سودانايل:
2025-12-15@05:52:22 GMT

د. عزام.. جرأة مميزة لمساجلة الصناديق الفكرية

تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT

وسط هذا السيل من المواد التي يقدمها الشباب في تطبيقات التواصل الاجتماعي برزت أصوات مميزة عبر منصات في تويتر، والفيس بووك، والكلب هاوس، والتك تووك، والواتساب. ولا تقف النجاحات عند عدد محدد من هؤلاء الشباب الذين يملأون الفضاء بمواد ملتميدية شيقة، وهي تتوثب الخطى لوراثة مستقبل العمل الإعلامي في وقت يترنح تأثير الفضائيات بعد انتهاء عصر الصحافة الورقية، وتلقي الراديو ضربات قوية قد تنهي زمانه قريباً.

وما أدل على ذلك موت البي بي سي، وصوت أميركا، ومونتكارلو. ولكن لفتت نظري بقوة تجربة د عزام التي ظللت أتابعها منذ عام على الأقل بمجهوداته التنويرية السياسية التي يقدمها، نقداً للممارسة السياسية اليومية، والمراوحة ما بين تقديم بحوث في التاريخ السياسي، ومقاربة أزمة الوجود السوداني بأزمات شبيهة في الإقليم مثل الحالتين الصومالية، والرواندية، وفي جدول أعماله تقديم مقاربة لحالتي زنزبار، وجنوب أفريقيا. ولاحقاً نوع عزام مساهماته بالحوارات التي يجريها تباعاً مع رموز المشهد السياسي والفكري. في هذه الضروب الثلاثة من المساهمة وطد عزام بحضوره المشكل دائماً في الميديا الحديثة كناقد جريء لأحزابنا في حراكها الراهني، ومواجهة ضيوفه بأسئلة جادة. وعندئذ لا تكفيه الإجابات، وإنما يولد منها سجالاً لا تجده في مقابلات الإعلام الرسمي مع المسؤولين، إذ يصبح المحاور أداة لتمرير آراء المسؤولين دون تتبعها بالاسئلة التي تروم المزيد من التوضيح، والشرح. وقد نبهنا نجاح تجربة عزام في أن الإعلام الحديث خطا خطوات كبيرة لوراثة دور الإعلام الكلاسيكي الرسمي الذي يعايش الموات، وكذلك الخاص الذي ترعاه الرأسمالية التي تعيش على كنف فساد الدولة في غالب أنشطتها. فالعالم الآن كله يشهد طاقة حيوية للشباب الذي اهتبل مناخ الحريات الذي وفرته ثورة الاتصالات، ويحاول الآن بجسارة، ومثابرة، نشر المعرفة، ومراجعة الماضي القطري الكئيب الذي وطنته وسائل الإعلام الكلاسيكية. -٢- د عزام - الإسلاموي السابق، والطبيب المتخصص في الطب النووي - نشأ في مناخ التدجين الفكري الذي أطبق على مرحلة جيله. ومع ذلك لم يثنه بحثه عن الحقيقة من الانقلاب على ولائه السابق للحركة الإسلامية ليستدير نحو فضاءات المعرفة الواسعة التي مهدت له اعتناق العلمانية كآخر سقف من سقوف تصحيح تجربته السابقة المؤمنة بربط الدين بالدولة. ومثل عزام شباب كثر تأثروا مسبقا بمناخ الدجل الديني، والسياسي، للحركة الإسلامية، واتخذوا لاحقاً ذات مواقف عزام. وبعضهم رأى في الإلحاد وسيلة فكرية جديدة تعارض مجمل الأفكار الدينية السلفية التي تبنوها قبلاً. إن التحول الفكري الذي نشهده للآلاف من الشباب من خانة اليمين واليسار إلى الاستقلالية بعد بروز الإنترنت ينبغي أن يكون درساً عظيماً لتياراتنا السياسية لمراجعة ما قبله جيل الستينات حتى التسعينات، ويصعب تبنيه لدى جيل الألفية الجديدة التائق للانفتاح المعرفي. ومحاولة د عزام للإسهام الإعلامي هي مراجعة شجاعة لماضيه بصدق تمثلت في ما ينتج من مواد تسعى لتأكيد أصالة رؤاه كإنسان حر، ومنفلت عن قيد الصناديق الفكرية. لقد نشأ معظم الإعلاميين الكلاسيكيين في السودان على التقليل من قيمة الأصوات الجديدة، ووضع العراقيل أمام تطلعاتها في الإضافة المهنية، وكانوا لا يجدون التشجيع، والإشادة الكافية. بل كان جيل آبائهم يمارس عليهم أستاذية تستبطن الغيرة من المواهب الجديدة التي يظنون أنها تهدد عروشهم الإعلامية. ولذلك غابت فضيلة الاهتمام بتشجيع الوالجين الجدد في المجال. وربما لا يقتصر أمر الغيرة من مهارات الجيل الجديد في حقل الإعلام، فمعظم الراسخين في الحقول الإعلامية، والثقافية، والفنية، يعيشون في نرجسية عظيمة، ولا يرون أن لكل مرحلة جيلها، ويحتكرون خبراتهم، ولا يملكونها للجيل الجديد. -٣- ‏‎يكون الاحتفاء بعزام هو فضيلة احتفاء بجيل جديد مؤهل علمياً، ومتقدم معرفياً، وفي محيطه كل الأسباب التي تجعلنا نثق أن كل لحظة تاريخيّة تفرز رموزها المجدين في تحقيق الإضافة الاستنارية، والثقافية، والإعلامية. وما يقدمه "مع عزام" من مادة تحليلية مليئة بالبحث المضني تحرك جدل الحوار السياسي الموضوعي الذي يضيف لخلق وعي عام. ومساهماته في مذاكرة التجارب القارية عبر تحليل يتقصى جذورها، وأبعادها، وإسقاطها بوعي على تجربة الوجود السوداني، تنم عن جدية في تعميق النظر في إمكانية الاعتبار من هذه التجارب المماثلة لشعوب من حولنا. أما الحوارات المفتوحة مع كل اللاعبين السياسيين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار تمنحنا الفرصة لتلمس المشترك وسط آراء المستضافين، وهم يعبرون عن نظراتهم الفكرية، والأيديولوجية، لما ينبغي أن تكون عليه الحلول للمشكل السوداني. في كل مساهماته الثلاث، والتي تتنوع المواضيع في داخلها بدت المنصة الإعلامية لدكتور عزام وجبة دسمة تخلق اختلافاً في الجدل الفكري، والسياسي، وتضع عقولنا المنحازة لقناعاتها أمام فرضيات أخرى تتطلب المراجعة لمواقفنا الصمدية. وهذه هي جزء من رسالة الإعلامي بوصفه الدينمو المحرك للأفكار المتعددة داخل المجتمع. الجرأة المميزة التي يساجل بها د.عزام كل تياراتنا السياسية، وأقوال رموزها، تكشف عن حماسه لتخطي سياج الابتزاز، والمزايدة، والذي كثيراً ما يحيط بالمحاولات الناقدة لإرث الممارسة السياسية. واعتقد أنه فتح لجيله نفاجاً ينجبه من الخضوع للرؤى البطرياركية التي هي جزء من المهددات لتخصيب الأفكار التي تتناول الإصلاح المجتمعي. وضمن هذا الاحتفاء بالمميزين من الأجيال الجديدة التي سحبت البساط سنتناول تباعاً تجارب أخرى تسير باضطراد نحو مضاعفة التجويد. ود. عزام حقاً أول الغيث.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: د عزام

إقرأ أيضاً:

تعب غريب مش عارف سببه .. أعراض مميزة تكشف أمراض المناعة الذاتية

تعد أمراض المناعة الذاتية من أكثر المشكلات الصحية التى يصعب تشخيصها في البداية لذا لابد عند ظهور علامات غريبة أو متكررة زيارة طبيب المناعة فورا.

علامات أمراض المناعة الذاتية 


ووفقا لما جاء في موقع كيلافند كلينك يمكن أن تسبب أمراض المناعة الذاتية مجموعة واسعة من الأعراض، وقد تؤثر على الجسم من الرأس إلى القدمين.

على سبيل المثال، قد تُسبب الحالات المرضية التي تُؤثر على العضلات ضعفًا فيها وقد تُعاني أيضًا من ألم في المفاصل ، أو تورم، أو تيبس إذا كنت تُعاني من حالة مرضية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.

ويُسبب داء السكري من النوع الأول ارتفاعًا في نسبة السكر في الدم (فرط سكر الدم)  كما تُؤثر بعض أمراض المناعة الذاتية على البصر .

أعراض مميزة لأمراض المناعة 

تسبب العديد من أمراض المناعة الذاتية التهابات ، والتي قد تشمل ما يلي:

شعور بالدفء أو الحرارة.
تغير لون الجلد أو احمراره.
تورم.
ألم.
تُسبب العديد من أمراض المناعة الذاتية أعراضًا تظهر وتختفي (تتكرر) و تُسمى هذه النوبات من الأعراض الأكثر وضوحًا أو حدةً بالهبات أو النوبات.

أخبر طبيبك إذا كنت تعاني من أعراض يبدو أنها تتكرر، خاصةً إذا كانت أنشطة بدنية معينة، أو أوقات معينة من اليوم، أو أطعمة أو مشروبات، أو أي شيء آخر يجعلها تتحسن أو تسوء بشكل ملحوظ.

ثق بحدسك، لا أحد يعرف ما هو طبيعي لجسمك أفضل منك.

استشر طبيباً إذا لاحظت أي أعراض جديدة لا يمكنك تفسيرها، خاصةً إذا كنت تشعر بأنك لست على طبيعتك أكثر من المعتاد.

طباعة شارك المناعة أمراض المناعة الذاتية أعراض أمراض المناعة أعراض أمراض المناعة الذاتية السكر السكري

مقالات مشابهة

  • عودة مستذكرًا جبران تويني: حمل قضية لبنان ولم يحمل سلاحًا أو حقدًا بل جرأة
  • أحمد عبد الباسط:مشاركة مميزة لـ محمد صلاح
  • "صحار الدولي" يحصد 3 جوائز مميزة ضمن حفل "TOMI"
  • جامعة القاهرة تنظم فعالية ثقافية عن الأمن القومي بالفرع الدولي
  • ملتقى شبابي في الوسط لتعزيز المشاركة السياسية والتحديث
  • جامعة القاهرة 6 أكتوبر تنظم فعالية ثقافية حول الإعلام والأمن القومي
  • تعب غريب مش عارف سببه .. أعراض مميزة تكشف أمراض المناعة الذاتية
  • عمر عزام قصر العيني.. قلعة طبية في خدمة كل ربوع الوطن
  • إنجازات عراقية مميزة لألعاب القوى البارالمبي في البطولة الآسيوية للشباب
  • معركة هوليوود.. كيف تسعى الصناديق الخليجية لشراء نفوذ في الإعلام الأمريكي؟