لجنة كفرحزير: استيراد الاسمنت يحمي الشعب من جرائم شركات الترابة
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
وجهت لجنة كفرحزير البيئية كتابا مفتوحا الى المعنيين، ناشدتهم "النظر الى التهديد الوجودي الذي تسببه شركات الترابة لاهالي شكا والكورة والشمال، التي تعمل من دون تراخيص قانونية وبمهل خارجة على القانون من بعض الوزراء حينا ومن مجلس الوزراء حينا آخر سبق ان اسقطها مجلس شورى الدولة وهيئة الاستشارات العليا في وزارة العدل".
واشارت الى ان "هذه الشركات حصدت ارباحا خيالية تشاركت فيها مع عدد من الفاسدين وباعت الاسمنت للشعب اللبناني باسعار مرتفعة تبلغ اضعاف ثمن الاسمنت المستورد، كما تسببت باصابة الالاف من اهل الكورة والشمال بامراض، بسبب احراقها اطنان الفحم الحجري والبترولي وزيت السيارات المحروق وبقايا مصانع الدهانات، ما تسبب باطلاق انبعاثات اوكسيد الكاربون والنيتروجين والكبريت والزئبق ورماد الفحم الحجري المتطاير المحتوي موادا مشعة والغبار المجهري المشبع بالمعادن الثقيلة والديوكسين والفيوران".
واضافت:"كذلك تسببت بتغيرات مناخية خطيرة واوبئة صحية وزراعية، وقضت بالمطر الاسيدي على ملايين الاشجار المثمرة، وازالة مناطق خضراء بكاملها، وشوّهت خارطة الحياة الطبيعية واقتلعت جبال واجهة الكورة البحرية واستولت على مليارات اطنان الصخور الكلسية المحتوية على الكبريت والزئبق والكروم والنيكل" .
واعلنت ان "هذه المصانع ومقالعها تقع فوق اهم مياه جوفية في لبنان ( مياه الجوادي) وبين البيوت والقرى وفي اراضي البناء40/20 وعلى اجمل شاطىء سياحي في الشرق (شكا، الهري) ما يشكل مخالفة لمعظم بنود مرسوم تنظيم المقالع والكسارات8803 ومعظم القوانين اللبنانية والدولية، في حين تهربت من دفع الرسوم المالية والبلدية التي هي من حق البلديات التي اعتدت المقالع على اراضيها"، لافتة الى انها "وضعت داخل الاسمنت كميات من رماد الفحم الحجري والبترولي واغبرة واتربة الافران وكميات من التراب الابيض غير المعالج، وغير ذلك من وسائل القتل والتدمير والاحتكار".
وطالبت بـ"السماح باستيراد الاسمنت معفى من أي رسوم وايقاف الاحتكار ما يوفر على الشعب اللبناني مبالغ كبيرة هو احق بها، التزام الحكومة قرار مجلس شورى الدولة ورأي هيئة الاستشارات العليا في وزارة العدل، انزال سعر الاسمنت الى السعر الذي سبق ان اصدره وزير الصناعة السابق الدكتور عماد حب الله، الزام شركات الترابة دفع الرسوم البلدية والمالية واعادة المبالغ الضخمة المنهوبة من الشعب اللبناني".
ودعت اللجنة الى "محاكمة اصحاب شركات الترابة كمجرمي حرب ابادة جماعية ودمار شامل، نقل مقالعها الخارجة على القانون الى سلسلة جبال لبنان الشرقية، تطبيق قانون حماية نوعية الهواء واقفال كل مصنع يتعدى مواصفات جودة الهواء سيما ان المهلة المعطاة لشركات الترابة للالتزام بهذه المواصفات قد انقضت في شباط منذ سنتين، وقد سبق ان اعترفت بعض هذه المصانع بانه لا يمكنها خفض معدل الانبعاثات لعدد من الاكاسيد السامة، اضافة الى ضرورة منع استيراد واحراق الفحم الحجري والبترولي على الاراضي كافة، كما فعل الاردن منذ العام 2007".
وطالبت بـ "تطبيق قوانين حماية البيئة الوطنية والدولية، تطبيق قانون المياه الذي يمنع وجود هذه المصانع فوق المياه الجوفية"، وقالت:"بلغنا ان اصحاب ومديري هذه الشركات يزورون بعض الوزارات حاملين كعادتهم مع كل حكومة جديدة خرائط تظهر ان المناطق التي دمروها خضراء محاولين الاستمرار في تزوير الحقائق. لهذا فاننا المسؤولين القيام بجولة تفقدية خاصة للمناطق المدمرة ولاهالي المصابين والمتوفين".
ودعت إلى "الفصل بين صناعة الاسبستس الاترنيت التي تسبب سرطان غشاء الرئة البلوري وبين عدد كبير من السرطانات تسببها الطريقة الهمجية التي عملت بها مصانع اسمنت شكا والهري التي حولت الكورة الى منطقة مسرطنة غير صالحة لحياة البشر والحيوان والنبات"، واعلنت ان "الاهم عدم الاستماع والرضوخ لطلبات بعض المرجعيات الدينية والسياسية لانها شريك اساسي في حرب ابادة اهل الكورة والشمال وتدمير ما تبقى من اخضرار لبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
دراسة : الفحم المعالج بالكبريت يرفع نمو النبات وخصوبة التربة بنسبة 200%
توصلت دراسة بحثية أجراها الدكتور أحمد بن راشد الربيعي من كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس ضمن برنامج الدكتوراه في قسم التربة والمياه والهندسة الزراعية، إلى نتائج واعدة في استصلاح الأراضي الزراعية المتأثرة بالملوحة من خلال استخدام مزيج مبتكر من الفحم الحيوي والكبريت العنصري لتحسين خصوبة التربة وتعزيز إنتاجية المحاصيل في البيئات القاحلة.
وأشارت الدراسة إلى أن ملوحة التربة تُعد أحد أبرز التحديات التي تواجه الأمن الغذائي العالمي، حيث يعاني أكثر من مليون هكتار من الأراضي الزراعية من التدهور بسبب الملوحة، فيما تأثرت في سلطنة عُمان نحو 44% من الأراضي الزراعية بهذه الظاهرة، خاصة في محافظتي شمال وجنوب الباطنة.
وبيّنت الدراسة أن دمج الفحم الحيوي مع الكبريت العنصري يمثل إستراتيجية فعّالة لمعالجة مشكلة قلوية التربة وتحسين خصائصها الفيزيائية والكيميائية، إذ يُسهم هذا المزيج في تعديل التربة وتحسين كفاءة امتصاص العناصر الغذائية من قبل النباتات، ما يجعله خيارًا واعدًا لتحقيق الزراعة المستدامة في المناطق الجافة والمتملحة.
ونُفذت الدراسة عبر أربع مراحل علمية متكاملة، بدأت بتحليل الخصائص الفيزيائية والكيميائية والميكروبية للفحم الحيوي المنتج من ثلاثة مصادر متوفرة محليًا (مخلفات أشجار النخيل، ونبات المسكيت، وسماد الحمأة) باستخدام ثلاث درجات حرارة مختلفة من التحلل الحراري.
وفي المرحلة الثانية، جرى تحسين جودة الفحم الحيوي من خلال معالجته بالكبريت العنصري ودمجه بالسماد العضوي أو الدودي وتركه للتنشيط البيولوجي لمدة خمسين يومًا، فيما ركزت المرحلة الثالثة على تقييم تأثير الفحم الحيوي المعالج وغير المعالج على التربة المالحة، وانتهت المرحلة الرابعة بتطبيق زراعي لتحديد أثره على رشح الأملاح واستجابة النباتات للري بالمياه المالحة.
وخلصت النتائج إلى أن اختيار المادة الخام ودرجة حرارة التحلل الحراري عاملان رئيسيان في إنتاج فحم حيوي فعّال، كما أن دمج الفحم الحيوي مع الكبريت والسماد العضوي يُعد نهجًا مستدامًا لتحسين خصوبة التربة في الأراضي القاحلة.
وأظهرت الدراسة أن استخدام الفحم الحيوي المعالج بالكبريت رفع نمو النبات وخصوبة التربة بنسبة تصل إلى 200%، بينما أدت التعديلات في طرق التطبيق إلى تحسينات إضافية بلغت نحو 50% مقارنة بالفحم غير المعالج.
وتبرز هذه النتائج الإمكانات الكبيرة لتطبيق الفحم الحيوي المعالج بالكبريت ضمن برامج استصلاح الأراضي المتأثرة بالملوحة في سلطنة عُمان، إذ يسهم هذا الحل العلمي في رفع كفاءة الإنتاج الزراعي وتقليل آثار الملوحة، ما يعزز جهود سلطنة عُمان نحو تحقيق الاستدامة الزراعية والأمن الغذائي الوطني.