العبسي جدّد رفضه حرمان الكاثوليك من المشاركة في بناء الدولة
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
جدد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي خلال استقبال زواره في المقر البطريركي في الربوة، "رفضه القاطع لحرمان أبناء طائفة الروم الملكيين الكاثوليك من المشاركة في اعادة بناء الدولة عبر المواقع التي شغلوها ويشغلوها لا سيما مديرية الصناعة ومديرية الطرق والمباني وموقع مدير عام تلفزيون لبنان او اي موقع كاثوليكي شاغر او في طور الشغور، فالطائفة تزخر باصحاب الكفاءة والخبرة ونظافة الكف".
وفي هذا السياق استقبل العبسي النائب غسان سكاف وعرض معه للاوضاع العامة في البلاد ، وتطرق البحث الى الوجود المسيحي في لبنان وسوريا والشرق عموما .
سكاف
وبعد اللقاء قال سكاف: "التقيت صاحب الغبطة البطريرك العبسي وتداولنا في الانفجار الدموي الذي حصل في الساحل السوري وما رافقه من مجازر جددت مخاوف الطوائف والمكونات المسيحية وغير المسيحية خصوصا أن غالبية الذين دفعوا حياتهم ثمناً لهذا الاقتتال هم من المدنيين الأبرياء".
أضاف:"اردنا اليوم أن نرفع الصوت لدعم وتأييد سوريا الدولة المدنية، وسوريا التنوع والتعدد. ومع حرصنا على عدم التدخل في الشأن السوري الذي طالما شكونا من تدخله في الشأن اللبناني، الاّ اننا بحكم الجيرة أصبحنا معنيين بما يحصل من فوضى وقتل في سوريا لأن لبنان لن يكون بمنأى عن تمدّد الفوضى وأكثر ما نخشاه هو أن تزحف تداعيات الاقتتال إلى لبنان. فلبنان لن يستطيع أن ينام على حرير الاستقرار فيما حريق سوريا مستمر في الاندلاع."
ثم استقبل العبسي مدير امن الدولة الاقليمي لمنطقة البقاع العميد نبيل الزوقي.
ومن زوار العبسي ايضا البروفسور كمال ديب والدكتور طوني وهبه .
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ليبيا بين ضياع الدولة وبناء الإنسان.. أزمة وعي أم غياب إرادة؟
نواصل محاولتنا التي لا تمل التكرار، من أجل ممارسة دورنا في التوعية لإيجاد رؤية لأزمتنا الليبية.
في ظل أزمة سياسية مزمنة، وانهيار اقتصادي وأمني، تظل ليبيا في مفترق طرق خطير. لم يعد السؤال: من يحكم؟ بل: هل نحن مستعدون لبناء الدولة؟ وهل نمتلك إنسانًا ليبيًا واعيًا قادرًا على النهوض بوطنه؟
إن بناء الدولة لا يبدأ من قصر الحكم، بل من العقل والضمير.. من وعي المواطن الذي يقدّر قيمة الوطن، ويضع مصلحته فوق كل انتماء.
إرث ثقيل من الانقسام
إننا نعيش اليوم نتائج تراكمات ثقافية وسياسية صنعتها عقود من الحكم الفردي، والتهميش، وغياب المؤسسات، لم نتعلم من تجارب الدول التي نهضت بعد الحروب، كألمانيا واليابان، ولم نلتقط إشارات التاريخ، عندما حصلنا على الاستقلال بعد كفاح مرير ضد الاستعمار.
ورغم الانطلاقة الصعبة للمملكة الليبية في 1951، إلا أن الدولة بدأت تتشكل، حتى جاء الانقلاب في 1969، وبدأت مرحلة من حكم الفرد الواحد، وتحويل ليبيا إلى مختبر للتجريب الأيديولوجي والاقتصادي، مما جعلها في حالة قطيعة مع التنمية المستدامة، والتراكم المؤسسي.
مأزق ما بعد 2011: فرصة ضائعة
كانت ثورة 2011 لحظة فارقة، لكنها لم تُثمر بناء دولة حديثة، بل كشفت ضعف الوعي الوطني، وسيطرة منطق الغنيمة والمحاصصة القبلية والجهوية.
وهنا يجب أن نقف عند أخطر مظاهر الأزمة الليبية:
التعصب القبلي والجهوي والحزبي
إن التعصب القبلي والجهوي والحزبي أصبح سرطانًا ينخر في جسد الوطن، ومصدرًا دائمًا للصراع والانقسام.
وقد أثبتت التجربة أن هذا النمط من التفكير لا يُنتج دولة، ولا يصنع مواطنًا مسؤولًا.
بل يُغذي الفوضى، ويُضعف الثقة، ويُقدّم الولاء الضيق على الانتماء الوطني.
عن التدخلات الخارجية.. والمغالطة الكبرى
كفانا تعليق أزمتنا على شماعة التدخلات الإقليمية والدولية، فالعالم تحكمه المصالح لا العواطف، والسياسة لا تعترف بالفراغ.
نحن لم نُدرك بعد دورنا الحقيقي كمواطنين، ولم نتحمّل مسؤولياتنا تجاه وطننا.
كيف نُطالب الآخرين باحترام سيادتنا، ونحن لا نحترمها داخليًا؟ كيف نحذر من الاستعمار الجديد، ونحن نفتح له الأبواب بتناحرنا وضعفنا؟
الوعي بمصلحة الوطن يبدأ من الداخل.. من إدراك أن لا أحد سيبني ليبيا سوانا.
أين السلطة الشرعية؟
في ظل هذه الفوضى، تبرز الحاجة إلى سلطة وطنية قوية وشرعية، قادرة على فرض الأمن، وبناء مؤسسات حقيقية.
لقد عانت ليبيا من الفراغ الأمني، ومن انتشار الجريمة والمخدرات والإرهاب، لا سيما في شرق البلاد ووسطها وجنوبها، حيث توجد ثرواتنا الوطنية، فأصبحت تعيش الأمن والأمان والاستقرار، بفضل المؤسسة العسكرية والأمنية!.
وفي المنطقة الغربية، رغم وجود سلطة قائمة، فإن الواقع يُظهر أن قوة التشكيلات المسلحة تفوق سلطة الدولة، مما يجعل مطلب “الجيش والشرطة الوطنية” أساسًا لاستعادة السيادة.
هل نملك شجاعة الاعتراف؟
لقد صمت الليبيون على الفساد، وتمت مصادرة إرادتهم في الانتخابات، وآخرها انتخابات ديسمبر 2021 التي لم تُستكمل.
والأخطر هو تبرير هذا الواقع، والدفاع عن أنظمة سابقة أو حاضر مأزوم، في مشهد يعكس سوء فهم للدولة، وقصور في الوعي السياسي.
إننا نعيش في دائرة مفرغة من الإقصاء والمزايدة والنفاق السياسي، بدلًا من أن نبدأ ببناء حقيقي للإنسان، الذي هو أصل كل مشروع وطني.
خاتمة: من أين نبدأ؟
ليبيا لا تحتاج إلى معجزات، بل إلى وعي جماعي يُدرك أن بناء الدولة مشروع طويل يبدأ ببناء الإنسان.
لا نهوض بدون تعليم حقيقي، ولا سيادة بدون مواطن فاعل، ولا مصالحة دون عدالة ومصارحة ومراجعة.
فماذا سنترك لأطفالنا؟
دولة متماسكة نفتخر بها؟ أم ذاكرة مثقلة بالفشل، والصراع، والضياع؟
فلنبدأ من الاعتراف، ولنمضِ نحو بناء الإنسان الليبي الحر، القادر، المسؤول.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.