أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مريم المهيري: الإمارات جاهزة لاستضافة مؤتمر الأطراف «COP28» يعلن عن برنامج مبتكر للموضوعات المتخصصة مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

 تمتلك الإمارات مسيرة حافلة من العمل البيئي بدأت مع مرحلة تأسيس الدولة في مطلع سبعينيات القرن الماضي، كما تبدي اهتماماً كبيراً بالمشاركة في الجهود الدولية المبذولة لحماية طبقة الأوزون والتخفيف من تغير المناخ والتكيف معه، حيث وقعت على اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال الخاص بالمواد المسببة لتآكل طبقة الأوزون في عام 1989.


تنسجم جهود الإمارات الساعية إلى الحد من مخاطر تآكل طبقة الأوزون مع استضافتها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» في الفترة من 30 نوفمبر المقبل وحتى 12 ديسمبر في مدينة إكسبو دبي، حيث تسعى الدولة من خلال المؤتمر إلى تحفيز وتسريع وتيرة العمل العالمي لمواجهة تحدي التغير المناخي والحفاظ على كوكب الأرض، مستندةً في ذلك على مسيرتها الحافلة في العمل العالمي من أجل المناخ ونموذجها القائم على تحويل كافة التحديات إلى فرص نمو تضمن استمرارية النمو الاقتصادي، في ظل منظومة من المعايير التي تحافظ على البيئة وتدمج العمل من أجل المناخ في الاستراتيجيات المستقبلية للقطاعات كافة.
ويستعرض محور «الأثر» ضمن حملة «استدامة وطنية» التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر «COP28»، التأثير الإيجابي لمبادرات الاستدامة في دولة الإمارات على مختلف المجالات، حيث تهدف الحملة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي. 
تنظيم استخدام المواد
تعتبر الإمارات من الدول الرائدة في الانضمام إلى الجهود الدولية الهادفة إلى إعادة تأهيل طبقة الأوزون واستعادة قدرتها على توفير الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة بصحة الإنسان وبيئته، حيث تركزت جهود الدولة على تنظيم استخدام المواد المستنفدة لطبقة للأوزون، بما يتوافق مع نصوص اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال ذات الصلة، ومن خلال وضع التشريعات والقوانين والقرارات المنظمة لإجراءات تداول هذه المواد، إلى جانب ذلك، عملت دولة الإمارات على مكافحة التجارة غير المشروعة للمواد المستنفدة لطبقة الأوزون، ونظمت إجراءات التخلص منها، فضلاً عن تكثيف الجهود التوعوية للمجتمع والعاملين في القطاع الصناعي.
ولتأكيد التزامها بالجهود الدولية في المحافظة على طبقة الأوزون وحماية صحة الإنسان، انضمت دولة الإمارات إلى اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون وبروتوكول مونتريال، بشأن المواد المستنزفة لطبقة الأوزون في عام 1989، وتم إيداع وثيقتي انضمام الدولة إلى الاتفاقية والبروتوكول في 13 ديسمبر عام 1989.
ويستهدف بروتوكول مونتريال وتعديلاته، التخلص التدريجي من المواد المستنزفة لطبقة الأوزون، وصولاً لإزالتها كهدف نهائي على أساس التطورات في المعرفة العلمية، وأخذاً في الحسبان الاعتبارات الفنية والاقتصادية، مع إيلاء اعتبار خاص لاحتياجات الدول النامية. 
حماية طبقة الأوزون
كانت الإمارات صادقت على اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون والبروتوكول بناءً على قرار مجلس الوزراء رقم (11/204) لسنة 1989. وقد شهد البروتوكول خمسة تعديلات تركزت على إضافة مُركبات جديدة إلى البروتوكول وبرامج زمنية لتنفيذها وهي تعديل لندن (1990)، تعديل كوبنهاجن (1992)، تعديل مونتريال (1997) تعديل بكين (1999)، وتعديل كيجالي (2016)، وصادقت  الإمارات على التعديلات الأربعة الأولى بموجب المرسوم الاتحادي رقم 72 لسنة 2004 ودخلت عضويتها حيز النفاذ في 16 فبراير 2005.
وتستهدف اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون التي دخلت حيز التنفيذ عام 1988، وصادقت عليها دولة الإمارات في ديسمبر 2004، حماية الصحة البشرية والبيئة من الآثار الضارة التي تنجم عن الأنشطة البشرية التي تُحدث، أو من المرجح أن تُحدث تعديلات في طبقة الأوزون. 
نظام وطني
عززت الإمارات جهودها لحماية طبقة الأوزون باعتماد مجلس الوزراء بموجب قراره رقم 26 لسنة 2014 النظام الوطني الخاص بالمواد المستنفدة لطبقة الأوزون، حيث أخضع هذا النظام كافة الأجهزة والمعدات والمنتجات التي تستخدم فيها المواد المستنفدة لطبقة الأوزون للرقابة وحظر استيراد المستعمل منها، كما حظر النظام استيراد أو تصدير أو إعادة تصدير المواد المستنفدة لطبقة الأوزون الخاضعة للرقابة من وإلى الدول غير الأطراف في بروتوكول مونتريال.
وخصص النظام ملحقاً للمواد والمعدات والمنتجات المستنفدة لطبقة الأوزون الخاضعة للرقابة، كما تضمّن ملحقاً ثانياً لجدول التخلص التام من المواد الخاضعة للرقابة، والأجهزة والمعدات والمنتجات المستنفدة لطبقة الأوزون.
وعملت الدولة جاهدة على تنفيذ كافة الالتزامات التي رتبها بروتوكول مونتريال وعلى تنفيذ القرارات التي صدرت عن مؤتمرات الأطراف في دوراته السابقة من خلال جهودها الذاتية، حيث وضعت في وقت مبكر برنامجاً طموحاً للتخلص التدريجي من استهلاك المواد الكلوروفلوروكاربونية المستنفدة لطبقة الأوزون، حيث حقق هذا البرنامج نجاحات مهمة أسفرت عن خفض الكميات المستوردة من هذه المركبات بنسبة 100%.
حلول تدريجية
يعرف الأوزون بأنه غلاف غازي طبيعي يحيط بكوكب الأرض، يوجد في طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي، ويتكون من ارتباط ثلاث ذرات من الأوكسجين O3 تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية من نوع «ب» ذات الطاقة العالية بشكل رئيسي، ويتميز برائحته النفاذة ولونه الأزرق.
ووضع علماء على مدى عقود آثار التعرض الحاد والمزمن للأوزون على صحة الإنسان موضع الدراسة، حيث أثبتت الكثير من الدراسات أن الأوزون يؤثر على الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي المركزي. كما تبين أن الموت المبكر ومشاكل الصحة الإنجابية والتنمية مرتبطة بالتعرض للأوزون.
ولا يقتصر تأثير استنشاق الأوزون على جهاز المناعة والرئتين، بل قد يؤثر أيضاً على القلب. إذ يتسبب الأوزون في اختلال التوازن اللاإرادي قصير المدى، مما يؤدي إلى تغيرات في معدل ضربات القلب، كما يؤدي التعرض لمستويات عالية لمدة لا تزيد على ساعة واحدة إلى عدم انتظام ضربات القلب فوق البطيني لدى كبار السن، وهو ما يزيد مخاطر الموت المبكر والسكتة الدماغية. وقد يؤدي الأوزون أيضاً إلى ضيق الأوعية مما يؤدي إلى زيادة الضغط الشرياني الجهازي، الأمر الذي يسهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والوفيات عند المرضى الذين يعانون من أمراض قلبية موجودة مسبقاً.
وتوجد طبقة الأوزون فوق دولة الإمارات على ارتفاع يتراوح بين 16 – 40 كيلومتراً وسمكها يصل إلى 24 كيلومتراً، وأقصى تركيز لها يقع على ارتفاع 24 – 26 كيلومتراً.
ولم تساعد الحلول التدريجية عبر التخلص التدريجي من الاستخدام المُحكم للمواد المستنزفة للأوزون في حماية طبقة الأوزون لهذا الجيل والأجيال المقبلة فحسب، بل أسهمت في الجهود العالمية الرامية إلى التصدي لتغير المناخ، وعلاوة على ذلك، فإنها تحمي صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية عن طريق الحد من وصول الأشعة فوق البنفسجية الضارة إلى الأرض.
تسريع وتيرة البحث العلمي
تعمل الإمارات على تعزيز البحث العلمي وتسريع وتيرة الجهود الرامية إلى إيجاد تقنيات وحلول عملية قابلة للتطبيق للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن الاستهلاك المتزايد للطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل أجهزة التبريد وتكييف الهواء، إضافة إلى عقد ورش عمل وندوات علمية وأيام تطوعية والمشاركة فيها وفي غيرها من المحافل الإقليمية والدولية.
تحفيز الوعي
لم تكتف الإمارات بإصدار القوانين والتشريعات التي تعمل على حماية طبقة الأوزون، بل تجاوزت ذلك بتكثيف جهودها لرفع مستوى الوعي بأهمية حماية طبقة الأوزون وتنمية القدرات العاملة في هذا المجال، بالإضافة إلى الترويج وتشجيع إحلال البدائل الآمنة للمواد المستنزفة للأوزون، لا سيما وأن البدائل الآمنة باتت تغطي نسبة كبيرة من جملة الاحتياجات في الدولة، وليس هذا فحسب، بل شجعت دولة الإمارات مشاركة القطاع الخاص في استرجاع وتدوير غازات التبريد المستخدمة في الدولة وفق شروط وضوابط محددة تضمن توافق العمليات والأنشطة التي تقوم بها تلك الشركات مع مبادئ وأحكام الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
تنظيم التداول 
عززت وزارة التغير المناخي والبيئة جهود الدولة الرامية لمواجهة تحديات التغيير المناخي ومن أبرزها حماية طبقة الأوزون، بإصدار القرار رقم (138) لسنة 2023 في شأن تنظيم تداول مركبات الكربون الهيدروفلورية (HFCs) في الدولة، بهدف تنظيم تداولها ومنع إطلاقها في الجو، وذلك انطلاقاً من مسؤوليتها في إيجاد الحلول وفرض اللوائح والتنظيمات للحد من التغيرات المناخية والارتقاء بجودة الهواء والحفاظ على البيئة.
ويأتي القرار في إطار عام الاستدامة، وضمن استعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (COP28) العام الجاري، حيث تعد مركبات الكربون الهيدروفلورية (HFCs) والمعروفة بغازات التبريد، أحد أنواع غازات الدفيئة التي تساهم في تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري. لذا يساهم القرار في إيفاء الإمارات بالتزاماتها تجاه التغيرات المناخية والحد من الانبعاثات الضارة، ويصب في إطار خطط الدولة للتخلص التدريجي من المركبات الهيدروكلوروفلوروكربونية، وفق النسب والأطر الزمنية المحددة بقرار الاجتماع التاسع عشر للأطراف، وصولاً إلى موعد الحظر الكلي لها عام 2050.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات المناخ التغير المناخي طبقة الأوزون مؤتمر الأطراف الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

محمد بن زايد.. فارس العطاء والعمل الإنساني العالمي

أبوظبي - وام
يعد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، أحد أبرز الشخصيات العالمية الملهمة في مجال العمل الإنساني، التي تمتلك مسيرة حافلة في إغاثة الشعوب والدول الشقيقة والصديقة خلال أوقات الأزمات والكوارث، ودعم المشروعات والبرامج الخيرية والإنسانية في العالم أجمع، وإثراء قيم الأفراد والمجتمعات وتحفيزهم على المزيد من البذل والعطاء.
وأسهمت المبادرات الإنسانية لصاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» في تعزيز مكانة الإمارات ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري، وذلك سيراً على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وضمن مبادئ الأخوة الإنسانية وقيم التسامح والتعايش والسلام التي تتبناها دولة الإمارات وتساهم في تعزيز نشرها على المستوى العالمي.
ويجسد حصول صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» على جائزة «الشخصية الإنسانية العالمية» من برلمان البحر الأبيض المتوسط، الأربعاء، حجم العرفان والتقدير العالمي لدور سموه وإسهاماته المستمرة في جهود الإغاثة الإنسانية حول العالم، التي كرست مكانته كأحد أبرز النماذج المضيئة في تاريخ العمل الإنساني.
وبتوجيهات ودعم سموه، شكلت استجابة دولة الإمارات عنصراً ثابتاً ودائماً في مواجهة أغلب الأزمات الإنسانية التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية، مؤكدة بذلك أن عطاءها معين لا ينضب بصرف النظر عن البقعة الجغرافية أو العرق أو الدين. ( الصحة ) تزخر مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، بالعطاء والدعم والمبادرات الهادفة للنهوض بقطاع الرعاية الصحية في العالم، وتعزيز المنظومة الدولية لمكافحة الأوبئة والأمراض الأكثر تهديداً لحياة البشر.
وخلال جائحة كوفيد- 19 التي تعد إحدى أصعب التحديات الصحية المعاصرة التي اجتاحت العالم، سارع سموه إلى مد يد العون للقريب والبعيد، ودشن المستشفيات ووفر اللقاحات، وأقام المدن الإنسانية، وأرسل المساعدات للعالم دون تفرقة أو تمييز.
وتضمنت المساعدات الإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الجائحة، أكثر من 2000 طن من الإمدادات الطبية تم توجيهها عبر نحو 200 رحلة جوية، إلى 135 دولة حول العالم.
وأنشأت الإمارات مستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة خلال الجائحة في كل من السودان، وغينيا، وموريتانيا، وسيراليون، ولبنان، والأردن، وتركمانستان، وغيرها من البلدان، كما تم إرسال مساعدات إلى 117 دولة من مخازن المنظمات الدولية المتواجدة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، إضافة إلى التبرع بقيمة 10 ملايين دولار، كمساعدات عينية من دولة الإمارات إلى منظمة الصحة العالمية.
وفي الإطار ذاته، تواصل دولة الإمارات جهودها ومبادراتها متعددة الأطراف للوصول إلى عالم خال من الأمراض المدارية المهملة التي تؤثر على حياة أكثر من 1.6 مليار نسمة، حيث أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، في عام 2017، صندوق بلوغ الميل الأخير، وهو صندوق متعدد المانحين، تصل مخصصاته إلى نحو 500 مليون دولار أمريكي لدعم جهود القضاء على اثنين من الأمراض المدارية المهملة في قارة أفريقيا.
وقدم الصندوق منذ إطلاقه أكثر من 100 مليون علاج، وساهم في تدريب 1.3 مليون عامل صحي، وذلك في إطار شراكة وثيقة مع الدول التي تتوطن فيها الأمراض.
وفي منتدى بلوغ الميل الأخير الذي أقيم على هامش COP28 في ديسمبر الماضي، انضمت الإمارات إلى عدد من قيادات الدول الإفريقية والشركاء العالميين في التعهد بتقديم أكثر من 777 مليون دولار أمريكي لمكافحة الأمراض المدارية المهملة.
إلى جانب ذلك، وفي إطار مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم قدم المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان من عام 2014 حتى نهاية العام 2022 نحو 667.5 مليون جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال، مستهدفة 17 مليون طفل في باكستان.
ويعد معهد «غلايد» الذي تأسس عام 2019 على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالاشتراك مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس، إضافة حاسمة إلى قطاع الصحة العالمي وجهوده في تسريع القضاء على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها، ولا سيما الملاريا وشلل الأطفال والأمراض المدارية المُهملة والخيطيات اللمفاوية والعمى النهري. (الفارس الشهم) وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، في فبراير 2023 بإطلاق عملية «الفارس الشهم 2»؛ لدعم الأشقاء والأصدقاء في الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية من جرِاء الزلزال المدمر الذي تعرض له البلدين.
وتعد العملية التي استمرت حتى 13 يوليو من العام 2023 من أنجح العمليات الموحدة التي نفذتها المؤسـسات الوطنية الإماراتية، التي تم تحديد أولوياتها بالتنسيق مع السلطات في البلدين المتضررين، وذلك تجسيداً لنهج دولة الإمارات الإنسـاني البارز، وتنفيذاً لتوجيهات قيادتها الرشيدة في دعم الأشقاء والأصدقاء.
وأسفرت العملية عن إنقاد عشرات الأشخاص من تحت الركام، وعلاج 13 ألفاً و463 حالة، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية التي بلغت 15 ألفاً و164 طناً عن طريق الجسر الجوي الذي تضمن تنظيم 260 رحلة جوية، حملت على متنها 6912 طناً من مواد المساعدات العاجلة، بما في ذلك الخيام والأغذية الأساسية والأدوية، بينما تم نقل 8252 طناً من المساعدات الإنسـانية باستخدام 4 سفن شحن، لنقل مواد الإغاثة ومواد إعادة الإعمار إلى المناطق المتضررة.
وفي 5 نوفمبر الماضي؛ أمر صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، ببدء عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة نتيجة الظروف الطارئة التي يمر بها.
وفي إطار العملية بلغ إجمالي المساعدات الإغاثية التي قدمتها الإمارات للأشقاء الفلسطينيين لغاية 8 مايو الماضي نحو 22627 طناً؛ تم نقلها عبر 224 طائرة شحن، و803 شاحنات نقل بري، إضافة إلى 3 سفن شحن تحمل المساعدات.
ودشنت الإمارات مستشفى ميدانياً متكاملاً في قطاع غزة، كما أرسلت مستشفى عائما إلى قبالة سواحل مدينة العريش لمعالجة المرضى والمصابين الفلسطينيين، وأنشأت 6 محطات تحلية مياه بقدرة إنتاجية 1.2 مليون جالون يومياً، وقدمت 5 مخابز بقدرة إنتاجية 12500 - 15000 رغيف في الساعة.
ووجه صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة، من مختلف الفئات العمرية لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية في مستشفيات الدولة، كما وجه سموه باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
وكانت الإمارات قد أطلقت حملة لإغاثة الأشفاء الفلسطينيين المتأثرين من الحرب في قطاع غزة، تحت شعار«تراحم من أجل غزة»؛ بمشاركة المؤسسات الإنسانية والخيرية ومراكز التطوع والقطاع الخاص وأطياف المجتمع كافة في الدولة، ووسائل الإعلام. (الكوارث الطبيعية) ويجسد التحرك الإماراتي لإغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية في العالم، جانباً مشرقاً من جوانب العمل الإنساني في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وبتوجيهات من سموه سارعت الإمارات في عام 2023 إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للمتأثرين من إعصار «دانيال» في ليبيا، والزلزال الذي تعرضت له بعض مناطق المملكة المغربية الشقيقة، كما غطت مظلة الجهود الإغاثية والإنسانية لدولة الإمارات عدداً كبيراً من الدول مثل السودان والصومال وموزمبيق وباكستان وأفغانستان وتشاد، وغيرها من الدول التي شهدت كوارث طبيعية أو أزمات إنسانية طارئة.
وفي 19 مايو 2022 وجه صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 35 مليون درهم إلى جمهورية الصومال الشقيقة لدعم جهود التنمية فيها، كما وجه سموه في يونيو من العام ذاته بتسيير جسر جوي يحمل سلالا غذائية متكاملة وإمدادات طبية أساسية إلى جانب فريق طبي ومستشفى ميداني لإغاثة ضحايا زلزال أفغانستان.
وتلبية لمتطلبات الشعب الفلسطيني الشقيق، وجه سموه في 9 يوليو 2022 بتخصيص 25 مليون دولار لدعم مستشفى المقاصد في القدس الشرقية لتوسعة نطاق خدماته الطبية، كما وجه سموه في أغسطس من العام ذاته بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات في السودان، كما أمر بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة إلى جمهورية باكستان الإسلامية التي شهدت عدة أقاليم فيها سيولاً وفيضانات؛ أسفرت عن قتلى ومصابين وعمليات نزوح من هذه المناطق.
وفي 18 أكتوبر 2022 أمر صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» بتقديم مساعدات إغاثية إنسانية إضافية بقيمة 100 مليون دولار أميركي إلى المدنيين الأوكرانيين المتضررين من الأزمة في أوكرانيا، وذلك انطلاقاً من إيمان سموه بأهمية التضامن الإنساني خاصة في حالات الحروب والنزاعات. (مبادرة محمد بن زايد للماء) تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، أطلقت الإمارات في فبراير الماضي «مبادرة محمد بن زايد للماء» لمواجهة التحدي العالمي العاجل المتمثل في ندرة الماء.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي بأهمية أزمة ندرة المياه وخطورتها على المستوى الدولي، بجانب تسريع تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجتها، إضافة إلى اختبار فاعلية هذه الحلول لمواجهة هذا التحدي العالمي المتفاقم.
كما تستهدف المبادرة تعزيز التعاون مع الشركاء والأطراف المعنية في العالم لتسريع وتيرة الابتكار التكنولوجي للتعامل مع ندرة المياه وتوسيع نطاق التعاون الدولي، والسعي إلى زيادة الاستثمارات الهادفة إلى التغلب على هذا التحدي لما فيه خير الأجيال الحالية والمستقبلية.
وفي الأول من مارس الماضي جرى الإعلان عن شراكة بين «مبادرة محمد بن زايد للماء»، ومؤسسة «إكس برايز» الأميركية، تهدف إلى إطلاق مسابقة «إكس برايز للحد من ندرة المياه» التي ستمولها المبادرة بمبلغ 150 مليون دولار، وتتضمن جوائز تصل قيمتها الإجمالية إلى 119 مليون دولار لتحفيز المبتكرين حول العالم على تقديم حلول فاعلة ومستدامة وتطويرها لتعزيز كفاءة تقنيات تحلية المياه وتكلفتها. (إرث زايد) وأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، في 29 مارس الماضي بإطلاق «مبادرة إرث زايد الإنساني» بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم، وذلك تزامناً مع «يوم زايد للعمل الإنساني»، وفي الذكرى العشرين لرحيل المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
ويأتي إطلاق المبادرة تعزيزاً للقيم الإنسانية التي جسدها الشيخ زايد وامتداداً لإرثه الإنساني وقيم العطاء والبذل التي كرسها بدعم العمل الإنساني في جميع أنحاء العالم.
وتهدف هذه المبادرة الإنسانية العالمية إلى توفير جودة حياة أفضل للمجتمعات الأكثر حاجة لبناء مستقبل مزدهر وتحقيق التنمية المستدامة، وتؤكد التزام دولة الإمارات بنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في المساهمة في بناء المجتمعات ودعم الفئات الضعيفة، حيث سيستفيد ملايين البشر من الدعم المقدم.

مقالات مشابهة

  • “الألعاب الإماراتية للأولمبياد الخاص”.. استثمار لطاقات أصحاب الهمم الإبداعية
  • تضامن إنساني وعطاء بلا حدود
  • مجلس النواب يوافق من حيث المبدأ على قانون المنشأت الصحية
  • رئيس «صحة النواب»: تشجيع القطاعين الخاص والأهلي يحسن خدمات الرعاية الصحية
  • .”الألعاب الإماراتية للأولمبياد الخاص”.. استثمار لطاقات أصحاب الهمم الإبداعية
  • الإمارات تطور قطاع الروبوتات للصناعات التقنية كثيفة رأس المال
  • صورة أخوية تجمع ولي العهد ورئيس الإمارات
  • محمد بن زايد .. فارس العطاء والعمل الإنساني العالمي
  • محمد بن زايد.. فارس العطاء والعمل الإنساني العالمي
  • «الهوية والجنسية» تطلق الهوية المرئية لشعار «جمارك الإمارات»