أكد السيد القائد – عليه السلام – في محاضرته الرمضانية الثامنة للعام الهجري 1446 هـ، ان موضوع الطاعة لله توجب علينا ان نلتفت في واقعنا اليوم إلى التخلص من العوائق في النفوس التي تعيق المبادرة، والاستجابة والتفاهم والتحرك بحاجة إلى عناء ليستجيب لها الإنسان، فالبعض من الناس لديه هذه الحالة النفسية التي تعيقه من التحرك فلا يتحرك ولا يستجيب إلا بعناء شديد، أما الاستجابة إذا كانت لله وخضوعاً الله لا تحتاج لعناء وتعب، وهذا الدرس مهم جدا للروح التي تنطلق بروح إيمانية، سيدنا إبراهيم تبرأ من الشرك والمشركين، والإنسان في تحركه الإيماني له موقف من الشرك والمشركين، وسيدنا إبراهيم رمز و أسوة وقدوة حسنة في البراءة، وعندما يحاول الأمريكي والإسرائيلي ومن والاهم من العرب ان يقدموا سيدنا إبراهيم على عكس هذه البراءة فإن ذلك حجة عليهم.

.

استطاع سيدنا إبراهيم في لفت نظر قومه ان العبادة لله وحده، وصدموا من الموقف، فقد كان أسلوبه في بحثه عن الحقيقة مع قومه متسلسلة من الاحتجاج والدلائل والتوبيخ، حتى وصل الأمر بقومه إلى انهم يحاججوه، وبالتأكيد ليس لديهم شيء ليحاججوه به عن الله، لأن الحقيقة واضحة عن اتجاههم للشرك ، وهذا يعبر عن ثبات سيدنا إبراهيم في الثقة بالله، ولهذا فان المستند والمعتمد الذي يجب أن يسير به الإنسان هو الاعتزاز بالهدى وادراك عظمة الهدى ونعمة الهدى التي هي من أعظم النعم على الإنسان، والهدى والضلال هما العنوانان الرئيسيان في حياة الإنسان كلها، وهناك طريق واضح للهدى في كتاب الله ورسله وعباده الصالحين، وسيدنا إبراهيم في مقابل أسلوب التخويف رفض ذلك التخويف، وكان رده مفحما لهم، لأنه يعرف حقيقة ان أصنامهم التي لا تنفع ولا تضر، إن الاستثناء في حياة الأنبياء يوضح ان موقفهم مرتبط بالله فهم يترفعون عن المواقف الشخصية، وإن الأمر كله لله ويعبر عن توكلهم لله وتسلميهم لله..

المفترض على الإنسان أن يتقبل التفاعل الإيجابي مع النصيحة الرشد اذا تم تذكيره، وهذا أسلوب آخر استخدمه سيدنا إبراهيم مع قومه الذي قال لهم (ألا تتذكرون)، وسيدنا إبراهيم قدم أيضا لقومه مقارنة بين الأصنام التي لا تنفع ولا تقدم ضرا ولا نفعا، مقابل الخوف من الله سبحانه وتعالى، وان قومه هم المذنبون في عملهم هذا والعقوبة هي لهم لأنهم من أشرك بالله، فالمستند في المعتقدات هو ما ثبت من الله بالحجة والبرهان من هدى الله، وعلى هذا يجب ان يكون الإنسان حذرا من زخارف القول للاقناع بالباطل، فاليهود اليوم لهم ناشطون في مواقع التواصل والقنوات الفضائية المضللة التي تقنع الناس بزخرف القول ونشر الباطل، وأكثر ما يركز عليه أولياء الشيطان هو التخويف، يخوفونك بأمريكا وبما تقوم به من ضغوط اقتصادية ومثلا لدينا قضية الشعب الفلسطيني والتخاذل فيها سببه الخوف من أمريكا ومن الحكومات والأنظمة، فما يخاف منه الناس الذي يتسبب في فقدان الناس خوفهم من الله الذي هو حق، فما مقابل الخوف من أمريكا أو إسرائيل في مقابل ساعة واحدة في نار جهنم..

يجب أن يكون الإنسان واعيا فيما يخافه ولذلك يجب أن يكون المعيار في ما نخاف منه هو معيار القرآن الكريم، فمن يخاف الله لا يجب أن يخاف أمريكا والخضوع لأمريكا يعني خدمة للباطل، وأكبر عامل أعطى إسرائيل لارتكاب جرائمها في فلسطين هو التخاذل الذي سببه الخوف، ولذلك يجب أن يكون هناك تذكير لهذه المقارنة المهمة جدا ..

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

محمود أبو صهيب.. القلب الذي احتضن الجميع

ندى البلوشي

اليوم، غابت ابتسامةٌ اعتدناها، وانطفأ نور رجلٍ قلّ أن يجود الزمان بمثله. غادرنا إلى جوار ربه الزميل والصديق العزيز، المخرج والفنان والإعلامي القدير محمود أبو صهيب، بعد مسيرة طويلة امتدت لأكثر من ربع قرن من العطاء والتميّز، والعمل الجاد، والخلق النبيل.

عرفته تقريباً منذ أكثر من 30 عامًا، زميلًا في العمل ثم أخًا وصديقًا وأقرب إلى الروح. لم يكن مجرد مخرج محترف أو إعلامي مثقف، بل كان بستانًا أخضر بحق، يفيض عطاؤه على كل من حوله. كل من دخل مكتبه خرج محمّلًا بالنصيحة، ومشبعًا بالراحة، ومطمئن القلب. كانت كلماته بلسماً، وكان حضوره عزاءً، وكرمه لا يُحصى… من زاد الطيب إلى زاد القلب.

كان محمود، رحمه الله، خفيف الظل، حاضر النكتة، ودمث الأخلاق، لا تفارق الابتسامة وجهه، ولا ينقطع عطاؤه في كل مجلس حضره. في مكتبه الصغير، كان الوطن أجمل، والوقت أدفأ. اشتغلنا معًا في برامج كثيرة، تميزت بروحه، وصوته، ولمسته الإبداعية التي لا تُنسى. لم يكن مجرد زميل مهنة، بل كان القلب الذي يوزع الطمأنينة على كل من حوله.

زرته في المستشفى في أيامه الأخيرة، وكان تحت التخدير… راقدًا بصمتٍ عميقٍ يشبه طيبته، وكأنَّ جسده يهمس لنا أن التعب قد نال منه، لكن روحه ما زالت مُعلّقة بالحياة. لم يفتح عينيه، ولم نتحادث، لكن حضوره كان طاغيًا، وصورته كما عرفناها بقيت حاضرة… بابتسامته، بكرمه، وبأثره الكبير في القلب.

اليوم، فقدنا محمود الإنسان، الفنان، المعلم، والصديق. فقدناه، لكن أثره باقٍ، وروحه تظل حيّة بيننا بما تركه من مواقف ومشاعر وأعمال لا تُنسى.

رحمك الله يا أبا صهيب، وجعل الجنة مثواك، وجزاك عنَّا كل خير.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات مشابهة

  • دلالات استخدام الأرقام في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
  • (نص+فيديو) الدرس 4 من دروس القصص القرآني للسيد القائد 06 ذو الحجة 1446هـ
  • لقاء العُمدة بروف عبد الله علي إبراهيم على الجزيرة كان ممتع ومُفيد
  • “المسيرة الإيمانية وبناء الأمة ونجاة الفرد في ضوء الالتزام الجماعي والهجرة الإيمانية” المقاصد والدلالات التي وردت في الدرس الرابع للسيد القائد
  • في الدرس الثالث للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في شهر ذي الحجة: نبي الله إبراهيم في ثباته قدم درساً للأنبياء والمؤمنين في كل مراحل التاريخ
  • محمود أبو صهيب.. القلب الذي احتضن الجميع
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • توثيق لحقوق الإنسان: نستنكر بأشد العبارات الهجوم الإجرامي الذي شنته ميليشيا الدعم السريع على مستشفى “الضمان”
  • ثبات نبي الله إبراهيم عليه السلام في مواجهة الطاغوت : قراءة في المحاضرة الثالثة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ضمن سلسلة دروس القصص القرآني
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم