Estimated reading time: 10 minute(s)

“الأحساء اليوم” – الأحساء

يعرف مرض باركينسون بأنه اضطراب في الدماغ، وجميع أعراضه، مثل الرعاش وبطء الحركة، تنبع من فقدان الخلايا العصبية في منطقة من الدماغ تساعد على التحكم في الحركة.

لكن العديد من الباحثين يعتقدون أن هذا الاضطراب التنكسي العصبي قد يبدأ بعيدا عن الدماغ، في الأمعاء، وقبل ظهور العلامات العصبية الأولى للمرض بسنوات.

وتدعم نتائج دارسة جديدة توصل إليها باحثو جامعة كولومبيا، ديفيد سولزر ودريتان أغاليو، طالبا الدراسات العليا في جامعة كولومبيا، فرضية بدء باركينسون في الأمعاء، وأظهروا أن ما يحفز التغيرات المعدية المعوية الأولية في مرض باركنسون قد يكون هجوما مناعيا خاطئ التوجيه.

ويقول سولزر: “إذا كانت هذه هي بداية مرض باركنسون لدى العديد من الأشخاص، فمن المحتمل أن نتمكن من تحديد المصابين بالمرض قبل أن يصل إلى الدماغ. ونأمل أن نوقفه في مساراته”.

المناعة الذاتية والأمعاء

بدأت نظرية ارتباط الأمعاء بمرض باركنسون، التي تم اقتراحها في الأصل قبل 20 عاما، تثير فضول سولزر بعد أن أشار بحثه الخاص إلى دور استجابة المناعة الذاتية في مرض باركنسون.

وفي مرض باركنسون، أو كما يعرف بالشلل الرعّاش، يصبح البروتين المسمى ألفا سينوكلين غير مطوي، ويتراكم داخل الخلايا العصبية، ويسمم الخلايا ببطء.

وأظهر مختبر سولزر بالتعاون مع علماء المناعة في معهد لا جولا لعلم المناعة أن أجزاء صغيرة من ألفا سينوكلين غير المطوي يمكن أن تظهر أيضا على السطح الخارجي للخلايا العصبية، ما يجعل الخلايا العصبية عرضة للهجوم من الجهاز المناعي.

ويمكن أن يسبب الهجوم المناعي ضررا أكثر حدة للخلايا العصبية من الرواسب الداخلية للألفا سينوكلين.

ويوضح سولزر: “يحتوي دم مرضى باركنسون غالبا على خلايا مناعية مهيأة لمهاجمة الخلايا العصبية، لكن ليس من الواضح أين أو متى يتم تجهيزها”.

وكانت القناة الهضمية احتمالا مثيرا للاهتمام لأنها تحتوي على نفس الخلايا العصبية ولأن معظم مرضى باركنسون يعانون من الإمساك قبل سنوات من ظهور أعراض الدماغ وتشخيص المرض.

ولمتابعة هذه الفرضية، تعاون سولزر مع أغاليو، اختصاصي المناعة العصبية الذي يتمتع بخبرة في نماذج الفئران لاضطراب عصبي آخر (التصلب المتعدد) والذي يملك سمات المناعة الذاتية نفسها.

الاستجابة المناعية للألفا سينوكلين تؤدي إلى أعراض القناة الهضمية

لمعرفة ما إذا كان رد الفعل المناعي تجاه ألفا سينوكلين يمكن أن يؤدي إلى ظهور المرض، قامت فرانشيسكا غاريتي وكونور موناهان، طلاب الدراسات العليا الذين يديرهم أغاليو وسولزر، بإنشاء فأر قادر على عرض أجزاء من ألفا سينوكلين غير مطوية على أسطح الخلايا. (الفئران الطبيعية لا تملك هذه القدرة). ثم قاموا بحقن الفئران بمادة ألفا سينوكلين وراقبوا ما يحدث في الدماغ والأمعاء.

ولم يرَ الباحثون أي علامات تشبه مرض باركنسون في الدماغ، لكنهم وجدوا أن الهجوم المناعي على الخلايا العصبية في الأمعاء يؤدي إلى الإمساك وتأثيرات أخرى على الجهاز الهضمي تشبه تلك التي تظهر في معظم مرضى باركنسون قبل سنوات من تشخيص إصابتهم بالمرض.

ويقول سولزر: “يُظهر هذا أن رد فعل المناعة الذاتية يمكن أن يؤدي إلى ما يبدو أنه المراحل المبكرة من مرض باركنسون، وهو ما يدعم بقوة أن مرض باركنسون هو في جزء منه أحد أمراض المناعة الذاتية”.

وتثير النتائج أيضا احتمال أن الاكتشاف المبكر للاستجابة المناعية في القناة الهضمية يمكن أن يمنع حدوث هجوم لاحق على الخلايا العصبية في الدماغ ويوقف مرض باركنسون في مساراته.

ومع ذلك، ليس من الواضح حاليا مدى حجم الدور الذي يلعبه الجهاز المناعي في دماغ مرضى باركنسون. وقد تصبح الإجابة على هذا السؤال أكثر وضوحا إذا اكتشف الباحثون سبب عدم ظهور أي علامات لمرض باركنسون في أدمغة فئرانهم.

ويفترض الفريق أن الخلايا المناعية في نموذج الفأر الخاص بهم قد لا تصل إلى الدماغ لأن الحيوانات صغيرة السن ولم يضعف بعد حاجز الدم في الدماغ بما يكفي للسماح للخلايا المناعية بالضغط. وقد يؤدي فتح الحاجز أو تسريع عملية الشيخوخة إلى إصابة الفئران بأعراض الجهاز الهضمي والدماغ.

ويقول سولزر: “هدفنا النهائي هو تطوير نموذج لمرض باركنسون في الفئران الذي يعيد خلق عملية المرض لدى الإنسان، وهو أمر غير موجود في الوقت الحالي. سيكون ذلك حاسمًا في الإجابة على الأسئلة حول المرض الذي لا يمكننا استكشافه لدى البشر وفي نهاية المطاف تطوير علاجات أفضل”.

نشرت النتائج الجديدة في مجلة Neuron.

المصدر: الأحساء اليوم

كلمات دلالية: الخلايا العصبية الرعاش القناة الهضمية الخلایا العصبیة المناعة الذاتیة فی الدماغ یمکن أن

إقرأ أيضاً:

أمير الشرقية يفتتح المؤتمر السعودي الدولي الثاني للتصلب المتعدد والأمراض العصبية المناعية

البلاد – الدمام رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية اليوم، المؤتمر السعودي الدولي الثاني للتصلب المتعدد والأمراض العصبية المناعية، تزامنًا مع اليوم العالمي للتصلب المتعدد، الذي نظمته جمعية أرفى للتصلب المتعدد؛ بالتعاون مع فرع وزارة الصحة بالمنطقة. وشاهد سموه، فيلمًا وثائقيًا عن أحد الرموز الطبية في المنطقة الشرقية، وهو طبيب استثنائي تجاوز عمره 91 عامًا، ولا يزال يواصل ممارسة مهنة الطب بشغف منذ أكثر من 62 عامًا، وكرم سموه، الطبيب تقديرًا لجهوده وخدماته الكبيرة لأهالي المنطقة. وأوضحت رئيسة المؤتمر، الدكتورة فوزية الشمراني، أن إقامة المؤتمر وورش العمل المصاحبة له يمثل دلالة واضحة على التقدم الذي يشهده القطاع الطبي في المملكة، مشيرة إلى أن المؤتمر يناقش أحدث الأساليب العلمية في تشخيص مرض التصلب المتعدد وعلاجه، وجرى على هامشه معرض طبي شاركت فيه كبرى الشركات المتخصصة في أدوية هذا المرض. وقدّمت الدكتورة الشمراني، شكرها لسمو أمير المنطقة الشرقية على رعايته لهذا الحدث، عادة أن هذه الرعاية تمثل دعمًا كبيرًا من القيادة الرشيدة -حفظها الله- للقطاع الصحي. من جانبه، ألقى مدير عام فرع وزارة الصحة بالمنطقة الدكتور فارس الهمزاني، كلمة أوضح فيها أن تنظيم المؤتمر يأتي تأكيدًا على ما تشهده المملكة من تقدم ملحوظ في المجالات الصحية والطبية والعلمية، ومواكبةً لأحدث الوسائل العلاجية لهذا المرض، مشيرًا إلى أن المؤتمر من خلال أوراقه العلمية وأبحاثه يبرز أهمية التكامل بين الجهود الأكاديمية والإكلينيكية والبحثية، بما يسهم في دعم المنظومة الصحية الوطنية، وتعزيز جودة الحياة وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

مقالات مشابهة

  • لتعزيز المناعة.. أفضل العصائر الطبيعية
  • إعلام عبري: تفاصيل خطة جديدة عرضها ويتكوف على إسرائيل وحماس
  • غير السرطان... أمراض مدهشة تُعالج بزراعة نخاع العظم
  • إمارة منطقة المدينة المنورة تُنفذ فرضية إخلاء لمبنى الإمارة
  • تقنية جديدة في التمارين تحمي من الزهايمر
  • بمتابعة واشراف امير المنطقة.. إمارة المدينة المنورة تُنفذ فرضية إخلاء لمبنى الإمارة
  • فرع «البيئة» بالمدينة المنورة ينفّذ فرضية للتعامل مع الحالات الوبائية في سوق الانعام
  • الفرق المشتركة تستكمل تقييم الخدمات العامة في ١٥ وحدة مركزية ومحلية
  • أمير الشرقية يفتتح المؤتمر السعودي الدولي الثاني للتصلب المتعدد والأمراض العصبية المناعية
  • تيم هاورد.. من الاضطرابات العصبية إلى كتابة التاريخ في كأس العالم