المرحلة الأولى من صفقة “طوفان الأحرار”: انتصار يؤكد إرادة المقاومة ونبلها
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
الثورة نت/..
طوت المقاومة الفلسطينية، اليوم الخميس، ملف العملية الأخيرة من المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال الصهيوني؛ وفيها تم الافراج عن مئات الأسرى مقابل جثامين أربعة أسرى للاحتلال.
كانت مشاعر عائلات الأسرى الفلسطينيين لا توصف، وهم يتنظرون أبنائهم وذويهم بعد سنوات طويلة من الأسر؛ مشاعر يعجز القلم عن وصفها واستيعابها عن لحظة ذلك اللقاء لحظة الحرية، فالانتظار بدأ من مساء الأربعاء، والشوق للقاء ظلت أحاسيسه تتصاعد حتى كان الموعد.
كانت المشاهد في رام الله وغزة وغيرها مفعمة بحقيقة واضحة مفادها أن الافراج عن هذا الكم الكبير من الأسرى، بما فيهم أسرى أطفال وأسيرات، يؤكد مدى قدرة المقاومة على تحقيق النصر بلغات عديدة، وكم هو فعل عظيم هذا الإنجاز، الذي حققته المقاومة، ولمت من خلاله العائلات بأبنائها بعد عشرات السنين من الفقد والأمل.
ولعل قصة الأسير نائل البرغوثي، الذي عاش نصف قرن أسيرا في سجون المحتل تختزل عظمة هذا الفعل من ناحية ومن ناحية أخرى تؤكد مدى جسارة الفلسطيني مقاوما وأسيرا في آن. لقد خرج البرغوثي بعد خمسين سنة متمسكا بحريته ومؤمنا بحرية بلده وشعبه. لقد كان نيله لحريته ضمن صفقة “طوفان الأحرار”.
“مشروع المقاومة لتحرير أمة وليس فقط من أجل تحرير الأسرى”، بتلك الكلمات القوية عبر الأسير المحرر الأطول محكومية في العالم نائل البرغوثي عن امتنانه للمقاومة الفلسطينية بعيد ساعات من تحرره ضمن الدفعة السابعة لصفقة طوفان الأحرار، في إطار وقف إطلاق النار بغزة.
وهو في الحافلة التي تقله إلى مصر، قال عميد الأسرى الفلسطينيين إن “طعم الحرية لا يوصف لكن حريتنا لن تكتمل دون نجاح مشروع المقاومة”، متوجها لأهالي قطاع غزة “من نساء وأطفال ورجال ومقاومين جندًا وقادة وإلى تراب غزة بالتحية. كل الكلمات لا توفي أهل غزة حقهم، وكل ما فعله ودمره الاحتلال لا يساوي ظفر طفل فلسطيني في غزة”.
وأكد مدير مكتب إعلام الأسرى، أحمد القدرة، أن اليوم يُسجل فصلٌ جديد من المجد، حيث تتدفق الحرية في عروق من صمدوا خلف القضبان.
وجه القسامي المحرر ضمن صفقة طوفان الأقصى، عمار الزبن، من نابلس والمبعد إلى مصر، التحية للقادة الشهداء والمقاومة وكتائب القسام، مؤكدا أن دماء أهل غزة لن تذهب هدرا، وأن الشعب الفلسطيني تعلم من صبرهم وصمودهم وتضحياتهم الكثير.
ها هو كيان الاحتلال الذي ارتكب أفظع الجرائم بهدف إطلاق سراح أسراه قد فشل في تحريرهم، وظل يكابر لأكثر من 15 شهرًا، متوعدًا حركة “حماس” بالتدمير، حتى أنه لم يحد أمامه سوى الاعتراف بالمقاومة، من خلال تفاوضه معها على الافراج عن الأسرى، ووقف إطلاق النار، وهو بذلك اعترف بهزيمته وانكساره أمام التاريخ.
على مدى الأسابيع التي استغرقها تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق وسط محاولات الاحتلال إيقاف تنفيذه وتلكؤه في تنفيذ ما يخصه كتبت المقاومة سطور مضيئة في مدى التزامها واحترامها للاتفاقيات كجزء من ثقافة دينها، بينما ظهر الاحتلال في موقع من ينكث ويخلف عهده والتزامه؛ لتقول المقاومة للعالم: هاهي المقاومة وها هو الاحتلال في صورتهما الحقيقية.
ما ظهر عليه الأسرى الفلسطينيون من أمراض وعلل وضعف وهزال جراء ما تعرضوا له في السجون الإسرائيلية يعكس مدى بشاعة ثقافة الاحتلال، بينما سلمت المقاومة أسراه الأحياء في حال لائق بالمقاومة كفعل نبيل؛ ولم يكن تقبيل أحد الأسرى الصهاينة جبين جنود المقاومة خلال إحدى عمليات التبادل، إلا دليلًا وشاهدًا منهم على عظمة ونبل المقاوم الفلسطيني؛ وهذا ليس بغريب وهم ينشدون الحرية ويتحدون العاصفة!
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“الجبهة الشعبية” تحيي ذكرى الانتفاضة بتوجيه التحية للشعب الفلسطيني الصامد
الثورة نت/وكالات وجههت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،اليوم الثلاثاء، في ذكرى الانتفاضة الشعبية المجيدة التحية إلى الشعب الفلسطيني الصامد في وجه العدو الصهيوني المغتصب لأرضه ومقدساته. وقالت في بيان :”يا جماهير شعبنا الصامد، يا من تقبضون على جمر البقاء وتتمسكون بالأرض حياةً وهويةً، يا من جعلتم الصبر والإصرار عنواناً لثباتكم ولمقاومتكم، ونبراساً يضيء دروب الأجيال القادمة…نقف اليوم معكم، ومن وسط الألم نتقاسم الأمل، لنحيي معاً ذكرى الانتفاضة الشعبية المجيدة، وذكرى انطلاقة المارد الجبهاوي الأحمر، التي كانت ترجمةً أمينة لإرادة شعبنا الفلسطيني، ولتعكس عزيمتنا على المضي في طريق الحرية والكرامة، رغم كل ما حاول العدوان أن يزرعه من خوفٍ ويأس”. وأضافت: “منذ أن وطأت أقدام أول مستوطن صهيوني أرضنا الفلسطينية، يعيش شعبنا نكبة مستمرة ومحارق لا تنتهي، فكل مرحلة من مراحل الاحتلال كانت اختباراً لصمودنا، ولن تنتهي إلا برحيل آخر مستوطن صهيوني وإنفاذ إرادة المجتمع الدولي، وباستعادة شعبنا حقوقه المسلوبة، وحقه في العيش الحرّ الكرامة على أرضه التاريخية عدونا لم يُنهِ محارق الموت والإبادة والاقتلاع والتهجير يوماً، بل كان دائماً ما أن يُجهز شعبنا على أداة من أدوات سياسته العدوانية، يلجأ فوراً لأدواتٍ بديلة، محاولاً التعمية عليها باستخدام الحاجات الإنسانية والمدنية التي كفلتها الحقوق والمواثيق الدولية. وعلى الدوام، كانت محطات نضال شعبنا تشريعاً واستجابةً للإرادة الشعبية التي عبّرت عنها انتفاضاته وانطلاق أحزابه وقواه المقاومة”. وتابعت: “اليوم ومنذ سنوات طويلة، يعمل العدو بكل ما أوتي من جبروت وبطش على شطب شاهد تاريخي وقانوني ودولي على نكبة شعبنا وهو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”؛ للإجهاز على حق العودة وحقوق اللاجئين الفلسطينيين، وتحويلها من قضية سياسية وطنية إلى قضية إنسانية محضة. وإن ما شهدناه من حظر لأنشطة وكالة الغوث وإغلاق مكاتبها بالقدس، وصولاً لاستهداف موظفيها ومقراتها في حرب الإبادة، ومنعها من إدخال المساعدات، وما تلاه من تهجير للاجئين من مخيمات الضفة، واشتراط عودتهم بنزع صفة لاجئ عنهم، كلها مؤشرات كاشفة لأهداف العدو الصهيوني. كما يتمثل استهدافه القاتل في تعطيل برامج الوكالة التعليمية والطبية في غزة بهدف التجهيل، وفتح الطريق أمام المبادرات التعليمية التي تهدد بشطب المنهاج الفلسطيني واستبداله بمنهاج تطبيعي مع العدو”. وطالبت “المواطنين بتمسك بالأرض رغم محارق الموت، وأن تكون أولى أولوياتنا هي الحفاظ على مؤسسة الوكالة وممانعة ومقاومة أي مخططات للإجهاز عليها. وصحيح أن العدو سلحّ المساعدات للإجهاز على الوكالة ومنعها من إدخالها، ولكن الوكالة لها برامج تعليمية وصحية يجب أن تنطلق وتستمر، وهذا مرهون بوعي شعبنا وإسهاماته”. وأكدت أن “إدراكنا لحجم التحديات التي يفرضها العدو لا يتوقف عند آلة الحرب، بل يمتد ليشمل محاولات تصفية وجودنا وهويتنا ومقدراتنا وفي مواجهة هذه المخططات الممنهجة، فإن اليوم المطلوب منا بشكلٍ عاجل هو التحرك في مسارات متوازية لتعزيز الصمود وتحصين الجبهة الداخلية وذلك في صَوْنُ مؤسسة الوكالة (الأونروا) وحماية الحقوق وضرورة تمكينها من تشغيل مدارسها المتبقية، والطواقم من أداء مهامهم الوظيفية. وفي هذه الخطوة حماية لشاهد قانوني وتاريخي على نكبة شعبنا وطبيعة عدونا الإجرامية”. واعتبرت هذه “خطوة على طريق استعادة الحياة التي عمد العدو على الإجهاز على مقوماتها بغزة طريقاً للتهجير والاقتلاع، ولإعادة أبنائنا لمقاعدهم الدراسية ووضع حد لحرمانهم من حقهم بالتعليم كما أنها طريق آمن لمقاومة أشكال وأدوات الإجهاز على مناهجنا الفلسطينية ومحاولات استبداله بمناهج انتقالية وصولاً لمناهج ومدارس تطبيعية”. ودعت إلى “مواجهة تهجير العقول ومخططات هندسة الوعي حيث أن العدو لم يتوقف عن عدوانه وحرب الإبادة المستمرة؛ فاليوم يسعى لاقتلاع وتهجير العقول والكفاءات العلمية والمهنية عبر استخدام الحقوق المدنية والإنسانية، وصولاً لما سعى إليه من خلال آلته الحربية والتي لم تصمت المدافع والطائرات والرصاص بعد، ولم تتوقف المؤسسات الدولية التي استطاع العدو اختراقها وتوظيفها كأدوات للتهجير القصري باستخدام الحاجات الإنسانية من تحويلات علاجية وإجلاء إنساني حتى بزغت أدوات جديدة استحدثها العدو عبر المنح والبعثات العلمية لدول صديقة للعدو، الهادفة لتهجير الكفاءات، في الوقت الذي جعل فيه من الجامعات والمعاهد والمدارس أهدافاً عسكرية لآلة حربه، رافقها التفريغ الممنهج للكفاءات الطبية من مشافينا الوطنية والأهلية وتوظيفها في مؤسسات دولية برواتب خيالية كخطوة على طريق التهجير”. ورأت أن لمواجهة كل ذلك يجب “بناء برامج توطين الكفاءات العلمية والمهنية عبر تمسك كل كفاءاتنا بهويتها وأرضها وواجباتها الوطنية والأخلاقية اتجاه شعبها و بناء برامج الممانعة والمقاومة بالتثقيف المجتمعي والوطني و تشجيع التعليم وينظر إليه رأس ماله الفردي والوطني والاجتماعي، وهو عامل أساسي من عوامل الصمود والمقاومة. ولا نمانع، بل نسعى لحصول أبناء شعبنا على المنح والبعثات العلمية غير المشروطة بالتخلي عن هويته أو مكان إقامته وواجبنا هو توظيف تلك الكفاءات لمشروعنا الوطني وحاجاته الاجتماعية”. وأضافت أن ما يجري اليوم هو استخدام لحاجة علمية وإنسانية بهدف التهجير القسري للكفاءات، تجريداً من الهوية واقتلاعاً من الأرض . كما طالبت “مكافحة العبث متعمد بقوت شعبنا وارتفاع جشع للأسعار، هو خيانة ووجه آخر للعدوان. ففي ظل حرب الإبادة والحصار”،قائلة:” يتجرأ بعض التجار على المضاربة بجيوب الفقراء والكادحين، محولين معاناة الناس إلى مكاسب قذرة بالاحتكار والتلاعب، وهذا عبث لا يغتفر”. وأكدت أن” الحقوق لا تسقط بالتقادم، وشعبنا لن ينسى. سيبقى جمر هذه المعاناة مشتعلاً، وسنلاحق ونحاسب بكل قوة وطنية كل من عظم معاناة أبنائه في زمن الحرب، وكل من استغل حاجة شعبنا للإثراء غير المشروع. فلا تهدأ لنا ثورة إلا باستعادة كرامة الإنسان وردع المستغلين”. ودعت إلى “تشكيل لجنةٍ وطنيةٍ مجتمعيةٍ تتمتّع بالصلاحيات اللازمة لمراقبة وتوجيه البرامج الإغاثية التي تنفّذها المؤسسات الدولية والعربية، بما يضمن مواءمتها مع الاحتياجات الفعلية لشعبنا، وتحقيق العدالة والشفافية في التوزيع، وصولاً إلى اعتماد برنامج إغاثة وطني موحّد”. وختتمت بتجديدها “العهد لشعبنا العظيم… العَهدُ لِلشُّهداءِ الأبرارِ الذين عَمَّدوا هذه الأرض بدمائهم، أن نبقى أوفياءَ لمشروعهم. الحُرِّيَّةُ لأَسْرانا الأبطالِ وفي مقدمتهم قائد الصمود الرفيق القائد أحمد سعدات، والشفاءُ العاجلُ لجرحانا الأبيّين. عاشت مقاومة شعبنا الباسلة. وإننا حتماً لمنتصرون”.