اتفاقية تعاون بين وزارة الصحة وأسترازينيكا لتعزيز مهارات الأطباء المصريين
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
شهد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، مراسم توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة الصحة والسكان وشركة أسترازينيكا مصر، لإطلاق برنامج "بداية طبيب" بالتعاون مع الكلية الملكية للأطباء والجراحين في جلاسكو في إطار المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان".
ويهدف البرنامج إلى تطوير مهارات الأطباء المصريين، ضمن جهود الدولة للاستثمار في رأس المال البشري وتحقيق أهداف رؤية مصر 2030.
وجرى توقيع الاتفاقية في مقر ديوان عام وزارة الصحة والسكان، حيث وقعتها من جانب الوزارة الدكتورة علا خير الله، رئيس قطاع تنمية المهن الطبية، بينما وقعها من جانب أسترازينيكا مصر الدكتور حاتم الورداني، رئيس مجلس إدارة الشركة، بحضور السيد جاريث بايلي، السفير البريطاني لدى مصر، والدكتور هاني عتيبة، رئيس الكلية الملكية للأطباء والجراحين في جلاسكو.
وخلال كلمته في مراسم التوقيع، أكد الدكتور خالد عبدالغفار أن إطلاق برنامج "بداية طبيب" يجسد التزام الدولة المصرية بتطوير قدرات الأطباء وتأهيلهم بأحدث البرامج التدريبية المعتمدة دوليًا ، موضحًا أن هذه الشراكة النوعية تأتي دعمًا لرؤية مصر 2030، بما يسهم في بناء منظومة صحية متكاملة قادرة على تلبية احتياجات المواطنين وفقًا لأرقى المعايير العالمية.
وأشار عبدالغفار إلى أن تولي الدكتور هاني عتيبة رئاسة الكلية الملكية للأطباء والجراحين في جلاسكو يمثل إنجازًا يعكس كفاءة الأطباء المصريين وقدرتهم على تحقيق الريادة في الساحة الطبية الدولية.
من جانبه، أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الاتفاقية تستهدف دعم وتطوير قدرات الأطباء حديثي التخرج في تخصصات الرعاية الأولية وطب الأسرة ، وستُقدم للمشاركين محاضرات علمية متخصصة تتناول أحدث بروتوكولات العلاج وأهمية الكشف المبكر للأمراض، بما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، مضيفًا أن الأطباء، بصفتهم الركيزة الأساسية لأي منظومة صحية ناجحة، يلعبون دورًا محوريًا في تقديم الرعاية الصحية الشاملة.
وأكد المتحدث الرسمي أن البرنامج يتضمن توفير دورات تدريبية معتمدة من الكلية الملكية للأطباء والجراحين في جلاسكو، تغطي مجموعة واسعة من التخصصات الطبية، من بينها أمراض القلب، والكلى، والأوعية الدموية، والصدر، والمناعة، والأورام، والأمراض المزمنة، كما تشمل الدورات أيضًا محاور التشخيص المبكر وطرق العلاج باستخدام أحدث التقنيات الطبية، بما يضمن رفع كفاءة العنصر البشري واستدامة جودة الخدمات الطبية المقدمة.
ونوّه عبدالغفار إلى أن الأطباء المشاركين في البرنامج سيخضعون، عقب إتمام الدورات التدريبية، لاختبارات تقييمية تؤهلهم للحصول على شهادات علمية معتمدة من وزارة الصحة والسكان والكلية الملكية للأطباء والجراحين بجلاسكو.
وفي كلمته خلال الحفل، أعرب السيد جاريث بايلي، السفير البريطاني لدى مصر، عن اعتزازه بتعزيز التعاون الثنائي بين المملكة المتحدة ومصر في مجال الصحة من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، مؤكدًا أن هذا التعاون يمثل نموذجًا ناجحًا للعلاقات المتنامية بين البلدين في مجالات الصحة والتعليم.
من جهته، عبّر الدكتور هاني عتيبة، رئيس الكلية الملكية للأطباء والجراحين في جلاسكو، عن فخره بالعلاقات المتينة بين مصر وبريطانيا، خاصة في ميادين التعليم والتدريب الطبي، وأكد التزام الكلية بتقديم الدعم الكامل للأطباء المصريين وتعزيز سبل التعاون التي ترفع من كفاءة الخدمات الصحية وتحسن مستوى الرعاية الطبية في مصر.
أما الدكتور حاتم الورداني، رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا مصر، فأوضح أن إطلاق برنامج "بداية طبيب" يأتي تأكيدًا على التزام الشركة بدعم الشراكة الفعالة بين القطاعين العام والخاص، وأضاف أن هذا التعاون يسهم في تطوير المنظومة الصحية المصرية، وبناء نظام صحي مرن قادر على مواجهة التحديات المستقبلية، بما يحقق تطورًا مستدامًا يعود بالنفع على المجتمع المصري بأسره.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصحة الجراحين مبادرة بداية استرازينيكا راس المال المزيد وزارة الصحة والسکان بدایة جدیدة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية
برز الذكاء الاصطناعي، منذ ظهوره، كأداة فعّالة لتحليل الصور الطبية. وبفضل التطورات في مجال الحوسبة ومجموعات البيانات الطبية الضخمة التي يُمكن للذكاء الاصطناعي التعلّم منها، فقد أثبت جدواه في قراءة وتحليل الأنماط في صور الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، مما يُمكّن الأطباء من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع، لا سيما في علاج وتشخيص الأمراض الخطيرة كالسرطان. في بعض الحالات، تُقدّم أدوات الذكاء الاصطناعي هذه مزايا تفوق حتى نظيراتها البشرية.
يقول أونور أسان، الأستاذ المشارك في معهد ستيفنز للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، والذي يركز بحثه على التفاعل بين الإنسان والحاسوب في الرعاية الصحية "تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي معالجة آلاف الصور بسرعة وتقديم تنبؤات أسرع بكثير من المُراجعين البشريين. وعلى عكس البشر، لا يتعب الذكاء الاصطناعي ولا يفقد تركيزه بمرور الوقت".
مع ذلك، ينظر العديد من الأطباء إلى الذكاء الاصطناعي بشيء من عدم الثقة، ويرجع ذلك في الغالب إلى عدم معرفتهم بكيفية وصوله إلى قراراته، وهي مشكلة تُعرف باسم "مشكلة الصندوق الأسود".
يقول أسان "عندما لا يعرف الأطباء كيف تُولّد أنظمة الذكاء الاصطناعي تنبؤاتها، تقلّ ثقتهم بها. لذا، أردنا معرفة ما إذا كان تقديم شروحات إضافية يُفيد الأطباء، وكيف تؤثر درجات التفسير المختلفة للذكاء الاصطناعي على دقة التشخيص، وكذلك على الثقة في النظام".
بالتعاون مع طالبة الدكتوراه أوليا رضائيان والأستاذ المساعد ألب أرسلان إمراه بايراك في جامعة ليهاي في ولاية بنسيلفانيا الأميركية، أجرى أسان دراسة شملت 28 طبيبًا متخصصًا في الأورام والأشعة، استخدموا الذكاء الاصطناعي لتحليل صور سرطان الثدي. كما زُوّد الأطباء بمستويات مختلفة من الشروح لتقييمات أداة الذكاء الاصطناعي. في النهاية، أجاب المشاركون على سلسلة من الأسئلة المصممة لقياس ثقتهم في التقييم الذي يُولّده الذكاء الاصطناعي ومدى صعوبة المهمة.
وجد الفريق أن الذكاء الاصطناعي حسّن دقة التشخيص لدى الأطباء مقارنةً بالمجموعة الضابطة، ولكن كانت هناك بعض الملاحظات المهمة.
اقرأ أيضا... مؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي لأعمال معقدة ومتعددة الخطوات
كشفت الدراسة أن تقديم شروحات أكثر تفصيلًا لا يُؤدي بالضرورة إلى زيادة الثقة.
أخبار ذات صلةيقول أسان "وجدنا أن زيادة التفسير لا تعني بالضرورة زيادة الثقة". ذلك لأن وضع تفسيرات إضافية أو أكثر تعقيدًا يتطلب من الأطباء معالجة معلومات إضافية، مما يستنزف وقتهم وتركيزهم بعيدًا عن تحليل الصور. وعندما تكون التفسيرات أكثر تفصيلًا، يستغرق الأطباء وقتًا أطول لاتخاذ القرارات، مما يقلل من أدائهم العام.
يوضح أسان "معالجة المزيد من المعلومات تزيد من العبء المعرفي على الأطباء، وتزيد أيضًا من احتمال ارتكابهم للأخطاء، وربما إلحاق الضرر بالمريض. لا نريد زيادة العبء المعرفي على المستخدمين بإضافة المزيد من المهام".
كما وجدت أبحاث أسان أنه في بعض الحالات، يثق الأطباء بالذكاء الاصطناعي ثقةً مفرطة، مما قد يؤدي إلى إغفال معلومات حيوية في الصور، وبالتالي إلحاق الضرر بالمريض.
ويضيف أسان "إذا لم يُصمم نظام الذكاء الاصطناعي جيدًا، وارتكب بعض الأخطاء بينما يثق به المستخدمون ثقةً كبيرة، فقد يطور بعض الأطباء ثقةً عمياء، معتقدين أن كل ما يقترحه الذكاء الاصطناعي صحيح، ولا يدققون في النتائج بما فيه الكفاية".
قدّم الفريق نتائجه في دراستين حديثتين: الأولى بعنوان "تأثير تفسيرات الذكاء الاصطناعي على ثقة الأطباء ودقة التشخيص في سرطان الثدي"، والثانية بعنوان "قابلية التفسير وثقة الذكاء الاصطناعي في أنظمة دعم القرار السريري: تأثيراتها على الثقة والأداء التشخيصي والعبء المعرفي في رعاية سرطان الثدي".
يعتقد أسان أن الذكاء الاصطناعي سيظل مساعدًا قيّمًا للأطباء في تفسير الصور الطبية، ولكن يجب تصميم هذه الأنظمة بعناية.
ويقول "تشير نتائجنا إلى ضرورة توخي المصممين الحذر عند دمج التفسيرات في أنظمة الذكاء الاصطناعي"، حتى لا يصبح استخدامها معقدا. ويضيف أن التدريب المناسب سيكون ضروريًا للمستخدمين، إذ ستظل الرقابة البشرية لازمة.
وأكد "ينبغي أن يتلقى الأطباء، الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، تدريبًا يركز على تفسير مخرجات الذكاء الاصطناعي وليس مجرد الوثوق بها".
ويشير أسان إلى أنه في نهاية المطاف، يجب تحقيق توازن جيد بين سهولة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفائدتها.
ويؤكد الباحث "يُشير البحث إلى وجود معيارين أساسيين لاستخدام أي شكل من أشكال التكنولوجيا، وهما: الفائدة المتوقعة وسهولة الاستخدام المتوقعة. فإذا اعتقد الأطباء أن هذه الأداة مفيدة في أداء عملهم، وسهلة الاستخدام، فسوف يستخدمونها".
مصطفى أوفى (أبوظبي)