تقرير..ترامب بدأ حربه الجديدة على الصين
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
منذ توليه منصبه، لم يكتفِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية على الصين، بل اتخذ مجموعة واسعة من الإجراءات الاقتصادية التي قد تسرّع من فك الارتباط بين البلدين. قرارات ترامب الأخيرة تشير إلى توجه أكثر حدة في التعامل مع الصين، يتجاوز مجرد فرض الرسوم الجمركية إلى قيود أكثر شمولاً على الاستثمارات والتكنولوجيا.
اقترحت إدارة ترامب توسيع القيود على الاستثمارات المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين، كما تم تعيين مسؤولين جدد يفضلون فرض قيود أكثر صرامة على الاستثمارات الصينية ومبيعات التكنولوجيا إلى بكين لأسباب تتعلق بالأمن القومي. بالإضافة إلى ذلك، فرض ترامب تعريفة جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية، واصفاً إياها بأنها "الطلقة الافتتاحية" في معركة تجارية طويلة.
يقول سام ساكس، الباحث في مركز بول تساي بجامعة ييل، لصحيفة "نيويورك تايمز" إن مذكرة الاستثمار الصادرة عن الإدارة تبدو وكأنها "دعوة لإتمام المهمة غير المنجزة المتمثلة في فك الارتباط التجاري مع الصين". لكنه أشار إلى أن براغماتيين داخل الإدارة نجحوا حتى الآن في الحد من مدى هذا الانفصال.
يبقى ترامب هو العامل غير المتوقع في مدى تصعيد الولايات المتحدة لهذه الإجراءات. فبينما يبدو متحمساً لزيادة الضغوط على بكين، فإنه أبدى أيضاً اهتماماً بإبرام صفقة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، خاصة بسبب فشل الصين في الالتزام ببنود اتفاق تجاري سابق. ترامب يتبنى نهجاً أكثر مرونة مقارنة بمستشاريه الأكثر تشدداً، وقد يسمح باستمرار بعض العلاقات الاقتصادية إذا رأى أنها تحقق مصالح للولايات المتحدة.
خلال حملته الانتخابية، قال ترامب إنه لن يمانع استثمارات صينية في مصانع السيارات داخل الولايات المتحدة، طالما أنها توفر وظائف للأمريكيين. كما سبق أن تدخل لإنقاذ شركة "زد تي إي" الصينية من عقوبات قاسية بعد تدخل من الرئيس الصيني.
Trump unleashes broad measures targeting China’s economic influence in the second term. Moves include curbing investments via the Committee on Foreign Investment in the United States, pushing Mexico for tariffs on China, and proposing fees on Chinese ships to counter Beijing’s… pic.twitter.com/G1MLXwt4Ij
— Spotlight on China (@spotlightoncn) February 24, 2025 تصاعد التوترات التجاريةمع فرض ترامب رسوماً جديدة بنسبة 10% على الواردات الصينية، ردت الصين بفرض تعريفات على المنتجات الأمريكية، وقيّدت تصدير بعض المعادن الحيوية، وفتحت تحقيقاً لمكافحة الاحتكار ضد شركة "غوغل". كما أن هناك تحركات لإعادة النظر في الوضع التجاري الدائم للصين في منظمة التجارة العالمية، في خطوة قد تزيد من التوترات.
US President Donald Trump is planning to sell “gold cards” for US$5 million to foreigners who want to move to the US and create jobs. Read more: https://t.co/50DlU83CZL pic.twitter.com/qQRb1iZ6i8
— South China Morning Post (@SCMPNews) February 26, 2025إدارة ترامب تدرس سبلاً لتشديد الضوابط على تصدير التكنولوجيا إلى الصين، بما في ذلك إغلاق الثغرات في اللوائح المتعلقة بأشباه الموصلات ومعدات تصنيع الرقائق. كما تم تعيين مسؤولين جدد داخل وزارة التجارة يدعمون قيوداً أكثر تشدداً على مبيعات التكنولوجيا للصين.
أما فيما يتعلق بالاستثمارات، فقد وجّه ترامب وزارة الخزانة والوكالات الأخرى لوضع قواعد تمنع الشركات والمستثمرين الأمريكيين من تمويل التطورات العسكرية الصينية أو شراء الأصول الاستراتيجية الأمريكية.
في حين رحبت بعض الجماعات التجارية بهذه الخطوات، معتبرة أنها تمنع الصين من الاستفادة من الاستثمارات الأمريكية لتعزيز قدراتها العسكرية والتكنولوجية، يرى بعض المحللين أن التأثير الاقتصادي لهذه الإجراءات قد يكون محدوداً.
BEIJING BITES BACK: Communist China is coming out swinging with a move promising “countermeasures to defend its legitimate rights and interests” as Trump implements an additional 10% tariff on imports from the country. https://t.co/JM3oOjIFjV pic.twitter.com/8ZvOV7UuOE
— Fox News (@FoxNews) February 4, 2025تشير بيانات إلى أن الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة تراجعت بشكل كبير منذ عام 2017، ما يجعل تأثير الإجراءات الجديدة غير جوهري. كما حذر خبراء قانونيون من أن بعض هذه القيود قد تواجه طعوناً قضائية، حيث إنها تتجاوز صلاحيات الجهات التنظيمية الحالية.
هل يمضي ترامب قدماً في التصعيد؟مع تزايد التوترات بين القوتين الاقتصاديتين، يبقى السؤال الأهم: هل سيستمر ترامب في تصعيد المواجهة، أم أنه سيسعى لإبرام صفقة جديدة مع الصين تخدم مصالحه السياسية؟ الأيام القادمة ستكشف عن المسار الذي ستتخذه العلاقة بين واشنطن وبكين، ولكن الواضح حتى الآن أن فك الارتباط الاقتصادي بين البلدين قد بدأ بالفعل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب الصين الولايات المتحدة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
ترامب: سنتوصل لاتفاق مع الصين بشأن المعادن النادرة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إحراز تقدم في المحادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ بشأن صادرات المعادن الأرضية النادرة، وذلك عقب مكالمة هاتفية استمرت 90 دقيقة وُصفت بأنها "إيجابية للغاية" وتركزت بالكامل على القضايا التجارية ، وفقا لـ نيويورك بوست.
تُعد الصين المُنتِج والمُصدِّر الرئيسي للمعادن الأرضية النادرة، التي تُستخدم في صناعات حيوية مثل الإلكترونيات، السيارات الكهربائية، والتقنيات الدفاعية. في أبريل 2025، فرضت بكين قيودًا على تصدير هذه المعادن، مما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الصناعية الأمريكية والغربية بسبب تأثير ذلك على سلاسل التوريد العالمية .
خلال المكالمة، اتفق الزعيمان على استئناف المفاوضات التجارية رفيعة المستوى، مع التركيز على تخفيف القيود الصينية على صادرات المعادن الأرضية النادرة.
ترامب: سأزور الصين مستقبلا وآمل أن يزور الرئيس الصيني الولايات المتحدة
ترامب: الاتصال مع الرئيس الصيني ركز بشكل شبه كامل على التجارة
أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستُرسل وفدًا يضم ممثل التجارة جيميسون غرير، وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، لعقد اجتماعات مع نظرائهم الصينيين في موقع يُحدد لاحقًا .
على الرغم من الأجواء الإيجابية للمكالمة، لا تزال هناك تحديات قائمة. اتهمت الولايات المتحدة الصين بـ"التباطؤ" في إصدار تراخيص تصدير المعادن الأرضية النادرة، مما يُعد انتهاكًا للاتفاق التجاري المُبرم في جنيف في مايو 2025 . من جانبها، نفت الصين هذه الاتهامات، معتبرة أن القيود تأتي في إطار حماية الأمن القومي .
أدى النزاع التجاري إلى اضطرابات في الأسواق العالمية، خاصة في قطاع السيارات الكهربائية، حيث تعتمد الشركات الكبرى مثل تسلا وفورد على إمدادات مستقرة من هذه المعادن. كما شهدت أسهم شركة MP Materials، المُنتِج الرئيسي للمعادن الأرضية النادرة في الولايات المتحدة، تقلبات حادة نتيجة لهذه التطورات .
يُعد إعلان ترامب عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الصين بشأن المعادن الأرضية النادرة خطوة إيجابية نحو تخفيف التوترات التجارية بين البلدين. إلا أن التنفيذ الفعلي للاتفاقات والتزام الطرفين بها سيُحدد مدى نجاح هذه الجهود في تحقيق استقرار طويل الأمد في العلاقات الاقتصادية الثنائية.