العراق.. أمطار غزيرة وعواصف في بغداد تغرق المنازل وتوقعات باستمرار الطقس السيئ
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت العاصمة العراقية بغداد هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية، مما أدى إلى دخول المياه إلى عدد من المنازل وحدوث اضطرابات مرورية في بعض المناطق.
ووفقًا لهيئة الأرصاد الجوية، من المتوقع أن تستمر الأحوال الجوية السيئة خلال الأيام المقبلة، مع تحذيرات من ارتفاع منسوب المياه واحتمال تفاقم الأضرار.
وأفادت وسائل إعلام عراقية، أن نفق الجسر المعلق خرج عن الخدمة بسبب ارتفاع منسوب المياه، بالإضافة إلى قطع الطريق من تقاطع الخرطوم باتجاه نفق الزيتون، بسبب ارتفاع منسوب المياه داخل النفق.
وتكرر المشهد ذاته في كربلاء حيث غرقت الطرقات، وبلغ منسوب المياه لإطارات العجلات، فضلًا عن تحول بعض الطرق إلى طينية، وخاصة غير المعبدة منها.
وأعلنت قيادة عمليات بغداد عن استنفار كافة الجهود وإرسال سيارات سحب المياه لدعم الدوائر الخدمية، وذلك في إطار الجهود المستمرة لمواجهة تداعيات الطقس السيئ.
وتم إعلان حالة الاستنفار الخدمي التام لجميع الدوائر الخدمية، والدفاع المدني، والإسعاف الفوري، مشددًا على ضرورة تجنب التنقل حتى الصباح، خاصة عبر الطرق الخارجية، حفاظًا على سلامة المواطنين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العراق أمطار غزيرة وعواصف بغداد منسوب المیاه
إقرأ أيضاً:
مياه العراق، وقناني المياه المُعبأة، ودول الجوار
آخر تحديث: 10 يونيو 2025 - 9:16 ص بقلم:نبيل رومايا يواجه العراق اليوم أزمة مائية متفاقمة ليست فقط بسبب التغيرات المناخية أو سوء الإدارة المحلية، بل أيضاً نتيجة سياسات دول الجوار المائية، التي أصبحت تتحكم بمصادر النهرين العظيمين دجلة والفرات. والأسوأ من ذلك، هو مشهد المفارقة الصارخة الذي نشهده في الأسواق العراقية، حيث تُعرض المياه المُعبأة القادمة من دول قطعت عنه مياه الأنهار.وعلى مدى العقود الماضية، أقامت تركيا وإيران عشرات السدود والخزانات المائية التي قلّصت تدفق المياه إلى العراق بنسبة تجاوزت 50% في بعض السنوات، وفق تقارير وزارة الموارد المائية العراقية. فتركيا، من خلال مشروع “غاب” الضخم، أقامت أكثر من 20 سداً على دجلة والفرات، أبرزها سد “إليسو” الذي بدأ بتقليص حصة العراق منذ عام 2018. وأيضا إيران بدورها حوّلت مجرى العديد من الروافد التي كانت تغذي شرق العراق، مثل نهر الكرخة والكارون الى داخل إيران. مما أدى الى أدى انخفاض منسوب المياه وجفاف الأهوار وارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب، وأثّر هذا على التنوع البيئي في المنطقة، وكذلك تفاقمت الهجرة الداخلية من المناطق الزراعية إلى المدن، مما زاد من البطالة والفقر وهدد الأمن الغذائي.
وفي مشهد يبدو عبثياً ومؤلماً، أصبحت الأسواق العراقية اليوم تعجّ بمياه الشرب المعبأة المستوردة من دول مثل تركيا وإيران. وتُعرض هذه المياه بأسعار مرتفعة في الوقت الذي يشهد فيه العراق تراجعاً كبيراً في المياه الصالحة للشرب، خاصة في محافظات الجنوب مثل البصرة وذي قار. والمفارقة تكمن في أن هذه الدول نفسها مسؤولة عن تقليص الحصة المائية للعراق.ويشير تقرير صادر عن “الجهاز المركزي للإحصاء” العراقي إلى أن قيمة واردات العراق من المياه المعبأة تجاوزت 100 مليون دولار سنويا مما يضع علامات استفهام على السيادة المائية والاقتصادية.
وفي ظل تصاعد أزمة المياه في العراق، تبدو المفارقة بين النقص الحاد في مياه الشرب، وبين استيرادها من دول قطعت منابع انهاره، جرحاً في السيادة الوطنية وكرامة شعبه. لقد آن الأوان للعراق أن يعيد رسم خارطة مياهه بسياسة شجاعة تجمع بين الضغط الدبلوماسي والابتكار الداخلي.
وإلى جانب المياه المعبأة، تستورد الأسواق العراقية كميات هائلة من البضائع والمنتجات القادمة من دول الجوار، وعلى رأسها تركيا وإيران، وتشمل المنتجات الغذائية، والأجهزة الكهربائية، والمشروبات، والمنظفات، والمواد الإنشائية، وتغرق هذه السلع السوق العراقي وتسيطر على رفوف المحال التجارية.
ووفق بيانات وزارة التخطيط العراقية، تجاوزت قيمة الواردات السنوية من تركيا وحدها أكثر من 11 مليار دولار، ومن إيران نحو 12 مليار دولار، دون أن تقابل هذه العلاقات التجارية أي التزامات فعلية من تلك الدول لضمان حصة العراق المائية.
إن هذه المعادلة تفتح الباب أمام فكرة “المقايضة الاقتصادية”، أي استخدام العراق لأدواته التجارية كورقة ضغط. وإن بإمكان العراق أن يعيد النظر في اتفاقيات التجارة الحرة، أو يفرض تعرفة جمركية إضافية على سلع الدول التي تحجب عنه المياه، إلى أن تلتزم بسياسات منصفة في تقاسم الموارد المائية.إن الهدف من هذا النهج ليس التصعيد، بل إعادة التوازن للعلاقات الإقليمية من منظور السيادة والعدالة، خاصة عندما تصبح المياه موردًا نادرًا يهدد وجود ملايين العراقيين؟