من المسؤول عن الانقسام الجديد لحزب الأمة؟
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
من المسؤول عن الانقسام الجديد لحزب الأمة؟
صلاح شعيب
القرار الذي أصدره فصيل من حزب الأمة القومي بإقالة فضل الله برمة ناصر من مهامه الرئاسية سيوجد – لا محالة – انقساماً شديداً داخل الحزب العتيق، والذي يبدو أن هناك الآن ثلاثة أجنحة تتصارع حول قيادته: جناح برمة، و٢- صديق المهدي، و٣- وكريمات الصادق المهدي.
إن حال الحزب الآن أمر مؤسف بالنسبة لنا نحن الذين نريد العافية، والإصلاح، لمؤسساتنا الحزبية المركزية حتى تضطلع بمهام توحيد السودانيين فوق العشائرية، والقبلية.
الحقيقة أن غياب الزعيم الصادق المهدي بكاريزماه التاريخية، والدينية، والسياسية، المعترف بها داخل تكوين الحزب قد ألقى بظلاله السالبة على التنظيم منذ لحظة وفاته. فهو – من ناحية – لم يجدْ في إعداد خليفة له حقيقي سواء داخل الأسرة، أو خارجها، ليكون مقبولاً للقاعدة الأنصارية قبل الحزبية.
فإذا نظرنا بحساب التوريث المتوقع فإن الراحل الصادق المهدي نفسه – برغم حفاظه على الجسم الغالب في حزب الأمة بعد وفاة عمه – ساهم في هذا الفراغ الرئاسي. فابنه اختار، بمباركة من الأب، قراره الذي قضى يحرق نفسه مع النظام الاسلاموي. وبعد نجاح ثورة ديسمبر اللحظي لم يساعد اعتذار عبد الرحمن الصادق المهدي لقاعدة الحزب في جعله عضواً قيادياً فيه ناهيك عن أن يكون في سدته الرئاسية. ونتيجةً لفقر تقديراته السياسية المستمرأة عاد عبد الرحمن إلى حاضنة البرهان بعد الثورة، وانضم للكتلة الديمقراطية المناوئة للحزب، وبعد الحرب ارتدى بزته العسكرية. ولما فشل في تسويق نفسه كبطل مقاتل مثل كيكل – على أقل تقدير – عاد إلى المدنية بتوظيف من النظام لإعداده ليكون رئيس الوزارة المرتقبة، كما أشارت بعض مصادر.
من ناحية ثانية لم يبد الصادق المهدي من السياسات الحكيمة التي تكفل إبعاد التوريث، والانحياز للكفاءة على حساب البراعة. فهو لم يحافظ على قيادات تاريخيّة مميزة تعينه حتى قبل وفاته بنضالاتها المعروفة. فاعتزل آدم موسى مادبو، وفيصل عبد الرحمن علي طه، وبكري عديل، وصلاح إبراهيم أحمد، وعبد المحمود أبو صالح. وإذا قلنا إن الراحل بريء من إبعادهم من سدة القيادة الاستشارية فإن المناخ القيادي في الحزب أجبرهم على الابتعاد فيما قرب الصادق شخصيات للاستشارة مشكوك في ولائها وضعيفة في مستواها المعرفي. ومن ضمن هؤلاء الفريق صديق إسماعيل الذي كان محافظاً لكلبس، واحتفظ بعلاقات مريبة مع النظام المباد كما قال خصومه.
منذ وفاة الإمام محمد أحمد المهدي كانت قيادة الأنصار تواجه تحديات جمة، وكلنا نعرف الصراع الجهوي الذي واجه اختيار الخليفة. ولما استلم القيادة بعد دحر المهدية ابنه عبد الرحمن نجح في تعزيز قيادته الحزب حتى مماته، ولكن بعد وفاته حدث الخلاف داخل الأسرة حول القيادة السياسية. ومنذ ذلك الوقت ظلت الخلافات الشخصية، والموضوعية، تضرب جنبات الحزب، والأسرة. ولكن ظل الزعيم الصادق المهدي يمسك بزمام غالب عضوية الحزب، ولم تفلح أحزاب الأمة العديدة التي كونها بعض أفراد الأسرة، وخارجه، من منازعة ثقل الإمام الزعيم، وإن كان قد ناقض نفسه لاحقاً. إذا رضي أن يجمع ما بين المنصبين بعد أن كان قد استكثره على عمه الإمام الهادي المهدي.
بعض النقاد الغلاة يفرحون لهذا التشظي الذي واجهه حزب الأمة، وغريمه الاتحادي، بعد الإنقاذ حتى صار للحزبين التقليدين أكثر من ستة فروع، أو تزيد لكل منهما. وذلك بحجة أنهما سبب مؤثر لأزمة السودان. ولكن اعتقد أن الحزبين برغم أخطائهما الكارثية سوى أنهما وحدا السودانيين فوق التفكير الجهوي، والقبائلي. وكان من المتوقع أن يصححا بين مرحلة، وأخرى، الأخطاء التاريخية حتى يزدهرا باتجاه إنجاز الرؤى السياسية العقلانية المتقدمة. ولكن!.
تأتي إقالة برمة في ظل وضع استقطابي شديد للغاية. ولعل استبداله بخليفته الدومة المنحاز للجيش يؤشر لأكثر من معنى في أتون هذا الصراع داخل مكونات الحزب. ولا ندري حتى الآن إن كانت إقالة برمة استوفت شروطها اللائحية الحزبية، وتمت بخضوره أم لا. ولكن عموماً فإن هذه الخطوة سواء كانت دستورية أم لا، فلا مناص من أن تزيد أوار الصراع على مستوى القواعد. ذلك إذا ما استطاعت رئاسة الحزب ضبط خطوات قياديها بشكل يمنع الانفراد في اتخاذ القرار الكبير نوعياً.
ما لا يسهم في استقرار الحزب، ويشكك في صدق نوايا الذين أقالوا برمة لمعالجة منازعة قيادة الحزب بين دعم الجيش أو الدعم السريع هو موقفا د. مريم الصادق وشقيقتها الأستاذة رحاب. فهن بارحا الحياد بين طرفي الحرب في تصريحاتهن، وأثبتن انحيازهن للجيش بجانب انحياز الدومة له على خلفية تضرر مكونه القبلي من الدعم السريع.
إن الحاجة ملحة أمام عقلاء الحزب لأبعاده عن الاستقطاب نحو طرفي النزاع كما كان هذا هو الموقف المفترض في أحزابنا المركزية أن تجسر للتفاوض بين الطرفين لإنهاء الحرب. بالإضافة إلى ذلك فإن قاعدة الحزب – حيث أغلبيتها في دارفور وكردفان – تتعرضان منذ فترة لقصف يومي من طيران الجيش الذي راح ضحيته مئات المدنيين، وتدمير البنيات التحتية على شحها. ولهذا فإن انحياز مريم ورباح وشقيقهما عبد الرحمن للجيش ستتبعه ردود فعل مناوئة غاضبة لقيادات، وقاعدة الحزب، ما يجعل من الصعب على الحزب القيام بدور إيجابي لوقف الحرب.
في وقت نطالب كديمقراطيين بتوحيد أحزابنا في مظلة وطنية جامعة لوقف الحروب يأتي انقسام حزب الأمة ليزيد الفتق على الراتق الوطني. ومع ذلك فالسبيل لمعالجة الأزمة هو استئناف الاعتماد على المصلحة العامة، وليست الفردية لقيادات الحزب. الوسومالإنقسام حزب الأمة القومي صلاح شعيب من المسؤول
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإنقسام حزب الأمة القومي صلاح شعيب من المسؤول
إقرأ أيضاً:
تجمع ضخم لحزب الله ببيروت تحت شعار "إنا على العهد يا نصر الله"
نظم حزب الله اللبناني، اليوم الأحد، تجمعًا جماهيريًا واسعًا في المدينة الرياضية بالعاصمة بيروت، تحت شعار "إنا على العهد يا نصر الله"، بمشاركة أكثر من 60 ألف كشفي من مختلف المناطق اللبنانية.
وذكر بيان صادر عن الإعلام التابع للحزب أن "التجمع، الذي حمل عنوان "أجيال السيد"، نظمته كشافة الإمام المهدي بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس الجمعية، ووفاءً لذكرى حسن نصرالله، وهاشم صفي الدين" وأضاف البيان: "نحتشد اليوم من كل لبنان وفاءً للعهد، وفداءً لعيني السيّد الحسن الأمين".
بدء دخول 400 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة
أعلن التلفزيون الفلسطيني، الأحد، عن بدء دخول نحو 400 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ويأتي تدفق المساعدات إلى القطاع، الذي يعاني دمارًا واسعًا جراء الحرب المستمرة منذ عامين، ضمن أبرز بنود خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة.
وتتواصل عمليات إدخال المساعدات إلى القطاع، فيما تعمل الجهات المعنية على استكمال الترتيبات الخاصة بإعادة فتح معبر رفح لتسهيل مرور مواد الإغاثة وعودة المدنيين.
من جهة أخرى، قال سام روز، القائم بأعمال شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن الوكالة، لا تمتلك سوى ما يكفي من المساعدات الغذائية لتوفير الطعام لأهالي غزة لمدة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر، بينما الناس هناك يتضورون جوعًا.
وأضاف في تصريحات صحفية: لدينا مواد إيواء لمئات الآلاف من الأشخاص، وأغطية لأكثر من مليون شخص، الأونروا على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدات المنقذة للحياة مع عودة الناس إلى منازلهم في جميع أنحاء غزة عقب وقف إطلاق النار.
وأردف مطالبًا بضرورة السماح للأونروا بتوزيع الإمدادات أمر أساسي لتلبية الاحتياجات العاجلة.
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ 67,806 شهيدًا
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 67,806 شهيدا و170,066 مصابا، منذ السابع من أكتوبر عام 2023.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن 124 شهيدا (منهم 117 انتشال) و33 مصابا، وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
رئيسة وزراء إيطاليا تطرح مبادرة لإزالة الألغام بغزة وتدريب قوات الأمن الفلسطينيةأفادت صحيفة "ريبوبليكا" الإيطالية بأن رئيسة الوزراء جورجا ميلوني تعتزم طرح مبادرة لإرسال وحدات هندسية إيطالية للمشاركة في إزالة الألغام في غزة.
وذكرت الصحيفة أن ميلوني، التي ستعرض خططها بشأن غزة أمام البيت الأبيض ووسائل الإعلام، تسعى لتقديم دعم إيطالي في إدارة القطاع، والمشاركة في عمليات الاستقرار وإعادة الإعمار.
وأشارت إلى أن فكرة مشاركة القوات الهندسية الإيطالية في إزالة الألغام من غزة تعد عملية معقدة وتنطوي على مخاطر، وستسند إلى وحدات الجيش المتخصصة في الهندسة العسكرية.