أعضاء في قيادة اتحاد كتاب المغرب ينددون بـ"استفراد" رئيسه بالسلطة ويطالبون بمؤتمر استثنائي
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
قال أعضاء بارزون في المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، إن رئيس الاتحاد « المنتهية ولايته » يتحرك خارج القانون بإصدار بلاغات بإسم المكتب رغم أن أغلبية أعضاء هذا الأخير يبحثون عن مخرج للوضع الذي يعيشه الاتحاد منذ سنوات.
الأعضاء الذين من بينهم نواب للرئيس، والكاتب العام للاتحاد، وعدد من المستشارين، أكدوا في بلاغ، أن رئيس الاتحاد « لطالما عمل على إشاعة « بيانات » كلما أحس أن هناك مبادرة لإخراج اتحاد كتاب المغرب من وضعية الجمود التي وضعه فيها منذ 2015، وهو الموعد القانوني لانعقاد المؤتمر التاسع عشر.
وشدد البيان على « أن الحديث باسم المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب وتدبيج « بيانات » باسمه، تترتب عنه تبعات قانونية، لأن أغلبية أعضائه هم مع البحث عن مخرج يعيد الاتحاد إلى الساحة الثقافية للنهوض بدوره في بناء الثقافة الوطنية والدفاع عن المصالح العليا للبلاد وفي مقدمتها قضية وحدتنا الترابية، وقد قدموا اقتراحات ومبادرات بهذا الخصوص لم يأل الرئيس المنتهية ولايته جهدا لإجهاضها ».
وأكد الموقعون على البلاغ أنهم « كأغلبية داخل المكتب التنفيذي نستنكر بشدة الزج بأسمائنا في « بيانات » وهمية أصبحنا نطلع عليها في وسائل الإعلام وأدوات التواصل الاجتماعي، دون أن نسهم في صياغتها أو نخبر بها، ونحتفظ بحقنا في اللجوء إلى المساطر القانونية لوقف العبث بأسمائنا وبمصير الاتحاد، ونحمل الرئيس المنتهية ولايته المسؤولية الكاملة فيما آلت إليه وضعية اتحاد كتاب المغرب ».
واعتبر البلاغ أن « الانتصار القضائي الذي يتشدق به الرئيس المنتهية ولايته، هو انتصار وهمي، فليس هناك حكم قضائي ينص على ضرورة الإبقاء على رئيس لجمعية مدنية لمدة ثلاث عشرة سنة ».
كما شدد على أن « الحل الوحيد لوضع حد لحالة الجمود التي يعانيها اتحاد كتاب المغرب هو عقد مؤتمر استثنائي وفق مخرجات مؤتمر طنجة الذي ألزم اللجنة التحضيرية التي انتدبها بعقد مؤتمر استثنائي في غضون ستة أشهر. غير أن الرئيس المنتهية ولايته ما فتئ يضع العراقيل أمام كل محاولة للخروج من الأزمة رغبة منه في حمل صفة « رئيس » مدى الحياة، ولو كان ذلك على حساب المصلحة العامة ».
وطالب البلاغ « أعضاء اللجنة التحضيرية المنتدبة من مؤتمر طنجة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء التسلط المفضوح الذي يمارسه الرئيس المنتهية ولايته، والمنافي لكل التقاليد والأعراف والقوانين للاتحاد، وذلك بالمبادرة إلى عقد مؤتمر استثنائي ديمقراطي يشارك فيه كل الكتاب المنخرطين، ويسفر عن انتخاب أجهزة جديدة تعيد اتحاد كتاب المغرب إلى النهوض بدوره الريادي كمؤسسة وطنية في خدمة الثقافة المغربية والدفاع عن المصالح العليا للبلاد في المحافل العربية والدولية ».
كما اعتبر أن « مسك الرئيس المنتهية ولايته بكرسي رئاسة اتحاد كتاب المغرب هو السبب وراء الجمود الذي تعانيه المنظمة منذ سنوات ».
وكان رئيس المكتب التنفيذي لاتحاد كُتّاب المغرب عبد الرحيم العلام قد استنكر في بيان قبل أيام لجوء من وصفهم بـ”عناصر محسوبة على الاتحاد” إلى القضاء، بهدف “منع الجهات المعنية من دعم عقد المؤتمر الاستثنائي”.
وأوضح المكتب التنفيذي، في بيانه أنه فوجئ مجددًا بلجوء “عناصر محسوبة على الاتحاد” إلى القضاء، من خلال “خطوات لم تعد غريبة على أحد، خاصة بعد صدور خمسة أحكام قضائية سابقة لصالح المكتب التنفيذي، والتي انتصرت جميعها لمبدأ الشرعية، بما في ذلك شرعية رئيس الاتحاد، وشرعية المكتب التنفيذي بأعضائه الذين يواصلون أداء مهامهم بكل تفانٍ ومسؤولية، وشرعية اللجنة المنتدبة من مؤتمر طنجة، وذلك وفقًا لقوانين الاتحاد وقرارات المؤتمر العام بطنجة”.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الرئیس المنتهیة ولایته المکتب التنفیذی مؤتمر استثنائی
إقرأ أيضاً:
هل يطالع الرئيس كامل إدريس كتاب تحفة الوزراء؟
في الأخبار أن الوزير الأمريكي إيلون ماسك ترك منصبه بعد أشهر قليلة من تقلده وزارة سميت بوزارة كفاءة الحكومة. ويبدو أن ماسك لم يكن الرجل المناسب في المكان المناسب.
اختيار الوزير من أصعب المهمات. وكما جاء في كتاب تحفة الوزراء للثعالبي فإن “الوزارة أبعد الأمور عن أن تحتمل غير أهلها، ولا يسوغ لكل أحد الطمع فيها… فأي أمر الرؤساء أعظم من صلاح الوزراء، وأي رئيس أسوأ لنفسه نظرًا من امرئ جعل بهذه المنزلة من لا يستحقها”.
ولنا العبرة وأي عبرة في الحوادث الجسام في بلادنا هذه عندما تقدم للمسؤولية من أساء استخدام المنصب، ومثلما يقول الثعالبي: “فكم من دماء أريقت، وبلاد خُربت ومحارم انتهكت، وسبب ذلك سوء اختيار الوزراء والمستشارين”، وأزيد من عندي: ” سوء اختيار نوّاب الرئيس”!
لكن أليس الثعالبي وكتابه مما عفَّى عليهما الزمن؟ نحن في عصر المؤسسية والذكاء الاصطناعي، ثم تأتي لتحدثنا عن الثعالبي وكتابه المنشور قبل ألف سنة!
والحقيقة أن أول ما خطر بالذهن عندما سمعت باستقالة ماسك من الحكومة الأمريكية؛ عنوانُ هذا الكتاب الذي كان تحقيقه أول الأمر في جامعة أمريكية وعلى يد محققة أمريكية.
يستشهد الثعالبي بما أخرجه أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق، إن نسي ذكَّره وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكَّره وإن ذكره لم يُعِنه”.
ومن أهم صفات الوزير الصالح أن يكون شريفًا، ولا يؤهل لها الوضيع المجهول، كما فعل غير واحد من الملوك، ومنهم عز الدين بختيار أحد السلاطين البويهيين استوزر صاحب مطبخه أبا طاهر محمد بن بقية، وتعجب الناس من وزارته، وقال قائلهم: من الغضارة (القصعة) إلى الوزارة.
ويستطرد الكتاب في شرح ذلك بالقول: أن يكون وزير الملك يجمع بين الأصل والفضل والقول الفصل، والأدب الجزل، والرأي الثاقب والتدبير الصائب…
ولعل الكلام عن الشرف والفضل ليس مقصودًا به التمييز والتفرقة العنصرية بلغة عصرنا، وإنما القصد منه كما نقول: “الزول عينُه مليانة”، و”عنده ضهر”، أي عزوة في أهله وقومه، أو كما قال الشيخ العبيد ود بدر: “الما عندو ضهر وما بحمل السهر ووشو ما فيهو قهر هو اليجز ومرتو التهز”.
وعلى ذكر “ما بحمل السهر”، فإن الرئيس والوزير في بلدنا خاصة لا بد أن يكون صحيح الجسد، قوي البنية.
ويُنسب إلى الرئيس جعفر نميري رحمه الله قوله: إن رئيس السودان يجب أن يكون ذا لياقة عالية، لأنه سيصافح الشعب السوداني كله! وسمعت من الوزير مصطفى عثمان أن وزير الخارجية الأمريكي كولن بأول عندما نزل من طائرته في دارفور وجد صفًا طويلا من المستقبلين ينتظره، فاعتذر عن عدم تمكنه من مصافحة كل هؤلاء، وأخبره الوزير السوداني أن هذا شيء غير مستحسن في أعراف السودانيين، فوعد بأن يعوِّض ما فات عندما يغادر فيسلم على المصطفين لوداعه!
وصحيح الجسد وقوي البنية؛ هو من عناه الثعالبي في كتابه فقال: هو من لم يوهنه ضعف الهرم، ولم يغيره حادث السقم… ويُروي عن أكثم بن صيفي حكيم العرب، عندما اجتمعت عليه بنو تميم في حرب يوم الكُلاب فقالوا: أشر علينا بالصواب، فإنك شيخنا، وموضع الرأي منا، فقال لهم: إن الكبر قد شاع في جميع بدني وإنما قلبي بصحة مني، وليس معي من حدة الذهن ما أبتدي به الرأي، ولكنكم تقولون فأستمع لأني أعرف الصواب إذا مرَّ بي.
وأوشك في خاتمة مقالي هذا أن أفعل مثل ما يفعل أصحاب (اللايفات) في وسائل التواصل الاجتماعي فأستحث من يطلع عليه بـ “الشير”، حتى تصل الرسالة إلى الرئيس البرهان ورئيس الوزراء كامل إدريس، وإني أظن أنها ربما وصلت إلى ترامب نفسه! ومن قبل فاجأتني رسالة من وزارة الخارجية الأمريكية تردّ على شيء سطرناه في هذه الأسافير، وسبحان الله القائل: “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد”.
دكتور عثمان أبو زيد
إنضم لقناة النيلين على واتساب