جنون لابوبو.. كيف اجتاحت الدمية الصينية العالم؟ وكيف تأثرت بحرب ترامب التجارية؟
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
تحولت دمية "لابوبو" المحشوة -التي تنتجها شركة "بوب مارت" الصينية- إلى ظاهرة عالمية بعد أن استحوذت على اهتمام الملايين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
هذه الشخصية الصغيرة -التي تبدو مخلوقا بأسنان حادة وأذنين مدببتين- لم تظهر فجأة في عالم الشهرة، بل كانت ثمرة سنوات من التطوير والترويج.
من الأسطورة إلى الانتشار الجماهيريالرسام والفنان كاسينغ لونغ ابتكر شخصية لابوبو عام 2015، حيث ظهرت لأول مرة في 3 كتب مصورة مستوحاة من الأساطير الإسكندنافية بشخصية تجمع بين الغرابة والبراءة.
وفي عام 2019 وقّع لونغ اتفاقا مع شركة "بوب مارت" لتصنيع تماثيل لابوبو، لكنها لم تحقق رواجا واسعا إلا عام 2023 عندما طرحت الشركة نسخة محشوة من الدمية على شكل ميداليات مفاتيح.
ومنذ ذلك الحين تصدرت هذه الدمية مشاهد الحياة اليومية لمشاهير عالميين، مثل المغنية ريهانا ونجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان ولاعب دوري كرة السلة الأميركي ديلون بروكس.
كما أسهمت المغنية الكورية ليسا عضوة فرقة "بلاك بينك" في إشعال موجة الهوس بدمى لابوبو حين شاركت صورا لها مع دميتها أمام أكثر من 100 مليون متابع عبر إنستغرام وتيك توك.
وتحت وسم "#Labubu" على تيك توك تجاوز عدد المنشورات 1.4 مليون، وتنوعت بين مقاطع فتح صناديق (الصندوق الغامض)، واستعراض أنماط أزياء مستوحاة من الشخصية، ومشاهد تقمص الشخصية في عروض "كوزبلاي".
إعلان من لعبة إلى إكسسوار موضةرئيسة قسم ترخيص الملكية الفكرية في "بوب مارت" بأميركا إميلي برو قالت إن لابوبو "تحولت إلى عنصر يمكن جمعه ورمز للأناقة، لكونها تجمع بين الجمال الغريب والخلفية الفريدة"، حسب تعبيرها.
وباتت دمية لابوبو تُستخدم زينة على الحقائب وحقائب الظهر والأحزمة، بل حتى في مرايا السيارات، مما جعلها تقتحم عالم الموضة، إلى جانب كونها لعبة محشوة.
قفزة ضخمة لشركة "بوب مارت"جاء نجاح لابوبو ليُترجم في أداء الشركة المالي، إذ تضاعفت عائدات "بوب مارت" عام 2024 لتبلغ 13.04 مليار يوان (نحو 1.81 مليار دولار)، وفقا لتقريرها السنوي.
وشهدت مبيعات الدمى المحشوة تحديدا ارتفاعا تجاوز 1200%، لتشكل ما يقارب 22% من الإيرادات الكلية.
واستغلت "بوب مارت" آلية "الصندوق الغامض"، حيث لا يعرف الزبون أي نسخة سيحصل عليها حتى يفتح الصندوق، مما أضفى عنصر التشويق على تجربة الشراء.
ولم تقتصر الشركة على جمهور الأطفال، بل توجهت إلى البالغين أيضا، إذ ذكرت شركة الأبحاث "سيركانا" أن من هم فوق 18 عاما شكلوا في عام 2024 قوة شرائية أسهمت في رفع سوق الألعاب الأميركي بأكثر من 800 مليون دولار.
وتشير البيانات إلى أن أغلبية المشترين هم من النساء البالغات، وقد أنفقوا في الربع الأول من 2025 نحو 1.8 مليار دولار، وهو أعلى إنفاق بين كل الفئات العمرية.
وتتراوح أسعار الدمى عادة بين 20 و300 دولار، وتصل إلى أسعار أعلى في حال كانت ضمن نسخ محدودة أو تعاونية، وفق ما أوضحته برو.
وتتابع الشركة التطورات الجارية في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين -وعلى رأسهم الصين- في ظل تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال فيها إن "الصين انتهكت اتفاقا تجاريا".
إعلانوتؤكد "بوب مارت" أنها تواصل توسيع خطوط الإنتاج في دول آسيوية عدة، إلى جانب توزيع منتجاتها عبر المتاجر الإلكترونية والفروع المحلية وآلات بيع الصناديق الغامضة.
لكن الطلب الكبير أدى إلى طوابير طويلة ومشاجرات في بعض المتاجر، كالحادثة التي وقعت في مركز تسوق بالمملكة المتحدة.
وفي نهاية مايو/أيار الماضي نشرت الشركة على إنستغرام إعلانا بتعليق مبيعاتها في المتاجر وآلات البيع مؤقتا ببريطانيا.
وقال رئيس "بوب مارت" في أوروبا بيتر شيبمان عبر منشور على فيسبوك إن الشركة تعمل على تطوير آلية جديدة لتوزيع المنتجات.
سوق رمادية وأسعار خياليةتزايدت حالات البيع غير الرسمي للدمى رغم جهود الشركة الرسمية، ومع ذلك لا يزال عشاق لابوبو مستعدين لدفع أسعار باهظة في السوق الثانوية.
وتروي كينا فلين -وهي إحدى المستخدمات على تيك توك- أنها رأت كشكا في مركز "ذا غروف" التجاري بلوس أنجلوس يبيع دمى لابوبو بأسعار "مبالغ فيها" حسب وصفها، لكن صديقها اشترى اثنتين رغم ذلك.
وفي الفيديو الذي نشرته قالت "في مرحلة ما لا تستطيع إيجادها بسهولة، كل ما أريده هو دمية لابوبو، ولا أستطيع الحصول عليها من "بوب مارت"، لذا انتهى بنا المطاف هنا".
خطة توسعية وتحديث مستمرتسعى "بوب مارت" لمواكبة الطلب الكثيف، معلنة عزمها افتتاح 50 متجرا جديدا في الولايات المتحدة بحلول نهاية 2025.
وتعتزم أيضا إطلاق نسخ جديدة من دمية لابوبو تتوافق مع المناسبات الموسمية والأعياد، مما من شأنه تعزيز مكانتها في السوق وترسيخها كعلامة ثقافية وجمالية في آنٍ واحد.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلن جولة جديدة من المحادثات التجارية مع الصين.. هل يكسر الجمود؟
أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، مكالمة هاتفية "مطولة" مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وبحسب ما أعلنته وزارة الخارجية الصينية وسفارة الصين في الولايات المتحدة، فإن ترامب هو الذي بادر إلى إجراء الاتصال.
اقرأ ايضاًفي المقابل، افتتحت الأسهم الأميركية تداولاتها الخميس على ارتفاع، مدفوعة بآمال المستثمرين في أن تؤدي المكالمة الهاتفية بين الرئيسين إلى كسر الجمود القائم في المحادثات التجارية بين البلدين.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين أميركا والصين، أكبر اقتصادين في العالم، ما يقارب 600 مليار دولار خلال عام 2024، فيما يثقل الجمود بينهما كاهل سياسة الرسوم الجمركية الأوسع التي يعتمدها ترامب، والتي بدأت بالفعل تُحدث آثاراً ملموسة على أرض الواقع.
ووفقاً لتقارير، فإن ترامب كان حريصاً على التحدث مع شي، في ظل التدهور المتسارع في العلاقات التجارية بين البلدين خلال الأسبوع الماضي.
واتهمت إدارة ترامب بكين علناً بالتباطؤ في تنفيذ تعهدها بالموافقة على تصدير المزيد من المعادن الاستراتيجية، وهو بند رئيسي تم التوصل إليه خلال مفاوضات جنيف.
من جانبها، عبّرت الصين عن استيائها الشديد من قرار أميركي حديث يقضي بفرض قيود إضافية على تأشيرات الطلاب الصينيين، كما اتهمت إدارة ترامب بتقويض التقدّم الذي أُحرز في ملف التجارة من خلال إصدار تحذير للصناعة الأميركية من استخدام أشباه الموصلات الصينية.
مكالمة الرئيسين، الخميس، تعد ثاني اتصال مباشر بينهما هذا العام، إذ سبق لهما أن تحدّثا هاتفياً في 17 يناير كانون الثاني، قبيل تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
وقبيل المكالمة الأخيرة، نشر ترامب رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أثنى فيها على الرئيس شي، لكنه في الوقت ذاته كشف عن بعض من إحباطه.
فقد كتب صباح الأربعاء: "أنا أحب الرئيس شي، دائماً أحببته وسأظل كذلك، لكنه صارم جداً، ومن الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق معه".
وتُعدّ الصين الهدف الرئيسي في مساعي ترامب لاستخدام الرسوم الجمركية المرتفعة والأحادية الجانب، بدعوى إعادة توازن علاقات أميركا التجارية مع بقية دول العالم.
وكان ترامب قد رفع الرسوم الجمركية العامة على الواردات الصينية إلى 145% في أبريل نيسان الماضي، في حين خفّض مؤقتاً الرسوم على معظم الدول الأخرى إلى 10%. وردّت بكين بفرض رسوم انتقامية على السلع الأميركية بلغت 125%.
اقرأ ايضاًوقد أدت هذه الإجراءات إلى ما يشبه الحظر التجاري بين الجانبين. غير أنّ هذا الجمود بدأ يتفكك في منتصف مايو أيار، عقب المحادثات التي جرت في جنيف ووصفها الطرفان بأنها كانت "ناجحة وبنّاءة".
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن