من (وعي) المحاضرة الرمضانية الثامنة للسيد القائد 1446هـ
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
أكد السيد القائد – عليه السلام – في محاضرته الرمضانية الثامنة للعام الهجري 1446 هـ، ان موضوع الطاعة لله توجب علينا ان نلتفت في واقعنا اليوم إلى التخلص من العوائق في النفوس التي تعيق المبادرة، والاستجابة والتفاهم والتحرك بحاجة إلى عناء ليستجيب لها الإنسان، فالبعض من الناس لديه هذه الحالة النفسية التي تعيقه من التحرك فلا يتحرك ولا يستجيب إلا بعناء شديد، أما الاستجابة إذا كانت لله وخضوعاً الله لا تحتاج لعناء وتعب، وهذا الدرس مهم جدا للروح التي تنطلق بروح إيمانية، سيدنا إبراهيم تبرأ من الشرك والمشركين، والإنسان في تحركه الإيماني له موقف من الشرك والمشركين، وسيدنا إبراهيم رمز و أسوة وقدوة حسنة في البراءة، وعندما يحاول الأمريكي والإسرائيلي ومن والاهم من العرب ان يقدموا سيدنا إبراهيم على عكس هذه البراءة فإن ذلك حجة عليهم.
استطاع سيدنا إبراهيم في لفت نظر قومه ان العبادة لله وحده، وصدموا من الموقف، فقد كان أسلوبه في بحثه عن الحقيقة مع قومه متسلسلة من الاحتجاج والدلائل والتوبيخ، حتى وصل الأمر بقومه إلى انهم يحاججوه، وبالتأكيد ليس لديهم شيء ليحاججوه به عن الله، لأن الحقيقة واضحة عن اتجاههم للشرك ، وهذا يعبر عن ثبات سيدنا إبراهيم في الثقة بالله، ولهذا فان المستند والمعتمد الذي يجب أن يسير به الإنسان هو الاعتزاز بالهدى وادراك عظمة الهدى ونعمة الهدى التي هي من أعظم النعم على الإنسان، والهدى والضلال هما العنوانان الرئيسيان في حياة الإنسان كلها، وهناك طريق واضح للهدى في كتاب الله ورسله وعباده الصالحين، وسيدنا إبراهيم في مقابل أسلوب التخويف رفض ذلك التخويف، وكان رده مفحما لهم، لأنه يعرف حقيقة ان أصنامهم التي لا تنفع ولا تضر، إن الاستثناء في حياة الأنبياء يوضح ان موقفهم مرتبط بالله فهم يترفعون عن المواقف الشخصية، وإن الأمر كله لله ويعبر عن توكلهم لله وتسلميهم لله..
المفترض على الإنسان أن يتقبل التفاعل الإيجابي مع النصيحة الرشد اذا تم تذكيره، وهذا أسلوب آخر استخدمه سيدنا إبراهيم مع قومه الذي قال لهم (ألا تتذكرون)، وسيدنا إبراهيم قدم أيضا لقومه مقارنة بين الأصنام التي لا تنفع ولا تقدم ضرا ولا نفعا، مقابل الخوف من الله سبحانه وتعالى، وان قومه هم المذنبون في عملهم هذا والعقوبة هي لهم لأنهم من أشرك بالله، فالمستند في المعتقدات هو ما ثبت من الله بالحجة والبرهان من هدى الله، وعلى هذا يجب ان يكون الإنسان حذرا من زخارف القول للاقناع بالباطل، فاليهود اليوم لهم ناشطون في مواقع التواصل والقنوات الفضائية المضللة التي تقنع الناس بزخرف القول ونشر الباطل، وأكثر ما يركز عليه أولياء الشيطان هو التخويف، يخوفونك بأمريكا وبما تقوم به من ضغوط اقتصادية ومثلا لدينا قضية الشعب الفلسطيني والتخاذل فيها سببه الخوف من أمريكا ومن الحكومات والأنظمة، فما يخاف منه الناس الذي يتسبب في فقدان الناس خوفهم من الله الذي هو حق، فما مقابل الخوف من أمريكا أو إسرائيل في مقابل ساعة واحدة في نار جهنم..
يجب أن يكون الإنسان واعيا فيما يخافه ولذلك يجب أن يكون المعيار في ما نخاف منه هو معيار القرآن الكريم، فمن يخاف الله لا يجب أن يخاف أمريكا والخضوع لأمريكا يعني خدمة للباطل، وأكبر عامل أعطى إسرائيل لارتكاب جرائمها في فلسطين هو التخاذل الذي سببه الخوف، ولذلك يجب أن يكون هناك تذكير لهذه المقارنة المهمة جدا ..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“تريندز” و”إقامة دبي” ينظمان محاضرة بعنوان: “من الملاحظة إلى النشر: رحلة البحث العلمي”
أبوظبي – الوطن:
في إطار التعاون البنّاء بين مركز تريندز للبحوث والاستشارات والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، تم تنظيم محاضرة علمية توعوية تحت عنوان “من الملاحظة إلى النشر: رحلة البحث العلمي”، وذلك في سياق الجهود المشتركة لتعزيز ثقافة البحث العلمي ونشر المعرفة المؤثرة في المؤسسات والمجتمع.
انطلقت المحاضرة التي قدّمها الباحث صقر السويدي، المتحدث الرسمي باسم مركز”تريندز”، من مبدأ راسخ يؤمن به المركز ، وهو أن “كل فكرة صغيرة قد تصنع أثراً كبيراً”، حيث هدفت إلى تبسيط مفاهيم البحث العلمي وربطها بالواقع العملي، وتقديم أدوات فكرية وعملية تُسهِم في تمكين الأفراد من خوض تجربة البحث انطلاقاً من محيطهم المباشر.
وتناولت المحاضرة محورين رئيسيين، جاء الأول بعنوان “مقدمة في البحث العلمي وأهميته”، حيث عرض صقر السويدي أهمية البحث كوسيلة لفهم العالم، وتحليل الظواهر، وتقديم حلول واقعية للتحديات التي تواجه المجتمعات. أما المحور الثاني، فركّز على “أسباب ودوافع البحث العلمي”، متناولاً ما يُحفّز الفرد للانخراط في هذه العملية المعرفية، من فضول شخصي، أو رغبة في حل مشكلة قائمة، أو شغف بالتخصص العلمي، أو تطلع إلى تحقيق أثر مجتمعي، أو طموح مهني وأكاديمي.
وتطرقت المحاضرة إلى توضيح الفرق الجوهري بين الرأي والمعلومة؛ موضحةً أن الرأي يُعد تعبيراً شخصياً لا يشترط الاستناد إلى دليل، في حين أن المعلومة تستند إلى مصدر موثوق أو دليل يمكن التحقق منه، مما يُشكّل الأساس الذي تقوم عليه البحوث العلمية.
كما استعرض الناطق الرسمي باسم “تريندز” صفات الباحث الحقيقي، مشدّداً على أن الباحث لا يكتفي بطرح الأسئلة، بل يبحث بجدية عن إجابات قائمة على منهجية علمية دقيقة. ومن هذه الصفات: الفضول المعرفي، والقدرة على طرح الأسئلة الذكية، والالتزام بالموضوعية، والأمانة العلمية، والقدرة على التحليل والتفسير المنهجي.
وأوضح صقر السويدي أن البحث العلمي يبدأ من حالة ذهنية واعية، تنشأ عندما يطرح الشخص سؤالاً بسيطاً، موضّحاً أن أعظم البحوث بدأت بتساؤلات تبدو في ظاهرها اعتيادية، لكنها حملت بداخلها إمكانات معرفية هائلة.
وتضمنت المحاضرة خطوات عملية لاختيار فكرة بحثية نابعة من الواقع، تبدأ بملاحظة المشكلات أو الظواهر، وتدوين الملاحظات باستمرار، وصياغة سؤال مفتوح يُعبّر عن الفضول، والنظر إلى المشكلة من منظور الفئة المستهدفة.
ثم تناولت كيفية تحويل هذه الملاحظة إلى سؤال بحثي محدد، وصياغة فرضية واضحة، ووضع خطة بحث منهجية تُساعد في تطوير الدراسة وتحقيق أهدافها.
في ختام المحاضرة، تم التأكيد على عدد من الرسائل الجوهرية التي تُحفّز على خوض غمار البحث، من أبرزها: أن “كل إنجاز بدأ بسؤال بسيط”، و”الفكرة بلا خطة.. حلم عابر”، و”كل بحث عظيم بدأ من شخص قرر ألا يكتفي بالمشاهدة”.
ودعا السويدي الحضور إلى عدم انتظار اللحظة المثالية أو التخصص الكامل، بل المبادرة باختيار فكرة قريبة من واقعهم، والبحث في مصادر موثوقة، وصياغة سؤال أولي، ثم مناقشته مع مرشدين أو خبراء.