ولاد الشمس.. دراما مؤلمة تكشف قسوة الحياة في دور الأيتام
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
يسلط مسلسل "ولاد الشمس" الضوء على واقع مؤلم يعكس معاناة الأطفال داخل دور الأيتام، حيث تدور الأحداث حول 4 شباب نشؤوا في دار رعاية تحت إدارة مدير قاس يستغلهم ويعرضهم لشتى أنواع العذاب.
من خلال شخصيات "ولعة"، و"مفتاح"، و"ألمظ"، و"قطايف"، يكشف المسلسل عن الحياة القاسية التي يعيشها هؤلاء الشباب، ونضالهم المستمر للهروب من هذا السجن وكسر قيود الاستغلال والقهر المفروضة عليهم.
المسلسل من إخراج محمد عبد العزيز، ويضم نخبة من النجوم، حيث يجسد أحمد مالك دور "ولعة"، وطه دسوقي دور "مفتاح"، بينما يلعب محمود حميدة دور "بابا ماجد"، المدير المتسلط الذي يحكم الدار بقبضة من حديد. كما يشارك في البطولة كل من فرح يوسف، وجلا هشام، ومريم الجندي، ومعتز هشام، في عمل درامي يكشف الوجه الخفي لمؤسسات الرعاية.
قصة إنسانية وأداء يشبه الواقعنجح المسلسل في ملامسة مشاعر المشاهدين من خلال تسليط الضوء على معاناة الأطفال في ظل هذه الظروف القاسية، حيث عكس الواقع المرير الذي يعيشه العديد من الأطفال داخل مؤسسات الرعاية.
ولم يكتفِ العمل بعرض هذه المآسي، بل حفّز الجمهور على التفكير في أهمية تحسين أوضاع دور الأيتام، وضمان حماية الأطفال من الاستغلال والتعذيب. كما قدم رسالة قوية حول حقوق الطفل وضرورة حمايته من أي نوع من الأذى، مما جعله عملا يحمل بُعدا إنسانيا عميقا.
إعلانتميز كل من طه دسوقي وأحمد مالك بأداء استثنائي في تجسيد شخصيتين متناقضتين تمامًا، حيث استطاع كل منهما إبراز جوانب مختلفة من الصراع النفسي والتفاعل بينهما.
لعب طه دسوقي دور "مفتاح"، الشاب الهادئ الذي يعتمد على العقل والتفكير قبل اتخاذ أي خطوة، مما جعله الشخصية الأكثر اتزانًا في مواجهة الأزمات، حيث أبدع في إظهار سماته المتأنية والرصينة.
على الجانب الآخر، قدم أحمد مالك شخصية "ولعة"، الشاب المندفع والعنيف، الذي لا يتردد في اللجوء إلى القوة للتعبير عن مشاعره ومواقفه. ومع تصاعد الأحداث، تتضح العلاقة التكاملية بينهما، حيث يصبح كل منهما جزءا مكملا للآخر في الأداء وردود الفعل، مما أضفى على المسلسل مزيدًا من العمق والواقعية.
الشرير الأنيق وأداء متوقعأدى محمود حميدة في المسلسل شخصية "بابا ماجد" الشرير بمهارة عالية، وجسّد شخصية أنيقة وشريرة في الوقت نفسه. استغل حميدة قدراته التمثيلية ليظهر "بابا ماجد" كشخص يفرض سلطته بهدوء، ويستغل الأطفال في دار الأيتام لمصالحه الشخصية.
جعل حميدة الشخصية مليئة بالدهاء والبرود، وأبدع في نقل فكرة الشر المغلف بمظهر أنيق، كما أظهر براعة في التلاعب بالمواقف المختلفة لصالحه، ورغم الأداء القوي له، فإن هناك بعض المبالغة في التعبير عن الشر، ما أثر على مصداقية الشخصية في بعض المشاهد.
بالإضافة إلى تكرار بعض الحركات والتعبيرات، ما جعل حميدة يفقد عنصر المفاجأة. وفي مشاهد أخرى جاء تركيز حميدة على الأناقة، مبالغا فيه أيضا ليبدو كشخصية سطحية إلى حد ما، بدلا من كونه شخصية عميقة ومليئة بالتفاصيل والتعقيدات.
إيقاع بطيء وحبكة متوقعةنجح مسلسل "ولاد الشمس" في جذب الانتباه وتقديم حكاية تلامس الواقع، لكن إيقاع المسلسل جاء بطيئا إلى حد ما، ما جعل الأحداث تبدو مترهلة، خصوصا في المشاهد التي تتطور فيها الأحداث، وتسبب في فتور بعض المشاهدين، مع سهولة توقع ردود فعل بعض الشخصيات، وتزايد الصدف غير المنطقية في أحداث المسلسل، ما تسبب في انفصال المشاهد عن الأحداث.
إعلانليست فقط الحبكة المتوقعة أهم عيوب المسلسل، لكن المعالجة السطحية إلى حد ما دون تعمق في موضع المسلسل الأساسي وهو حقوق الأيتام واستغلال دور الأيتام لهم.
فقد جاءت فكرة المسلسل الأصلية، كأنها فكرة ثانوية تدور كخلفية لقصة الأبطال الأصليين، سواء القصص العاطفية أو الرغبة في التحرر من قبضة "بابا ماجد" والبحث عن حياة جديدة، ما جعل الرسالة الأهم من المسلسل تتوارى إلى حد كبير.
مشاهد معتمة وإضاءة قاتمةتميز تصوير مسلسل "ولاد الشمس" باختيار دقيق لموقع دار الأيتام وعمارته التي أظهرته كمكان معتم ومغلق، يعيش فيه الأطفال الأيتام، ليعكس البيئة القاسية والضاغطة التي يعيش فيها الأطفال، كما استخدمت الإضاءة بصورة متقنة، لتظهر العالم القاتم للأيتام، وتسلط الضوء على الحالة النفسية للشخصيات وعلى معاناتهم.
خاصة أن المكان على اتساعه، صمم ليشبه السجن في الكثير من تفاصيله، فالممرات الطويلة تعطي شعورا بالاختناق، بينما أضفت السقوف العالية إحساسا بالعزلة والبعد عن العالم الخارجي، لترسيخ حالة الخوف والتوتر التي يعيشها الأطفال داخل الدار.
وأسهمت الديكورات والألوان الباهتة والظلال الثقيلة القامة في تعزيز الأجواء المقبضة للمكان، بالإضافة إلى النوافذ المغلقة طوال الوقت، التي تضفي إحساسا بالحصار، وكأن الأطفال لا يمكنهم الهرب أو النجاة من هذا المكان، كما يؤكد على فكرة القسوة والظلم والعزلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان رمضان 2025 دور الأیتام ولاد الشمس بابا ماجد ما جعل إلى حد
إقرأ أيضاً:
جمعية رعاية الأيتام بالمعنى تسلّم شهادات اجتياز دورة الإسعافات الأولية
سلّمت جمعية رعاية الأيتام بالمعنى والأعمال الخيرية، شهادات اجتياز دورة الإسعافات الأولية في دورتها الثانية عشرة، بحضور الإعلامي أحمد بكري رئيس مجلس إدارة الجمعية، وبإشراف هالة الحساني المشرفة العامة والمسؤولة عن تدريب الدورة.
وأكد أحمد بكري رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية الأيتام والأعمال الخيرية بالمعنا بمحافظة قنا، أن المبادرة تُعد مبادرة مميزة وناجحة لتدريب الفتيات والشباب الذي تجاوز عددهم إلى 300 متدرب ومتدربة لمدة عام ونصف، مشيراً إلى أن الدورة تشهد تطوراً ملحوظاً وإقبالاً متزايداً، حيث تعتمد فعاليات الدورة على التدريب العملي واستخدام الأجهزة الطبية مثل قياس الضغط والسكر وعلاج الحروق، وتزوّد الدورة التدريبة الأفراد بمهارات أساسية لإنقاذ الأرواح، ومنع تفاقم الإصابات، والتصرف بثقة في حالات الطوارئ، مع تخفيف الألم وتعزيز السلامة في العمل والمجتمع ورفع الوعي الصحي، كما تمثل إضافة قيمة للسيرة الذاتية، حيث تمكّن المتدرب من تقييم الحالة وتأمين السلامة والتعامل مع الجروح والنزيف والحروق والاختناق وفقدان الوعي وتثبيت الكسور والتعرّف على الأزمات الصحية الحادة
ووجه رئيس مجلس الإدارة التحية للمتدربات اللاتي أبدين اجتهاداً وإصراراً وعزيمة، مؤكداً أن لهن دوراً مهماً في خدمة المجتمع، وأن الدورة تفتح آفاقاً لفرص العمل والمساهمة في إنقاذ المرضى، داعياً الجميع للالتحاق بها برسوم رمزية في إطار العمل الخيري.
من جانبها، أعربت هالة الحساني عن سعادتها بنجاح المبادرة التي أطلقتها مع الدكتورة شادية بكري تحت شعار «انفع نفسك وغيرك»، مؤكدة أن الهدف إنساني وأخلاقي يقوم على الصدق في النية والمعلومة الصحيحة وابتغاء مرضاة الله، مشيرة إلى مشاركة متدربات من تخصصات مختلفة مثل الحقوق والتمريض والهندسة.
وفي ختام الفعالية، عبّرت المتدربات عن حجم الاستفادة التي حققنها من الدورة وإدراكهن لمسؤولية العمل الإنساني، خاصة في التعامل مع الجروح والإصابات، موجّهات الشكر لإدارة الجمعية ولمشرفة الدورة، مؤكدات أن التدريب شكّل لهن بداية جديدة في خدمة المجتمع.