الميز القداسي بين رئيسي حزب الأمة اللواء والإمام (3)
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
بقلم: محمد صالح البشر تريكو
كان السيد الصادق المهدي عليه الرحمة وانا أحبذ لقب السيد في مخاطبته بدلاً عن الإمام، لأن الأولى تعد من التقاليد الاجتماعية التي يجب المحافظة عليها عند أهلي ، فلا يذكر ذاكر شخص من آل المهدي ، مهما صغرت سنه إلا بتقديم كلمة السيد قبل الاسم ،هذا حق مستحق و مكتسب لكونك من آل المهدي ، أما الإمامة فهي اختيار بإجماع كامل من جماهير الأنصار وهذا لم يحدث في حالة امامة الصادق المهدي التي يرفضها حتى سادات من آل المهدي مثل السيد احمد المهدي والسيد ولي الدين الهادي وآخرين.
يقول المثل : الشبكة ما بتضحك على الدادية ،يتطابق هذا المثل مع الآخر القائل : الجمل ما بعرف عوجة رقبته ، انتقدت بنتا السيد عليه الرحمة اللواء برمة ناصر بأنه خالف الخط العام للحزب بتوقيعه على ميثاق نيروبي تحت تأثيرهن تداعى جماعة من الموالين للجيش وحكومة بورتسودان في حزب الأمة القومي لاجتماع لعزل اللواء من رئاسة الحزب وتكليف مولانا محمد عبدالله الدومة .
سبحان الله رئيس الأمةالصادق طوال سنين رئاسته شايل الحزب في جيبه أي زمان .
على ظلال من السرية ، دون علم أحد من زملائه في الجبهة المعارضة في السبعينات ، التقى الصادق المهدي بقائد الانقلاب جعفر نميري في بورتسودان ،لما انكشف أمره قال لهم ما قام به عبارة عن جس نبض !!! أنكر مناقشة أي قضايا تهم الوطن ،في حين تحدث المرحوم الصادق مع المرحوم نميري ، عن تعويضات آل المهدي بالفعل دفع نميري قروش لا تحصَ ، ولا تحمل إلا في صُرر على أكياس ،إن لم يكن جوالات ، قبل أن يؤدي الزعيم قسم الولاء للحزب الأوحد الذي تنص مادته الرابعة ( الاتحاد الاشتراكي السوداني هو التنظيم السياسي الوحيد في جمهورية السودان الديمقراطية ويقوم على تحالف قوى الشعب العاملة )
لاحظوا التناقض جمهورية السودان الديمقراطية قائمة على حزب واحد ، لا توجد ديمقراطية في العالم من غير تعددية حزبية ،بواسطتها تتم مبادلة السلطة سلمياً ،بين الأحزاب المهم وافق الزعيم الديمقراطي على حل حزب الأمة تلقائياً بأداء قسم الاتحاد الاشتراكي دون أن يقول أحد في الحزب : بنت السلطان عزبة .
أما في عهد الإنقاذ القريب ، فكان رئيس الحزب جليس للبشير بل مدافع شرس عنه قال عنه في دنقلا إبان ازمة الجنائية : البشير جلدنا وما بنرضى جلدنا ينجر في الشوك ، تلك الجملة في النهاية أرهقت الزعيم لكي يبررها في وقت لاحق .
وقال في جلسة انا ضمن حضورها بحسرة البشير ربما يكون آخر رئيس عربي بالطبع لا يرضَ الإمام لو آلت الولاية الكبرى في السودان لعربي بقاري أو أبالي من غرب السودان . لا تستغرب عزيزي القارئ من النزعة العروبية لمثقفي السودان فالامام المنحدر من أصول عجمية دنقلا يسير في خطى الشاعر العجمي محي الدين صابر صاحب كل الأشعاره التي تمجيد العرب في درب الشاعر خضر حمد صاحب قصيدة أمة أصلها للعرب ودينها خير دين يحب - وهو أيضاً رطاني -
انكشف الحديث مع البشير بأنه يدور حول التعويضات ولكن هذه المرة للحزب ما لآل المهدي لأن الأخيرة تمنح ورثة آخرين استحقاق في المبالغ ، يقول الإمام قبضنا من الحكومة قروش مقابل إيجار الدار- كانت دار الحزب في أم درمان مصادرة منذ أول يوم لانقلاب الإنقاذ ، لمدة عشر سنوات .
من كثرة ما يقول السيد الصادق ينسى بعض تصريحاته ،ليقع في تناقض قاتل ،يدخله ضمن الكذابين .
على ذكر الدار قال لنا مرة السيد في جلسة إن الدار هذه تم شراءها من أبي العلا بستة الف جنيه عن طريق تبرعات تجار الحزب وعضويته ومساهمة منه ، ليبلغ عدد القروش فقط أربعة ألف جنيه ،فكروا يعتذروا عن البيعة ولكن كرم أبي العلا كان فياضاً إذ تنازل عن المبلغ المتبقي ،عند تغيير ملكية المبنى رفض قادة الحزب سمى منهم عمر نور الدائم ودكتور ادم مادبو وبكري عديل تسجيل العقار باسم الحزب ،لاعتبار لو وقع انقلاب ستتم مصادرة الأرض ،فكروا في حيلة تنجي الأرض حال وقوع البيان الأول وهي تسجيل القطعة باسم الصادق المهدي لتكون ملك خاص وهو في نفس الوقت المالك مكان ثقة . نفس لسان الزعيم قال لنا في أيام خلافات حزب الأمة إنه شايل الحزب يدفع من جيبه لمنصرفات الحزب والدار الذي يقيم الحزب عليها منذ أربعين سنة هي بيته ،لاحقاً سمعت بأن دار الحزب تم تحويلها ملكيتها إلى عبدالرحمن الصادق من السيد الصادق المهدي عن طريق الهبة من الوالد .
طالع الطلاب الأنصار في الصحف ذات يوم خبراً فحواه انضمام أبناء الصادق(عبدالرحمن وبشرى ) إلى جهاز الأمن قال الطلاب كضباً .
بعد انتشار الخبر قال السيد الصادق معلقاً ومؤكداً أبنائي سودانيين، يحق لهم العمل في العسكرية وهم مؤهلين بحكم تخرجهم من الكلية الهاشمية في الأردن ، حسب الأتفاق أي -مع الإنقاذ- المفروض يتم استيعابهما في الجيش ولكن وقع خطأ يجب أن يصحح .
عندما قرأ ذلك التصريح الحبيب هاشم الحاج وهو رئيس الحزب في جامعة أمدرمان الاسلامية ، على لسان الصادق المهدي ،سقط مغمياً عليه من هول المفاجأة.
مثل النار في الهشيم انتشر خبر استلام الصادق المهدي مبالغ ضخمة من الحكومة ،بين مكذب ومصدق حتى خرج السيد الصادق من شاشة تلفزيون الخرطوم ، يرد على المذيع المبالغ في كمية المبالغ قال الصادق استلمنا أربعة مليار وليس ثمانية كما تقول وإن هذه كلها حولنا لعبدالرحمن ابني ليصرفها على جيش الأمة كمستحقات من فترة قتالهم في جبهة الشرق ضمن قوات التحالف ، لأن الموية بتكضب الغطاس بعد اسبوعين أغلق جنود وعناصر جيش الامة دار الحزب احتجاجاً على عدم وصول مليم واحد الى جيوبهم .
كل قطاعات الحزب متفق مع الشارع العام في السودان على اسقاط حكومة البشير ، إذ تخرج عضوية الحزب تلبية لمنادى المواكب الجماهيرية ،كان الإمام خارج السودان لحظتها ، ولما قدم الزعيم هرع إلى استقباله جماهير غفيرة من كيان الأنصار وحزب الأمة وتضامنت معهم جماهير الأحزاب لاعتبارات يمكن يكون لقاء السيد الصادق الضربة القاضية ولكن الإمام خذلهم وخذلنا نحن المتكورين حول التلفاز من أقاصي السودان الغربية .
بدلاً من يتناول أبوكلام قضايا السودان مثل الضائقة المعيشية ،أزمة السيولة ، تحقيق السلام أو إشعال جذوة النضال في الشباب الثائر لكي يخلص الشعب من الجبروت ،تحدث الإمام عن التهديد البيئي الناتج عن خرم الأوزون على سكان الأرض، عندما قاطعته هتافات الثورة يسقط بس ،يسقط بس ، قال ساخراً من الثورة بقول سارت به الركبان دي ما ثورة ، دي بوخة مرقة أو علوق شدة - بوخة المرقة - عند المتزوجات هي جلوس على حفرة دخان الطلح على عجالة عكس بوخة الخميس !!!
يعجبك شباب الثورة اتخذوا السيد الصادق مصدر هزء وسخرية متداولين على مواقع التواصل الاجتماعي صور له وبين أبطيه أدوات الدخان من فراش وغيره .
لما الثورة نجحت بإقامة اعتصام مليوني أمام القيادة العامة للجيش ، تناسى الزعيم حكاية البوخة ومرقتها ،لأن الحشود تستهوي الزعيم ،بل يموت فيها ،حتى وصفه الشريف الهندي: الصادق لو شاف جنازة يتبعها جمهور كبير لتمنى أن يكون هو المييت .
ولع الأمام بالحشود دفعه إلى اعلان عزمه إمامة أول صلاة جمعة في الاعتصام دون اخطار المعتصمين ولجانهم التنسيقية ، رفض المعتصمون امامته مستعيضين عنه بالشيخ مهران ماهر .
ثورة ديسمبر العظيمة التي أسقطت حكم شمولي دار عقود يسخر منها رئيس حزب ديمقراطي ولا واحد من اتباعه يجرؤ على انتقاده اذن لم نكن غلطانين لما أشرنا إلى الميز القداسي بين الرئيسين اللواء والإمام.....
نواصل.
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الصادق المهدی السید الصادق آل المهدی حزب الأمة
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس حزب الاتحاد: التنافسية الحقيقية سر نجاح الانتخابات
أكد محمد أمين، نائب رئيس حزب الاتحاد، أن التنافسية هي المحرك الأساسي لإنجاح أي ماراثون انتخابي، مشيرًا إلى أن مشاركة المواطنين لا تتحقق إلا في ظل منافسة حقيقية بين المرشحين والقوائم.
وقال أمين، خلال استضافته بندوة صدى البلد حول انتخابات مجلس الشيوخ 2025، إن الحزب استعد للانتخابات من خلال تنظيم قطار الوعي الذي جاب عددًا من المحافظات، إلى جانب عقد مؤتمرات جماهيرية حاشدة، موضحًا أن هذه المبادرة كانت ركيزة أساسية في اختيار المرشحين، حيث اعتمد الحزب على الكوادر التنظيمية وليس على "شراء اللاعبين" أو الرهانات المؤقتة، مضيفًا: "نراهن على كوادرنا لأنها ستظل داعمة للحزب في المستقبل، والتوفيق من عند الله".
وأضاف نائب رئيس حزب الاتحاد أن الحزب لجأ إلى التواصل المباشر مع المواطنين، من خلال طرق الأبواب واستخدام منصات التواصل الاجتماعي، نظرًا لعدم امتلاكه الإمكانيات المالية لإطلاق حملات إعلامية ضخمة، لافتًا إلى أن الحملات الرقمية أصبحت وسيلة مؤثرة في الوصول إلى الناخبين.
وأشار إلى أن الحزب تبنى آلية واضحة في اختيار المرشحين، تعتمد على تمكين الشباب والمرأة، موضحًا أن 50% من المرشحين، وعددهم 9 مرشحين، تتراوح أعمارهم بين 35 و40 عامًا، بالإضافة إلى تمثيل نسائي قوي ضمن القوائم.
وفيما يتعلق بالنظام الانتخابي، قال أمين إن الحزب كان يدعم القائمة النسبية، لكن ما حدث قد حدث، داعيًا إلى انفتاح أكبر في الانتخابات المقبلة، بحيث تكون المشاركة الحزبية هي الضامن لتمثيل الفئات المختلفة، بدلاً من الاعتماد على قوانين تفرض "كوتة" محددة، مؤكدًا أن هذا هو الدور التوعوي الحقيقي للأحزاب.
كما أشاد أمين بدور الهيئة الوطنية للانتخابات في تطبيق تقنيات حديثة خلال العملية الانتخابية، معربًا عن أمله في استمرار التطوير والوصول إلى تجارب متقدمة مثل التصويت بالبريد لكبار السن، مضيفًا: "نحتاج إلى نظام تسجيل اختياري في قاعدة البيانات، بحيث يكون الناخب حريصًا بالفعل على المشاركة".
واختتم نائب رئيس حزب الاتحاد تصريحاته بالتأكيد على أن مشاركة الحزب لأول مرة بهذا الحجم في الانتخابات تُعد تجربة محفزة، متوقعًا أن تعكس النتائج مستوى الجهد المبذول، قائلاً: "التنافسية هي التي تصنع المشاركة وتمنح العملية الانتخابية مصداقيتها الحقيقية".