حقوق الإنسان: انقطاع الطفل عن التعليم خلال رمضان هو أحد أشكال الإيذاء
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
تشهد المدارس والجامعات في المملكة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات غياب الطلاب والطالبات خلال شهر رمضان، مما يثير قلق الجهات التعليمية والحقوقية حول تأثير هذه الظاهرة على المسيرة الدراسية.
وقد أكدت وزارة التعليم أن الغياب المتكرر دون عذر يعد مخالفة تستوجب إجراءات تصاعدية لضبط الانضباط المدرسي، تبدأ بالإنذارات وتنتهي بتطبيق نظام حماية الطفل في حالات الغياب الطويل.
أخبار متعلقة بالفخامة وروعة التصميم.. 80 ألف وحدة إنارة تضيء المسجد النبويالكشافة في خدمة ضيوف الرحمن بالمسجد النبوي.. إنسانية في أبهى صورهاوفي حال استمرار الغياب لعشرة أيام، يتم استدعاء ولي الأمر لتوقيع تعهد رسمي، بينما يؤدي تجاوز 15 يومًا إلى نقل الطالب إلى مدرسة أخرى.
أما إذا تخطى الغياب 20 يومًا، فإن الوزارة تلجأ إلى تطبيق نظام حماية الطفل، الذي ينظر إلى الانقطاع عن التعليم على أنه شكل من أشكال الإهمال، يستوجب التدخل لحماية مصلحة الطالب التعليمية وضمان استمراره في الدراسة.التعليم حق أساسي للطفلمن جهتها، أكدت هيئة حقوق الإنسان أن التعليم ليس مجرد التزام أكاديمي، بل هو حق أساسي لكل طفل، وأن أي إهمال يؤدي إلى انقطاع الطالب عن دراسته يعد مخالفة صريحة لنظام حماية الطفل.
وأوضحت أن الفقرة (4) من المادة (3) من النظام تنص بوضوح على أن حرمان الطفل من التعليم أو التسبب في انقطاعه يُعد إيذاءً وإهمالًا، مما يستوجب تدخل الجهات المختصة لضمان عودته إلى مقاعد الدراسة. ودعت الهيئة إلى تكاتف الجهود بين المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور والمجتمع لضمان عدم تعرض أي طفل للحرمان من التعليم تحت أي ظرف.مساءلة قانونية للمسؤولين عن الغيابأكد المحامي والمستشار القانوني أحمد بن جمعان المالكي أن حرمان الطفل من التعليم أو التسبب في انقطاعه يُعد انتهاكًا صارخًا لحقوقه، ومخالفة صريحة لنظام حماية الطفل في المملكة. وأوضح أن هذا الالتزام القانوني يفرض على أولياء الأمور والجهات التعليمية مسؤولية مباشرة في ضمان انتظام الطلاب وعدم انقطاعهم عن الدراسة.أحمد المالكي
وأشار المالكي إلى أن دليل قواعد السلوك والمواظبة الصادر عن وزارة التعليم يحدد إجراءات واضحة لمعالجة حالات الغياب، حيث تبدأ بالإنذارات التدريجية، وتتصاعد حتى تصل إلى تطبيق نظام حماية الطفل في حالات الغياب المطول.
وأضاف أن هذا النهج التصاعدي يهدف إلى تصحيح سلوك الطالب المتغيب، وحماية حقه في التعليم، مع إشراك الأسرة وإدارة المدرسة في إيجاد الحلول المناسبة. وأوضح أن الإهمال الجسيم من قبل ولي الأمر، في حال تجاوز الغياب 20 يومًا، قد يترتب عليه مساءلة قانونية، حيث يمنح النظام إدارة المدرسة صلاحيات لمعالجة الغياب، لكنه يُلزمها بإبلاغ الجهات المختصة عند بلوغ الغياب الحد الذي يستوجب التدخل الرسمي.التوازن بين الالتزام القانوني والمرونة التربويةمن جهتها، أشارت المستشارة القانونية ندى الخاير إلى أن تزايد معدلات غياب الطلاب خلال شهر رمضان يمثل تحديًا قانونيًا وتربويًا، حيث يُطرح تساؤل حول مدى مسؤولية أولياء الأمور عن غياب أبنائهم، خاصة إذا كان الغياب مرتبطًا بتغيرات نمط الحياة خلال الشهر الفضيل وتأثير الصيام على قدرة الطلاب على التركيز والتحصيل الدراسي.ندى الخاير
وأوضحت الخاير أن الإشكالية تكمن في أن الغياب قد لا يكون ناتجًا عن إهمال ولي الأمر، بل بسبب عدم رغبة الطالب في الحضور نتيجة تأثير الصيام.
وتساءلت عن مدى عدالة تحميل أولياء الأمور المسؤولية الكاملة عن غياب أبنائهم إذا كان السبب الرئيسي خارجًا عن إرادتهم.
وأكدت أن تطبيق نظام حماية الطفل بشكل صارم في هذه الحالات قد لا يكون الحل الأمثل، إذ إن الإجراءات العقابية مثل استدعاء أولياء الأمور أو نقل الطلاب إلى مدارس أخرى لا تعالج الأسباب الحقيقية للغياب، بل قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة والتأثير السلبي على الصحة النفسية للطلاب.
وشددت على أهمية تحقيق توازن بين الالتزام القانوني والمرونة التربوية، من خلال تعديل جدول الدراسة في رمضان ليتناسب مع قدرة الطلاب على التركيز أثناء الصيام، مثل تقديم أوقات الدوام ودمج التعليم الذاتي والتعليم عن بعد، وتعزيز دور المرشد الطلابي في متابعة حالات الغياب وتقديم الدعم النفسي للطلاب بدلًا من الاكتفاء بالعقوبات الإدارية.الحلول المقترحة لمعالجة ظاهرة الغيابوشددت الخاير على أن التعامل مع ظاهرة غياب الطلاب في رمضان يتطلب تقييمًا دقيقًا للأسباب الكامنة وراء الغياب، بحيث لا يتم تطبيق القوانين بشكل آلي دون مراعاة ظروف الشهر الفضيل. كما أكدت ضرورة تبني نهج يجمع بين الإجراءات التربوية الداعمة والتدخل القانوني المدروس، بما يضمن حق الطالب في التعليم مع احترام الظروف التي قد تؤثر على انتظامه الدراسي.
وأضافت أن الحل الأمثل يكمن في تبني سياسات مرنة تراعي الجوانب النفسية والتربوية جنبًا إلى جنب مع الالتزام بالقوانين التي تحافظ على استمرارية التعليم كحق أساسي لكل طالب. وأكدت أن دور الأسرة والمدرسة في معالجة هذه الظاهرة لا يقل أهمية عن دور الجهات القانونية، مما يتطلب تعزيز التعاون بين جميع الأطراف لضمان بيئة تعليمية أكثر مرونة ودعمًا للطلاب خلال شهر رمضان.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عبدالعزيز العمري جدة التعليم رمضان غياب الطلاب التعليم خلال رمضان وزارة التعليم الانضباط المدرسي حماية الطفل حالات الغياب مصلحة الطالب التعليمية حقوق الإنسان أولیاء الأمور حالات الغیاب ولی الأمر
إقرأ أيضاً:
تعهدات إلكترونية وخطط علاجية.. «التعليم» تحاصر الغياب قبل الاختبارات والإجازات-عاجل
شدّدت وزارة التعليم على أهمية الانضباط المدرسي بوصفه حجر الأساس في بناء بيئة تعليمية ناجحة ومستدامة.
وأكدت أن تحقيقه يعتمد على تكامل الأدوار بين منسوبي المدرسة وأولياء الأمور، بما يسهم في تنمية شخصية متوازنة ومسؤولة لدى الطلبة، وذلك ضمن الخطة الإجرائية لتعزيز الانضباط المدرسي للعام الدراسي 1446 هـ ، التي أعدّتها الإدارة العامة للتوجيه الطلابي دعمًا للمدارس ومساندةً لها في هذا المجال.
أخبار متعلقة استمرار هطول أمطار رعدية متفاوتة الغزارة.. اعرف خريطتهاالدمام 28 مئوية.. بيان درجات الحرارة العظمى على بعض مدن المملكةالانضباط المدرسي ركيزة
وأكدت الخطة أن الانضباط المدرسي يمثل ركيزة محورية في نجاح العملية التعليمية، حيث تستهدف دعم المدارس في تعزيز الانضباط لدى الطلبة على مدار العام الدراسي، وتشمل جميع مدارس التعليم العام، من خلال نشر ثقافة الانضباط المدرسي بين منسوبي المدرسة وأولياء الأمور، وتعزيز السلوك الإيجابي وقيم الانضباط لدى الطلبة، إضافة إلى تعزيز التواصل بين المدرسة والأسرة، وتمكين المدرسة من تنفيذ إجراءات المتابعة والتقويم لانضباط الطلبة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } خبير اجتماعي لـ"اليوم": غياب الطلاب عن الأعمال التطوعية يُقلل مهاراتهم وخبراتهم - إكس
وعلى مستوى إدارات التعليم، نصّت الخطة على تشكيل لجنة للانضباط المدرسي برئاسة مدير التعليم ورئيس قسم التوجيه الطلابي مقرراً، مع إعداد خطة انضباط على مستوى إدارة التعليم تتضمن الأدوار والمسؤوليات للأقسام ذات العلاقة، ومنها التوجيه الطلابي، والإشراف التربوي، والنشاط الطلابي، والمراجعة الداخلية، والاتصال المؤسسي، مع الإشراف المباشر على متابعة تنفيذ الخطة.رصد الغياب بالمدارس
وشددت الخطة على متابعة رصد الغياب في المدارس بشكل يومي وأسبوعي عبر نظام نور، لا سيما في الأسابيع التي تسبق الاختبارات أو الإجازات، إلى جانب تحديد المدارس التي تواجه مشكلات في انضباط الطلاب وفق مؤشرات ارتفاع نسبة الغياب، وتكرار الغياب، ومحدودية تطبيق الإجراءات، وزيارة فرق التحسين والتطوير لهذه المدارس خلال فترة بناء خطط الدعم والمساندة لتشخيص مستوى الانضباط المدرسي فيها.
كما تضمنت الخطة دعم المدارس التي تواجه مشكلات في انضباط الطلاب عبر بناء خطط علاجية تصحيحية تستهدف رفع مستوى الانضباط المدرسي، إلى جانب بناء خطط تعزيز واستدامة للمدارس التي أظهرت تميزًا في نسبة حضور الطلبة بهدف استدامة الانضباط المدرسي، وتقييم أثر الخطط المقدمة للمدارس وتقديم التغذية الراجعة من خلال مؤشر الحضور والغياب في نظام نور كل فصل دراسي، مع إعداد تقارير فصلية تُرفع إلى الإدارة العامة للتوجيه الطلابي بالجهود التي تمت لتعزيز الانضباط المدرسي وأثرها في مواظبة الطلبة.
وعلى مستوى المدرسة، أكدت الخطة أهمية استثمار اللجان والمجالس المدرسية في تعزيز الانضباط المدرسي، ونشر قواعد السلوك والمواظبة بحيث تكون القواعد واضحة ومعلنة بين منسوبي المدرسة والطلبة وأولياء الأمور، إلى جانب تعزيز الفهم من خلال تنظيم لقاءات تعريفية للطلبة وأولياء الأمور لشرح القواعد والتوقعات وآلية الالتزام بها.
كما نصّت على تطبيق قواعد السلوك والمواظبة على الطلبة المتغيبين ومتكرري التأخر الصباحي بالتكامل مع برنامج تعزيز القيم والسلوك الإيجابي، وتنفيذ برامج التوجيه الطلابي المعززة للقيم والسلوك الإيجابي والمهارات النفسية والاجتماعية، إلى جانب تفعيل الأنشطة المدرسية المحفزة والجاذبة للطلبة، وتكثيفها في الأسابيع التي تسبق الاختبارات أو الإجازات الدراسية.الدعم النفسي والتربوي
وشملت الخطة تقديم الدعم النفسي والتربوي للطلبة الذين يواجهون تحديات أو صعوبات من خلال برنامج رعاية أو البرامج ذات العلاقة، ومتابعة حالات الطلبة متكرري الغياب والتأخر الصباحي، واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة.
وفي إطار تعزيز التواصل بين المدرسة والأسرة، أكدت الخطة على تفعيل الإطار العام لتوثيق العلاقة بينهما، ودعوة أولياء الأمور في أسبوع عودة الكادر التعليمي، والتأكيد على دور الأسرة في تعزيز القيم والسلوك الإيجابي لدى الأبناء، وتزويدهم بخطة التعلم الأسبوعية وخطة الأنشطة والفعاليات، إلى جانب إرسال الرسائل التحفيزية لأولياء الأمور التي تؤكد على أهمية الحضور اليومي والمواظبة، مع استثمار المنصات الرقمية المعتمدة.
كما تضمنت متابعة توقيع ولي الأمر والطالب إلكترونيًا على الالتزام المدرسي والاطلاع على قواعد السلوك والمواظبة، ومتابعة توزيع وتطبيق الخطة الدراسية من أول يوم دراسي، ورصد غياب وحضور الطلبة بشكل يومي وإدراجه في نظام نور، ومتابعة وتقويم غياب الطلبة والتأكد من تطبيق اللوائح المنظمة لذلك.
وأكدت الخطة أهمية تقييم مدى فاعلية إجراءات الانضباط المدرسي بشكل دوري، وتعديل الإجراءات لتعزيز فاعلية الخطة، وإعداد التقارير اللازمة، إلى جانب تفعيل البرامج الوقائية للحد من انتشار المشكلات السلوكية لدى الطلبة.
واختتمت الخطة بالتأكيد على عدد من الوثائق الداعمة، وهي برنامج تعزيز السلوك الإيجابي، وقواعد السلوك والمواظبة، وإطار توثيق العلاقة بين الأسرة والمدرسة، بوصفها مرتكزات أساسية تسهم في تحقيق مستهدفات الخطة ورفع مستوى الانضباط المدرسي في مدارس التعليم العام.