي.
وأوضح أن الكاف يعمل على تعزيز موارده المالية من خلال حقوق البث والرعاية، حيث ارتفع عدد الناقلين إلى 68، فيمَا يجري التفاوض مع (خمسة) رعاة جدد لضمان استدامة العوائد المالية.
وأكدت سارة موناكا، عضو الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاف، أن نجاح الكاف يعتمد على أداء الأعضاء الـ 45، مشيرة إلى أن الإدارة الفعالة والاستراتيجيات التعليمية تلعبان دورًا محوريًا في تحسين مستوى الكرة الإفريقية.
وأوضحت أن هناك استثمارات كبيرة في تطوير الأندية والبطولات، مشيرة إلى أن دوري السوبر الإفريقي يعد خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة الأندية الإفريقية عالميًا.
كما شددت على أهمية الاستثمار في المواهب الناشئة، لافتة إلى أن الاتحاد يدعم تطوير اللاعبين مثل محمد صلاح، ويعمل على تعزيز برامج اكتشاف المواهب ورعايتها.
وقال شريف حسن، مدير إدارة الإعلام والتسويق الرقمي بالكاف، فقد تحدث عن التحولات الرقمية في عالم كرة القدم الإفريقية، مؤكدًا أن الجَمهور أصبح شريكًا في المحتوى وليس مجرد متابع.
وأوضح أن استراتيجية الكاف الرقمية تهدف إلى تعزيز التفاعل مع الجماهير، خاصة في ظل هيمنة الشباب على التركيبة السكانية الإفريقية.
وأشار إلى أن الرؤية الجديدة تركز على استخدام التكنولوجيا لتقديم محتوى مبتكر وجذاب، كما حدث في تغطية "نهائي القرن" بين الأهلي والزمالك، الذي سلط الضوء على دور الكاف في صناعة المحتوى الرقمي الرياضي.
جدير بالذكر، أن "سبورتس إكسبو" يعد الحدث الرياضي الأهم في المنطقة، حيث يجمع بين التكنولوجيا والابتكار لتعزيز الاستثمار في الرياضة، ويوفر منصة استراتيجية للجهات الفاعلة في هذا المجال لاستكشاف الفرص المستقبلية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأهلي الزمالك الكاف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم سبورتس إكسبو الاتحاد الإفریقی لکرة القدم إلى أن
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: مشارف العودة إلى الاتحاد الإفريقي
بعد أكثر من ثلاث سنوات من التجميد، يبدو أن السودان بات على مشارف العودة إلى الاتحاد الإفريقي، مدفوعًا بجملة من التحولات السياسية والدبلوماسية التي بدأت تثمر مواقف أكثر تفهمًا من قبل المجتمع القاري تجاه الأزمة السودانية. هذه العودة لا تنفصل عن سياقات إقليمية ودولية، كما أنها تعكس صراعًا محتدمًا بين مساعي تثبيت الدولة الوطنية و محاولات الالتفاف عليها. في هذا المقال نستعرض مؤشرات هذه العودة المحتملة، والسياقات التي تجعلها ضرورة لتسريع الانتقال.
خلال الأشهر الأخيرة بات السودان على وشك العودة إلى الاتحاد الإفريقي، بعد أكثر من ثلاث سنوات من تعليق عضويته إثر إجراءات 25 أكتوبر 2021. وتُقرأ هذه العودة المحتملة في سياق انعكاس لتحولات داخل المشهد السياسي السوداني، وتفاعل مختلف المؤشرات والمعطيات الإقليمية والدولية المحيطة.
في 19 مايو 2025، أقدم الرئيس البرهان على تعيين الدكتور كامل الطيب إدريس رئيسًا لمجلس الوزراء، في خطوة وُصفت في عدد من التصريحات الدولية بأنها إشارة إيجابية نحو استعادة المسار الدستوري. فقد رحّب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، بهذا التعيين واعتبره خطوة نحو حكومة قد تسهم في تهيئة البيئة السياسية للانتقال المدني الشامل، وفقًا لما ورد في بيان رسمي صادر عن المفوضية نُشر عبر وسائل إعلام دولية، منها وكالة “رويترز”.
وقد جاء هذا التطور في سياق دبلوماسي حافل بالتحركات السودانية الهادفة إلى إعادة بناء جسور الثقة مع الاتحاد الإفريقي، وهو ما برز بوضوح الأسبوع الماضي من خلال المشاركة الرسمية للسودان في فعالية “يوم إفريقيا” بمقر الاتحاد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقد ضمّت المشاركة جناحًا ثقافيًا سودانيًا لافتًا، وكانت الأولى منذ قرار التجميد في أكتوبر 2021، وحظيت باهتمام واضح من قيادات إفريقية، أبرزهم رئيس مفوضية الاتحاد ووزير الخارجية الإثيوبي، كما أكدت تغطيات إعلامية لشبكة “BBC Africa”.
كذلك تبنّت قمة إحياء السلم والأمن لجمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة، والتي انعقدت في مدينة عنتيبي الأوغندية مؤخرًا، بندًا خاصًا تحت عنوان “التضامن مع السودان” في بيانها الختامي. وجاء في البيان دعم لخارطة طريق الحكومة السودانية، وتأكيد على سيادة السودان ورفض الحلول المفروضة من الخارج، وهي صيغة تحمل إدانة مبطنة لأي تدخلات إقليمية مباشرة، خاصة تلك التي تمارسها بعض الدول في دعم الميليشيا .
وقد نقلت وسائل إعلام رسمية، مثل “الشرق”، تصريحات من الوفد السوداني المشارك برئاسة مالك عقار، اتهم فيها دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وطالبها بوقف الدعم الذي تقدّمه.
لكن التحول الأبرز في العلاقة مع المنظمة تمثل في زيارة وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى بورتسودان في أكتوبر 2024 ، برئاسة السفير محمد جاد، سفير مصر لدى الاتحاد. وقد اعتُبرت هذه الزيارة، وفق مراقبين، أبرز محطة في مسار تطبيع العلاقات بين السودان والمنظمة القارية. وتأتي أهمية هذه الزيارة من كونها الأولى منذ اندلاع الحرب، وكونها أيضًا مثّلت اعترافًا ضمنيًا من الاتحاد بضرورة مراجعة مواقفه السابقة تجاه السودان، خاصة بعد أن عبّر الرئيس البرهان عن موقف حازم من توصيف الاتحاد لما جرى في أكتوبر 2021، معتبرًا أن السودان يواجه استعمارًا بالوكالة عبر ميليشيا متمردة مدعومة إقليميًا.
وفي هذا اللقاء، أشار البرهان إلى أن جزءً من البلاد “يقبع تحت احتلال ميليشيا متمردة مدعومة بمرتزقة أجانب”، وهو توصيف وجد طريقه إلى النقاشات الداخلية للمجلس، بحسب تسريبات صحيفة Jeune Afrique في تغطيتها بتاريخ 26 مايو 2025.
وأشار السفير محمد جاد حينها، في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام دولية، من بينها قناة “الحدث”، إلى أن الوفد لمس خلال زيارته تفاهُمًا واسعًا لضرورة استعادة السودان لعضويته، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لدعم جهود السلام وفتح قنوات التعاون، مؤكدًا أن الزيارة تؤسس لـ”خارطة طريق جديدة” لعودة السودان إلى المنظومة الإفريقية.
وتتزامن هذه التحولات مع استمرار انتهاكات جسيمة ترتكبها ميليشيا الدعم السريع، بحسب ما أكدته منظمات حقوقية ودولية، أبرزها “هيومن رايتس ووتش”، التي وثّقت في تقارير حديثة ارتكاب هذه القوات جرائم حرب في ولايات دارفور وكردفان. وآخر الإدانات صدرت أمس من الخارجية الأمريكية، نتيجة قصف الميليشيا منشأة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في دارفور، كما سبق أن فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قائدها محمد حمدان دقلو، وسبع من شركاته التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرًا لها.
هذا، وبحسب ما نراه من #وجه_الحقيقة، فإن استعادة السودان لمقعده في الاتحاد الإفريقي ستكون تتويجًا لتحول سياسي ودبلوماسي كبير، ونجاحًا حقيقيًا للاتحاد الإفريقي في مغادرة موقع “المراقب السلبي” والتحول إلى شريك حقيقي في استعادة الأمن والسلام في السودان. عليه، فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد طبيعة العلاقة بين السودان والاتحاد الإفريقي. وحال تحقق ذلك، ستكون الخرطوم قد قطعت شوطًا مهمًا نحو استعادة موقعها كدولة محورية في القارة الإفريقية.
إبراهيم شقلاوي
الأحد 1 يونيو 2025م. Shglawi55@gmail.com
إنضم لقناة النيلين على واتساب