اتهمت الولايات المتحدة، الأربعاء، قراصنة صينيين ومسؤولين حكوميين بتنفيذ حملة تجسس إلكتروني واسعة النطاق استهدفت مؤسسات وجامعات ومعارضين صينيين خارج البلاد، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".

ووجهت وزارة العدل الأمريكية توجيه اتهامات لاثني عشر مواطنا صينيا بينهم قراصنة مرتزقة ومسؤولون في إنفاذ القانون وموظفون في شركة قرصنة خاصة.



وجاءت الاتهامات على خلفية قضايا تتعلق بحملات جرائم إلكترونية عالمية استهدفت المنشقين، المؤسسات الإعلامية والوكالات والجامعات الأمريكية.


وأوضحت القضايا الجنائية التي تم رفعها في نيويورك وواشنطن تفاصيل جديدة حول ما وصفه المسؤولون الأمريكيون بـ "نظام بيئي مزدهر للقرصنة مقابل أجر" في الصين، حيث يتم دفع الأموال للشركات الخاصة والمقاولين من قبل الحكومة الصينية لاستهداف ضحايا ذوي أهمية خاصة لبكين.

هذا النظام يهدف إلى توفير غطاء لقوات الأمن الصينية وتمكينها من إنكار المسؤولية، وفقا لما أوردته "أسوشيتد برس".

تأتي هذه الاتهامات في وقت تحذر فيه الحكومة الأمريكية من تهديد إلكتروني متزايد من الصين، حيث تم اختراق شركات اتصالات العام الماضي في عملية أطلق عليها اسم "Salt Typhoon"، ما منح الصين إمكانية الوصول إلى رسائل نصية ومحادثات هاتفية لعدد غير معروف من الأمريكيين، بما في ذلك مسؤولون حكوميون وشخصيات عامة بارزة.

وأشارت إحدى لوائح الاتهام إلى أن ثمانية من المتهمين من قادة وموظفي شركة قرصنة خاصة تُدعى "I-Soon" نفذوا سلسلة من عمليات اختراق في أنحاء مختلفة من العالم بهدف قمع التعبير وتحديد مواقع المعارضين وسرقة البيانات.

من بين المتهمين، وو هايبو الذي أسس شركة "I-Soon" في شنغهاي عام 2010 وكان عضوا في مجموعة قرصنة صينية أولى تعرف باسم "Green Army"، ويُتهم بإشرافه على عمليات القرصنة وتوجيهها.

كما تطرقت لائحة الاتهام إلى أنشطة "I-Soon" التي استهدفت مجموعة واسعة من المعارضين الصينيين والمنظمات الدينية والمنافذ الإعلامية الأمريكية، بما في ذلك صحيفة تروج لأخبار مناهضة للحزب الشيوعي الصيني.

وشملت الأهداف كذلك منتقدين صينيين يعيشون في الولايات المتحدة، ووكالة استخبارات الدفاع، وكذلك جامعة بحثية.

وفي بعض الحالات، تم توجيه الأهداف من قبل وزارة الأمن العام الصينية، حيث اتهم اثنان من ضباط إنفاذ القانون بتكليف بعض المهام، بينما في حالات أخرى، تصرف المتسللون بشكل مستقل وسعوا لبيع المعلومات المسروقة للحكومة الصينية، وفقا للائحة الاتهام.

ووفقا للوكالة الأمريكية، فإن شركة "I-Soon" فرضت على الحكومة الصينية مبلغا يتراوح بين 10 آلاف و75 ألف دولار عن كل صندوق بريد إلكتروني تم اختراقه بنجاح.

في المقابل، نفى المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بينجيو، صحة الاتهامات التي وصفها بأنها "تشهير"، موضحا أن الصين تأمل في أن تتبنى الأطراف المعنية "موقفا مهنيا ومسؤولا” وأن تستند في تصنيفها للأحداث الإلكترونية إلى "أدلة كافية بدلًا من التكهنات والاتهامات التي لا أساس لها".

وفي لائحة اتهام منفصلة، تم اتهام اثنين آخرين من القراصنة الصينيين، وهما يين كيتشنغ وتشو شواي، في حملة قرصنة ربحية استهدفت شركات تكنولوجيا أمريكية ومراكز بحوث ومقاولين دفاعيين وأنظمة صحية.


ومن بين الأهداف التي تعرضت للاختراق كانت وزارة الخزانة الأمريكية التي كشفت عن خرق كبير من قبل جهات صينية في وقت لاحق من العام الماضي.

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الأربعاء عن فرض عقوبات في هذه القضية، بينما عرضت وزارة الخارجية مكافأة تصل إلى 2 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال المتهمين.

وتعد شركة "I-Soon" جزءا من صناعة مترامية الأطراف في الصين، موثقة في تحقيق أجرته وكالة "أسوشيتد برس" العام الماضي، من مقاولي القرصنة الخاصة وهي شركات تسرق البيانات من دول أخرى لبيعها للسلطات الصينية.

وعلى مدى العقدين الماضيين، ارتفع طلب أمن الدولة الصيني على الاستخبارات الخارجية، مما أدى إلى ظهور شبكة واسعة من شركات القراصنة الخاصة المأجورة التي تسللت إلى مئات الأنظمة خارج الصين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الولايات المتحدة قراصنة الصين الولايات المتحدة الصين قراصنة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تصعيد دولي ضد «بن غفير وسموتريتش».. هولندا وبريطانيا تقودان حملة عقوبات واسعة

أعلنت الحكومة الهولندية، الثلاثاء 29 يوليو 2025، قرارها بمنع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من دخول أراضيها، متهمة إياهما بتشجيع العنف الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين.

وجاء هذا القرار في أعقاب اتهامات رسمية وجهتها هولندا للوزيرين بالدعوة إلى توسيع المستوطنات غير الشرعية ودعم سياسات تطهير عرقي في قطاع غزة.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن السلطات الهولندية ستستدعي السفير الإسرائيلي في لاهاي إلى جلسة توبيخ في وزارة الخارجية، حيث يرأسها كاسبار فيلدكامب.

من جانبه، رد إيتامار بن غفير على القرار بتغريدة على منصة “إكس” قال فيها بشكل مثير: “الإرهابيون أحرار واليهود محظورون”، ما أثار موجة استنكار دولية.

ويأتي هذا التحرك الهولندي في سياق حملة دولية مشتركة، حيث أعلنت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والنرويج فرض عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين، مشيرة في بيان مشترك إلى أن بن غفير وسموتريتش لهما دور فاعل في تأجيج العنف ضد الفلسطينيين، من خلال التحريض المتكرر على أعمال عنف تستهدف المجتمعات الفلسطينية.

وأكد البيان أن أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون في الضفة الغربية تشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وأعرب عن قلق الدول الخمس العميق جراء المعاناة المتواصلة للمدنيين في قطاع غزة، مجددين التزامهم بحل الدولتين.

وفي تطور ذي صلة، ذكرت صحيفة بريطانية أن لندن ستتبع هذا القرار بخطوات إضافية من بينها تجميد أصول الوزيرين وحظر سفرهما، بعد أن كانت قد فرضت في وقت سابق عقوبات على بؤر استيطانية غير قانونية وأفراد مرتبطين بها، فضلاً عن تجميد مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل احتجاجًا على استمرار الصراع وتصاعد العنف.

وتزامن هذا مع تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مجلس العموم، حيث وصف الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بـ”المروعة وغير المقبولة”، مؤكداً دراسة لندن اتخاذ إجراءات إضافية ضد إسرائيل في ضوء تصاعد حملة المستوطنين والعنف العسكري في قطاع غزة.

من جهته، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا متزايدة داخليًا وخارجيًا للتعامل مع هذه التطورات، وسط مطالب بإنهاء العمليات العسكرية في غزة دون الانجرار خلف تصرفات الوزيرين المثيرة للجدل، وفق تصريحات مسؤولين إسرائيليين مطلع يونيو الماضي.

وزير الأمن القومي الإسرائيلي ينتقد حظر هولندا: أوروبا تبرر الإرهاب وتجرم اليهود

انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، قرار هولندا منعه من دخول أراضيها، وشن هجوماً حاداً على دول أوروبا، متهمًا إياها بـ”تبرير الإرهاب وتجريم الإسرائيليين اليهود”.

بن غفير أكد في تصريحات اليوم الثلاثاء أنه سيواصل العمل من أجل دولة إسرائيل والمطالبة بالإطاحة بحركة حماس ودعم المقاتلين الإسرائيليين، معتبراً أن “أعداء إسرائيل هم من يمارسون العنف والقتل والاغتصاب”.

وأضاف بن غفير أن أوروبا تتسامح مع الإرهاب وتستقبل الإرهابيين بحرارة، بينما يُمنع الوزير الإسرائيلي من دخول أراضيها، في إشارة إلى قرار هولندا بحظره.

من جانبه، شدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على أن أمن إسرائيل أهم من زيارته الشخصية، متهماً القادة الأوروبيين بالخضوع لأكاذيب “الإسلام المتطرف”، ومرجحًا أن ذلك سيمنع اليهود من العيش بأمان في أوروبا.

وأضاف أن حياته مكرسة لأمن إسرائيل ومستقبلها، وسيسير في هذا الطريق حتى لو اضطر لمواجهة العالم بأسره.

مقالات مشابهة

  • الديمقراطيون يضغطون على إدارة ترامب لبذل جهود واسعة النطاق لمعالجة أزمة الجوع في غزة
  • تصعيد دولي ضد «بن غفير وسموتريتش».. هولندا وبريطانيا تقودان حملة عقوبات واسعة
  • الأمم المتحدة: انتشار المجاعة في غزة.. ولابد من استجابة واسعة النطاق - عاجل
  • امرأة أميركية مكّنت قراصنة كوريا الشمالية من اختراق 300 شركة
  • حملة اعتقالات إسرائيلية واسعة في طولكرم
  • السفارة الأمريكية تتهم كتائب حزب الله باقتحام مكتب وزارة الزراعة في بغداد
  • وزارة الخارجية الأمريكية: واشنطن ترفض مؤتمر حل الدولتين
  • أزمة شركات السيارات الصينية زيكر وBYD: هل تم تضخيم المبيعات وتزوير الأرقام؟
  • شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تتحد معا لمواجهة قيود الولايات المتحدة
  • بوتين يعلن إعادة هيكلة وتعزيز تسليح البحرية الروسية عقب مناورات واسعة