لجريدة عمان:
2025-08-01@17:47:28 GMT

بين سجن المشاعر وتحريرها

تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT

لا يُبارى بعض الرجال في مسألة كبت المشاعر وسجنها والتنصّل من كل ما قد يؤدي إلى بثّها، فبحسب العُرف والتربية العتيقة هم محافظون لا يتوجب أن يبوحوا أو أن يخافوا أو يبكوا. لا يشكون إذا تعبوا، لا يبكون إذا أُدميت قلوبهم، لا يعبّرون إذا فرحوا، وإن حصل ذلك فيكون على استحياء.

يتربى الولد منذ سنواته الأولى على مفهوم أنه رجل، ولا يليق بالرجال إظهار مشاعر الخوف أو الرغبة في البكاء، وأن هاتين الصفتين اختصّت بهما النساء.

لا ينبغي للرجل أن يجزع أو يتألم، وإن حصل وشوهدت دموعه، يتعرّض لمختلف ألوان التهكم من قِبل محيطه. حتى في المواقف التي تستدعي أن يكون مُبتهجًا، لا ينبغي له أن يبالغ في الفرحة من منطلق أنه رجل!

ورغم أن القرآن الكريم سرد قصص الأنبياء والرُّسل كونهم بشرًا لم تُقدّ قلوبهم من صخر، حيث خافوا وحزنوا وتألموا في مواقف، وفرحوا وابتهجوا في مواقف أُخرى، فإننا نحن البشر العاديين نستحي إبداء عواطفنا خوفًا من أن تُفسّر أنها حالة ضعف لا تناسب رجلًا رصينًا أو تعبيرًا عن انتشاء لا يليق بوقور.

القرآن الكريم لم يتحفظ وهو يسرد لنا قصة سيدنا موسى عليه السلام وصراعه مع فرعون مصر على مشاعر الخوف والقلق التي كانت تعتريه بعد أن وكز الرجل المصري فقتله، بل ذكر بصورة صريحة أنه خرج من المدينة «خائفًا يترقب». فلماذا يُنكر علينا المجتمع نحن الذين لا يوحى إلينا الإتيان بأي صورة من صور الخوف؟

وجاء في السيرة النبوية المطهرة أن النبي عليه الصلاة والسلام خاف خوفًا شديدًا وفزع لما شاهد سيدنا جبريل عليه السلام على صورته الحقيقية، بينما كان يتعبّد في غار حراء. النبي لم يُخفِ تلك المشاعر بل أخبر عنها زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وقال لها قولته الشهيرة: «زملوني زملوني، دثروني دثروني».

كما أنه عليه الصلاة والسلام في ناحية أخرى لم يُخفِ مشاعر حبه لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سألته عن مقدار حبه لها، إذ كان رده عليها: «حبي لك كعقدة حبل لا يستطيع أحد حلها». فتضحك، وكلما مر عليه يسألها وتقول: «كيف حال العقدة؟» فيرد عليها: «كما هي».

ومما جاء في السيرة المُعطّرة أنه عليه الصلاة والسلام كان يُبيّن محبته لابنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وكان يلاطفها ويُقبّلها على جبينها كلما دخل عليها بيتها، فيما نتحفظ نحن على تقبيل بناتنا أو احتضانهن إذا حققن إنجازًا علميًّا أو انتقلن إلى بيت الزوجية أو رُزقن بمولود!

النقطة الأخيرة..

لا علاقة بين الرجولة والقدرة على سجن المشاعر وتقويضها، لا رابط بين البوح وتحرير العواطف وضعف شخصية الرجل؛ فقوة الرجل تكمن في معرفته طرق استلاب القلوب وصناعة الأمل وإضفاء البهجة في نفوس كل من حوله.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

القميص الأبيض: قطعة كلاسيكية لا غنى عنها.. وهذه أصول تنسيقه

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--  يُعتبر القميص الأبيض قطعة أساسية في خزانة كل امرأة، فهو رمز للأناقة الكلاسيكية والبساطة العصرية في آنٍ. لكن رغم بساطته، يقع الكثيرون في فخ تنسيقه أو اختيار القصة والنوعية المناسبة لأجسامهنّ.

توضّح خبيرة الصورة والمظهر المصرية عُلا شلبي، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، المعايير الدقيقة التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند اقتناء القميص الأبيض، كما تحذّر من أبرز الأخطاء الشائعة، وتقدّم نصائح عملية لتنسيقه بحسب شكل الجسم، والموسم، والمناسبة.

بالنسبة للمعايير المتّصلة باختيار القميص الأبيض المثالي، تشير شلبي إلى أنّ قصّة القميص أولًا، يجب أن تتناسب مع شكل الجسم، وثانيًا، يجب التنبّه إلى جودة الخامة، خصوصًا في القطع الأساسية مثل القميص الأبيض، لأن التفاصيل تظهر بوضوح. كما أن اللون يلعب دورًا مهمًا أيضًا؛ فالأبيض النقي يليق بأصحاب البشرة الباردة، أما اللون الأبيض الكريمي أو العاجي فيناسب أصحاب البشرة الدافئة.

View this post on Instagram

A post shared by Ola Shalaby (@ola.shalaby.eg)

توضّح شلبي أساليب تنسيق مختلفة بحسب التوقيت والمناسبة للقميص الأبيض، قائلة: "للإطلالة الصباحية، أنصح بارتدائه مع جينز واسع أو baggy jeans، مع تطبيق French tuck لإبراز الخصر، وإضافة حذاء رياضي عصري أو صندل. يمكن  ارتداؤه أيضًا مع السروال الرياضي الضيّق وقميص طويل oversized، وقبعة وحذاء رياضي لإطلالة يومية.

أما للمساء أو لاجتماعات العمل، فيمكن ارتداؤه مع سروال أسود كلاسيكي وكعب عالٍ وأكسسوارات أنيقة، أو مع تنورة ساتان أو A-line، مع حزام وقطع مجوهرات راقية".

وعن الفرق بين تنسيق القميص الأبيض في الصيف والشتاء، تشير شلبي إلى أنّ القماش يلعب الدور الأساسي هنا؛ ففي الصيف، يجب ارتداء الأقمشة الخفيفة مثل الكتان أو الحرير، وغالبًا ما تكون الأكمام قصيرة أو مطوية. أما في الشتاء، فالأقمشة يجب أن تكون أكثر سماكة، والقصّة ضيّقة حتى لا تزعج عند ارتداء جاكيت أو كنزة فوقها.

View this post on Instagram

A post shared by Ola Shalaby (@ola.shalaby.eg)

وعن الأخطاء الشائعة في تنسيق القميص الأبيض التي يجب تفاديها، تحذّر شلبي من مجموعة من الهفوات، منها: 

اصفرار القماش عند الياقة أو الأكمام بسبب الاستخدام المتكرر،وظهور الملابس الداخلية من تحته،وعدم اختيار القماش المناسب للمناسبة،واختيار قصة غير ملائمة للجسم،واستخدام الإكسسوارات بشكل عشوائي.

وعمّا إذا كان القميص الأبيض يناسب جميع الأجسام، تنفي خبيرة المظهر والصورة الإشاعة القائلة إنه لا يناسب أصحاب الجسم الممتلئ، مشيرة إلى أنّ "المفتاح هنا يتمثّل بكيف ننسّقه. على سبيل المثال، الجسم ذات الشكل الرملي يليق به القميص المحدّد عند الخصر، وجسم التفاحة يناسبه القميص الواسع مع طبقات إضافية فوقه، مثل سترة أو كارديغان. أما الجسم ذات شكل المثلث، فالأفضل هنا اختيار القمصان ذات التفاصيل على الأكتاف، مثل الأكمام المنفوخة، لتوازن الشكل".

وعن القطع والإكسسوارات التي تبرز جمال القميص الأبيض وتمنحه لمسة عصرية، تنصح شلبي بالاعتماد على إكسسوارات بارزة إنما بطريقة ذكية، قائلة: "للحفاظ على أناقة القميص، يمكن إضافة سوار ذهبي عريض، وأقراط ذهبية ناعمة، أو اعتماد طبقات من القلادات المتدرجة، وحتى تنسيق وشاح أنيق حول الرقبة لإضفاء لمسة عصرية مميزة". 

View this post on Instagram

A post shared by Ola Shalaby (@ola.shalaby.eg)

وعن الشخصية أو النجمة التي تعتبرها شلبي صاحبة إطلالات لافتة في القميص الأبيض، تشير إلى أودري هيبورن في فيلم Roman Holiday، حين ارتدت قميصًا أبيضًا مع تنورة واسعة وحزام، وكانت تلك أول مرة تُرى فيها المرأة ترتدي قطعة كانت سابقًا حكرًا على الرجال.

كما تذكر الأميرة ديانا، وشارون ستون في حفل Academy Awards في السبعينيات، وإيما واتسون في إحدى المناسبات الرسمية.

وتعلّق شلبي بأن هناك تحوّلًا في طريقة ارتداء القميص الأبيض بين الجيل الجديد مقارنة بجيل التسعينيات أو الألفية، فالفرق واضح؛ إذ كان يُرتدى سابقًا بطريقة رسمية وضيقة أكثر، أما اليوم فأصبح يُلبس بأسلوب عصري، وأصبح الـoversized رائجًا جدًا.

وتلفت إلى أن القميص الأبيض تأثّر بصيحات الموضة الأخيرة، مثل القصّات الواسعة أو الأكمام المنتفخة، وطبقات وقصّات غير تقليدية، لكنه، مع ذلك، لم يفقد مكانته كقطعة كلاسيكية أساسية.

تختم شلبي نصائحها بالقول إن على كل امرأة أن تملك في خزانتها على الأقل قميصين: واحد كلاسيكي وآخر عصري، ومن الأفضل تنويع الخامات بين الكتان، القطن، أو حتى الساتان، بحسب أسلوب كل امرأة.

مصرأزياءموضةنصائحنشر الخميس، 31 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • بعد رسوم ترامب الجمركية الأخيرة.. عدة قطاعات بانتظار المزيد
  • سرقة ديوان آل التل في إربد: اعتداء على ذاكرة وطنية
  • القميص الأبيض: قطعة كلاسيكية لا غنى عنها.. وهذه أصول تنسيقه
  • عاد الحديث عنها بعد طوفان الأقصى.. ما حل الدولتين؟ وهل هو ممكن؟
  • «الأحوال المدنية»: يمكن الاحتفاظ ببطاقة الهوية الوطنية أو سجل الاسرة عند التعويض عنها
  • رؤية قرآنية تصنع أمة مجاهدة لا تخاف الموت .. الشهادة والشهداء في فكر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)
  • هل يجب تغيير مكان صلاة النافلة بعد الفريضة؟.. أمين الفتوى: تشهد عليه الأرض
  • أرباح لايفات تيك توك حرام شرعًا في هذه الحالة .. الإفتاء تكشف عنها
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • حاكم الخرطوم العلماني في الميديا ودغدغة المشاعر باستغلال الدين!!