سلطنة عُمان وباكستان تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
العُمانية: التقى معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار اليوم بمقر الوزارة، معالي جام خان، وزير التجارة الفيدرالي بجمهورية باكستان الإسلامية، الذي يزور سلطنة عُمان حاليًّا.
وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، واستكشاف فرص التعاون والشراكة في مختلف القطاعات وخاصة في الأمن الغذائي وقطاع التعدين والمستلزمات الطبية والدوائية، مع التركيز على استغلال القطاعات الواعدة، وتعزيز بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات، إضافة إلى تسهيل الإجراءات التجارية وزيادة التبادل التجاري، وأكد معالي وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار على متانة العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عُمان وجمهورية باكستان الإسلامية، موضحًا أهمية توسيع آفاق التعاون التجاري والاستثماري، وتعزيز الشراكات التجارية بين مؤسسات وشركات القطاع الخاص في البلدين.
وتشير الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن الميزان التجاري بين سلطنة عُمان وباكستان حتى ديسمبر 2024 يميل لصالح باكستان، حيث بلغت قيمة الصادرات العُمانية إلى باكستان ما يقارب 89 مليون ريال عُماني، في حين بلغت الواردات العُمانية من باكستان 97.6 مليون ريال عُماني، وتتمثل أهم السلع المستوردة من باكستان إلى سلطنة عُمان في الأرز والذرة الصفراء وكبريتات الباريوم، بينما تشمل السلع المصدرة من سلطنة عُمان إلى باكستان البولي بروبيلين، وبولي إيثيلين، والألمنيوم، والرصاص.
وتأتي هذه اللقاءات في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، والعمل على توسيع مجالات التعاون المشترك بما يخدم المصالح الاقتصادية للجانبين.
كما استقبل معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، اليوم بمكتبه معالي جام خان، وزير التجارة الفيدرالي بجمهورية باكستان الإسلامية، وناقش الوزيران خلال المقابلة الموضوعات المتعلقة بالتعاون في مجالات الزراعة، واستعراض فرص الاستثمار المشتركة التي يمكن أن تُسهم في تطوير القطاع الزراعي في البلدين.
وأكّد معالي وزير الثروة الزراعية والسمكية على أهمية هذه الزيارة في تعزيز التعاون الثنائي، مشيرًا إلى أن باكستان تمتلك مجموعة متنوعة من المنتجات الزراعية التي يمكن تصديرها لسلطنة عُمان.
من جانبه أعرب معالي الضيف عن اهتمام بلاده بتعزيز التعاون مع سلطنة عُمان، مؤكّدًا على أهمية العمل المشترك لتحقيق التنمية المستدامة والاستفادة من الموارد الطبيعية بشكل يضمن الفائدة للجانبين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وزیر التجارة
إقرأ أيضاً:
زيارة تؤسس لعلاقات جديدة| وزير خارجية إيران في مصر.. وسمير فرج: نقطة تحول تاريخية وبداية لانفراجة في التعاون بين البلدين
في مشهد دبلوماسي لافت، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح الاثنين، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في زيارة رسمية تعكس تغيراً في خارطة العلاقات بين القاهرة وطهران، بعد عقود من التوتر والانقطاع.
اللقاء الذي جرى بحضور وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، ورئيس المخابرات العامة اللواء حسن رشاد، لم يكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل حمل في طياته مؤشرات على تحول استراتيجي في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين.
تحية إيرانية وتقدير مصريونقل الوزير الإيراني تحيات وتقدير الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى الرئيس السيسي، وهو ما ثمنه الرئيس بترحيب واضح، حيث أكد الجانبان على أهمية استمرار المسار الحالي لإستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين الدولتين.
الملف الفلسطيني في صلب المحادثاتوركزت المباحثات بين وزير الخارجية المصري ونظيره الإيراني على تطورات الأوضاع في المنطقة، وبخاصة الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة.
وشدد الرئيس السيسي على موقف مصر الثابت الرافض لتوسيع نطاق الصراع، محذرًا من الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة قد تزعزع استقرار المنطقة برمتها, مشيراً في هذا الإطار إلى أهمية المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
كما جدد السيسي دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة إنفاذ المساعدات الإنسانية، في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون. ولم تغب قضية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب عن اللقاء، حيث أكد الرئيس السيسي على ضرورة عودة الأوضاع إلى طبيعتها.
ومن جهته، أعرب الوزير عباس عراقجي عن تقدير بلاده للدور المصري في دعم استقرار المنطقة، مؤكدًا حرص طهران على استمرار التنسيق والتشاور مع القاهرة خلال المرحلة المقبلة، بما يخدم المصالح المشتركة ويحدّ من التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط.
الماضي الحاضر في ذاكرة العلاقاتوفي قراءة تحليلية للمشهد، صرح اللواء الدكتور سمير فرج المفكر الاستراتيجي لـ "صدى البلد"، أن هذه الزيارة تُعد نقطة تحول بعد سنوات من القطيعة والاحتقان بين البلدين، تعود جذورها إلى مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
وأشار فرج إلى أن توتر العلاقات بدأ عندما قامت إيران بتسمية أحد ميادينها باسم “خالد الإسلامبولي” الذي قام باغتيال السادات، مما شكل صدمة في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأضاف أن هذه الزيارة تمثل بداية إذابة الجليد بين القاهرة وطهران، واستعادة التواصل بعد عقود من الجمود، ولكنّه في الوقت ذاته استبعد حدوث تعاون عسكري في المرحلة الراهنة، معتبرًا أن الوقت لا يزال مبكرًا لمثل هذه الخطوة.
دفن الشاه وبوادر القطيعةكما استعرض فرج في تصريحاته الجذور العميقة للأزمة الدبلوماسية بين البلدين، مشيرًا إلى قرار الرئيس الراحل السادات باستضافة شاه إيران المخلوع، رضا بهلوي، ودفنه في مصر، وهو القرار الذي لم تتقبله طهران بعد ثورتها الإسلامية، وكان أحد أبرز نقاط التوتر التي استمرت لعقود.
هل نشهد صفحة جديدة؟وتبدو زيارة وزير الخارجية الإيراني لمصر، مؤشرًا واضحًا على تغير المناخ السياسي بين البلدين. وبينما تبقى خطوات إعادة العلاقات الكاملة رهينة بالتطورات السياسية والإقليمية، فإن استقبال الرئيس السيسي للوزير الإيراني يعطي إشارة قوية على استعداد القاهرة لفتح صفحة جديدة، قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وربما تكون هذه الزيارة الأولى في طريق طويل نحو إعادة بناء الثقة بين مصر وإيران.