ماذا قال دروز السويداء عن زيارة إسرائيل؟
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
سوريا- لم تلقَ دعوة إسرائيل رجال الدين الدروز في السويداء، أمس الجمعة، لزيارة مقام "النبي شعيب" في قرية حطين شمال فلسطين المحتلة قبولا لديهم، لكنها أثارت تساؤلات، في ظل مشهد سياسي سوري متأزم أصلا.
ونفى الشيخ سعيد البكفاني، أحد شيوخ الدروز في السويداء، مشاركة أحد منهم في الزيارة، وقال للجزيرة نت إن من زار مقام النبي شعيب "هم رجال دين من القنيطرة وريف دمشق".
وهذا ما أكده الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي لدروز فلسطين، عندما نفى عبر تصريحات إعلامية قدوم رجال دين من السويداء تلبية لدعوة وجهها لهم لزيارة مقام النبي شعيب.
رفض الاتهاماتوتنتظم هذه الزيارة سنويا، في الفترة الممتدة بين 25 و28 أبريل/نيسان، لكن الدعوة الإسرائيلية لزيارة المقام بغير الموعد المعلوم، قد تحمل -حسب البعض- دلالات سياسية وتوددا إسرائيليا تجاه دروز السويداء.
ونفى الشيخ حمود الحناوي، شيخ عقل الدروز في السويداء، معرفته أو تدخله بهذه الزيارة، وأشار إلى أنه رأى الإعلان عنها كأي شخص آخر.
وقال للجزيرة نت "الزيارة قد تكون سابقة لوقتها بظل الظروف المتسارعة داخل سوريا، ولا علم لي إن شارك بها أحد مشايخ السويداء، وإن حدث، فهي تحمل صفة دينية تقليدية، لا شأن للسياسة بها".
إعلانوندّد الشيخ الحناوي بالاتهامات لسكان السويداء بـ"العمالة الخارجية"، ورغبتهم "بالانفصال عن الوطن الأم"، وأكد أن السويداء "كانت وستبقى جزءا لا يتجزأ من سوريا".
وذكر الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل الدروز في السويداء، أن الزيارة، تُعد الأولى من نوعها منذ عام 1973. وقال للجزيرة نت "قد تكون الزيارة مبادرة من الشيخ موفق طريف، بهدف إعادة الروابط، واستئناف الزيارات الدينية، لتعزيز اللحمة الوطنية وتحقيق التوافق والمحبة بين أبناء الوطن من كلا الجانبين".
وأوضح جربوع أن الاعتراض على الزيارة جاء لاعتبارات عديدة، أهمها، عدم ملاءمة التوقيت السياسي الحالي لها، بظل التحديات التي تواجه سوريا عموما، ومنطقة جبل العرب والطائفة الدرزية خاصة، بالإضافة لعدم وجود سلام بين سوريا وإسرائيل، على حد تعبيره.
وأضاف "نحن ملتزمون بالقوانين السورية، وبانتمائنا القومي والعربي وبسوريتنا". وتوقع أن "تتفهم الدولة السورية الزيارة، باعتبارها تعبيرا عن مشاعر الشوق للقاء الأهل، وليس محاولة للتطبيع مع إسرائيل، أو تحقيق أهداف سياسية".
ويحظى "النبي شعيب" بمكانة خاصة لدى كلّ الدروز، لدرجة أن دروز السويداء أنشؤوا مقاما رمزيا يحمل اسم النبي شعيب في قرية قيصما، "كمكرمة" من المقام الحقيقي في فلسطين، ولأجل التبرّك بالاسم.
انعكاسات التوقيتويرى مروان حمزة، الناشط السياسي السوري، أن هذه الزيارة "دينية تقليدية تخلو من أي دلالات سياسية". وقال للجزيرة نت "المشاركون بالزيارة ليسوا من أبناء السويداء، بل من دروز فلسطين المحتلة والجولان والجليل".
وفي السابق -يضيف حمزة مقارنا- "كان دروز الجولان وفلسطين المحتلة يزورون الأماكن المقدسة في جبل العرب، ويلتقون الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وينظمون رحلات لمناطق مختلفة في سوريا".
إعلانوعن توقيت الزيارة والتشنج القائم بين بعض مشايخ الجبل والإدارة الجديدة في سوريا، يقول حمزة إنها أثارت تساؤلات تؤدي إلى "زيادة التوتر الطائفي بالمنطقة، وبسوريا عموما، ولذلك هي غير مناسبة بهذا الظرف".
أما مفيد أبو عمار، رئيس المكتب الإداري للهيئة العامة لحراك السويداء، فرأى أن الزيارة "ودية بين الأهل"، من باب "الصلة وعلاقات القربى، وأن الدروز طائفة واحدة بكل بلاد الشام، لكن العلاقات الأسرية انقطعت بين الأهل في فلسطين وباقي مكونات الطائفة سواء في سوريا ولبنان والأردن منذ 1948″.
وعن موعد الزيارة، يقول أبو عمار إنه "جاء بوقت نعيش فيه الكثير من الإرهاصات السياسية، وشرع البعض يبني عليها مواقف سياسية، وأخذ آخرون بالاصطياد بالماء العكر".
ونفى جازما أن يكون لهذه الزيارة "الدينية الودية" أي هدف سياسي، إذ لم يرافق الزائرين أي وفد سياسي أو عسكري، وأضاف "جميع الزوار كانوا من أهلنا بجبل الشيخ، وهم رجال دين لا سياسة".
وشدد أبو عمار على أن هدف الزيارة "ليس الانفصال عن الوطن"، مستدلا برفض الدروز قيام الدولة الدرزية أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، وأن هذا المشروع أجهضه سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى.
كما قدّم الدروز -حسب أبو عمار- شهداء كثر أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، وقدمت الطائفة 75% من الشهداء السوريين.
وأجهض كمال جنبلاط، وكمال أبو صالح، وكمال كنج (الكمالات الثلاثة) مشروع الدولة الدرزية في ستينيات القرن الماضي.
"الحافلات سلكت طريقًا عسكريًا أنشأه جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد 8 ديسمبر داخل #سوريا".. دخول العشرات من رجال الدين الدروز السوريين إلى #الجولان المحتل لزيارة "قبر النبي شعيب"#فيديو pic.twitter.com/KmSuhZSh3h
— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) March 14, 2025
زيارة دينيةمن جهته، رأى الناشط السياسي نضال عامر أنها مجرد زيارة دينية طقسية، لكن توقيتها يبدو مستفزا من الناحية السياسية، نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.
إعلانوقال عامر للجزيرة نت إن "طائفة كل سوري شريف هي (سوريا)، وانتفاضة السويداء كانت بمثابة إعادة الروح للثورة السورية، ولم تحمل أي هتافات تدعو للطائفية أو التقسيم، بل شملت جميع أبناء المحافظة بمختلف انتماءاتهم". وتابع "يفتخر أهالي السويداء بسوريتهم ووطنيتهم، وبأنهم جزء من النسيج السوري الواحد".
وتحظى المقامات الدينية -حسب أبو عامر- بمكانة خاصة لدى الطائفة الدرزية، وهي بالعشرات على امتداد الجغرافيا التي قطنها الدروز في بلاد الشام، و"تحاول إسرائيل الاستثمار السياسي داخل النسيج الدرزي الواحد، والعابر لحدود سايكس بيكو، وكسب ولائه لها، ولو تسوّلت ذلك من خلال النبي شعيب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الدروز فی السویداء وقال للجزیرة نت النبی شعیب أبو عمار
إقرأ أيضاً:
تحقيقات في أحداث السويداء والأردن يعزز العلاقات الدبلوماسية مع سوريا
أصدرت وزارة العدل السورية، قراراً بتشكيل لجنة للتحقيق في أحداث السويداء الأخيرة، وذلك بناءً على أحكام السلطة القضائية والقرار الرئاسي رقم 9 لعام 2025، ومقتضيات المصلحة الوطنية.
وذكرت الوزارة في بيان نشرته عبر “تلغرام” أن مهام اللجنة تشمل كشف الظروف والملابسات التي أدت إلى تلك الأحداث، والتحقيق في الاعتداءات والانتهاكات التي تعرض لها المواطنون، بالإضافة إلى إحالة من يثبت تورطه في هذه الاعتداءات إلى القضاء.
وأكد البيان أن اللجنة سترفع تقارير دورية بنتائج أعمالها، على أن يتم تقديم التقرير النهائي خلال فترة لا تتجاوز 3 أشهر من تاريخ تشكيلها.
ويأتي هذا القرار بعد اندلاع اشتباكات عنيفة في 13 يوليو الجاري بمدينة السويداء، استمرت عدة أيام بين مسلحين محليين وقبائل بدوية موالية للحكومة السورية الانتقالية، أسفرت عن مقتل مئات المدنيين والعسكريين. تبع ذلك حملة عسكرية شنتها قوات الحكومة السورية للسيطرة على المدينة.
وفي سياق ذي صلة، دعا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إلى إقامة “ممر إنساني” لإدخال الغذاء والدواء إلى دروز السويداء في جنوب سوريا، في محاولة لتخفيف الأوضاع الإنسانية الصعبة الناجمة عن الأحداث.
الأردن يعين سفيان القضاة سفيراً فوق العادة ومفوضاً لدى سوريا
أعلن الأردن، تعيين سفيان القضاة سفيراً فوق العادة ومفوضاً لدى الجمهورية العربية السورية، وذلك بموجب إرادة ملكية سامية صدرت بعد موافقة مجلس الوزراء على القرار، حسبما أفادت وكالة “عمون” الأردنية.
وعبر القضاة، في تغريدة عبر منصة “إكس”، عن فخره واعتزازه بالتعيين، مشيداً بالثقة الملكية قائلاً: “أتشرف بأن أرفع إلى مقام مولاي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أسمى آيات الشكر والولاء على صدور الإرادة الملكية السامية بتعييني سفيراً فوق العادة ومفوضاً لمملكتنا الحبيبة لدى الجمهورية العربية السورية الشقيقة. الله الموفق والمستعان.”
ويشغل القضاة حالياً منصب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية ومدير مديرية العمليات والشؤون القنصلية منذ أكتوبر 2023، وقد شغل سابقاً منصب سفير الأردن في رومانيا بين 2019 و2023، بالإضافة إلى كونه سفيراً غير مقيم في بلغاريا ومولدوفا، وله خبرة دبلوماسية واسعة في واشنطن، القاهرة، بيروت، وقطر.
ويحمل القضاة شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال (2023)، وعدداً من الدرجات والدورات العليا في مجالات الأمن والدبلوماسية من جامعات ومراكز دولية مرموقة. وهو من مواليد 1969، متزوج وله ثلاثة أبناء، وحصل على أوسمة شرف من الأردن ورومانيا.
هذا وفي سياق التعاون بين الأردن وسوريا، تم مؤخراً بحث تعزيز التعاون في مجال التحول الرقمي والأمن السيبراني، في خطوة تعكس تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، كما قرر الأردن السماح لمواطنيه بالسفر برا إلى سوريا دون الحاجة لموافقة مسبقة، بعد استئناف العمل رسمياً في معبر نصيب-جابر الحدودي.