أحيت إحدى الجمعيات المعنية بشأن الأتراك الروميليين تقليدها السنوي المميز في ليالي رمضان، وبدلاً من إيقاظ سكان مدينة إنغول التركية على صوت الطبول التقليدية، انطلقت أنغام الموسيقى البلقانية عبر الشوارع، ليعيش السكان تجربة استثنائية قبيل وجبة السحور.

وارتدى المشاركون أزياءهم الفلكلورية التقليدية وساروا في الأزقة حاملين آلاتهم الموسيقية، مثل الأكورديون والكلارينيت والدفوف، مؤدين مقطوعات تراثية مستوحاة من جذورهم الثقافية.


ولم تكن الموسيقى وحدها حاضرة، بل رافقها الرقص الشعبي الذي أضفى على الساعات الأخيرة من الليل روحاً احتفالية تفاعل معها السكان، حيث خرج العديد منهم إلى النوافذ والشرفات للتصفيق والاستمتاع بالمشهد الفريد.
ولم يقتصر الحدث على الموسيقى فحسب، بل امتد ليشمل تقاسم الأطعمة بين الأهالي والمشاركين، فمع انتهاء الجولة الموسيقية التي امتدت لمسافة خمسة كيلومترات، استقبل سكان الأحياء المشاركين بتقديم أطباق تقليدية مثل الفطائر والمعجنات الحلوة، والتي تمت مشاركتها في مائدة السحور الجماعية.

      View this post on Instagram      

A post shared by İnegölün Sesi ???? (@inegolunsesi16)

فيما أكد رئيس الجمعية، سردار آي، في تصريحات صحفية أن هذا الحدث أصبح جزءاً من الهوية الثقافية للمجتمع المحلي، مشيراً إلى أن الهدف منه هو تعزيز الروابط الاجتماعية والحفاظ على الإرث الثقافي المتوارث عبر الأجيال.
كما أوضح أن الجمعية تسعى من خلال هذا التقليد إلى ترسيخ القيم التراثية داخل الجيل الجديد من الشباب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تركيا

إقرأ أيضاً:

اليوم.. لبنان يودع عبقري الموسيقى زياد الرحباني إلى مثواه الأخير

يُشيع جثمان الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني إلى مثواه الأخير، اليوم الاثنين، بعد أن فارق الحياة صباح أمس الأول السبت، عن عمرٍ ناهز 69 عامًا، ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة عليه في كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة، بكفيا في لبنان، وتلقي النجمة فيروز نظرة الوداع الأخيرة على نجلها.

وتجمع المئات منذ صباح اليوم، أمام مستشفى خوري في منطقة الحمرا، في انتظار نقل الجثمان إلى بلدة المحيدثة في قضاء المتن، حيث يُنتظر أن يُوارى الثرى في مدافن العائلة في بكفيا.

وشهد محيط المستشفى توافدا للمُحبين وأصدقاء وفنانين ومثقفين، إلى جانب ممثلين عن هيئات سياسية ونقابية.

وكان مستشفى خوري، الذي خضع فيه زياد الرحباني للعلاج، قد ذكر في بيان صحفي، أنه في تمام الساعة التاسعة من صباح أمس الأول، فارق زياد عاصي الرحباني الحياة وقد تم إبلاغ العائلة الكريمة على الفور إن القدر شاء أن يرحل هذا الفنان الاستثنائي، الذي شكل بصمة فارقة في تاريخ الفن والمسرح والموسيقى اللبنانية.

وعانى زياد الرحباني من صراع طويل مع المرض، وتحديدا من تليف حاد في الكبد أثر على نشاطه الفني.

كما نعاه رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون ورئيسا الحكومة ومجلس النواب نواف سلام ونبيه بري.. كما نعاه بكلمات مؤثرة عدد كبير من الفنانين في جميع أنحاء الوطن العربي.

وزياد الرحباني هو نجل فيروز والراحل عاصي الرحباني ويُعد أحد أبرز المجددين في الأغنية اللبنانية والمسرح السياسي الساخر وبدأ مسيرته الفنية مطلع السبعينيات، حين قدم أولى مسرحياته الشهيرة سهرية.

وزياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة، وأكثر، كان ضميرًا حيا، وصوتا متمردا على الظلم، ومرآة صادقة للمعذبين والمهمشين، حيث كان يكتب وجع الناس، ويعزف على أوتار الحقيقة، من دون مواربة ومن خلال مسرحه الهادف وموسيقاه المتقدة بالإبداع المتناهي بين الكلاسيك والجاز والموسيقى الشرقية، قدّم رؤية فنية فريدة، وفتح نوافذ جديدة في التعبير الثقافي اللبناني بلغ العالمية وأبدع بها".

وكان امتدادا طبيعيا للعائلة الرحبانية التي أعطت لبنان الكثير من نذر الجمال والكرامة، المبدع عاصي الرحباني والسيدة فيروز، وستبقى أعمال زياد الكثيرة والمميزة حية في ذاكرة اللبنانيين والعرب، تلهم الأجيال القادمة وتذكرهم بأن الفن يمكن أن يكون مقاومة، وأن الكلمة يمكن أن تكون موقفًا، كما ستبقى موسيقاه ومسرحياته النابضة بالذاكرة والحياة، نبراسًا للحرية ونداء للكرامة الإنسانية.

وقد برهنت حالة الحزن الجمعي على الفنان الخارق، خلال الساعات القليلة التي أعقبت انتشار الخبر الصادم بوفاة زياد الرحباني على حقيقة فنان غدا أسطورة ثالثة من عبقرية والده وموهبة والدته الأيقونية، ورمزا إسطوريا في المكانة الشعبية.

وولد زياد الرحباني في 1 يناير عام 1956 في بلدة أنطلياس، وهو الابن الأكبر لفيروز وعاصي الرحباني، أحد مؤسسي المدرسة الموسيقية والمسرحية اللبنانية الحديثة.

ولم يظن الأبوان أبدا أن مولودهما هذا، سيتحول إلى شخصية مثيرة للجدل في عصره من خلال موسيقاه وشعره ومسرحياته، فبعد عامه السادس، اعتاد الرحباني الصغير أن يقطع دروسه المدرسية ويتابع ألحان والده ويسأله عن مقطوعاته، وقد كان عاصي أيضا يسأل زياد دائما عن كل لحن جديد يقوم به، إن كان جميلاً أم لا، وبعدما كان زياد يدندن لحناً انتهى إلى أذن عاصي، الذي سأل ابنه: أين سمعت هذا اللحن من قبل؟!!، فكانت إجابة الصغير: لم أسمعه مطلقاً، بل هو يتردد في ذهني منذ حين، حينها فقط أدرك عاصي الموهبة الموسيقية لابنه، وفي عام 1967- 1968 كتب أول ديوان شعري/نثري بعنوان "صديقي الله"، نشره له والده.

وفي عام 1971 كان أول لحن لزياد وهو لأغنية ضلك حبيني يا لوزية، وفي عمر السابعة عشرة، أي في عام 1973 تحديداً قام زياد بتقديم أول لحن لوالدته فيروز وكان والده عاصي حينها في المستشفى، وقد كان مقرراً لفيروز أن تلعب الدور الرئيسي في مسرحية المحطة للأخوين رحباني، ولهذا كتب منصور (أحد الأخوين رحباني) كلمات أغنية تعبر فيها فيروز عن غياب عاصي لتغنيها في المسرحية، وألقى بمهمة تلحينها إلى زياد، وكانت تلك أغنية هي "سألوني الناس»"والتي تقول:" سألوني الناس عنك يا حبيبي.. .كتبوا المكاتيب وأخدها الهوا بيعز عليي غني يا حبيبي.. .ولأول مرة ما منكون سوا سألوني الناس عنك سألوني.. .قلتلن راجع أوعى تلوموني غمضت عيوني خوفي للناس.. .يشوفوك مخبى بعيوني وهب الهوى وبكاني الهوى.. .لأول مرة ما منكون سوا طل من الليل قلي ضويني.. .لاقاني الليل وطفى قناديلي ولا تسأليني كيف استهديت.. .كان قلبي لعندك دليلي واللي اكتوى بالشوق اكتوى.. .لأول مرة ما منكون سوا.

ولاقت تلك الأغنية نجاحاً كبيراً، ودهش الجمهور للرصانة الموسيقية لابن السابعة عشرة ذاك، وقدرته على إخراج لحن يضاهي ألحان والده، ولو أنه قريب من المدرسة الرحبانية في التأليف الموسيقي.

كما شارك في مسرحية المحطة بدور الشرطي، ومثل لاحقًا في مسرحية ميس الريم عام 1975، وفي العام نفسه، كتب وأخرج أولى مسرحياته الخاصة "سهرية (1973)، تلتها "نزل السرور" (1974)، ثم أعمال أكثر جرأة مثل "بالنسبة لبكرا شو؟" (1978)، وفيلم أمريكي طويل (1980)، وشي فاشل عام (1983) والتي مثلت تحولاً واضحًا نحو المسرح السياسي الواقعي والنقد الاجتماعي بأسلوب ساخر .

واشتهر زياد باعتماده على ما يُعرف بـالجاز الشرقي، والمزج بين الارتجال الغربي والموسيقى العربية وإلى جانب أعماله المسرحية، أنتج ألبومات موسيقية لافتة تعاون فيها مع فنانين عرب كبار مثل لطيفة وسامي حواط وجوزيف صقر.

ولم تقتصر مساهماته على التلحين، بل شملت توزيع أعمال مثل الأغنية الملحمية أحمد الزعتر لكلام محمود درويش وغناء خالد الهبر عام 1977، بالإضافة إلى توزيع "مديح الظل العالي" عام 1987، والتي نُفذت أوركستراليًا.

وأهتم زياد بالمجتمع والسياسة إلى جانب الفن، فقد أطلق برامج إذاعية نقدية من إذاعة صوت الشعب في منتصف السبعينيات مثل: بعدنا طيبين، قول الله وتابع لشي تابع شي، التي تناولت بشكل مباشر أولى سنوات الحرب الأهلية اللبنانية.

اقرأ أيضاًلقاء الوداع بين فيروز وابنها.. اليوم تشييع جنازة الموسيقار زياد الرحباني

«رحل بعد صراع مع المرض».. موعد ومكان عزاء الموسيقار زياد الرحباني

بكلمات مؤثرة.. لطيفة تنعى الموسيقار زياد الرحباني

مقالات مشابهة

  • تركيا: السكان أولوية أمن قومي.. وسياسات جديدة لحماية التركيبة الديمغرافية
  • مقتل موسيقي بجنوب أفريقيا يكشف تشابك الجريمة والسلطة والثروة
  • كيف وُلـِدَتْ الموسيقى؟
  • تركيا.. وزيرة الأسرة: قضية السكان مسألة بقاء
  • اليوم.. لبنان يودع عبقري الموسيقى زياد الرحباني إلى مثواه الأخير
  • تركيا تُجلي آلاف السكان من محيط بورصة بسبب حرائق الغابات
  • إجلاء الآلاف من السكان في تركيا بسبب حرائق الغابات
  • تركيا تجلي آلاف السكان بسبب حرائق الغابات
  • مع تصاعد موجة الحر.. تركيا تجلي آلاف السكان بسبب حرائق الغابات
  • تركيا تجلي الآلاف من السكان بسبب حرائق الغابات