البوابة نيوز:
2025-12-13@04:05:58 GMT

أنتم هنا وميراث محمد يُقْسَمُ في المسجد!

تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

من أجمل الفصول التى كتبها المفكر العملاق عباس محمود العقاد فى كتابه "عبقرية محمد" هو فصل بعنوان "العابد"، وقبل أن يتحدث عن النبى الكريم كأعظم عابد لله،ذكر  أربع طبائع للإنسان  وهى ‫ طبيعة العبادة، وطبيعة التفكير، وطبيعة التعبير الجميل، وطبيعة العمل والحركة…

وقال إن هذه‫  الطبائع  تتفرق في الناس، وقلما تجتمع في انسان واحد على قوة واحدة، فإذا اجتمعت معا فواحدة منهن تغلب سائرهن لا محالة، وتلحق الأخريات بها في القوة والدرجة على شيء من التفاوت.

..

‏وبدأ بتحدث عن الطبيعة  الأولى وهى ‫ طبيعة العبادة وقال إن هذه الطبيعة  تدعونا إلى الاتصال بأسرار الكون للمعاطفة والتآلف بيننا وبينها‫ وأما طبيعة التفكير فهى تثير في نفوسنا ملكات الكشف والاستقصاء وتدعونا إلى الحلول من الكون في معمل كبير...وانتقل بعدئذ الى طبيعة التعبير الجميل وقال فيها أن  النار المقدسة تشب في سرائرنا، فتصهر معادن الجمال من هذه الدنيا وتفرغها في قوالب حسناء من صنع قرائحنا وألسنتنا، أو صنع قرائحنا وأيدينا، أو صنع قرائحنا وأوصالنا...والرابعة وهى  طبيعة العمل  والحركة قال انها تعلمنا كيف تتأثر بدوافع الكون، وكيف تؤثر فيها، وتجذبنا اليها فنستمد منها القدرة التي تجذبها الينا: تدعونا إلى الحلول من الكون في ميدان صراع، ومضمار سباق...‫ وقلما تشعر بالكون بيتا لأسرة، ومعملا لباحث، ومتحف فن، ومضمار سباق في وقت واحد. انما هي حالة من هذه الحالات تجب سائر الحالات، وقد تلحقها بها الحاق التابع بالمتبوع، والمساعد بالعامل الأصيل...

كانت هذه مقدمة لكى يصل سريعا إلى أن النبي الكريم ‫ محمد بن عبد الله كانت فيه هذه الطبائع جميعا على نحو ظاهر في كل طبيعة... كان عابدًا، ومفكرًا، وقائلًا بليغًا، وعاملًا  يغير الدنيا بعمله...ولكنه عليه السلام كان عابدًا    قبل كل شيء، ومن أجل العبادة قبل كل شيء كان تفكيره وقوله وعمله، وكل سجية فيه تهيأ للعبادة بميراثه ونشأته وتكوينه...


ومن أجمل ما قيل  نتيجة لذلك وما تركه هذا النبى العظيم من  خير للبشرية   انه‫ منذ أربعة عشر قرنًا حكوا أن أبا هريرة نادى الناس في السوق: «أنتم هنا وميراث محمد يُقْسَمُ  في المسجد...!».‫ فذهب الناس إلى المسجد، ثم عادوا يقولون: «ما رأينا إلا أناسًا يقرءون القرآن».‫ قال: «ويحكم! وهل ترك محمد ميراثًا إلا هذا؟!»...

نعم القرآن الكريم هو ميراث  سيد الخلق أجمعين وفيه كل  الخير للبشرية  ...

الجميل أن كثيرا من المفكرين فى الغرب انتبهو جيدًا  إلى سر عظمة النبى الكريم وعبادته  ومنهم من كان منصفا فى كتابته عن حياته وزهده وعبادته  فمثلا قال عنه الأديب  والمؤرخ الفرنسي ألفونس دي لامارتين  إنه أعظم رجل عرفه التاريخ."،وقد كتب  جزءا كاملا عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم بإعجاب شديد،  بعنوان حياة محمد وهو أحد أجزاء كتاب "تاريخ تركيا"، وقد صدر هذا المجلد فى القرن الثامن عشر وبالتحديد عام١٨٥٤م وتناول فيه حياة النبي الكريم، حيث عرض سيرته بأسلوب أدبي تاريخي، ولامارتين لم يكن مؤرخًا إسلاميًا، لكنه تأثر بشخصية النبي الكريم وكتب عنه بإعجاب، معتبرًا إياه من أعظم القادة في التاريخ وأشاد بتواضعه  وبساطة حياته، معتبرًا أن هذه الصفات من أهم أسباب عظمته وتأثيره وكان يرى أن النبي لم يكن يسعى وراء السلطة أو الثروة، بل عاش حياة زاهدة، رغم أنه أصبح قائدًا لدولة قوية. وأشار فى كتابته إلى أنه  "لم يكن لمحمد حدٌّ ولا نظير، فقد كان متواضعًا رغم سلطانه، زاهدًا رغم قدرته، وعادلًا رغم قوته." وقال  "إذا كانت عظمة الهدف، وقلة الوسائل، والنتائج المذهلة هي المعايير الثلاثة لعبقرية الإنسان، فمن يجرؤ على مقارنة رجل عظيم في التاريخ الحديث بمحمد؟"

هذا مثال واحد لكثير من الكتابات التى كانت تصدر فى الغرب من فكر منصف ورؤي موضوعية...

الأسبوع القادم بإذن الله أكمل القراءة فى الكتاب الرائع "عبقرية محمد" للمفكر الكبير "عباس محمود العقاد "


 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: عباس محمود العقاد

إقرأ أيضاً:

اليوم.. ختام فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم

تختتم اليوم، فعاليات التصفيات النهائية للـ مسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها الثانية والثلاثين، التي تنظمها وزارة الأوقاف، لليوم الخامس على التوالي، المنعقدة في مسجد مصر الكبير بالعاصمة الجديدة، وذلك وسط مشاركة دولية واسعة تؤكد دور مصر الريادي في خدمة القرآن الكريم ورعاية حفظته.

وتجرى خلال هذا اليوم اختبارات فرع القراءات القرآنية فروع المسابقة، حيث تنعقد الاختبارات الخاصة بالفرع السابع، والذي يتنافس فيه ٩ متسابقين من مختلف الدول، ويشترط في هذا الفرع حفظ القرآن الكريم كاملًا بالقراءات السبع الصغرى من طريق الشاطبية، مع توجيه القراءات، وألا يزيد عمر المتسابق وقت الإعلان عن المسابقة على ٤٠ عامًا، وألا يكون قد فاز بإحدى الجوائز المالية الأصلية في نفس الفرع.

دعاء لقضاء الحوائج لا يُرد في الثلث الأخير .. ردده وقت الاستجابةدعاء في الطقس البارد والرياح.. اللهم نسألك الستر والعافية

تأتي هذه التصفيات في إطار الجهود المنظمة لاختيار أفضل العناصر المشاركة في المسابقة، وترسيخ معايير دقيقة في الحفظ والأداء، بما يعكس الاهتمام المتزايد بنشر ثقافة القرآن الكريم وعلومه، وتعزيز حضور مصر على الساحة القرآنية العالمية.

وقد رصدت الوزارة للمسابقة جوائز مالية قدرها 13 مليون جنيه مصري، وهو أكبر دعم تقدمه الوزارة في تاريخ المسابقة؛ تأكيدًا لمكانة القرآن الكريم وأهله، ويحظى الفائزون بتكريم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي (يحفظه الله)، وذلك خلال الاحتفالية الكبرى التي تُقيمها وزارة الأوقاف احتفاءً بليلة القدر في شهر رمضان المبارك.

وزير الأوقاف يشهد أمسية دينية بمسجد الحسين

شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أمسية دينية بمسجد الحسين، رضي الله عنه، بمشاركة كوكبة من المفتين الماليزيين المتدربين بأكاديمية الأوقاف الدولية، ووفد من محكّمي ومتسابقي المسابقة العالمية للقرآن الكريم، ومتسابقي دولة التلاوة.

وضمت الأمسية ضيوف مصر المشاركين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم ودورة المتدربين الماليزيين ومتسابقي دولة التلاوة، وذلك في إطار الأنشطة العلمية والدعوية التي تنظمها الوزارة على هامش فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم.

بدأت الأمسية بتلاوات قرآنية لمتسابقي دولة التلاوة: محمد محمد كامل، ومحمد عبد الموجود، ومحمد أحمد حسن، وعمر علي. كما استمع الحضور إلى تلاوة مميزة للمتسابق محمد زكي من دولة إندونيسيا، أحد المشاركين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم.

وتضمنت الأمسية ابتهالات عطرة للمتسابق رضا محمد، ثم تعاقب متسابقو دولة التلاوة على إنشاد عدد من الأبيات المختارة، ومنها بيت أمير الشعراء أحمد شوقي:

وللأوطان في دم كل حر ... يدٌ سلفت ودَينٌ مستحق

ثم بيت الإمام البوصيري:

فهو الذي تمَّ معناه وصورته ... ثم اصطفاه حبيبًا بارئُ النسم

كما أدى المتسابق وليد صلاح عطية أذان صلاة العشاء، وأقام الصلاة المتسابق عمر ناصر، فيما أمَّ المصلين المتسابق محمد وفيق حسن.

واستكملت الأمسية عقب الصلاة بابتهالات روحانية للمنشد مصطفى عاطف، بمشاركة متسابقي دولة التلاوة، وسط أجواء إيمانية مبهجة امتلأت بخشوع التلاوة وجمال الأداء، ثم اختُتمت الأمسية بتلاوة مباركة للقارئ أحمد رشاد، أحد متسابقي دولة التلاوة.

وأبدى الحضور إعجابًا شديدًا بتلك الأجواء الروحانية الصافية، وتلك المواهب القرآنية الشابة، فتأكد لهم أن دولة التلاوة المصرية ما زالت أصيلة وولادة، وأن أبناءها يسيرون على نهج الرواد في حمل لواء التلاوة وإحياء فنونها العريقة.

وشهد الأمسية كلٌّ من: الشيخ الدكتور السيد عبد الباري - رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، والدكتور عبد الله حسن - مساعد الوزير للمتابعة، والدكتور أسامة رسلان - المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، والأستاذ محمود الجلاد - معاون الوزير لشئون الإعلام، والدكتور هشام عبد العزيز - رئيس مجموعة الاتصال السياسي بالوزارة، والدكتور أحمد نبوي - عضو المكتب الفني لوزير الأوقاف، والدكتور خالد صلاح - مدير مديرية أوقاف القاهرة.

طباعة شارك ختام فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم وزارة الأوقاف مسابقة العالمية للقرآن الكريم

مقالات مشابهة

  • "مرزوق " يهنئ أبناء الدقهلية الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • هل عرفت الله؟.. خطيب المسجد النبوي: تتجلى عظمته في هذا الكون الفسيح
  • في ليلة الجمعة.. صيغ الصلاة على النبي ﷺ
  • خطأ شائع في الصلاة على النبي .. اكتبها صح: «اللهم صلِّ» وليس «صلي»
  • من أنتم؟!.. رسالة رباب شقيقة محمد صلاح لمنتقديه
  • الشديفات يسأل: أين أنتم عن هذه الفئات؟
  • إعلان أسماء الفائزين بمسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم
  • ننشر أسماء الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم .. مصر تحصد المراكز الأولى
  • مصر تتصدر نتائج المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها الـ32
  • اليوم.. ختام فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم