خطة ماكينزي إلى الواجهة مجدداً.. هل هي مناسبة فعلاً للبنان؟
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
باتت كلمة "إصلاحات" مرادفة لأي مشروع من شأنه أن يطبّق في لبنان للنهوض به وباقتصاده. ومن بين الخطط التي عاد الحديث عنها بقوّة، خطة ماكينزي، التي أبصرت النور حينما كانت الأحوال في البلاد أفضل حالاً من اليوم، وتحديداً قبل أزمة العام 2019. ولكن هل فعلاً هذه الخطة هي الحلّ الذي سينهي الأزمة في لبنان؟
ركّزت خطة ماكينزي للنهوض بإقتصاد لبنان على تحسين القطاعات.
اما على صعيد القطاع الصناعي، فشددت الخطة على ضرورة تركيز الجهود على 4 قطاعات: تصنيع الاغذية والمنتجات التي تعتمد على قدرات التسويق مثل العطور ومستحضرات التجميل قطاع الادوية وأنظمة البناء الحديثة مثل الابنية المسبقة الصنع. بالإضافة إلى انشاء 4 مجمعات صناعية تتوافر فيها امكانات التنافس على المستوى الاقليمي.
وفي ما يتعلّق بالقطاع السياحي، شددت الخطة على ضرورة زيادة عدد الزوار من 14 دولة اوروبية محددة والبلدان العربية والبلدان التي يوجد فيها عدد كبير من المنتشرين.
أما في الخدمات المالية، فأكدت الخطة على اهمية العمل على تطوير القنوات الرقمية في القطاع المصرفي لنمو القطاع وتوفير البدائل للعملاء. وتطوير قطاع الخدمات المالية وترسيخها من أجل تمكين وتمويل برامج التنمية الاقتصادية الوطنية.
كما تطرقت الخطة إلى الابداع، موجّهة بالإستفادة من التكنولوجيا لتعزيز الإنتاجية في القطاعات ذات الأولوية ليصبح الاقتصاد قائماً على الابتكار.
إلا أن مدير المعهد اللبناني لدراسات السوق الخبير الإقتصادي باتريك مارديني، شرح لـ"لبنان 24" أن الهدف الرئيسي لخطة ماكينزي كان تحديد القطاعات التي بإمكانها أن تكون أكثر إنتاجية، إذ حاولت الخطة تقييم عمل هذه القطاعات في مقابل قدرتها الفعلية على الإنتاج.
وعمّا إذا كانت خطة ماكينزي قادرة على تحسين القطاع المالي اللبناني عبر إعادة هيكلة النظام المصرفي والتعامل مع الديون الحكومية، أوضح مارديني أن الخطة لا علاقة بالقطاع العام بل ينصبّ كل تركيزها على القطاع الخاص خاصة وأنه تمّ تصميمها قبل الأزمة.
وفي هذا الإطار، أشار إلى أن الخطة تدرس تحديداً كيفية تحسين أداء القطاعات الحيوية الخاصة بالإضافة إلى التوجه العالمي الخاص بكل قطاع، وهذا ما اقتصرت عليه الخطة.
من هنا، قال مارديني إن مشكلة الخطة هي في كونها غير مناسبة للبنان، لأنها تريد أخذ لبنان من الإقتصاد الحرّ نحو الإقتصاد الموجّه.
وأضاف: "شقّ كبير من خطة ماكينزي سيّء إزاء لبنان"، لافتاً إلى أنه إذا أردنا تحفيز قطاع الزراعة مثلاً لا ينبغي أن نقول للمزارع إزرع هذا النوع من المنتوجات عوضاً عن غيره، إذ أن تدخل الدولة بسير العمل بهذه الطريقة من شأنه أن يحدث إختلالات عدّة واقتصاداً غير منتج كما حصل في عدد من الدول، إذ أن الدولة لن تعلم أكثر من المزارع ما هو المناسب له ولأرضه.
واعتبر أنه يجب على الدولة توفير القاعدة التي على أساسها يبنى الإقتصاد، مثلاً مدّ الصناعيين بالكهرباء وهم يقررون ماذا يريدون إنتاجه، وتأمين المياه للمزارعين فقط وليس توجيههم لما يجب أن يتمّ زراعته، وبالتالي تأمين البنية التحتية بهدف إنعاش الإقتصاد.
وختم بالقول إن اتباع الحكومة خطة ماكينزي أمر غير صائب، إنّما ما عليها القيام به هو تفكيك الإحتكار وخاصة الكهرباء والإنترنت والإتصالات والسماح لشركات عالمية مثل ستارلينك بالدخول للسوق ومدّ الخدمة بأقل كلفة وفتح خيارات أكثر للجميع.
وفي النهاية، يجب على الفكرة الأساسية من أي خطة إصلاح أن تتمحور حول وقف الفساد والهدر، والتوجيه نحو الإنقاذ. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
منظمة «انقذوا الأطفال» تطالب بالإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة
طالبت مديرة الشئون الإنسانية لمنظمة "أنقذوا الأطفال" راشيل كامينج، بضرورة الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة لتخفيف معاناة الأطفال من تداعيات المنخفض الجوي، الذي ضرب القطاع مؤخرًا.
وقالت كامينجز ـ في تصريح خاص لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي)، اليوم الأحد ـ إن هناك آلاف الأطفال الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية وهناك العديد من المواد الأساسية في انتظار فتح المعابر لإدخال المساعدات.. مشيرة إلى أن آلاف الأشخاص معرضون للأمراض بسبب الظروف الجوية الصعبة ، وأن أهالي القطاع يعانون من أزمة إنسانية وصحية كبيرة ولابد من تكاتف الجهود لتخفيف معاناتهم.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" قد حذرت أمس السبت، من تزايد مخاطر تفشي الأمراض بين أطفال قطاع غزة، داعية لتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية، ولا سيما الملابس والخيام في ظل الظروف الجوية القاسية.
ودعت إلى السماح بنقل المساعدات الإنسانية بما في ذلك كميات كبيرة من إمدادات الشتاء المتراكمة على حدود القطاع بشكل آمن وسريع ودون أي عوائق.