أكد د. جين كاسيا، المدير العام لمراكز أفريقيا للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، على أهمية مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات ومكافحة العدوى في المنشآت الصحية، مشيرًا إلى أنها تشكل تحديًا عالميًا يهدد صحة البشرية، وتستدعي تعاونًا شاملاً بين الدول والمؤسسات الصحية. 

وشدد جين كاسيا، خلال المؤتمر الثاني علي التوالي ، للتوعية بمخاطر الإفراط في تناول المضادات الحيوية ، برعاية وزير الصحة وحضور مستشار رئيس الجمهورية للصحة والوقاية ورؤساء الهيئات الصحية والمدير العام لمراكز أفريقيا للسيطرة على الأمراض والوقاية منها وممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، على أن مصر قد اتخذت خطوات هامة في هذا المجال، حيث تولي القضية اهتمامًا كبيرًا وتعمل على تعزيز قدراتها في مكافحة مقاومة المضادات الميكروبية والعدوى في المنشآت الصحية.

 

وأشار إلى أن مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات والعدوى تتطلب تنفيذ إجراءات منهجية وشاملة، بما في ذلك تعزيز التوعية والتدريبات اللازمة للعاملين في المنشآت الصحية، وتعزيز السياسات والإرشادات الوطنية لاستخدام المضادات الميكروبية بشكل مسئول وفعال، لافتا إلى أهمية تطوير نظم المراقبة والرصد للكشف المبكر عن المقاومة والعدوى، وتعزيز التعاون الدولي لتبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال.

وأعرب المدير العام، عن إعجابه الشديد بالخطوات التي تتخذها مصر وهيئة الرعاية الصحية في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات والعدوى، حيث تعمل المنشآت الصحية في البلاد بجد واجتهاد لتحقيق أعلى معايير الجودة والسلامة الصحية. وأشار إلى أن هيئة الرعاية الصحية قد حققت تقدمًا ملحوظًا في تعزيز الوعي بمكافحة المقاومة وتنفيذ برامج تدريبية للكوادر الصحية، وتعزيز التعاون مع الجهات المعنية.

وأكد المدير العام، على أهمية استمرار الجهود في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات والعدوى، وتعزيز التعاون والشراكات المحلية والدولية في هذا الصدد. ودعا إلى ضرورة تكثيف الجهود وتبادل الخبرات والمعرفة لمكافحة هذا التحدي الصحي العالمي، وتأمين المستقبل الصحي للأجيال القادمة.

تجدر الإشارة، إلى أنه خلال المؤتمر سيت تسليط الضوء على أحدث التطورات في الأبحاث والممارسات في مجال مقاومة مضادات الميكروبات من خلال مجموعة من الجلسات الرئيسية والندوات العملية التي ستغطي مواضيع متعددة يقدمها الخبراء، وأبرزها جلسة تفاعلية حول جهود الأطراف المتعددة في التصدي لمقاومة المضادات ومكافحة العدوى، وندوة لشركة فايزر عن دور علم الأحياء الدقيقة في مقاومة المضادات تلقيها أ.د. أماني الخولي، أستاذ علم الأمراض السريري جامعة القاهرة، وندوة عن النهج داخل المستشفيات لمكافحة العدوى، يلقيها د. أحمد مختار، أستاذ التخدير والرعاية الحرجة ورئيس الجمعية المصرية لمضادات الميكروبات.

وسيشمل برنامج المؤتمر عروضًا علمية ونقاشات مفصلة حول استراتيجيات تقليل مقاومة مضادات الميكروبات بمنشآت هيئة الرعاية الصحية، وتطوير مبادئ استخدام المضادات الحيوية في المجتمع، مع أ.د. شريف كمال، مستشار رئيس هيئة الرعاية الصحية للشئون الصيدلية وإدارة الدواء، إضافة إلى عروضًا علمية ونقاشات حول تحسين الوقاية والسيطرة على العدوى بهذه المنشآت، مع د. عمر طلحة، مدير إدارة مكافحة العدوى بالهيئة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المنشآت الصحیة الرعایة الصحیة مکافحة العدوى

إقرأ أيضاً:

جدل علمي حول وصف مضادات الاكتئاب للحوامل بين الفوائد والمخاطر

نشر موقع "كونفيرزيشن" مقالا، لأستاذ أخلاقيات وتاريخ الطب في جامعة توبنغن، أوربان فيزينغ، قال فيه إنّ: "إدارة الغذاء والدواء الأمريكية شكلت مؤخرا لجنة خبراء لدراسة سؤال حساس ومُلحّ: هل ينبغي وصف مضادات الاكتئاب للنساء اللواتي يعانين من الاكتئاب أثناء الحمل؟".

وبحسب المقال الذي ترجمته "عربي21" فإنّه: "ما أثار دهشة الكثيرين في المجتمع الطبي الأمريكي، أن اللجنة لم تقتصر على خبراء أمريكيين فحسب، بل ضمت أيضا ثلاثة خبراء دوليين معروفين بآرائهم الناقدة للأدوية النفسية. أثار انضمامهم جدلا فوريا وأنذر بالخلافات اللاحقة".

وتابع: "يدور النقاش حول افتراض راسخ في الممارسة الطبية الأمريكية: في حين أن مضادات الاكتئاب قد تحمل بعض المخاطر على الجنين، فإن مخاطر ترك اكتئاب الأم دون علاج تكون عادة أكبر. ومع ذلك، واجه هذا الموقف السائد تحديا قويا، إذ بدت غالبية أعضاء اللجنة غير مقتنعة بأن فوائد استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل تفوق مخاطرها المحتملة بوضوح".

وأبرز: "مع استمرار النقاش، ظلت أسئلة جوهرية عالقة. ما هي المخاطر التي يتعرض لها الجنين تحديدا؟ قدّمت اللجنة إجابات مختلفة"، مردفا: "ما مدى أهمية الفوائد للمرأة الحامل؟ تساءل بعض الخبراء عما إذا كانت مضادات الاكتئاب تُقدّم مساعدة فعّالة في هذه الظروف أصلا. وفي ظل غياب الوضوح بشأن هذه النقاط، كيف يُمكن تقييم نسبة المخاطر والفوائد بشكل موثوق؟".

وأورد: "إنه سيناريو مألوف في العلوم: خبراء ينظرون إلى نفس البيانات لكنهم يستخلصون استنتاجات مختلفة، ليس فقط حول الحقائق، بل حول كيفية تفسيرها أيضا. في هذه الحالة، بدا أن هذا الانقسام يعكس اختلافات ثقافية وفلسفية أعمق في كيفية تعامل مختلف البلدان مع رعاية الصحة النفسية أثناء الحمل"، مردفا: "عكست نتائج مداولات اللجنة هذا الانقسام، دون التوصل إلى توافق في الآراء".

واسترسل: "إلى حد ما، كان الصراع متأصلا في تصميم اللجنة نفسها. فعندما يجتمع أصحاب الآراء المتعارضة بشدة دون اتفاق على قاعدة الأدلة، فإن الجمود هو النتيجة المُرجّحة. مع ذلك، يُبرز هذا المأزق الحاجة إلى المزيد من الأبحاث المستقلة وعالية الجودة حول آثار مضادات الاكتئاب أثناء الحمل، أبحاث لا تُفيد الجهات التنظيمية فحسب، بل تُفيد الأطباء والمرضى أيضا".


وتابع: "ما يُعقّد الأمور أكثر المناخ السياسي. يُجادل النقاد بأن علاقة وزير الصحة الأمريكي الحالي، روبرت ف. كينيدي الابن، غير مستقرة مع الإجماع العلمي، مما يُضعف الثقة في العملية أكثر فأكثر".
التحذير ليس بديلا عن الحوار

ومع ذلك، قدمت اللجنة اقتراحا ملموسا واحدا: اقتراح من حوالي نصف أعضائها بوضع ما يُسمى بتحذير "الصندوق الأسود" على عبوات مضادات الاكتئاب، لتنبيه النساء الحوامل إلى المخاطر المحتملة على الجنين. عادة ما تُخصص هذه التحذيرات لأخطر المشاكل الطبية. ولكن هل هذا هو النهج الصحيح حقا؟

ووفقا للمقال نفسه، فإنّه: "غالبا ما تُقارن بعلب السجائر. لكن هذا التشبيه سرعان ما ينهار. فالسجائر تُشترى بحرية، بينما تُوصف مضادات الاكتئاب بعد استشارة طبية. إن إصدار تحذير صريح بشأن دواء سبق أن اعتبره الطبيب مناسبا يُهدد بتقويض العلاقة بين الطبيب والمريض".

"إذا كانت هناك حاجة إلى تحذيرات أقوى، فقد تكمن المشكلة الحقيقية في عملية الاستشارة نفسها، وليس في العبوة" أبرز المقال، مردفا: "يُمثل الحمل معضلة أخلاقية فريدة من نوعها. فالجنين لا يستطيع الموافقة، ويمكن أن يؤدي الضرر الذي يلحق به في الرحم إلى عواقب وخيمة مدى الحياة. في الوقت نفسه، يحمل الاكتئاب غير المُعالج لدى المرأة الحامل مخاطر جسيمة في حد ذاته - لكل من الأم والطفل. هذا صراع طبي تقليدي، ليس له حل سهل".

واستطرد: "مع أن القانون الأمريكي يمنح النساء الحوامل الحق في اتخاذ مثل هذه القرارات -وإن كان ذلك باختلاف الولايات- إلا أنه لا يُعالج الغموض الكامن. يجب إدارة ذلك من خلال حوار مُستنير ومُحترم بين الطبيب والمريض، وليس باللجوء إلى ملصقات تحذير مُثيرة للخوف".


واختتم بالقول إنّ: "كل حالة شخصية. يجب أن يُراعي كل قرار الصحة النفسية للفرد، ونظام الدعم، وقدرته على تحمل المخاطر، وقيمه. ما نحتاجه هو تواصل مدروس، ووصف حكيم، وموازنة دقيقة بين المنافع والمضار. باختصار: طب فعّال.

ما لا نحتاجه هو تحميل النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب المزيد من اللوم. إذا لم يتفق العلماء وصانعو السياسات، فلا ينبغي للنساء الحوامل تحمل عبء هذا الالتباس. إنهن يستحققن الدعم، لا الوصمة".

مقالات مشابهة

  • مدير الأمن العام: المملكة حريصة على بناء منظومة متكاملة لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص
  • تحولات في القطاع الصحي الأمريكي: براساد يغادر إدارة الغذاء والدواء وموناريز تقود مراكز مكافحة الأمراض
  • ‎وفد من المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان في صيدا زار مكتب مكافحة المخدرات في الجنوب
  • لجنة مكافحة كورونا: الفيروس أصبح ضعيفا.. واستخدام المضادات الحيوية دون استشارة طبيب خطر حقيقي
  • جدل علمي حول وصف مضادات الاكتئاب للحوامل بين الفوائد والمخاطر
  • تعميق التعاون العلمي والأكاديمي بين مصر والصين في مكافحة الأمراض المتوطنة
  • بعد توبيخ لقجع لها.. الاتحاد الناميبي يشيد بحكَمة نهائي كأس أفريقيا للسيدات
  • الصحة السورية تبحث تعديل المرسوم الناظم لعمل المنشآت الصحية الخاصة
  • محافظ جدة يستقبل مدير إدارة مكافحة المخدرات بالمحافظة
  • أمير الشرقية يستقبل مدير شرطة المنطقة ومُحافظ الهيئة العليا للأمن الصناعي