الرهوي: ما ارتكبته دول العدوان من جرائم وانتهاكات لن تسقط بالتقادم
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
الثورة نت../
اختتم بصنعاء اليوم المؤتمر الحقوقي الحواري الأول “اليمن.. آفاق وتحديات” الذي نظمته وزارة حقوق الإنسان تحت شعار (اليمن للجميع).
هدف المؤتمر على مدى يومين إلى توصيف وتحديد الأولويات في السياق الإنساني والحقوقي لدى الأجندات الرسمية والأممية والمرتبطة بالمعاناة الإنسانية التي سببها العدوان والحصار الأمريكي السعودي، وخلق مسارات جديدة للعمل نحو التأثير في الرأي العام خارج اليمن من أجل مناصرة الحق اليمني أرضا وإنسانا في العيش والحياة الكريمة، والخروج بتوصيات وخطط عمل لتذليل التحديات والصعوبات التي تقف حجر عثرة أمام هذه المطالب.
وناقش المؤتمر أربعة محاور رئيسية، تمثلت في الدور الرسمي في التصدي لأجندات العدوان على حق الشعب اليمني في العيش، وتواطؤ الفضاء الدولي من أجل المصالح غير الإنسانية، ووزارة حقوق الانسان بين التحديات والمسؤولية الوطنية تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني، وتأثير الرأي العام في تكوين الأجندات الخارجية التي تستهدف الإنسان اليمني.
وفي الاختتام أكد عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد الرهوي، أهمية هذا المؤتمر الحواري حول حقوق الإنسان لمناقشة ما تعانيه الجمهورية اليمنية وشعبها من اعتداءات وجرائم ارتكبت بحقه منذ 25 مارس 2015م.
وأشار إلى أن حقوق الإنسان مجموعة من المبادئ التي تحافظ على كرامة الإنسان وتمنع الاعتداء عليه وعلى حقوقه مهما كان أصله أو نوعه أو جنسه أو لغته .. لافتا إلى أن هذه المبادئ تشمل الحرية والعدالة وتحقيق السلام وجميعها من شروط حقوق الإنسان المستمدة دستوريا وقانونيا من الدين الإسلامي الحنيف.
وذكر الرهوي، أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يكيلان بمكيالين حول ما يحصل في العالم من أحداث منها على سبيل المثال التناولات والتعاملات تجاه ما يحدث في أوكرانيا وفي الجرائم والانتهاكات المرتكبة من قبل تحالف العدوان بحق اليمن واليمنيين.
وعبر عن الاستياء من التعامل السلبي للأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي ككل تجاه الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها تحالف العدوان في اليمن، وتركيزهم فقط على كيفية إفلات مرتكبي تلك الجرائم من العقاب.
وقال “يجب أن نركز على عدم إفلات مرتكبي الجرائم والانتهاكات من العقاب ولو بعد حين، والتي تتطلب أن يكون لدينا الوثائق والملفات لتقديمها للمحاكم سواء على المستوى الوطني أو عبر المحاكم الدولية”.
وأضاف ” صحيح أن مجلس الأمن هو من يسير ويمرر القرارات لكن هناك تعاون استعماري رأسمالي إمبريالي بريطاني فرنسي أمريكي في تمرير ما يريدونه”.. مؤكدا أن ما ارتكبته دول العدوان من جرائم وانتهاكات لن تسقط بالتقادم.
وعبر عضو السياسي الأعلى عن الأمل في أن يخرج المؤتمر بتوصيات ومخرجات تنفيذية محليا ودوليا لإدانة العدوان وتوثيق جرائمه ومتابعتها.. مؤكدا على أهمية التنسيق بين كل الأجهزة والمؤسسات الفاعلة والمجتمع المدني من أجل تكوين رأي عام إزاء ما ارتكبه العدوان من جرائم.
من جانبه أكد وزير حقوق الإنسان علي الديلمي، أهمية توحيد وتكامل الجهود الرسمية والشعبية في الداخل والخارج لتبني متابعة ملف جرائم العدوان في المحافل الدولية وملاحقة مرتكبي الجرائم في المحاكم الوطنية والدولية.
وأشار إلى أن لدى الوزارة خلال الفترة القادمة برنامج عمل واسع للتنسيق بين حكومة الانقاذ ومنظمات المجتمع المدني.. لافتا إلى أن قضية الإفلات من العقاب لمجرمي الحرب على اليمن مرتبط بالأجندات الدولية التي تهيمن على قرار المنظومة الأممية وتتشارك في عدوانها على اليمن.
وأكد اهتمام القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى بالواقع الإنساني والتركيز على المطالب الإنسانية بشكل أساسي وربط بقية الملفات بتسوية هذا الملف، وهو ما يمنح قيادة الوزارة وجميع العاملين فيها حافزا ودافعا لمواصلة مسارهم الحقوقي والإنساني لانتزاع حقوق الشعب اليمني.
وقد خرج المؤتمر بعدد من التوصيات، أكدت أن الملف الإنساني من أبرز الملفات ويحتل أولوية قصوى في تحسين أوضاع الشعب اليمني، مهما كانت التهديدات التي تمارسها دول تحالف العدوان على القوى الوطنية في الداخل.
وحملت التوصيات الأمم المتحدة وهيئاتها التزوير واستمرار الاحتيال في مصادرة شرعية الشعب اليمني من خلال استمرار اعترافهم بما تسمى “حكومة الشرعية” فاقدة الصلاحيات، خاصة وأن لدى المجتمع الدولي والأمم المتحدة تقارير تقر بأن السعودية والإمارات هي من تسيطر على المناطق الجنوبية وتديرها دون أن يكون لما تسمى حكومة الشرعية أي قرار.
وعبر المشاركون في المؤتمر عن الرفض لنهب دول تحالف العدوان موارد اليمن من النفط والغاز وغيرها، واستمرار إيداع عائداتها في بنوك خارجية والذي يمثل السبب الرئيسي لوقف صرف رواتب موظفي الدولة خاصة وأن الإيرادات التي تحصلها حكومة الإنقاذ الوطني لا تتجاوز 7 بالمائة من حجم الإيرادات.
وأكدوا أن الملاحقة القانونية ما زالت قائمة تجاه دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي خاصة وأن الجرائم الأربع المذكورة في نظام روما لمحكمة الجنايات الدولية تتوافق مع كافة الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين والأعيان المدنية المباشرة وغير المباشرة.
كما أكدت التوصيات أن مواقف مجلس الأمن والأمم المتحدة وهيئاتها وممثليها هزيلة ومتواطئة، فيما يتعلق بالقيام بواجباتهم الإنسانية والأخلاقية والقانونية في اليمن بشكل عام، وتنصلهم عن إحالة ملفات الجرائم والانتهاكات المرتكبة في اليمن خلال أكثر من 8 سنوات رغم المشاهد والبراهين والأدلة الدامغة التي تثبت ارتكاب قيادة دول تحالف العدوان لجرائم الحرب والابادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية المنصوص عليها في نظام روما ونصوص القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الانسان أو فيما يتعلق بتنفيذ بنود اتفاقيات الهدنة ومنها اتفاقية ستوكهولم.
وأشارت إلى أنه ووفق هذا المسار والتعاطي الأممي تتشارك الأمم المتحدة إلى جانب تحالف العدوان مسؤولية الكارثة الإنسانية التي حلت باليمن جراء العدوان والحصار.
ودعت التوصيات الأمم المتحدة إلى إعادة النظر في إعمال مبادئ القانون الإنساني الدولي في اليمن بعد إقدامها على إخراج دول التحالف من قائمة العار بوصف دول العدوان قاتلة للأطفال في اليمن لخمس مرات متتالية.. مؤكدة أن المسؤولية القانونية والجنائية تتحملها الأمم المتحدة وهيئاتها بشكل كامل لعدم مصداقيتها في إعمال إنصاف الضحايا ومحاسبة المجرمين وفق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بوضع اليمن.
وحثت حكومة الإنقاذ الوطني على مضاعفة الجهود لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين لتخفيف معاناتهم المركبة جراء العدوان والحصار، وكذلك معالجة أي اختلالات في الأداء.
واعتبرت الحفاظ على الجبهة الداخلية مسؤولية تكاملية مشتركة رسميا ومدنيا ومجتمعيا وتستلزم تكاتف الحكومة والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكافة أفراد المجتمع في بناء الدولة اليمنية في ظل استمرار العدوان والمؤامرات والحرب الناعمة التي تحاك ضد اليمن من قبل دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
وشددت التوصيات على ضرورة الانتقال إلى مرحلة متقدمة في المساءلة القانونية والحقوقية لمجرمي الحرب الدوليين ضد اليمن.. مؤكدة على الاستمرار في رصد وتوثيق كافة الجرائم والانتهاكات ذات الصلة بالعدوان والحصار سواء في المناطق التي يديرها المجلس السياسي الأعلى او المناطق الشرقية والجنوبية المحتلة بمشاركة وتنسيق كافة الجهات وإعداد التقارير النوعية لها ونشرها على أوسع نطاق.
ولفتت إلى أهمية تفعيل كل مجالات المواجهة ضد محاولات التمزيق للنسيج المجتمعي والجغرافي التي يقوم بها تحالف العدوان وسعيه لطمس القيم والأخلاق التي تمثل أعظم القيم الحقوقية والإنسانية للمجتمع اليمني .. مشيرة إلى أهمية الاستمرار في إقامة الفعاليات والمؤتمرات والندوات والورش داخلياً وخارجياً وتعزيز الشراكة مع جميع السلطات والجهات الرسمية والخاصة، وكذلك ترسيخ الشراكة وعلاقات التعاون مع كافة الآليات العربية والدولية والأممية المهتمة بالشأن اليمني وما حدث فيه من كوارث ومعاناة شديدة.
وأشادت التوصيات بمواقف منظمات المجتمع المدني في كثير من الدول العربية أو العالمية، لمساندتها مظلومية الشعب اليمني عبر كافة المجالات الحقوقية رغم تخلي الأنظمة العربية عن موقفها الإنساني والعروبي.. مطالبة بوقف العدوان فورا دون قيد أو شرط ورفع الحصار الشامل المفروض على اليمن من قبل دول تحالف العدوان.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: دول تحالف العدوان العدوان والحصار المجتمع المدنی السیاسی الأعلى الأمم المتحدة الشعب الیمنی حقوق الإنسان فی الیمن الیمن من إلى أن
إقرأ أيضاً:
القدس في نوفمبر.. إعدام 3 أطفال وانتهاكات الأقصى والاستيطان في تصاعد
أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في شهر نوفمبر/تشرين ثاني المنصرم، 3 أطفال مقدسيين هم محمد تيم ومحمد قاسم في بلدة الجديرة شمال غرب القدس، بالإضافة لسامي مشايخ في بلدة كفر عقب شمال القدس، وجميعهم يبلغون من العمر 16 عاما.
وبينما شيّعت عائلة مشايخ وأصدقاؤه جثمانه إلى مثواه الأخير، ما زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثماني الطفلين تيم وقاسم في ثلاجاتها.
وفي المسجد الأقصى تواصلت الانتهاكات اليومية على مدار الشهر، إذ اقتحم الساحات خلاله 4266 مستوطن، وسُجّل أعلى رقم للاقتحامات في يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني الذي وافق رأس الشهر العبري، وعيد "سيجد" لليهود الإثيوبيين الذين حثتهم جماعات الهيكل المتطرفة على الاقتحام، وأُغلق باب المغاربة في ذلك اليوم بعد اقتحام 378 متطرفا الساحات.
تهريب ماعز داخل الأقصى
ومن بين أخطر الانتهاكات التي وثقتها الجزيرة نت نجاح متطرفين في تهريب ماعز إلى داخل المسجد بهدف ذبحه وتقديمه كقربان في أولى القبلتين، وهو الأمر الذي إذا تمت طقوسه يُسمح بموجبه لليهود من كافة أنحاء العالم باقتحام الأقصى بعد تحقق شرط الطهارة من نجاسة الموتى حسب اعتقادهم.
ورغم أن المستوطنين لم يتمكنوا من ذبح الماعز -الذي أدخلوه من باب الأسباط- ولم ينثروا دماءه داخل المسجد، فإن هذا الانتهاك الذي تكرر للمرة الثانية خلال 6 أشهر يعد من أخطر ما تسعى جماعات الهيكل لتحقيقه في الأقصى.
ووثقت الجزيرة نت أيضا عدة انتهاكات أخرى، من بينها الغناء والتصفيق بصوت مرتفع، وأداء طقس "السجود الملحمي" (الانبطاح الكامل، واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه، ويمثل هذا أقصى درجات الخضوع)، بالإضافة إلى إشهار الزواج وأداء النشيد الوطني الإسرائيلي "هاتيكفا" داخل الساحات.
كما اقتحم كبير الممثلين العسكريين الأميركيين في لبنان "جوزيف كليرفيلد" ساحة البراق وأدى طقوسا عند جدار الأقصى الغربي، كما اقتحم هذه الساحة وزير الخارجية الهولندي "ديفيد فان ويل" وأدى صلوات عند حائط البراق هو الآخر رفقة حاخامات.
إعلانوليس بعيدا عن سور المسجد الأقصى ولكن من الناحية الشرقية، اقتحم مستوطنون مقبرة باب الرحمة الإسلامية، وحطموا شواهد عدد من القبور، وهي ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها هذه المقبرة الملاصقة لسور أولى القبلتين.
ومن الاقتحامات اللافتة لساحات المسجد كانت تلك التي نفذها ضابط سابق في جهاز الأمن العام "الشاباك"، رفقة عدد من المستوطنين، وذلك ضمن جول "أمنية معمقة" شملت أيضا أزقة البلدة القديمة.
وعلى صعيد انتهاك الحريات اعتقلت قوات الاحتلال على مدار الشهر أكثر من 61 مقدسيا، بينهم 9 قاصرين وامرأتان، وكان من بين المعتقلين النائبان المبعدان عن مدينة القدس قسرا محمد أبو طير، وأحمد عطون الذي أُرج عنه بعد ساعات من التحقيق معه، كما أصدرت محاكم الاحتلال 7 أوامر اعتقال إدارية بحق أسرى من محافظة القدس.
وفي إطار أوامر الإبعاد أصدرت مخابرات الاحتلال خلال الشهر المنصرم 5 أوامر إبعاد، 4 منها عن المسجد الأقصى، وأمر إبعاد واحد عن مدينة القدس 5 أيام بحق الأسير المحرر أيسر أبو سبيتان.
المتحدث باسم كفر عقب منير زغير يتحدث عن تدهور الوضع الصحي والبيئي في بلدة كفر عقب بسبب تكدّس النفايات وتجاهل بلدية القدس التابعة للاحتلال#الجزيرة pic.twitter.com/CD4GS2NFwC
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) November 29, 2025
هدم واستيطانوخلال نوفمبر/تشرين الثاني هُدمت 25 منشأة سكنية وزراعية وحيوانية وبدوية وترفيهية، وهُدمت 4 من هذه المنشآت بأيدي أصحابها قسرا لتجنب الغرامات الباهظة في حال أقدمت جرافات بلدية الاحتلال على تنفيذ الهدم.
وبالتزامن مع هدم منازل المقدسيين ومصادر أرزاقهم واصلت سلطات الاحتلال المصادقة على عدد من المشاريع الاستيطانية، وخاصة العمودي منها، إذ أوصت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء بتقديم وإقرار 5 مخططات جديدة في كل من "بسغات زئيف، وكريات موشيه، وبات، والقطمون القديمة، وطريق الخليل" في القدس، بحيث تضاف 1700 وحدة سكنية جديدة لصالح اليهود في المدينة المحتلة.
كما صادقت سلطات الاحتلال على خطة لإنشاء 1300 وحدة سكنية استيطانية في تجمع "غوش عتصيون" جنوب مدينة القدس، وتم إنشاء بؤرة استيطانية جديدة ستكون ضمن هذا التجمع، وذلك في منطقة يطلق عليها الفلسطينيون "عش غراب" وتسمى إسرائيليا بمنطقة "شِدما".
وليس بعيدا عن سياسة الاقتلاع والإحلال، استولى المستوطنون بقوة الاحتلال على عقارين في حي "بطن الهوى" ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ويعود العقاران لعائلتي شويكي وعودة، ويدّعي المستوطنون أن اليهود اليمنيين كانوا يملكون الأرض التي أُقيمت عليها منازل المقدسيين في تلك المنطقة قبل عام 1948.
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، المسرح الوطني الفلسطيني "الحكواتي" في القدس، ومنعت إقامة فعالية ثقافية كانت مخصّصة للأطفال.
وداهمت القوات القاعة قبل دقائق من بدء العروض الفنية، وطالبت الأطفال بالنزول عن المسرح، مما تسبب بحالة هلع وبكاء بين المشاركين الصغار الذين… pic.twitter.com/KOitTupqCf
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) November 24, 2025
وقبل أن يُسدل الستار عن شهر نوفمبر/تشرين الثاني اقتحمت مخابرات الاحتلال المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) وطردت الحضور الذين توافدوا لحضور فعالية موسيقية تراثية ينظمها "ملتقى الشباب التراثي المقدسي" وذلك بأمر من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بادعاء أن الفعالية نُظمت برعاية السلطة الفلسطينية.
إعلان