الجزيرة:
2025-08-02@14:14:34 GMT

لوبس: ولادة نظام عالمي جديد صدمة كهربائية لأوروبا

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

لوبس: ولادة نظام عالمي جديد صدمة كهربائية لأوروبا

في مواجهة النظام العالمي الجديد الذي ولد من تحالف الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب مع روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، واستبعاد العلاقة التقليدية عبر الأطلسي، لم يبق لأوروبا التي بدأت تستعيد أنفاسها الآن، سوى خيار واحد وهو إنشاء دفاع أوروبي.

بهذه المقدمة أعلنت فلورا توماسيه -في افتتاحية مجلة لوبس- أن "عصرا جديدا من العار قد بدأ" على حد وصف وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، دشنه المشهد المذهل الذي حدث في واشنطن بين ترامب ونائبه جيه دي فانس مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فهو لم يكن مشهدا عنيفا ومذلا ومبتذلا وغير مسبوق فحسب، بل كان أمرا شائنا كذلك.

فقد رأينا، تقول الكاتبة، على الهواء مباشرة محاولة مرعبة لقلب الواقع من قبل رجلين مغرورين بقوتهما، وهما يتهمان رئيس دولة مقاوما بأنه معتدٍ، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي تجميد المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا.

هكذا ولد نظام عالمي جديد، وأوروبا التي كأنها تعرضت لصدمة كهربائية، بدأت أخيرا تستجمع قواها، وتشعر في مواجهة أوليغارشية متلهفة لصفقات لا تعود بالنفع على غيرها، بالحاجة الملحة إلى إنشاء دفاع أوروبي قادر على ضمان استقلالها الإستراتيجي، وعلى استعادة قدرات الردع التي تستعد أميركا لحرمانها منها، على حد تعبير توماسيه.

إعلان

غير أن هذا الأمر -كما توضح المجلة- يتطلب استثمارات ضخمة بمئات المليارات من اليورو ومراجعة قواعد الميزانية، مما يعني اتجاها بعيد المنال إلى بناء اقتصاد حرب، مع أن الاستغناء عنه ممكن عن طريق دبلوماسية أوروبية قوية ومتحررة، كما أظهرت الأيام القليلة الماضية.

وبالتالي فإن الاتحاد الأوروبي الذي يدرك قوته، ليس لديه خيار سوى الدفاع عن قيمه المتمثلة في القانون والحريات والديمقراطية -كما يوضح النائب الأوروبي رافائيل غلوكسمان- خاصة في هذا الوقت الذي تهاجمها فيه القوى القومية الشعبوية والموالية لروسيا.

ضرورة فتح النقاش

ومع أنه لا بد من فتح نقاش سياسي وإستراتيجي حاسم على المستوى الوطني، فإن الدبلوماسية التي ينتهجها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بلاده تبدو متواضعة، خاصة أن دعوات معسكره إلى الوحدة الوطنية تبدو جوفاء إن لم تكن كاذبة، في جمعية وطنية ممزقة ومعرضة لكل المخاطر السياسية، كما يرى غلوكسمان.

وترى الكاتبة أن صدمة ترامب تعمل بشكل رئيسي على إيقاظ دعاة السلام، لكنها تلاحظ أن حزب فرنسا الأبية والحزب الشيوعي لا يريان سوى أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة هما سبب ما يحدث، وفي المقابل، يثبت التجمع الوطني، الذي يعد وقودا للانهزامية وإضعاف أوروبا، أنه غير قادر على الارتقاء إلى مستوى الحدث، إذ لم ينطق زعماء أقصى اليمين ببنت شفة في الوقت الذي ينقلب فيه العالم رأسا على عقب.

وذكر النائب بأن زعيمة أقصى اليمين الفرنسي مارين لوبان تعاني من 3 عيوب، دعمها السابق لبوتين، وتعاطفها مع ترامب، ثم دعمها لجزء كبير من أفعاله المناهضة للأجانب والمناخ ووسائل الإعلام، فهي بذلك تشرع قانون الأقوى، ضد مصالح أوروبا التي تكرهها.

وخارج فرنسا -كما يختم النائب الأوروبي- تجلس المجر في البرلمان الأوروبي تحت "رجل قوي" آخر، هو فيكتور أوربان، الزعيم الأوروبي الوحيد الذي شكر ترامب على "الدفاع بشجاعة عن السلام".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات

إقرأ أيضاً:

ما الذي دفع ترامب لتغيير موقفه من المجاعة في غزة خلال 48 ساعة؟

أثار التحول المفاجئ في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إنكار وجود مجاعة في قطاع غزة إلى اعتبارها فظيعة، جدلا واسعا حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التغيير الجذري في الخطاب الأميركي.

وعبر ترامب عن صدمته من الأوضاع التي يعيشها الأطفال وأمهاتهم في غزة، مؤكدا أن رؤيتهم وهم يتضورون جوعا أمر فظيع، في تصريح لافت ومناقض لتصريحاته السابقة عن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.

وقال ترامب في تصريحات على الطائرة خلال رحلة عودته من إسكتلندا، إن الجميع يعتقد أن الوضع في غزة فظيع، إلا من كان قاسي القلب أو مجنونا.

وطرح هذا التبدل الذي حدث خلال يومين فقط، تساؤلات عميقة حول طبيعة السياسة الأميركية تجاه الأزمة الإنسانية المستمرة في القطاع منذ أشهر.

وفي محاولة لتفسير هذا التحول، قدم المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري الأميركي أدولفو فرانكو تفسيرا يركز على الجانب الإنساني لشخصية ترامب، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي رغم صورته القاسية، يملك قلبا لينا عندما يتعلق الأمر بمعاناة الناس.

وأكد أن ترامب تلقى مجموعة من التقارير والبيانات التي تشهد على الوضع الصعب في المنطقة، مما دفعه لتغيير موقفه.

وتابع المحلل الأميركي تفسيره بالتركيز على البعد الإستراتيجي للموقف، حيث يرى أن التعاطف العالمي تحول تدريجيا من قضية الأسرى إلى مسألة توزيع المساعدات والمجاعة.

وحذر فرانكو من أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعمل على استغلال الوضع الإنساني لصالحها في المنطقة، وأن هناك عاطفة كبيرة في أوروبا وأميركا تجاه هذه القضية، مؤكدا أن الطريق الوحيد لحل هذه المعضلة هو إدخال المساعدات إلى غزة تحت مراقبة دولية صارمة.

هروب من فضيحة

وفي المقابل، رفض الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي هذا التفسير، مشددا على أن المسألة لا علاقة لها برقة القلب بل كانت هروبا من الفضيحة التي تعصف بإسرائيل والولايات المتحدة.

إعلان

وأكد البرغوثي أن أميركا لا تستطيع الآن التهرب من الاتهام بالمشاركة في جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقوبات الجماعية، بما في ذلك تجويع الشعب الفلسطيني.

ولدعم موقفه، قدم البرغوثي تحليلا مفصلا لآليات القتل المتعددة في غزة، موضحا أن القتل يجري بوسائل عديدة تبدأ بالقصف المتواصل الذي يسفر يوميا عن 130 إلى 150 شهيدا جديدا و300 إلى 400 جريح، مشيرا إلى أن معظم الأسلحة المستخدمة تأتي من الولايات المتحدة.

وأضاف أن القتل يتم أيضا بالتجويع والأمراض عندما تمنع إسرائيل عن غزة المياه والكهرباء ومصادر الطاقة، وبالأوبئة من خلال منع إيصال مطاعيم الأطفال منذ 150 يوما.

وتؤكد البيانات الرسمية حجم الكارثة الإنسانية التي يصفها البرغوثي، حيث قال برنامج الأغذية العالمي إن الأرقام تؤكد أن غزة تواجه خطرا بسبب أزمة الجوع، وأن الوقت ينفد لإطلاق استجابة إنسانية شاملة.

وأضاف البرنامج في بيان له، أن واحدا من كل 3 أشخاص في غزة يقضي أياما دون طعام، و75% يواجهون مستويات طارئة من الجوع، مشيرا إلى أن نحو 25% من سكان القطاع يعانون ظروفا شبيهة بالمجاعة.

وانطلاقا من هذا الواقع، اتفق الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى مع التقييم القائل بأن إسرائيل تواجه أزمة في إدارة الموقف، لكنه ركز على الجانب الإستراتيجي للفشل الإسرائيلي.

وأوضح مصطفى أن إسرائيل اعتقدت أنها تستطيع أن تجوع السكان في قطاع غزة كأداة سياسية للضغط على حماس وتركيع الشعب الفلسطيني، معتبرا أن ما يحدث هو أكبر عملية تجويع ممنهجة ومنظمة في التاريخ الحديث.

تورط إسرائيل

ولفت مصطفى إلى كيف تورطت إسرائيل في هذه السياسة معتقدة أن العالم سوف يصمت وأن الدعم الأميركي يجيز لها التجويع بهذه الطريقة المنهجية.

وأشار إلى أن إسرائيل تعيش الآن في وهم، معتبرة أن كل مشكلتها مع غزة هي مشكلة دعائية وليست جوهرية، مما يعكس انحدارا أخلاقيا عميقا في التفكير الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بملف المفاوضات المتعثرة، أكد البرغوثي أن المفاوضات متوقفة أصلا وأن الذي أوقفها هو الجانب الأميركي قبل إسرائيل.

وانتقد ما وصفه بالبيان المضلل وغير الصحيح الذي أصدره المسؤولون الأميركيون حول مسؤولية حماس عن تعطيل المفاوضات، مؤكدا أن الجانب الأميركي هو الذي أعلن انسحاب وفده وخرب عملية التفاوض.

ورفض البرغوثي الادعاءات حول استغلال حماس للمساعدات، مستشهدا بتصريحات رئيسة وكالة الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة السيدة سيندي ماكين التي تدحض هذه الاتهامات.

وأوضح أن إلقاء المساعدات من الجو لا يحل أي مشكلة، بل يعقدها، مشيرا إلى أن آخر عملية إسقاط للمساعدات من الجو أدت إلى مقتل فلسطينيين عندما سقطت المساعدات على رؤوسهم.

من جهته، قدم البرغوثي اقتراحين عمليين لإنهاء الأزمة، وجههما للرئيس الأميركي مباشرة.

الاقتراح الأول هو إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، بوقف جميع الأسلحة عن إسرائيل وعدم استخدام بطاريات الدفاع الأميركية لمساعدة إسرائيل في الدفاع الجوي.

إعلان

والاقتراح الثاني هو دعوة مجلس الأمن للاجتماع ودعم قرار بوقف الحرب على غزة دون استخدام الفيتو الأميركي، مؤكدا أن تنفيذ هذين الإجراءين سيدفع نتنياهو لوقف الحرب فورا.

مقالات مشابهة

  • بعد "صدمة" أرقام الوظائف.. ترامب يطيح بمسؤولة رفيعة في وزارة العمل
  • بعد صدمة أرقام الوظائف.. ترامب يطيح بمسؤولة رفيعة في وزارة العمل
  • تصنيف الدول حسب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب (إنفوغراف)
  • علام اتفق ترامب مع الاتحاد الأوروبي؟ وهل خرج رابحا؟
  • ما مصدر المعلومات الذي يثق به ترامب وبه غير موقفه من تجويع غزة؟
  • ما الذي دفع ترامب لتغيير موقفه من المجاعة في غزة خلال 48 ساعة؟
  • ماكرون يقرّ: صفقة ترامب مع الاتحاد الأوروبي أفقدت أوروبا هيبتها
  • وداعاً لختم الجوازات.. نظام جديد للدخول والخروج في دول الإتحاد الأوروبي
  • النائب محمد أبو العينين: مواقف ورسائل الرئيس السيسي غيرت موقف ترامب من غزة
  • الاتحاد الأوروبي يطلق نظامًا آليًّا لمراقبة الحدود بعد شهرين