شبكة انباء العراق:
2025-05-30@23:35:53 GMT

جيوش وأساطيل بلا بوصلة

تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

اضطرابات باتت وشيكة الوقوع في جميع ارجاء كوكب الأرض. جيوش وحشود وأساطيل منتشرة في كل مكان، وقادة على أتم الاستعداد لخوض معارك لا يعلمون متى تبدأ ؟، وليست لديهم فكرة عن نتائجها الكارثية المدمرة، فأربطوا أحزمتكم منذ الآن. .
أصبحت الأمور اكثر تعقيدا من أي وقت مضى. حروب إقليمية قد تندلع هنا أو هناك.

نزاعات مرشحة جداً للانزلاق والتوسع لتصبح حروبا عالمية كبرى، لا اظنها ستتفجر في أوكرانيا بل في أماكن بعيدة . .
في البحر غواصات نووية وحاملات طائرات اخذت مواقعها الهجومية فوق وتحت سطح الماء. وفي البر دبابات وراجمات مصرية تتخندق في شبه جزيرة سيناء. وفي الشرق مناورات حربية بالذخيرة الحية تشترك فيها السفن الحربية الروسية والصينية والإيرانية في أماكن متفرقة من خليج عمان وبحر العرب وربما في المحيط الهندي. .
وفي بحر الصين تحركات لأساطيل حربية (استرالية ويابانية وفلبينية وصينية) تحوم كلها حول مقتربات خليج تايوان. .
وفي الإتحاد الأوروبي تهديدات نووية فرنسية وألمانية موجهة للدب الروسي. .
وبين طهران وواشنطن رسائل متشنجة، وردود إيرانية ترفض التفاوض تحت الضغط والتهديد. .
وفي خليج عدن استعدادات أمريكية لتوجيه ضربات استباقية مكثفة داخل الأراضي اليمنية، وتهديدات حوثية بضرب الناقلات المحملة بالنفط والغاز عند مقتربات مضيق باب المندب. .
وخلف بحر الظلمات علاقات متوترة بين أمريكا وكندا، وبين أمريكا والدنمارك، وبين أمريكا والمكسيك، وبين أمريكا وبنما، وبين أمريكا وكوبا. . ومحاولات أوروبية للانتقام من ترامب ومن مؤيدي ترامب. وخسائر بالمليارات، وانهيار بالأسهم يعيشها الوزير الترامبولي المدلل (إيلون ماسك)، فقد تهاوت شركاته تحت وطأة النكبات المالية الموجعة، وكانت مصحوبة بتراجعات حادة شهدتها الأسواق الامريكية، و وصلت خسائر مؤشر (S&P500) إلى 4 تريليونات دولار في شهر واحد. فتلقى ترامب ضربة قاضية، وفقد بريق شعاره (لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً)، حتى بات يساوره القلق من تعرض إمبراطوريته إلى ركود اقتصادي غير مسبوق، فجاءنا بشعار جديد يقول فيه (لا ربح بلا ألم). أو:
‏(NO PAIN, NO GAIN). .
وبالتالي فان الحرب القادمة سوف يكون بطلها ترامبو، فهو ينشر أساطيله في المناطق الساخنة، ويستنفر قواعده الحربية في الشرق والغرب، ويضع أقماره الاصطناعية في خدمة الرصد والاستطلاع العميق. فالاقتصاد الأمريكي في أزمة متصاعدة، والسبب سياساته المتهورة، والنتيجة ظهور تصدعات في اركان بيته البيضاوي، عبر تزايد عمليات التسريح القسري من العمل، وتباطؤ التوظيف، وتآكل ثقة المستهلك، وتسارع التضخم، وبالتالي فان الخروج من هذه الأزمات لن يتحقق إلا بافتعال أزمات وحروب خارجية قد تعصف بامريكا نفسها، وقد تجعل ترامبو يندم على اليوم الذي فاز فيه للمرة الثانية بالرئاسة. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات وبین أمریکا

إقرأ أيضاً:

سياسات ترامب تُفجّر أزمة.. أمريكا تفقد مكانتها بين أكبر 40 سوقاً عالمياً

بينما ترتفع أسواق الأسهم العالمية بثقة نحو آفاق جديدة، تترنح الأسهم الأمريكية في موقع لم تعهده منذ سنوات. فقد خرجت من قائمة النخبة العالمية، متراجعة إلى المرتبة 41 بين 47 دولة وفقاً لمؤشر "مورجان ستانلي كابيتال إنفستمنت"، في مشهد اقتصادي غير معتاد أثار جدلاً واسعاً. 

والسبب كما يشير المحللون، يعود بدرجة كبيرة إلى سياسات التعريفات الجمركية المتأرجحة التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي ألقت بظلالها الثقيلة على السوق المحلي.

الأسواق العالمية تزدهر.. والأمريكية تتعثر
بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك بوست"، فإن أداء الأسواق العالمية منذ بداية عام 2025 وحتى 20 مايو الجاري كان لافتاً. فقد سجلت الأسهم الصينية نمواً بنسبة 19.9%، وتفوقت عليها المكسيكية التي قفزت بنسبة 27%. أما الأسواق الأوروبية، فقد سجلت ارتفاعاً إجمالياً بلغ 22.3%، شملت ارتفاعاً بنسبة 20% في السوق الألمانية، و14.3% في كوريا الجنوبية.

وفي المقابل، جاء أداء الأسهم الأمريكية باهتاً، حيث لم يتجاوز مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" نسبة 1.2% فقط. هذا الأداء الهزيل لم يكن نتيجة عوامل اقتصادية داخلية فحسب، بل انعكاساً مباشراً لما وصفه المحلل البارز كين فيشر بـ"الارتباك السياسي والتجاري" في ملف الرسوم الجمركية.

فيشر: ترامب أضر بالأسواق الأمريكية بتقلباته
يشير كين فيشر، مؤسس صندوق "فيشر للاستثمارات" وكاتب اقتصادي معروف، إلى أن نهج ترامب في فرض الرسوم الجمركية ثم تعليقها، كان له أثر سلبي مباشر على أداء الأسهم الأمريكية. فقد سبق أن حذّر في مقال تفصيلي نُشر في أبريل من الرسوم الجمركية "غير المنطقية"، والتي قال إنها تضر أكثر مما تنفع.

ويستشهد فيشر بتطورات مطلع أبريل، عندما أعلن البيت الأبيض عن فرض رسوم جمركية جديدة أُطلق عليها "تعريفات يوم التحرير"، ثم ما لبث أن علقها لمدة 90 يوماً، مما خلق بيئة تجارية مشوشة وغير مستقرة.

اتفاقات غير ملزمة.. ونتائج محدودة
رغم الإعلان عن اتفاقين جمركيين أحدهما مع بريطانيا والآخر مع الصين إلا أن فيشر يرى أنها ليست سوى "اتفاقات تمهيدية" تفتقر إلى القوة القانونية أو التأثير العملي.

فالاتفاق البريطاني، على سبيل المثال، مؤقت ومدته عام واحد فقط، ولا يشمل سوى عدد محدود من السلع، مع بقاء معظم الرسوم سارية. أما الاتفاق مع الصين، فرغم احتفاء بعض المحللين به، إلا أنه خفّض الرسوم الجمركية إلى 30% فقط، بعد أن وصلت إلى 145% في عهد ترامب وهو ما يوازي فعلياً حظراً اقتصادياً.

صفقات ترامب.. وعد بلا جدول زمني
في 16 مايو، صرح ترامب بأن أكثر من 150 دولة تتطلع لإبرام صفقات تجارية مع الولايات المتحدة. لكنه أشار إلى انشغاله بقضايا الشرق الأوسط، مما يعرقل سرعة المفاوضات. وبدلاً من ذلك، قال إنه سيبلغ الدول الأسبوع المقبل بمعدلات الرسوم الجمركية الجديدة، والتي وصفها بالعادلة جداً، مع منح بعض الدول فرصة للاعتراض أو التماس تخفيضات.

لكن غياب الجدول الزمني والتفاصيل الدقيقة يجعل هذه الصفقات أقرب إلى وعود سياسية منها إلى اتفاقات تجارية حقيقية.

صبر أمريكي.. ومتابعة الصعود الخارجي
في نهاية التقرير، يوجه فيشر رسالة للأمريكيين يطالبهم فيها بالصبر، متفهماً خيبة الأمل من الأداء الضعيف لسوق الأسهم المحلي. ويرى أن ما يمكن فعله حالياً هو "الاستمتاع بمشاهدة الأسواق العالمية وهي تحلّق"، حتى تستعيد السياسة التجارية في الولايات المتحدة توازنها.

ما بين السياسة والتجارة.. الأسواق تبحث عن استقرار
الارتباط الوثيق بين القرار السياسي والمناخ الاقتصادي ليس بجديد، لكن ما شهده عام 2025 في الأسواق الأمريكية كان درساً قاسياً في أثر السياسات المتقلبة. 

فبينما يواصل العالم المضي قدماً نحو التعافي والنمو، تبقى الولايات المتحدة عالقة في دوامة التعريفات الجمركية، على أمل أن يستعيد العقل الاقتصادي زمام الأمور من قبضة المناورات السياسية. فهل نشهد في النصف الثاني من العام تحولاً في هذا الاتجاه؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذا التساؤل.

طباعة شارك الأسهم ترامب الأسواق العالمية البيت الأبيض رسوم جمركية

مقالات مشابهة

  • اليابان: لا اتفاق تجاري مع أمريكا دون إلغاء شامل للرسوم
  • ترامب يقود حربا جديدة ضد الصين على أرض أمريكا .. تفاصيل
  • انفجارات قوية في خليج ديسانتنايا بمدينة فلاديفوستوك الروسية
  • وجه “مارألاغو”.. هوس الجمال بملامح عائلة ترامب يغزو أمريكا
  • أمريكا وإسرائيل على حافة صدام.. خلافات عميقة حول إيران وصفقة الأسرى
  • ترامب يحذر نتنياهو من تعطيله ويلفت لاقتراب أمريكا من اتفاق مع إيران
  • سياسات ترامب تُفجّر أزمة.. أمريكا تفقد مكانتها بين أكبر 40 سوقاً عالمياً
  • قرار صعب.. لماذا لا تصنع شركة أبل هواتف آيفون في أمريكا؟
  • إندبندنت: إسرائيل مستمرة بهدم جسور الثقة بينها وبين الغرب
  • ارتفاع النفط بعد منع أمريكا تصدير الخام الفنزويلي