"هيومن رايتس " تتهم قوة متحالفة مع الجيش بمهاجمة قرية وسط السودان
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
الخرطوم - اتّهمت "هيومن رايتس ووتش" قوة متحالفة مع الجيش السوداني بشن هجوم على قرية وسط البلاد أودى بحياة 26 شخصا على الأقل.
وأفادت المنظمة الحقوقية في بيان بأن "قوات درع السودان" "تعمّدت استهداف المدنيين في هجوم يوم 10 يناير/كانون الثاني 2025" على قرية كمبو طيبة في ولاية الجزيرة حيث تصاعدت حدة المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع خلال الأسابيع الأخيرة.
تقع القرية على بعد 30 كيلومترا شرق عاصمة الولاية ود مدني التي استعادها الجيش من الدعم السريع الشهر الماضي بعدما بقيت أكثر من عام تحت سيطرة القوات التي تخوض معارك ضد الجيش.
وأفادت "هيومن رايتس ووتش" بأن الهجوم أسفر عن مقتل 26 مدنيا، بينهم طفل، وتم خلاله نهب ممتلكات، بما في ذلك إمدادات غذائية، وإحراق منازل.
وقالت "تشكّل هذه الأفعال جرائم حرب، وبعضها، مثل قتل المدنيين عمدا، قد يشكّل أيضا جرائم محتملة ضد الإنسانية".
يقود "قوات درع السودان" أبو عاقلة كيكل الذي انشق عن قوات الدعم السريع العام الماضي واتُّهم بارتكاب فظاعات ضد المدنيين سواء عندما كان ضمن قوات الدعم أو الآن وهو يقاتل إلى جانب الجيش.
ويدور نزاع منذ نيسان/أبريل 2023 في السودان بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
أسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف الأشخاص ودفعت أكثر من 12 مليون شخص للنزوح وأدت إلى أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
- "يا عبد!" -
ويُتهم كل من الجيش وقوات الدعم السريع بارتكاب فظاعات خطيرة بحق المدنيين، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على قادتهم.
وثّق تحقيق "هيومن رايتس ووتش" المبني على شهادات الناجين وصور الأقمار الصناعية وتسجيلات فيديو وصور تم التحقق منها، دمارا واسعا وعمليات قتل خارج نطاق القضاء.
وأفاد بأن سكان كمبو طيبة استُهدفوا مرّتين يوم العاشر من كانون الثاني/يناير.
تضم كمبو طيبة التي عرّف سكانها عن مقاتلي كيكل على أنهم من الأغلبية العربية في السودان، مجموعات عرقية من غير العرب تتحدر من غرب السودان يطلق عليها "الكنابي".
وأفاد بعض الناجين عن ألفاظ عنصرية سمعوها أثناء الهجوم مثل "يا عبد!".
ونقلت امرأة عن مقاتلين قولهم "ألا تعرفون من هم جنود كيكل؟ ألا تعرفون من نحن؟".
وقال جان باتيست غالوبان، الباحث الرفيع في الأزمات والنزاعات والأسلحة لدى "هيومن رايتس ووتش" "ينبغي للسلطات السودانية التحقيق بشكل عاجل في جميع الانتهاكات المبلغ عنها ومحاسبة المسؤولين عنها، بمن فيهم قادة قوات درع السودان".
وفي بيان أعقب الهجوم، نفى الجيش أي تورط له، متحدثا عن تجاوزات فردية فيما تعهّد محاسبة مرتكبيه.
ورغم أن قوات الدعم السريع باتت تعرف بارتكابها أعمال عنف مفترضة على أساس عرقي، وهو ما دفع الولايات المتحدة الشهر الماضي لاتهامها بالإبادة، تحدثت تقارير عن استهداف مدنيين على أساس عرقي في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش أيضا.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تفرض عقوبات على 4 قادة في الدعم السريع بينهم شقيق حميدتي
فرضت بريطانيا، اليوم الجمعة، عقوبات على 4 قادة في قوات الدعم السريع لصلاتهم بعمليات قتل جماعي، وعنف جنسي ممنهج، وهجمات متعمدة على المدنيين في السودان.
وقالت الحكومة البريطانية إن عبد الرحيم حمدان دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع وشقيق قائدها محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، بالإضافة إلى 3 قادة آخرين يُشتبه في تورطهم بهذه الجرائم، ستُجمد أصولهم ويُمنعون من السفر.
وذكرت الحكومة البريطانية، في بيان، أن القادة الثلاثة الآخرين الذين فرضت عليهم عقوبات هم قائد قوات الدعم السريع في شمال دارفور جيدو حمدان أحمد، والعميد في قوات الدعم السريع الفاتح عبد الله إدريس، والقائد ميداني لقوات الدعم السريع تيجاني إبراهيم موسى محمد.
وتواجه بريطانيا تهما للقادة الأربعة بقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين عمدا في الفاشر، وارتكاب أعمال عنف ضد أفراد على أساس العرق والدين، والتورط بهجمات على العاملين في المجالين الطبي والإنساني، فضلا عن ارتكاب جرائم اغتصاب ممنهجة، وعمليات اختطاف مقابل فدية، واعتقالات تعسفية.
ودعت الحكومة البريطانية إلى وضع حد فوري للفظائع، وحماية المدنيين، وإزالة العوائق التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية من قبل جميع أطراف النزاع.
"فظائع مروعة"ووفق البيان، أفادت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر بأن الفظائع التي تُرتكب في السودان مروعة لدرجة أنها تُدمي ضمير العالم.
وأضافت أن العقوبات الجديدة المفروضة على قادة قوات الدعم السريع تستهدف مباشرة أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء، وفق تعبيرها.
كما تعهدت الحكومة البريطانية بتقديم 21 مليون جنيه إسترليني لتوفير الغذاء والمأوى والخدمات الصحية والحماية للنساء والأطفال في بعض المناطق الأشد صعوبة بالوصول إليها، وفقا للبيان.
والثلاثاء، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على جهات اتهمتها بتأجيج الحرب في السودان، مستهدفة ما وصفتها بشبكة عابرة للحدود تُجند عسكريين كولومبيين سابقين وتدرب جنودا بينهم أطفال للقتال في صفوف قوات الدعم السريع.
إعلانيأتي هذا التحرك بعد أن اقترحت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ومصر والسعودية في وقت سابق من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي خطة لهدنة مدتها 3 أشهر تليها محادثات سلام.
وردت قوات الدعم السريع بالقول إنها قبلت الخطة، لكن سرعان ما شنت غارات جوية مكثفة بمسيّرات على مناطق يسيطر عليها الجيش السوداني.