ارتداء العروس 7 فساتين فوق بعضها.. الزواج في واحة سيوة «عادات وتقاليد»
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
كانت الفتاة تتزوج في سن التاسعة قبل أربعينيات القرن الماضي، وكان لرجل في سن السبعين أو الثمانين عاما أن يتزوج فتاة في هذا السن بصداق لا يتجاوز ستة ريالات، تقدم بقيمتها ملابس للعروس، والطلاق سهل كالزواج لدرجه أن الطفلة قد تمر على عشرة رجال قبل بلوغها 30 من عمرها ثم بدأ معدل ارتفاع سن الزواج إلى 16 سنه بعد ستينات القرن الماضي، والفتاة التي لا تتزوج في هذا السن تصبح عانسا.
كما كانت هناك عادة صارمة تمنع الرجل من مباشرة حياته الطبيعية مع زوجته قبل انقضاء سنتين على الأقل، فلديهم الاعتقاد أنه إذا بلغت البنت سن البلوغ في منزل زوجها فإن هذا يكون مدعاة لبقائها أكثر طاعة وإخلاصا له.
وبعض من أهل سيوة وإن كانوا قلة لا يزالوا يتمسكون جزئيا بهذه العادات ولكنهم وجدوا أن نصف عام أو أقل من ذلك كافي جدا لهذا الغرض نظرا لأن العروس صارت ناضجة سلفا.
وعندما يصل الفتى إلى سن الزواج ويرى العروسة التي تناسبه أو التي انفتح لها قلبه، فإنه لا يجرأ أن يطلب يدها من والدها بل عليه الرجوع إلى أكبر ذويه سنا يتقدم الى والد العروس ويطلب يدها.
والأفراح عادة في سيوة تكون بعد موسم بيع البلح او موسم بيع الزيتون، وعند الاستعداد ليوم الزفاف المتفق وطبقا لما ورد في مخطوط سيوة (التاريخ المحلي لواحة سيوة ) تدعى كافه المدينة ويأكلون الزقاة (القرع العسلي) مضافا إليه العدس والبقول وهو طعام مألوف في سيوة تقوم بتجهيزه أسرة العروس رغم أن الفرح( العرس) يتم في بيت أسرة العريس.
وقبل العرس بمدة كافية بعد أن تكون كافة الترتيبات قد تمت بين أسرة العروسين تبدأ البنات في تطريز الطرح السيوي والتي يبلغ عددها أحيانا في جهاز العروس 30 طرحا، ويتم إعداد ثوبين للعروس أحدهما أبيض وآخر أسود، الحياة بوجهيها.
وبعد الانتهاء من تحضير ملابس الزواج وشراء الحلى للعروس، وفي ليلة الزواج تتوجه العروس في مجموعه من رفيقاتها وبعض النساء من أقاربها ليلا لتستحم في عين العرائس(عين الحمام) أو عين كليوباترا، لأن كليوباترا استحمت وهى كانت بعيدة عن أعين المارة.
وقد تم استبدال عين الحمام بعين طموسي في بداية القرن الماضي وأصبحت العروس تغتسل في هذه العين مرتدية، رداء واحدا عصر يوم عقد القران، وعند هذه العين تقوم العروس بخلع الاسطوانة المزركشة التي تسمى الأدرم من حزامها الدائري الذي يسمى الأغرو وتسلمها لأمها او لإحدى خالاتها لكي تستخدمها بعد ذلك إحدى أخواتها الصغار، أو أي بنت من بنات الأسرة في المستقبل.
وتقوم أصحاب العروس وأقاربها من النساء بالغناء والطبل في رحلة الذهاب والعودة من العين على ان تقابلهم في منتصف طريق العودة النساء والبنات من أقارب العريس لمشاركتهم الغناء والتصفيق والطبل حتى الوصول إلى منزل العروس، ثم ترتدي ثوبها الأبيض وتنتظر بعد ذلك في غرفة منفردة بحيث لا تراها البنات غير المتزوجات، فربما يتم ذلك لإيجاد حد فاصل بين حياتها الماضية وما هي مقدمة عليه من حياة تختلف تماما عن لهو وبراءة الصبا، إنه إعداد نفسي يتم في صمت.
وفي ليله الزواج تقوم امرأة لديها خبرة تصحبها البنات ممسكات بالفوانيس الملونة لتقمن بعمل الزينة وتسوية الشعر وعجن الحناء والاهتمام بالحناء شديد وواضح، ويتفننون في زخرفة اليد والقدم، وقد كانوا قديما يستخدمون الخيط والحبال لعمل النقوش، أما الآن فإنهم يستعملون( ستيكرز) الذي تم جلبة من ليبيا أو مطروح أو من غيرهما، وبذلك تنوعت النقوش والأشكال واختفت الزخارف البدوية.
ثم تأتي المرأة الخبيرة بوضع العطور وروح الورد واللمسات الجمالية الأخيرة، وترتدي العروس في ليلة زواجها ملابس العرس وهي سبعة فساتين فوق بعضها البعض، على النحو التالي:
الأول وهو الملاصق للبشرة ويكون أبيض اللون خفيفا شفافا.
الثاني يكون أحمر شفافا.
الثالث يكون أسود.
الرابعيكون لونه أصفر.
الخامس لونه أزرق.
السادس من الحرير الوردي.
أما السابع فيكون من الحرير الأخضر.
وفوق كل هذا ترتدي فستانا خاصا بالزفاف مطرزا بتطريز غالي التكاليف حول الرقبة، وتضع على رأسها شالا من الحرير الأحمر على أن الحلي من الفضة التي تتزين بها تتكلف مبلغا كبيرا من المال، ثم يأتي أقارب الزوج لاصطحاب العروسة إلى منزل الزوجية، فعندما يراهم أهل العروس يقفلون باب المنزل لمنعهم من الدخول، إلا أن هؤلاء يحاولون الدخول بالقوة لأخذ العروس، فيرفض أهلها تسليمها مدعين أنهم لا يسلمونها إلا عند أذان الصباح.
لذلك يقوم أهل الزوج برشوة المؤذن للأذان في غير الميعاد وبعد عدة مناوشات بين الأهلين تتقدم جارية تحمل سيفا أو سكين وتحمل العروس وهي ملفوفة في شال أبيض يسمى الجرد 12 إلى منزل الزوج.
كانت العروس تركب الحمار أما الآن فتركب أحدث السيارات، وعند وصولها منزل الزوج يقابلها أهل الزوج بالتهليل والرقص والطبل والغناء ويخرج المدعوون من منزل الزوج، وتدخل الجارية وهي تحمل العروس ملفوفة بالجرد وتضعها في حجرة الزوجية على أن لا تلمس قدمي العروس الأرض قبل دخولها حجرة الزوجية، لأن ذلك يبعث التشاؤم وتضع قصعة بها طعام على عتبة هذه الحجرة ثم يأتي الزوج يريد الدخول فتبادره الجارية بقولها تشتريها فيجاوبها بوزنها تتركه الجارية وتنصرف ويقابل الزوج عروسة بعد أن يمر من فوق القصعة.
وفي الماضي من عشرات السنين عن ليلة الزفاف كان هناك بعض الطقوس التي تجري في حضور خال العروس أو عمها أو هما معا وهو أمر حساس يتعلق بالشرف بالنسبة لأسرة العروس.
وعند أذان الصباح يهرب الزوج إلى الحقول ويمضي فيه نهاره ويعود ليلا إلى منزله، ويستمر ذلك لمده ثلاثة أيام وذلك حياء من والديه وأقاربه، وفي ثالث يوم يأتي أهل العروس لغسل رجليها فيرسل أهل الزوج جمارا وفاكهة وبعد ذلك تسير الأحوال عادية.
كانت حجرة الزوجية يتم تأسيسها بفرش بسيط لعل أهم ما فيه إن كان العريس غنيا أم فقيرا الصندوق الخشبي المزين المصاحب للعروس، والذى تضع فيه كل متعلقاتها الشخصية، ولاتزال تتمسك به كما يحتوى جهاز العروس على مجموعه من المتكئات المحشوة فضلا عن أواني وأدوات صنع الشاي.
اقرأ أيضاًرئيس مدينة سيوة يتواصل مع أبناء الواحة بزيارة المكتبة والبيت السيوي
الاستشفاء بالرمال الساخنة في سيوة: تجربة علاجية تجمع بين الطبيعة والتراث
سيوة تواصل برامجها لدعم المرأة السيوية في ظل مواجهة التغيرات المناخية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الزواج في الماضي منزل الزوج إلى منزل
إقرأ أيضاً:
3 عادات شائعة تدمر الذاكرة.. تعرف عليها
دماغنا كالعضلة، كلما استخدمناه بالطريقة الصحيحة، ازداد قوة، ولكن كما أن عادات نمط الحياة السيئة قد تضر أجسامنا، فإن بعض العادات اليومية قد تُضعف ذاكرتنا ومهارات التفكير تدريجيًا.
كثير منا يفعل هذه الأشياء يوميًا دون أن يُدرك الضرر الذي تُلحقه بقوة دماغه، إذا وجد شخص ما نفسه ينسى أشياء، أو يُعاني من صعوبة في التركيز، أو يشعر بإرهاق ذهني، فقد تكون عاداته هي السبب.
إليك 3 عادات يومية قد تُضر بذاكرتنا وكيفية إصلاحها:
عادات شائعة تدمر الذاكرة- لا يوجد نشاط بدني.
لا يؤثر إهمال التمارين الرياضية على محيط الخصر فحسب، بل يؤثر أيضًا على الذاكرة، فالممارسة المنتظمة للتمارين الرياضية تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يساعده على العمل بكفاءة.
من ناحية أخرى، قد يؤدي نمط الحياة الخامل إلى إبطاء العمليات الإدراكية، بل ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالذاكرة مثل الخرف، حتى المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا أو بعض تمارين التمدد يمكن أن يعزز قدراتك العقلية ويحافظ على ذاكرتك قوية.
- التصفح بشكل مستمر
كما أن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي بلا توقف، أو مشاهدة الفيديوهات بشراهة، أو الاعتماد على هاتفك في كل صغيرة وكبيرة، كلها عوامل قد تُسبب كسلًا في دماغك، فالتدفق المستمر للمعلومات يُرهق عقلك، ما يُصعّب التركيز وتذكر التفاصيل المهمة، كما أن التحديق في الشاشات لفترة طويلة يُقلل من التفكير العميق ويُضعف قدرة الدماغ على تخزين المعلومات.
حاول تحديد وقت مُخصص للشاشة وأخذ فترات راحة لمنح دماغك مساحة للتنفس.
- التوتر
التوتر أشبه بسارق للذاكرة، فهو يمحو تدريجيًا قدرتك على تذكر المعلومات.
يُطلق التوتر المزمن هرمون الكورتيزول، وهو هرمون يُلحق الضرر بمركز الذاكرة في الدماغ لهذا السبب، عندما تشعر بالتوتر، تميل إلى نسيان الأشياء بسهولة أكبر، كما أن إيجاد طرق للاسترخاء - كالتأمل، أو التنفس العميق، أو ممارسة هواية - يُمكن أن يُساعد في حماية دماغك من التلف طويل الأمد.
المصدر: times of india