كشف الناشط والراصد وائل البدري عن ما وصفه بفساد منظمات الإغاثة العاملة في اليمن، متهمًا إياها بنهب الأموال الممنوحة لملايين الجوعى خلال الحرب، وسط صمت الحكومة الشرعية ووزارة التخطيط والتعاون الدولي برئاسة واعد عبد الله باذيب.

وفي منشور له على "فيسبوك"، سلّط البدري الضوء على رئيسة منظمة Yemen Aid، سمر ناصر اليافعي، التي تتقاضى وفقًا له راتبًا سنويًا يبلغ 90,754 دولارًا، من المنح والتبرعات أي ما يعادل 7,562.

5 دولارًا شهريًا، وهو ما يعادل 16,637,500 ريال يمني شهريًا، و199,650,000 ريال يمني سنويًا، وفقًا للعملة الجديد في المناطق المحررة، أي ما يعادل 4,159,100 ريال يمني شهريًا، 50,366,250 ريال يمني سنويًا وفقًا للعملة القديم في المناطق الخاضعة لمليشيا الحوثي، في بلد يعاني من أزمة إنسانية خانقة.

وانتقد البدري الحكومة اليمنية بشدة، متهمًا إياها بالتخاذل في ضبط المنظمات الإغاثية.

وأكد الناشط البدري أن الفساد في القطاع الإغاثي أوسع مما يتم تداوله، مشيرًا إلى أن هناك تمويلات بعشرات الملايين من الدولارات تُمنح لمنظمات لا يسمع بها أحد ولا تُرى أنشطتها على أرض الواقع.

يأتي هذا وسط تصاعد الانتقادات للمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، حيث تتزايد التقارير عن تلاعبها بالأموال المخصصة للإغاثة، دون أي رقابة حكومية حقيقية.

يُذكر أن العديد من التقارير الدولية والمحلية سبق أن أشارت إلى قضايا فساد مالي في بعض المنظمات الإغاثية العاملة في اليمن، حيث يُتهم بعضها بتخصيص نسب كبيرة من المنح لدفع رواتب موظفيها بدلًا من توجيهها لمستحقيها.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: ریال یمنی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

عن الأثر السياسي لاستشهاد شيخ يمني بارز في محراب القرآن

في مشهد ملحمي نادر، ودَّعَ مُعلمُ القرآن والأستاذ والمربي المحترم والمحبوب، الشيخ صالح حنتوس، محبيه بنداءٍ وثَّقَ فيه لحظاته الأخيرة قُبيْلَ استشهاده مساء اليوم الأول من شهر تموز/ يوليو، جراء اعتداء نفذه العشرات من مسلحي جماعة الحوثي على منزله، وسط متابعة حثيثة من قبل ملايين اليمنيين الذين هزتهم هذه الواقعة وأعادت إلى أذهانهم سلسلة الجرائم التي ارتبطت بتمدد هذه الجماعة في الجغرافيا اليمنية، وطالت على وجه الخصوص العلماء والمدارس والجامعات والمراكز المعنية بتحفيظ القرآن الكريم والقاسم المشترك الديني والعقدي الوسطي للشعب، والذي تشكل على مدى عقود من زمن العهد الجمهوري.

على مدى سنوات مضت حُوصر هذا الشيخ اليمني البارز وتعرَّضَ لضغوطٍ وتهديدات لم يستسلم لها أبدا، لأنه كان يرى نماذج من الممارسات البشعة التي طالت شخصيات من زملائه وقعت في قبضة الجماعة وانتهى بها الأمر إما للتعذيب والتغييب أو الموت.

ورغم إجباره على إغلاق مركز لتعليم القرآن الذي يديره، بقي الشيخ حنتوس وفيّا لرسالته عبر دروس محدودة يقدمها في مسجد قريته الواقعة في مديرية السلفية بمحافظة ريمة الجبلية في الغرب الأوسط لليمن، غير أن جماعة الحوثي لم تستطع التعايش مع هذا الدور الديني للشهيد على محدوديته، وهي التي تمضي بكل ما أوتيت من إمكانيات لفرض المفاهيم السياسية والسلطوية لما يعرف بـ"المسيرة القرآنية" وهي التسمية الموازية لجماعة أنصار الله الحوثية.

لا تتكئ هذه "المسيرة" على القرآن بل على الخطب السياسية الطويلة اليومية لزعيمها، وعلى ما تسمى بـ"المَلازم"، وهي تسجيلات منسوبة لمؤسس الجماعة حسين الحوثي ألقاها في حياته وتم تفريغها كنصوص، لكنها تفتقد للتماسك اللغوي والمنطق، إلى جانب كونها مشحونة بالتحريض الطائفي والإساءة للصحابة وأمهات المؤمنين، وبالتفسير المشوه للدين وللعقيدة، ولمفهوم الدولة الذي يتأسس على قناعة راسخة بالحق الإلهي لهذه الجماعة في الحكم.

سارع الحوثيون عقب انتشار نبأ استشهاد الشيخ صالح حنتوس على نطاق واسع، داخل اليمن وخارجه، إلى تسويق سردية غير متماسكة ومكشوفة وتعتمد على الأكاذيب وتزييف الحقائق. فقد اتهموا الشهيد بأنه كان يُحرض ضد موقف الجماعة من إسناد غزة، وأنه اشتبك مع العناصر المسلحة التي هاجمت مقره وقتل ثلاثة وأصاب سبعة، إلى جانب عدد آخر من التهم الزائفة التي لم تُقبل حتى من أشد المؤيدين للجماعة حماسة ودعما.

جرى استدعاء غزة، كسلاح أخير لغسل جريمة لا يمكن أن تُمحى من أذهان ووجدان اليمنيين، في ابتزاز يتساوى في بشاعته مع جريمة تصفية رجل بريء، لأن غزة كانت حاضرة في وجدان الشهيد، وكان ينتصر لها بزرع حب فلسطين والأقصى وأرض الرباط والانتماء إليها، في وجدان أبنائه وطلابه.

جريمة قتل رجل له مكانة عالية في المجتمع، لطالما كانت مدفوعة بإصرار الحوثيين على احتكار الدين التدين، والحيلولة دون بناء مجتمع متدين خارج المعايير الطائفية التي يفرضونها ويتوخون من خلالها تعزيز الصورة الدينية الرمزية لزعيمهم؛ بصفته الرجل الكامل الذي ترتبط بشخصه مهمة فهم القرآن وتفسيره، والذي يجب أن تشرئب له أعناق جميع اليمنيين دون استثناء وتنقاد له.

ها قد فهم العربُ الآن لماذا لم ينخدع اليمنيون بادعاءات الحوثيين، بعد أن كان طوفان الأقصى قد طمرَ جبلا من الأدلة على مسؤوليتهم المباشرة عن الوضع الذي يعيشه اليمنيون في مناطق التركز السكاني الكبرى الواقعة تحت سلطتهم القمعية في شمال اليمن، حيث تسود ظروف بالغة السوء، ويعيش الناس تحت وطأة الشعور بالذل وفقدان الكرامة، والخوف المستدام على كل شيء.

على مدى عامين تقريبا منذُ طوفان الأقصى، لم يعد أحد ينظر إلى الشعب اليمني الذي فقد وطنا بكامله وعانى من وطأة النزوح والحرب والتجويع وفقدان الموارد والممتلكات، لأن الحوثيين استطاعوا أن يغيروا الصورة الذهنية عن مجمل ما صنعوه بحق اليمنيين، وأن يعززوا مكانتهم الإقليمية والدولية، عبر انخراطهم في حرب إسناد غزة، وهو دور لم يكتسب بعده الأخلاقي والإنساني والديني، بنظر اليمنيين على الأقل، في ظل إصرار الحوثيين على رفض التوصل إلى اتفاق يُنهي الصراع ويحقق السلام في اليمن.

لا أبالغ إذا قلت إن استشهاد الشيخ الأعزل صالح حنتوس قد تحول بفعل الزخم الهائل الذي مثَّلهُ هذا الاستشهاد المجيد، إلى نقطة تحول حقيقية، دفعت شريحة واسعة من المهتمين بالشأن اليمني إلى إعادة ضبط المواقف، بما يتناسب مع الفهم الواضح لهذه الجريمة، بعد أن حالت موجة الاستقطابات التي شهدتها الساحة اليمنية والعربية طيلة الفترة الماضية، دون بناء موقف حاسم تجاه الدور الخطير الذي يقوم به الحوثيون، في هدم مبنى الدولة اليمنية اجتماعيا وماديا وعقائديا، وأثر كل ذلك في إضعاف وتحييد بلد كبير مثل اليمن وتحويله إلى عبء جيوسياسي واقتصادي وإنساني على المنطقة والعالم.

x.com/yaseentamimi68

مقالات مشابهة

  • ميسي يعادل إنجاز هنري التاريخي بأداء ساحر في الدوري الأمريكي
  • عن الأثر السياسي لاستشهاد شيخ يمني بارز في محراب القرآن
  • غونزالو غارسيا يعادل رقم رونالدو التاريخي في كأس العالم للأندية
  • السفير بسام راضي: مرشح مصر في الفاو حصل على 87 صوتا من 165
  • في غزة.. المأساة تتجاوز الخيال
  • التحديات القانونية في منازعات العمل العُمانية
  • حماس تشترط ضمانات دولية لإنهاء الحرب.. وإسرائيل تواصل قتل الجوعى
  • علاء نقد: ماء تحت التبن
  • فلكي يمني: ''الأحد المقبل بداية فصل الخريف في اليمن وتوقعات بهطول أمطار غزيرة''
  • جميل للسيارات وجيلي أوتو تطلقان سيارات الركاب العاملة بالطاقة الجديدة لأول مرة في إيطاليا